عمر رزوق
بيلساني مجند
- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45
نقوش ذكرية بشفاه أنثوية
سأقذف أحرفي والكلمات والجمل , على شامل وجهك المبتذل , فأرجوك أن لا تتذمر , وأطلب منك أن لا تتعكّر بل واستحلفك بالله أن لا تتعمّر , فأنت الذي أجبرني , بتلك التصرفات وحيّرني, وبها أنت من كسرني , فلا تتستر بمواقع الدفاع , بخيوط واهية من الاندفاع , وألّا تتجرأ على عَقْد الأيمان , بمُضغة قد خلت من رهبة الأيمان .
ولا ترمني بلهيب لهّاب , وكيل من أنواع السباب , فلله نفسي موهوبة , فلن يضرّها شتيمة أو مسبّة , ولا وابل من سفه .
لعلك منّي تتعجّب , وبحلبة مبارزة قد ترغب , لتصرعني بضربة حِرَفيّ , لتريح نفسك من كرابيج أحرفي . حسنا سأقبل النزال , وخوض القتال , سأتترس بعضلاتي , لدرء غضبك الآتي . ولكن , هل تدعني أمارس الثرثرة والكلام , فلعل الله تعالى يكفينا الخصام , وتخترق حروفي كالسيف , جدران قلبك المثخنة بالزيف , فتذهب تلك الأحمال وتخفّ .
دعني أبدأ بالثرثرة : أما رأيت صورتك مؤخرا ؟
أعلم أنك تنظر إلي بطرف عينيك , وتسخر من سؤالي إليك , ولا أستبعد أن تقول في نفسك : يا له من سؤل أحمق . لكنني وبالرغم من الغرابة , أرغب منك بالإجابة , وأصرّ على السماع , وللخبر أن يذاع .
لا تطعنني بعينك كرها , ولا تُخرج عينيك من محاجرها شررا , فلن تتخذ على ذلك اجرا .
أريد الإجابة : طبعا . ستقول متعجرفا , لقد شبعت من النظر لمظهرك مُسرفا.
جميل يا صاحبي , وماذا رأيت ؟ ستقول : كالعادة , لا نقصان ولا زيادة .
يا صاح : الرأي أخالفك , والكِبر عن الحقيقة أبعدك , فإنك لم تنظر بعينين ثاقبتين , بل بعدستين مزيفتين , نظرت بعينين , قرنية العدل وشبكية الأمانة وعدسة الصدق , نظرت بعينين كان لأعين الفسّاق عليهما وسيلة ولأعين الفجار ومحاربي الفضيلة , نظرت بعينين تطوعتا لتتلوثا بقمامة بشر , فأغشاهما الخنا والخنوع ردحا طويلا من الدهر , أتطلع إليك , أراك , وأول ما يخطر ببالي , آية الحجاب , فأغضّ البصر , فلا أسمح لعيني استدامة النظرة , وقد جعلت من نفسك فتاة في الرابعة عشرة , أانتزعتَ جذور الخجل , وأنت بملابس الفجار ترفل ؟ أفيك خُلُق يسمى رجولة , أم أتيت من كوكب تنعدم فيه الفحولة , قل , ولا تكن من أصحاب بخل, فإني لا أرى فيك سمة من عقل , الهوينا , فالكلام ما أكملت , والمنطق ما أهملت , والصدق ما خذلت . فمن يرى هذا الشَعر الثائر على رأسك مدهن بالجل والبخور , فقطعا يقول بأنك من ذوات الخدور , ومن يبتسم لمشيك المتموجة , فلا بد بأنه ناعتك بالسفور , ومن شَخَصَ وأطال في وجهك المدهون بالأصباغ , فإنه خارٌ صعقٌ من هول الفجور .
فما أنت بنفسك صانع يا هيكل , صاحب جمجمة وعظام رجل , وأنت مفتقد العقل . قل لي بربك ما نفعك إذ مشلح المروءة خلعت وشلحت , ولبست فستانا من تبجح ودجل , ولم تدفن وتطمس أغلا وأثمن ما تملك , بأخسّ وأحط ما يمتلكه الكفار الملحدون ؟!
تغلغل عفنهم في جسدك حتى تسرطن تفكيرك وأفكارك , وأمست خلايا جسدك تأبى إلا أن تحمل دما خبيثا فاسدا مُفسدا , وبكل اقتدار نجحوا بجعل شباب الأمة دُمى شيطانية بكل امتياز .
وها أنت , وكل من مسّه هذا المسّ الشيطاني , تفترشون المهانة وتلتحفون السفه , والأدهى والأمرّ , بأنك بهذا الأمر تفاخر , وبالمعاصي تجاهر , وبالأخلاق الحميدة تقامر .
أعرف بأنني عليك أثقلت , ومنك ومَنْ هم على شاكلتك نلت , ولكن مهما لكم كِلت ,فإنني لن أخافك ولن أرهبك , سنستمر بمحاربتك حتى تخور عزائمك .
لا تندهش بقوة , فأنت من أصحاب نون النسوة , فلا خوف منك ولا وجل , فتلك العضلات المخيفة , التي نمت على عظامك الهشة الخفيفة , أصبحت لحوما مهترئة مترهلة نحيفة , خاويات فارغات , إلا من نقوش ذكرية بشفاه أنثوية , وعقلية مستوردة وبلغة أجنبية .
عمر رزوق
أبوسنان
أبوسنان