سور وأبواب دمشق الحبيبة
وجدت الأسوار حول المدن لحمايتها من الهجمات الخارجية
وهو أسلوب أتبعه اليونان, وضمن السور وجدت الأبواب للدخول والخروج من وإلى المدينة
ويعتقد الباحثون في تاريخ دمشق أن سور المدينة قد تواجد حولها منذ العهد الآرامي وبعده اليوناني
وعندما سيطر الرومان على دمشق عام 64 ق.م
عمدوا إلى تجديدالأسوار وإ عادة بنائها فأحاطوا المدينة بسور حجري
تضمن سبعة أبواب نسبة للرقم (7) وهو رقم ذو قدسية عند كثير منالشعوب
وهذه الأبواب هي :
::
باب كيسان
::
يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة القديمة وهو من الأبواب السبعة الأصلية
بناه الرومان ونسب لكوكب زحل سمي الباب بهذا الاسم نسبة إلى كيسان
مولى معاوية بن أبي سفيان بحسب ما ذكر ابن عساكر في كتاب تاريخ دمشق.
عند الفتح العربي الإسلامي لدمشق دخل منه القائد يزيد بن أبي سفيان
وفي عهد نور الدينتم سد الباب لأسباب دفاعية
وفي العهد المملوكي عام 765هـ/1363م أعيد فتح الباب من قبل نائب الشام
الأمير سيف الدين منكلي بغا الذي أعاد ترميمه وبنا داخله مسجداً.
وفي زمن الإحلال الفرنسي لسورية عام 1925م تم إعادة ترميم الباب وفي عام 1939م
أنشئ داخله كنيسة حملت أسم القدّيس بولوص الرسول .
::
الباب الشرقي
::
يقع في الجهة الشرقية من المدينة القديمة وهو من الأبواب السبعةالأصلية
بناه الرومان ونسبوه إلى الشمس, صمم هذا الباب بثلاث فتحات
في الوسط بوابة كبيرة وعلى جانبيها بوابتان أصغر حجماً ويتصل بباب الجابية عبر الشارع المستقيم
وسمي بهذا الاسم لكونه يقع شرق المدينة.
عند الفتح العربي الإسلامي لدمشق دخل منه القائد خالد بن الوليد وجرت عنده معارك كبيرة
ومن هذا الباب كان دخول قائد الجيش العباسي عبد الله بن علي عندقدومه لدمشق عام 132هـ
وارتكابه المجازر فيها, ومنه دخل الملك العادل نور الدين الزنكي عام 549هـ/1154م
ثم قام بترميمه مع بقية أبوب دمشق وسورها وبنى عليه مئذنة ومسجداًصغيراً وأقام أمامه باشورة
ويعتقد أن نورالدين هو من قام بسد الفتحتين الوسطى والجنوبية من الباب لأسباب دفاعية.
في أواخر القرن التاسع عشر هدمتالباشورة من أمام الباب وأزيل المسجد الصغير في وقت سابق
وفي القرن العشرين تم إعادة فتح البوابتين الوسطى والجنوبية من الباب بعد ترميمه ترميماً شاملاً.
::
باب توما
::
يقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة وهو من الأبواب السبعةالأصلية
بناه الرومان ونسبوه لكوكب الزهرة
وبعد انتشار المسيحية قاموا بتسمية الباب على أسم القديس توما الرسول
أحد تلاميذ السيد المسيح عليه السلام.
يوجد على إحدى حجارةالباب نقش بالحروف اليونانية
وهذا يعطي إشارة لاحتمال بناء الباب الأصلي من قبل اليونان قبل أن يقوم الرومان بإعادة بنائه.
عند الفتح العربي الإسلامي لدمشق دخل منه القائد شرحبيل بن حسنة وجرت عنده معارك
وفي عهدنور الدين رمم الباب وأقيم عنده مسجد ومئذنة .
ومن أبرز الترميمات التي طالت الباب والسور المحيطبه
ترميم الملك الناصر داوود بن عيسى في زمن الدولة الأيوبية عام 625 هـ/ 1228م .
ومن ثم الترميم المملوكي من قبل نائب دمشق آنذاك تنكز عام 734 هـ/ 1333م .
وفي زمن الإحلال الفرنسي لسورية في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين أزيل المسجد ومن ثم المئذنة .
نقش كتابي على العتبة العليا لباب توما تؤرخ لترميم الباب في العهدالمملوكي وقد كتب عليها :
(( بسم الله الرحمن الرحيم
جُدد هذا الباب المبارك في أيام مولانا السلطان الملك الناصر ناصر الدنيا والدين
محمد بن مولانا السلطان الملك الشهيد المنصور قلاوون الصالحي أعزّ اللهأنصاره
وذلك بإشارة المقر الأشرفي العالي المولوي الأميري الكبيري الغازي المجاهدي المرابطي
المثاغري المؤيدي الممالكي المخدومي السيفي تنكز الناصري كافل الممالك الشريفة
بالشام المحروسة عزّ نصره وذلك في العشرالأول من ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ))
::
باب الصغير
::
يقع في الجهة الجنوبية من المدينة القديمة وهو من الأبواب السبعة الأصلية
بناه وجدده الرومان, ونسبه اليونان قبلهم لكوكب المشتري.
عند الفتح العربي الإسلامي لدمشق دخل منه القائد يزيد بن أبي سفيان
شقيق الخليفة معاوية بن أبي سفيان,
وفي عهد نور الدين رمم الباب وأقيم عنده مسجد ومئذنة وباشورة .
ومن أبرز الترميمات التي طالت الباب والسورالمحيط به ترميم الملك المعظم عيسى
في زمن الدولة الأيوبية عام 623 هـ/ 1226م ,
ومنه اقتحم التتار دمشق بقيادة تيمورلنك عام 803هـ/1401م في العهدالمملوكي,
وقد سمي الباب بهذا الاسم لأنه أصغر أبواب المدينة .
نقش كتابي داخل الباب يؤرخ لترميم الباب في العهد الأيوبي وقد كتب فيه :
(( بسم الله الرحمن الرحيم
كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز,
أمر بتجديد هذا الباب والسوروالخندق المبارك مولانا السلطان المعظم
الغازي المجاهد في سبيل الله شرف الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين محيي العدل
في العالمين عيسى بن المولى السلطان الملكالعادل سيف الدين أبي بكر أيوب خلّد الله ملكه
تقربّاً إلى الله تعالى بتولي العبد الفقير إلى رحمة ربه محمد قرشي سنةثلاث وعشرين وستمائة ))
::
باب الجابية
::
يقع في الجهة الغربية من المدينة القديمة وهو من الأبواب السبعةالأصلية
بناه الرومان ونسبوه لكوكب المريخ, والغالب أن الباب سمي بهذا الاسم نسبة إلى
تلّ الجابية بمنطقة حوران لأن الخارج منه يصل إليها.
صمم هذا الباب بثلاث فتحات , في الوسط بوابة كبيرة وعلى جانبيها
بوابتان أصغر حجماً ويتصل بالباب الشرقي عبر الشارع المستقيم .
عند الفتح العربي الإسلامي لدمشق دخل منه القائد أبو عبيدة بن الجراح
وسدّت الفتحتان الوسطى والشمالية من الباب في عهد نور الدين (على الأغلب)
الذي أعاد ترميم الباب والسور المحيطبه عام 560هـ/ 1165م وبنى حوله باشورة.
ثم تلته ترميمات أخرى أبرزها ترميم الملك شرف الدين عيسى ابن الملك العادل في زمن الدولةالأيوبية
ينسب بعض العامة الباب إلى امرأةصالحة تدعى (السيدة جابية )
وقبرها موجود أمامالباب والواقع أن الضريح الموجود بجانب الباب ضريح وهمي ليسإلا
ولا وجود في كافة المراجع التاريخية لوليةصالحة تدعى جابية.
::
باب الفراديس
::
يقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة وهو من الأبواب السبعةالأصلية
بناه الرومان ونسب لكوكب عطارد, سميالباب بهذا الاسم نسبة إلى
محلّة كانت قبالته خارج السور تسمى الفراديس بحسب ما ذكر ابن عساكر في كتاب تاريخ دمشق.
عند الفتح العربي الإسلامي لدمشق دخل منهالقائد عمرو بن العاص
وفي عهد نور الدين رمم الباب والسور المحيط به وربما كان المسجد الموجود عنده
من عهد نور الدين الذي بنا مسجداً ومئذنة عند أغلب الأبواب .
ومن أبرز الترميمات التي طالت الباب والسورالمحيط به ترميم الملك الصالح
نجم الدين أيوبفي زمن الدولة الأيوبية عام 639 هـ/ 1241م .
يُطلق العامة على هذا الباب أسم باب العمارة نسبة للحي الموجودفيه
وهو مصفح بالحديد ليومنا هذا, وعليه نقشكتابي غير واضح المعالم.
::
باب الفرج
::
يقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة وهو باب مُحدث
أنشأهُ السلطان نور الدين الشهيد وقد سماه بهذا الاسم لما وجده أهل البلد من الفرج بعد فتح الباب
وعندما قام السلطان نور الدين بتوسيع سور المدينة بين باب الفرج
وباب الفراديس ودفعه ليكون محاذياً للنهر أدى ذلك لإنشاء باب أخر على السور الجديد
مقابل باب الفرج الأصلي (الداخلي) وهو باب الفرج الخارجي , كما أقام عند الباب مسجداًوباشورة.
رمم الباب الداخلي في العهد الأيوبي أيام الملك الصالح إسماعيل عام 639هـ/1242م
كمارمم الباب الخارجي في العهد المملوكي , وأخر ترميم للباب الخارجي كان عام 1948م,
ويطلق العامة على الباب حالياً أسم باب المناخلية كونه يقع في سوق المناخلية.
نقش كتابي على الباب الداخلي يؤرخ لترميم الباب في العهد الأيوبي وقد كتب فيه :
(( بسم الله الرحمن الرحيم
أمر بتجديد هذا الباب والخندق المبارك مولانا السلطان الملك الصالحالعالم العادل المجاهد المرابط
المثاغر المظفرالمنصور الغازي عماد الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين
قاتل الكفرة والمشركين قامع الخوارج والمرتدين محيي
العدل في العالمين إسماعيل ابن أبي بكر بن أيوبنصير أمير المؤمنين
بتولي العبد الفقير يعقوب بن إبراهيم بن موسى بتاريخ رمضان سنة تسع وثلاثون وستمائة ))
::
باب السلامة
::
يقع في الجهة الشمالية من المدينة القديمة إلى وهو بابمُحدث
أنشأهُ السلطان نور الدين الشهيد وقد سماه بهذا الاسم لتعذر القتال عنده
نظراً لأنهم حاط بالنهر والأشجار الكثيفة, ويطلق عليه العامة أسم بابالسلام.
تم ترميم هذا الباب في العهد الأيوبيأيام السلطان الملك الصالح أيوب عام 641هـ/1243م
وهذا الباب هو أحد أجمل أبوب المدينة ويشبه في تصميمه باب توما.
يوجد نقش كتابي على عتبة الباب من الخارجيؤرخ لترميم الباب في العهد الأيوبي وقد كتب فيه :
(( بسم الله الرحمن الرحيم
جددت عمارة هذا الباب السعيد في أيام مولانا الملك الصالح السيّد الأجل
العابد المجاهد المؤيد المظفّر المنصور نجم الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين
منصف المظلومين من الظالمين قاتل الكفرة والمشركين ماحي البَغْي والفساد
ودامغ المفسدين في البلاد معزّ الإسلام غياث الأنام ركن الدين مجد الأمة علاء الملّة
سيد الملوك والسلاطين أيوب بن الملك الكامل بن السلطان الملك العادل سيف الدين
أبي بكر بن أيوب أمير المؤمنين بتولي العبد الفقير
يعقوب بن إبراهيمبن موسى سنة إحدى وأربعين وستمائة ))