هل تستمر إيران في تحمل كلفة دعم الأسد؟


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

لم يكن أمراً مفاجئاً ان البيان الذي أصدرته إيران في ختام قمة حركة عدم الانحياز التي عقدت أخيراً في طهران لم يشتمل على ذكر أي شيء يتعلق بالوضع في سورية.
فالكلمة القوية، التي ألقاها الرئيس المصري محمد مرسي ودان فيها ممارسات حكومة الأسد، كانت قد أدت الى انسحاب الوفد السوري (من القاعة). ولم تلق كلمة مرسي ترحيباً من جانب الحكومة الإيرانية إلى درجة أنها قامت بالتحريف في ترجمتها عن عمد إذ أشارت الترجمة المحرّفة إلى البحرين عوضاً عن سورية - لدى بثها على مسامع الجمهور المحلي.
لكن الضرر كان قد وقع فعلياً.
فما الذي كان من الممكن أن يذكره البيان الإيراني بشأن سورية لو أنه وصف ما يجري فعلياً حالياً على الأرض ودور إيران فيه؟
فنظام الأسد مازال متشبثاً بالسلطة، والفضل في ذلك يعود بدرجة غير قليلة إلى الدعم الإيراني. وتشير تقارير إلى ان الانخراط الإيراني في سورية على مدى الأشهر الستة الماضية بلغت تكلفته أكثر من 5 مليارات دولار أميركي، بما في ذلك 500 مليون دولار أموال سائلة ذهب جزء منها لدفع رواتب عناصر الجيش والأجهزة الاستخباراتية السورية. أما البقية فقد تم انفاقه على شراء الأسلحة والذخائر والمركبات المدرعة وغير ذلك من المستلزمات العسكرية. فكيف لإيران أن تتحمل كل هذا بينما اقتصادها وشعبها يعانيان من تأثيرات العقوبات الدولية؟
وإلى متى يستطيع النظام الايراني مواصلة دعمه المالي لنظام الأسد؟ وكم سيمضي من الزمن قبل أن يتوقف صرف رواتب عناصر الجيش والاستخبارات السوريين؟ وحتى الآن، مازالت قدرة الأسد على المحافظة على ولاء بعض وحداته العسكرية مرهوناً باستمرار تدفق الدعم المالي الإيراني. وعلى الرغم من أن الرئيس السوري غير قادر على دفع رواتب جنوده وتوفير الخدمات الأساسية لشعبه، فإنه يواصل في الوقت ذاته شراء أسلحة من روسيا بالأسعار العالمية.
ويتولى قائدا فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وحسين حمداني مسؤولية تقديم الدعم الإيراني إلى نظام الأسد. لكن هنالك خلافات بين الدوائر الديبلوماسية والأمنية والاستخباراتية الإيرانية حول سياسة الدعم تلك، إذ ان بعض المسؤولين يدركون أن أيام الأسد قد باتت معدودة.
لكن على الرغم من صدور توصية من مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني إلى المرشد الأعلى مفادها أنه يتوجب على إيران أن تشجع الأسد على التنحي، فإن الحرس الثوري الإيراني - وتحديداً الجنرال سليماني - يواصل تقديم الأسلحة والتدريب والمشورة إلى النظام السوري. ويقوم ضباط فيلق القدس بتقديم العون إلى ألوية الجيش السوري في عملياتها العسكرية، بالإضافة إلى تنسيق مشاركة ميليشيات الشبيحة وحزب الله إلى جانب متطوعين آخرين عراقيين وفلسطينيين.
وبعد إخفاقاته في العراق، يجهز الجنرال سليماني حالياً لحملة (عسكرية) طويلة الأمد في سورية، إذ انه يدرك أن سقوط الأسد سيعني سقوطه هو أيضاً.
 
أعلى