(نظر) لمحيي الدين اللباد "صانع الكتب".. وثيقة لتطور الفنون البصرية

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
من بين عدة ألقاب ارتبطت بالتشكيلي المصري محيي الدين اللباد (1940-2010) اختار صفة "صانع الكتب" وهو عمل أخلص له تصميما ورسما ومتابعة حتى المراحل الأخيرة للطباعة بهدف تقريب الفنون البصرية إلى القارئ العادي متخذا من بيت بشارة الخوري الذي غناه محمد عبد الوهاب شعارا "إن عشقنا فعذرنا-أن في وجهنا نظر". وبدأ مشروع (نظر) بباب نقدي مصور ومرسوم استعان فيه اللباد بلوحات ورسوم وكاريكاتير له ولفنانين عرب ومصريين في عام 1985 بمجلة (صباح الخير) الأسبوعية القاهرية التي كانت رمزا لقفزات تجريبية غير تقليدية في فنون الصحافة تحريرا وإخراجا متوسلة بالكاريكاتير واللوحات الفنية لرموز التشكيليين والشباب أيضا.
وحين فكر اللباد في جمع هذه المواد -التي نشر بعضها في مجلات مصرية أخرى في فترة تالية- وجد حرجا في أن يسميها كتابا فأطلق عليها (ألبوم) وهو الاسم الأدق حين يتعلق محتوى "الكتاب" بصور ورسوم ورأى أن ينشر المواد كما هي مع إضافة إيضاحات وتحديث معلومات تخص وقائع كما في مذابح تعرضت لها البوسنة والهرسك في التسعينيات..
ففي أحد الرسوم الكاريكاتيرية للفنان المصري أحمد حجازي يفتح رجل صحيفة ويقول بتأثر "البوسنة والهرسك" فترد عليه زوجته الجالسة بجوار باقة ورد.. "الأول بوسني وبعدين هرسك" وفي الصفحة نفسها كاريكاتير رسم فيه حجازي ثلاثة رجال يدخنون المخدرات أما الرابع فكان يبتسم وهو يقرأ في صحيفة "حملة للقضاء على المخدرات" فيعلق أحدهم..
"أمال احنا بنعمل ايه؟.. ما احنا برضه كل ما نلاقي حتة مخدرات نقضي عليها!".
واللباد الذي حصد كثيرا من الجوائز في معارض كتب دولية عمل مصمما لأغلفة الكتب كما كتب ورسم كتبا للأطفال وجمع رسومه الكاريكاتيرية في كتب منها (100 رسم وأكثر) وأسس مشاريع ثقافية وأشرف عليها فنيا ومنها تصميم الغلاف الأساسي لمشروع (كتاب في جريدة) الذي صدر في عدة دول عربية.
ومجلد (نظر) الذي يضم أربعة ألبومات في كتاب واحد يقع في 550 صفحة كبيرة القطع وأصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب بغلاف صممه الفنان التشكيلي أحمد اللباد الذي قال في مقدمة عنوانها (صاحب البصر والبصيرة) إن المؤلف "كان همه الأول هو شرخ المستقر وإعادة الاكتشاف والخلق والتجديد وإعادة الثقة بثقافتنا الوطنية والقومية... كان (اللباد) بصر العين وبصيرتها مشروعه الكبير."
وقراءة مشروع (نظر) الآن تعطي نظرة بانورامية على تطور فنون الإخراج والطباعة إضافة إلى بعد تاريخي ودولي في شؤون السياسة ومصائر الثوار والثورات وكيف تناولها الرسام كما فصل (ثوريون لكن ظرفاء) وفيه يحتفي اللباد بمجلة الكاريكاتير الفرنسية (صحن الزبدة) التي صدرت عام 1901 وينقل منها رسما يصور "وجه ملك بريطانيا إدوارد السابع مرسوما على المؤخرة العارية لإله الحرب... كاريكاتير احتجت عليه سفارة الحكومة البريطانية في باريس وأرغمت المجلة على جمع نسخ العدد من الباعة وطباعة مساحة زرقاء تغطي المؤخرة العارية".
ويقول المؤلف إن المجلة لم يقتصر هجاءها على فرنسا بل امتد إلى الأنظمة المستبدة في أوروبا وصولا إلى الإمبراطورية العثمانية بمشاركة "كوكبة من الرسامين الثوريين أعداء الأنظمة الإمبراطورية والملكية" وأقيم لرسامي المجلة المتمردين معرض في المركز التشيكي في باريس تحت شعارات فوضوية منها (تسقط البرجوازية) و(تسقط الملكية) و(تسقط الشرطة) و(يسقط الاستعمار) و(تسقط العنصرية) و(يسقط الزواج) و(تسقط الدعارة) و(تسقط الفلوس).
 
أعلى