DE$!GNER
بيلساني محترف
- إنضم
- Apr 4, 2011
- المشاركات
- 2,637
- مستوى التفاعل
- 44
- المطرح
- بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
أتى الراوي متكئاً على عصاه..جلس على كرسيه فبدت على وجهه ملامح الحزن والأسى..
ما بالك أيها الراوي.. حزيناً.. كئيباً؟
من التصرفات الطائشة لبعض شباب اليوم... وصاح غاضباً:
كم إنسان عزيز علينا ذهب ضحية السرعة والاستهتار والغرور الذي ليس له معنى.. منهم من مات، ومنهم من فقد جزءاً من جسده، وآخرون.... ثم اختنق صوته وكأن في حلقه غصة....
صمت قليلاً.. تنهد مستجمعاً أنفاسه.... وبدأ يروي قصته:
فرحت الصغيرة نور ذات السنوات السبع بقرار والديها الذهاب إلى البحر في رحلة قصيرة للاستجمام.. هناك السباحة في مياه البحر المالحة.. اللعب بالرمال.. الطعام في المطاعم.. كل ما في هذه الرحلة ينبئ بالسعادة والسرور والمرح...
وبدأت طلباتها.. ماما: أريد لباس البحر، ماما: أريد أدوات اللعب بالرمال.. ماما.. ماما.... والأم تستجيب لطلبات صغيرتها بكل سرور.. فهي طلبات مشروعة لكل طفل في رحلة الاستجمام هذه..
انتهت الاستعدادات وأذن الوقت بالرحيل... والسفر هذه المرة أفضل لأن والدها سيذهب معها.. إذاً لن يضطروا لركوب الباص.. فالرحلة ستكون أمتع بركوب سيارة الأب.
انطلقت السيارة.. ووصلت طريق السفر الجميل.. ها هي معلولا... وصلنا إذاً إلى منطقة القلمون ومدنها الرائعة.. قال الأب محدثاً ابنته نور الجالسة في المقعد الخلفي...وهي تنظر وتتعلم.. وتعرف..
طريق السفر طويل.. توقفوا في إحدى الاستراحات قليلاً ثم عادوا لإكمال طريقهم.. وبدأ جو البحر يلوح في الأفق... انظري يا بابا.. قال الأب: ها هو البحر على شمالك.. وبدأت الصغيرة تقفز من الفرح.. يا إلهي متى نصل إليه.. أنا مشتاقة للبحر كثيراً.. قالت نور...
أخيراً وصلوا المدينة... ركن الوالد السيارة أمام الفندق وبدأ الجميع بإخراج الحقائب، والصغيرة تقف إلى جانب والدها لمساعدته فهي تريد حمل أمتعتها الخاصة... الكل مشغول... الجميع سعيد.. لكن ما هي إلا لحظات حتى أصبح الجو مشحوناً بالكآبة..
ويتابع الراوي قصته: سائق مستهتر لا يعرف من القيادة إلا السرعة.. يسير في الطرقات برعونة.. لا رادع سلوكياً له... من أجل أن يمارس هوايته في قيادة السيارات.. يضرب الصغيرة..
الوالدان لم يستوعبا ما حدث... يالطيف.. تقول الأم، تنظر جانبها؟؟... تتسمر مكانها تريد الركض نحو ابنتها.. لا تستطيع تشعر بشلل تام في جسدها.. صوتها لم يعد يسمع.. أما الأب فيصبح في ذهول تام من هذا المنظر المخيف والمرعب... استمرا على هذه الحال لحظات ليستعيدا وعيها حينما يسمعان صوت الناس وهم يحومون حول الصغيرة التي طارت في الجو لتسقط على رأسها وجسدها كله... لم يعد يسمع من صوتهم إلا الآهات.. الأنين.. البكاء.. الصراخ.. ابنتهما بين الحياة والموت.. لا صوت.. لا حركة.
مفاجأة وقعت على الوالدين.. كارثة.. مصيبة.. ركضا نحو الصغيرة يحملانها والدماء تسيل من وجهها وكل جسدها اجتمع الناس حولهما.. قال أحدهما: يا لهذا السائق الأرعن، وقال الثاني: التقطت رقم السيارة..
الوالدان لم ينتبها لأقوال الناس فكان همهما الوحيد إنقاذ صغيرتهما.. اصطحبا عصفورتهما بعد أن أصبحت مكسورة الجناحين.
خضعت نور لعدة عمليات جراحية وتجميلية والأطباء يقولون إنها نجت من الموت بأعجوبة.. لكنها تحتاج إلى المزيد من الوقت لتتمكن من الحركة..
نور الآن محرومة من اللعب.. محرومة من مدرستها وهي تبكي كل يوم لتكون مع أقرانها في الصف، وهو ما يحرق قلوب أسرتها.. نور الآن ستضيع عامها الدراسي لأنها أسيرة الفراش غصباً عنها بسبب الكسور والإصابات المختلفة التي تعرض لها جسدها الغض بسبب رعونة سائق لم يرحم طفولتها.
ويقول الراوي.. اصبري يا نور لعل الوقت يمر مسرعاً وتعودين إلى حياتك الطبيعية وتعود البسمة إلى أهلك الصابرين
ما بالك أيها الراوي.. حزيناً.. كئيباً؟
من التصرفات الطائشة لبعض شباب اليوم... وصاح غاضباً:
كم إنسان عزيز علينا ذهب ضحية السرعة والاستهتار والغرور الذي ليس له معنى.. منهم من مات، ومنهم من فقد جزءاً من جسده، وآخرون.... ثم اختنق صوته وكأن في حلقه غصة....
صمت قليلاً.. تنهد مستجمعاً أنفاسه.... وبدأ يروي قصته:
فرحت الصغيرة نور ذات السنوات السبع بقرار والديها الذهاب إلى البحر في رحلة قصيرة للاستجمام.. هناك السباحة في مياه البحر المالحة.. اللعب بالرمال.. الطعام في المطاعم.. كل ما في هذه الرحلة ينبئ بالسعادة والسرور والمرح...
وبدأت طلباتها.. ماما: أريد لباس البحر، ماما: أريد أدوات اللعب بالرمال.. ماما.. ماما.... والأم تستجيب لطلبات صغيرتها بكل سرور.. فهي طلبات مشروعة لكل طفل في رحلة الاستجمام هذه..
انتهت الاستعدادات وأذن الوقت بالرحيل... والسفر هذه المرة أفضل لأن والدها سيذهب معها.. إذاً لن يضطروا لركوب الباص.. فالرحلة ستكون أمتع بركوب سيارة الأب.
انطلقت السيارة.. ووصلت طريق السفر الجميل.. ها هي معلولا... وصلنا إذاً إلى منطقة القلمون ومدنها الرائعة.. قال الأب محدثاً ابنته نور الجالسة في المقعد الخلفي...وهي تنظر وتتعلم.. وتعرف..
طريق السفر طويل.. توقفوا في إحدى الاستراحات قليلاً ثم عادوا لإكمال طريقهم.. وبدأ جو البحر يلوح في الأفق... انظري يا بابا.. قال الأب: ها هو البحر على شمالك.. وبدأت الصغيرة تقفز من الفرح.. يا إلهي متى نصل إليه.. أنا مشتاقة للبحر كثيراً.. قالت نور...
أخيراً وصلوا المدينة... ركن الوالد السيارة أمام الفندق وبدأ الجميع بإخراج الحقائب، والصغيرة تقف إلى جانب والدها لمساعدته فهي تريد حمل أمتعتها الخاصة... الكل مشغول... الجميع سعيد.. لكن ما هي إلا لحظات حتى أصبح الجو مشحوناً بالكآبة..
ويتابع الراوي قصته: سائق مستهتر لا يعرف من القيادة إلا السرعة.. يسير في الطرقات برعونة.. لا رادع سلوكياً له... من أجل أن يمارس هوايته في قيادة السيارات.. يضرب الصغيرة..
الوالدان لم يستوعبا ما حدث... يالطيف.. تقول الأم، تنظر جانبها؟؟... تتسمر مكانها تريد الركض نحو ابنتها.. لا تستطيع تشعر بشلل تام في جسدها.. صوتها لم يعد يسمع.. أما الأب فيصبح في ذهول تام من هذا المنظر المخيف والمرعب... استمرا على هذه الحال لحظات ليستعيدا وعيها حينما يسمعان صوت الناس وهم يحومون حول الصغيرة التي طارت في الجو لتسقط على رأسها وجسدها كله... لم يعد يسمع من صوتهم إلا الآهات.. الأنين.. البكاء.. الصراخ.. ابنتهما بين الحياة والموت.. لا صوت.. لا حركة.
مفاجأة وقعت على الوالدين.. كارثة.. مصيبة.. ركضا نحو الصغيرة يحملانها والدماء تسيل من وجهها وكل جسدها اجتمع الناس حولهما.. قال أحدهما: يا لهذا السائق الأرعن، وقال الثاني: التقطت رقم السيارة..
الوالدان لم ينتبها لأقوال الناس فكان همهما الوحيد إنقاذ صغيرتهما.. اصطحبا عصفورتهما بعد أن أصبحت مكسورة الجناحين.
خضعت نور لعدة عمليات جراحية وتجميلية والأطباء يقولون إنها نجت من الموت بأعجوبة.. لكنها تحتاج إلى المزيد من الوقت لتتمكن من الحركة..
نور الآن محرومة من اللعب.. محرومة من مدرستها وهي تبكي كل يوم لتكون مع أقرانها في الصف، وهو ما يحرق قلوب أسرتها.. نور الآن ستضيع عامها الدراسي لأنها أسيرة الفراش غصباً عنها بسبب الكسور والإصابات المختلفة التي تعرض لها جسدها الغض بسبب رعونة سائق لم يرحم طفولتها.
ويقول الراوي.. اصبري يا نور لعل الوقت يمر مسرعاً وتعودين إلى حياتك الطبيعية وتعود البسمة إلى أهلك الصابرين