عمر رزوق
بيلساني مجند
- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45
نميمة ليبرمان
إذا أردتُ أن أكتب مقالا مستعملا مصطلحا مبهم , فالأولى أن أشرح المصطلح لكي يستطيع القارئ فهم المقال . لهذا لا بد من اتفاق حول تفسير واضح ومفهوم عن النهيق ومشروعيته , هل هو مكروه أم منكر , يجوز شرعا أم أنه مستحب , فهيا بنا نتفق على تفسير وتعريف واضح لهذا المصطلح , النهيق . برأي الفقير لله الكاتب والذي سوف يفرضه عليكم شئتم أم أبيتم , أن النهيق هو كل منكر قول أو عمل , سواء صدر من جحش أو من مخلوق آخر يتطلع لأن يكون جحشا وهو ما يطلق عليه بالأوساط الفنية بالثقافة الجحشية , وهذا المصطلح هو الآخر مشتق غدرا وعربدة من الجملة المفيدة : نهق الجحش , فالجحش فاعل للنهيق وليس محرّضا عليه .
وبعد ...
ذات معضلة , قبل فترة وجيزة , وقف حمار على كومة كبيرة من القش , فنهق واستنهق فزفر ببراطيمه واستدبر ثم اعتدل وقال : أيا القوم , اسمعوا وافهموا , فإن استمرار الحال على هذا المنوال من المحال ولا بدّ وضع الحدود والموانع لكل أمر واقع , فقد أحدث كبير حميرنا منكرا بقبوله التفاوض مع العرب , فمشكلة دولة الحمير بأنها الديمقراطية الوحيدة بين حظائر من دكتاتوريات لا تمثل شعوبها إنما استطاب لها على الكرسي الجلوس وقضاء العمر في ظلم الشعب وعدّ الفلوس , ويستمر بالنهيق : شعرت بنهقة كبيرة أردت أن أتجشأ بها عندما رأيت حمارنا الأكبر يجمّل قرارات القمة ليشكّل حكومة وحدة وطنية . واستدار الحمار ليرى اهتزاز ذيله ثم تمرّغ وتمعّك ثم وقف على أربع ولعقيرته رفع ونهق نهقة أخرى قائلا , أنصح كبير حميرنا بشحذ السيوف والرماح لدكّ عمليات الإرهاب التي ينفذها أطفل جيراننا أولاد الجوييم ( غير اليهود ) والعبيد , واستمر بالنهيق , لقد قلت لحمارنا الكبير لا تنسى بأنك كنت حمارا قدوة للحمير وشعبك يفاخر بك عندما كنت تقنس أعداءنا , وتدمّر بيوتهم وتقتل أطفالهم ونساءهم , فلا تخن أمّتك .
صك أسنانه عندما انتهى من النهيق , لعنه الله ولعن آله ومريديه ولعن نسل الحمير من حمارهم الأول حتى آخرهم .
إن كل ما سبق من شهيق ونهيق لم يناله إلا بعض التحريف في بعض الأسماء , فما رأيكم فهل النهيق منكر , حتى متى ستتحمل آذاننا منكر النهيق , حتى متى نغمض أعيننا عن فضلاتهم التي تقع فوق رؤوسنا يوميا وعلى رؤوس الذين خلّفونا والذين خلّفناهم , إلى متى نستطيع تحمّل ركلات حوافرهم على صدورنا وظهورنا ومؤخراتنا .
في ذات يوم قرأت نهقة لذلك الهالك ابن الهالكة سارق الآثار موشي ديّان ساخرا ناهقا , لن يستطيع العرب التفوّق علينا , حتى يستطيعوا الوقوف بانتظام في الطابور أمام المخبز .
ماذا أقول يا ابن الهالكة , صدقت , فلقد أصبحنا نملك من النهّاقين أكثر منكم , ولا أظنك ستفرح لا أنت ولا الذين خلّفتهم برؤية ذلك الطابور لا أمام المخبز ولا حتى أمام إشارة المرور الحمراء .