هل انتهى عصر "البعبع" الأمريكي بوفاة تشافيز؟

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
كان تشافيز دائما ينتقد بقوة السياسة "الإمبريالية" الأمريكية، وسبق وأن عقد مقارنة بين جورج دبليو بوش وهتلر، كما حذر من تصدير ثقافة الهلاوين إلى أمريكا اللاتينية واعتبرها نوعا من "الإرهاب".
إلا أن هذا الزعيم الفنزويلي، الذي يعتبره البعض بطل الشعب الذي انتخب ست مرات، ويعتبره آخرون متحايلا على الدستور، قد توفي.
ولم يكن تشافيز الصوت الوحيد المناهض لأمريكا الذي يصمت. فقد شهدت السنوات الأخيرة نهاية منتقدين كثيرين لهيمنة أمريكا.
فقد تخلى الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، الذي مكث في حكم كوبا فترة تجاوزت فترات حكم تسعة رؤساء أمريكيين، عن مهام منصبه عام 2008 كرئيس لكوبا و"كبير المزعجين" للولايات المتحدة.
في حين قتلت القوات الامريكية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي مثل "البعبع" الأكبر للولايات المتحدة.
كما أطيح بصدام حسين ومعمر القذافي، بينما استسلم كيم جونغ إيل للشيخوخة.
بل حتى الرئيس الايراني، محمود أحمدي نجاد، الذي أثار برنامج بلاده النووي ذعرا في واشنطن، سوف يسلم السلطة عام 2013، لأنه مقيد بولايتين رئاسيتين فقط.
مختلفون يجمعهم "العداء لأمريكا" قد يمثل هؤلاء الرجال ايدولوجيات سياسية مختلفة، من الاشتراكية الى القومية العربية العلمانية إلى الاصولية الاسلامية. لكنهم جميعا كانوا رموزا، كل حسب طريقته، لنزعة "العداء لأمريكا"، على الرغم من أن عبارة "العداء لأمريكا" في حد ذاتها تثير إنقساما في الرأي.
الرئيس الامريكي، جورج دبليو بوش، الذي أشار إلى ايران والعراق وكوريا الشمالية في خطابه حول حالة الاتحاد عام 2002 بأنها تمثل "محور الشر"، يرى أن مناهضة امريكا هي معارضة لما تمثله امريكا، وكما قال فإن أعداء امريكا "يكرهون حرياتنا".
ويستبعد ماكس بول فريدمان، استاذ التاريخ بالجامعة الامريكية، ذلك قائلا انه "اصطلاح يستخدم لوصف وتشخيص اي اختلاف مع السياسة الامريكية."
ويقول فريدمان إن رموز العداء لأمريكا يُصَوَّرَون على أنهم "ليسوا فقط غير ديمقراطيين، بل ايضا يدافعون بشراسة عن رؤاهم القومية".
ويشير فريدمان الى ان مصطلح "العداء لأمريكا" قد استخدم أيضا وعلى نطاق واسع، لوصف دول ديمقراطية مثل فرنسا عندما عارضت الحرب على العراق.
استغلال المشاعر هناك بالطبع اختلاف كبير على موقع تشافيز في هذا المجال الواسع. لكن رَسُل بيرمان، الأستاذ في جامعة ستاندفورد، يقول إن من الممكن "التمييز بين "العداء لأمريكا، كسلوك متأصل وبين النقد الذي يعتبر مشروعا.
ويرى بيرمان أن المشاعر السائدة في معظم بلدان العالم العربي، وهي "خليط من العداء للسامية والعداء لأمريكا"، يمكن أن يستغلها القادة الشعبويون، ويشير إلى مقتل السفير الأمريكي في ليبيا، كريستوفر ستيفن، عام 2012 لاعتباره نتيجة مأساوية لذلك.
ليس واضحا من أين سيأتي الجيل المقبل من "المعادين لأمريكا" كي يحلّوا محل تشافيز وكيم جونغ إيل ومن سيُنتخَب بديلا لأحمدي نجاد.
لقد ترك الربيع العربي قلة من القادة الذين يتمتعون بسلطة شعبية كي يتصرفوا كما تصرف القادة الديماغوجيون التقليديون. فما زال النظام الشيوعي في كوبا على حاله، ولكن بقيادة أخ فيديل كاسترو، راؤول، وهو شخصية لا تميل إلى الخطاب الشعبوي الناري، كما أنه أعلن أنه سيتقاعد عن العمل السياسي في عام 2018.
مازال في أمريكا اللاتينية الكثير من السياسيين المستعدين لتحدي المصالح الأمريكية، فهناك إيفو موراليس في بوليفيا، ودانيال أورتيغا في نكاراغوا، ورافائيل كوري في الأكوادور، على سبيل المثال لا الحصر.
ولكن ليس بينهم من يتمتع بقدرات تشافيز الاستعراضية الذي قال ذات مرة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة إن جورج بوش هو "الشيطان بعينه" وأنه ترك "رائحة الكبريت" وراءه في قاعة الجمعية العمومية.
بل حتى المستوى المتدني من "العداء لأمريكا" الموجود بين معارضي الحرب على العراق في أوروبا الغربية، أو "أوروبا القديمة" كما سمّاها دونالد رامسفلد، هو في تراجع.
واظهر استطلاع نشرته مؤسسة (بيو Pew) للابحاث في ديسمبر/كانون الاول عام 2012 تزايد التأييد للولايات المتحدة في أوروبا في اعقاب انتخاب باراك اوباما رئيسا، على الرغم من الاعتراف بوجود "فجوة في القيم" بين سلوك الجانبين بشأن القضايا الثقافية والدينية.
ويقول برندون أوكونور، الأستاذ في جامعة سيدني، ومؤلف كتاب "صعود العداء لأمريكا" إن "سلوك رعاة البقر" الذي مارسه جورج بوش قد جعل من السهل المزج بين عدم استساغة الثقافة والمجتمع الأمريكيين ومعارضة السياسة الخارجية الأمريكية.
ومن الغريب أن أحدث شخصية عالمية تتهم بالعداء لأمريكا هو المغني الكوري الجنوبي، بساي، الذي اشتهر عالميا بأغنية (أسلوب غانغنام)، وغانغنام هو أحد أحياء العاصمة سيئول.
لكن المغني بساي قدم اعتذارا بعد أن اتضح أنه غنى أغنية عام 2004 تحدثت عن قتل الأمريكيين الذين عذبوا السجناء العراقيين مع عائلاتهم "ببطء وألم". وقد يكون هذا أبعد كثيرا مما ذهب إليه حتى هيوغو تشافيز.
 
أعلى