آلبتول
أدميرال
- إنضم
- Jul 5, 2008
- المشاركات
- 10,067
- مستوى التفاعل
- 172
- المطرح
- من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
عندما يُصنَع من المستحيل واقعاً ملموساً ..
وعندما يمتد الطموح ليصل عنان السماء .... ويفجر براكين التحدي
هنا فقط نقف منبهرين لتلك الشخصية الفذة ونصفق لها طوال الوقت ويتملكنا الإعجاب منها
ونظرة التقدير والاحترام تملأ أعيننا
ولكن ....!!
عندما تكون تلك الشخصية عاجزة عن الحركة قد أحاط بها المرض من كل جانب ولم يقف هذا
الأمر عند هذا الحد
بل امتد ليصنع العوائق والعراقيل تمنعه للوصل من أهدافه
تلك العوائق هي المجتمع وتلك العراقيل هي المفاهيم السائدة
بأن المقعد لن يحقق شيئا بل هو عالة على المجتمع
فهذا أشبه بأفلام الخيال مهما صفقنا له ...... ومهما كتبنا المدح فيه فلن نفي حقه
قصة كفاح بدأت فصولها منذ الصغر ولا زالت مستمرة يجني
صاحبها ثمار الكفاح المتواصل وقد نحت على الصخر اسمه ليبقى خالدا مدى التاريخ تذكره
الألسنة وتداوله المجالس بمزيج من الاعتزاز به وبما صنع
إنه الشاب عمار بوقس
.
.
.
.
الوجه الإعلامي الجديد في جريدة المدينة
وقد استبشر بظهوره جميع الإعلاميين الرياضيين لما يتمتع به من سعة وإدارك وإلمام في الرياضة
كل التقدير والاحترام ودوام التوفيق لهذا الإعلامي الشاب المكافح
لم تقف الإعاقة رغم وخزاتها المؤلمة حاجزا يحول بينه وبين الانطلاق ولم تكن نظرات الانهزاميين التي تعرقل الأقدام والأحلام إلا وقودا يحركه للأمام ويمنحه بحق أنفاس الطموح.. شاب سعودي رفض دنيا العاجزين وشطب من قاموسه مفردة الاستسلام وصنع لذاته شمسا تنير له طريق الحياة. أنه عمار بوقس طالب الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز شاب لم يمتلك من أدوات النصر على الزمن سوى لسان ينطق وعيون ترى ورغم فقـرالأدوات المعينة إلا أنه اكتفى بها وجعلها بالرضا جسر النبوغ والنجاح .
الجميل في هذا الشاب كان هو الإصرار فرغم العثرات التي وضعها أمامه المحيطون والسخرية التي كان يرمقها في عيون المقربين وعبارات التهكم التي كان يسمعها من أقزام الفكر وضعاف النفوس إلا أن أهدافه وأحلامه كانت أكبر من أن تعرقلها كلمة أو توقف خطاها نظرة من عيون الساخرين .
بلسان وعينين وجسد مشلول لا يقوى على الحراك كانت انطلاقته التي لا تعرف التراجع. وبفكر متوقد وطموح غلّاب كانت نجاحاته التي أدهشت العالم وما بين العجز والنجاح رحلة طويلة خطاها بوقس على ( حمّالة ) بعجلات يدفعها تارة أخ محب وتارة أخرى صديق حبيب .ورغم الصعوبات والعراقيل والأوجاع إلا أن الشاب الطموح قدّم للدنيا درسا بعنوان عريض وأثبت بألف دليل أنتربة الحياة القاسية لا تحتاج فقط ليد تحمل المعوّل بل تحتاج أيضا لفكر يحمل النور .لا تحتاج لأقدام تركض يمينا ويسارا قدر احتياجها لطموح يملأ القلوب.
مع بوقس ..صانع الشمس وهازم العجز والمنتصر على دنيا الأصحاء نمد السطور لتحمل الحكاية من بدايتها المعنّونة بتهكم الساخرين إلى نهايتها المكسوة بباقات النجاح وأزاهيرالورود .
وعندما يمتد الطموح ليصل عنان السماء .... ويفجر براكين التحدي
هنا فقط نقف منبهرين لتلك الشخصية الفذة ونصفق لها طوال الوقت ويتملكنا الإعجاب منها
ونظرة التقدير والاحترام تملأ أعيننا
ولكن ....!!
عندما تكون تلك الشخصية عاجزة عن الحركة قد أحاط بها المرض من كل جانب ولم يقف هذا
الأمر عند هذا الحد
بل امتد ليصنع العوائق والعراقيل تمنعه للوصل من أهدافه
تلك العوائق هي المجتمع وتلك العراقيل هي المفاهيم السائدة
بأن المقعد لن يحقق شيئا بل هو عالة على المجتمع
فهذا أشبه بأفلام الخيال مهما صفقنا له ...... ومهما كتبنا المدح فيه فلن نفي حقه
قصة كفاح بدأت فصولها منذ الصغر ولا زالت مستمرة يجني
صاحبها ثمار الكفاح المتواصل وقد نحت على الصخر اسمه ليبقى خالدا مدى التاريخ تذكره
الألسنة وتداوله المجالس بمزيج من الاعتزاز به وبما صنع
إنه الشاب عمار بوقس
.
.
.
.
الوجه الإعلامي الجديد في جريدة المدينة
وقد استبشر بظهوره جميع الإعلاميين الرياضيين لما يتمتع به من سعة وإدارك وإلمام في الرياضة
كل التقدير والاحترام ودوام التوفيق لهذا الإعلامي الشاب المكافح
لم تقف الإعاقة رغم وخزاتها المؤلمة حاجزا يحول بينه وبين الانطلاق ولم تكن نظرات الانهزاميين التي تعرقل الأقدام والأحلام إلا وقودا يحركه للأمام ويمنحه بحق أنفاس الطموح.. شاب سعودي رفض دنيا العاجزين وشطب من قاموسه مفردة الاستسلام وصنع لذاته شمسا تنير له طريق الحياة. أنه عمار بوقس طالب الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز شاب لم يمتلك من أدوات النصر على الزمن سوى لسان ينطق وعيون ترى ورغم فقـرالأدوات المعينة إلا أنه اكتفى بها وجعلها بالرضا جسر النبوغ والنجاح .
الجميل في هذا الشاب كان هو الإصرار فرغم العثرات التي وضعها أمامه المحيطون والسخرية التي كان يرمقها في عيون المقربين وعبارات التهكم التي كان يسمعها من أقزام الفكر وضعاف النفوس إلا أن أهدافه وأحلامه كانت أكبر من أن تعرقلها كلمة أو توقف خطاها نظرة من عيون الساخرين .
بلسان وعينين وجسد مشلول لا يقوى على الحراك كانت انطلاقته التي لا تعرف التراجع. وبفكر متوقد وطموح غلّاب كانت نجاحاته التي أدهشت العالم وما بين العجز والنجاح رحلة طويلة خطاها بوقس على ( حمّالة ) بعجلات يدفعها تارة أخ محب وتارة أخرى صديق حبيب .ورغم الصعوبات والعراقيل والأوجاع إلا أن الشاب الطموح قدّم للدنيا درسا بعنوان عريض وأثبت بألف دليل أنتربة الحياة القاسية لا تحتاج فقط ليد تحمل المعوّل بل تحتاج أيضا لفكر يحمل النور .لا تحتاج لأقدام تركض يمينا ويسارا قدر احتياجها لطموح يملأ القلوب.
مع بوقس ..صانع الشمس وهازم العجز والمنتصر على دنيا الأصحاء نمد السطور لتحمل الحكاية من بدايتها المعنّونة بتهكم الساخرين إلى نهايتها المكسوة بباقات النجاح وأزاهيرالورود .
من البداية
في أمريكا ذلك الوطن البعيد ولد عمّار هيثم بوقس حاملا مفردات العجز وعدم القدرة لا يملك من مقومات العيش سوى لسان يتمتم بالحروف وعيون ترقب العالم بدهشة أما الأطراف فقد أصابها الشلل التام حتى أن الأطباء تنبئوالهذا المولود بالموت بعد عامين .. ولكن الحياة تبسمت لهذا الطفــل وفتحت له بوابتهاعلى المصراعين ليتحرك على بساطها بلا قدم وساق.. عاش بوقس في وطن الاغتراب حتى التاسعة من عمره ووقتما عاد إلى المملكة حاول استكمال دراسته لكنه اصطدم بنظرة المجتمع السلبية لحالته الصحية وواجه أصوات الرفض العالية بأن يكون له مكان علىمقاعد الدراسة. فاضطر الصغير إلى الانتساب وبالإصرار وحده حقق بوقس المركز الخامس في الابتدائية والمتوسطة والثانوية وتخرج بدرجات أذهلت القائمين على التعليم حيث حصد قلادة الامتياز بنسبة 97%. بعدها حاول بوقس دخول جامعة الملك عبدا لعزيز لكنه وجد رفضا شديدا وممانعة قوية حركتها تارة شفقة المقربين وتارة أخرى سخرية الضعاف ومع إصراره دخل الجامعة وتخيّر من الأقسام قسم الإعلام ليكون هو بوابة النبوغ .. نعم لقد تحدّى عمار بوقس نفسه والبشر ممن علت أصواتهم معللين رفضهم بأن الإعلام قسم يحتاج لمواصفات خاصة وأكد بصوت الثقة طموح الرجال لا يعترف بالمقاييس ويرفض العراقيل
نظرة الأساتذة
أصطدم عمار بوقس في جامعة الملك عبد العزيز بنظرة بعض أعضـاء هيئة التدريس - الذين يفترض فيهم حسبما قال- بأنهم مثقفون حيث حاربوه بقوة وأمطروه بالعبارات المعرقلة لطموحه ولكنه لم يأبه بها وجاهد ليثبت لهم أن النجاح هو الوليد الشرعي الطموح والابن البار للإصرار والأقدام . ومع الإعاقة حصل بوقس على الدرجات العليا وحقق معدلا تراكميا هائلا بلغ 84ر4 من خمسة .
أجمل مافي بوقس هازم العجز والمنتصر على دنيا الأصحاء انه لم يفقد يوما الثقة في رعاية الرحمن وكيف يفقدها؟ وهو حافظ القرآن والمردد لآياته في صباحات كل يوم .. هذه الإيمان المطلق جعل بوقس ينظر إلى الإعاقة وكأنها هدية من الرحمن من حقه أن يزهوبها ويتباهى.
الحمالة .. القدم البديل
ولأن الأعصاب مشلولة شللا تاما جعل بوقس من ( الحمّالة ) قدما بديلة يتحرك بها في أروقة كلية الآداب تارة يدفعها أخ شقيق وكثيرا ما يحركها أصدقاء محبون.. تحد صارخ وطموح غلاب وحكاية نصر على الذات والزمن يرويها هذا الشاب الذي لا يتحرك من أطرافه سوى اللسان والعينين .. ومع فقرالجسد والذى ترجمته ندرة الأعضاء يبقى الغنى في هذه الابتسامة التي ما غابت أبدا عن الشفاه. فبوقس باسم على الدوام وكأن بسمته الجميلة هي الرد الساخر لسخرية الحياة أدهش بوقس أعضاء هيئة التدريس بطموحه وتحديه ونجاحه الذي كسر الأرقام وقفز فوق المعدلات.
(المدينة ) طرقت منــزل عمار ورافقته حتى مقاعد الجامعة واستمعت إلى مفرداته الجميلة وحديثه العذب الذي يقطر ثقة ونجاحا فاسمعوا معنا لصوته الآن ( يقول عمار ولدت بحالتي هذه وعرضت على أحد الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أكد لوالدي بأنني لن أعيش أكثر من عامين فقط وسبحان الله عشت عمري هذا بإرادة الله وفي سن الثامنة عرضت على نفس الطبيب وتفاجأ من وجودي على قيد الحياة وعبر عن ذهوله بقوله ( هذا شغل جبار وإرادة الله ) . في الولايات المتحدة كنت ادرس في المرحلة الابتدائية وكانوا متعاونين جدا معي حتى أنهم وضعوا معي كاتباً يكتب ملاحظاتي وساعدوني ولما عدت إلى السعودية تفاجأت بنظرة المجتمع السلبية والحقيقة أحبطت ولم يسمحوا لي بالانتظام في الدراسة لنظرة المجتمع الدونية لذوي الاحتياجات الخاصة في ذلك الوقت وكانوا يفضلون أن يبقى المعاق حبيس منزل أهله ولا يخرج أبدا ولا يكمل تعليمه معتبرين هذا قدر الله وهم لا يفكرون حتى بالأخذ بالأسباب.
ويضيف بوقس ( أنا أتميز بميزة إذا تملكني الإصرار على شئ وصممت عليه أصل إليه بفضل الله سبحانه وتعالى لذا كنت مصمما على إنهاء تعليمي وان يكون ليكلمة في المجتمع وان أكون عضوا ناجحا لا مهملا فيه وبالفعل حققت ما أريد وهانا اليوم حديث الناس لنجاحي.
لا أطرق الأبواب
وعن علاقاته بجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة يقول عمار: ليس لي علاقة بأية جمعية خيرية وأتعامل مع الناس بشكل طبيعي بمساعدة والديّ اللذين قدما لي كل شئ واحمدا لله على هذا القدر وأنا أتأقلم مع المجتمع بالرغم من الصعوبات التي أجدها في التعامل مع الناس لكن ليس كل الناس متشابهين وهم ليسوا على درجة واحدة.. أتقبل نظرة الأطفال بكل رحابة صدر عندما يرونني بحالتي الصحية هذه لكن أن ترى نظرة رجل مثقف ومتعلم تعليماً عالياً وينظرإليك نظرة مختلفة فهذه هي المصيبة
.
أصلي وأتمنى الحج
في الجامعة أتعامل مع الجميع بشكل طبيعي والكثير يتعامل معي بنفس الشكل كما أنني أمارس دوري في الحياة بشكل طبيعي وأؤدي فروضي أيضا بشكل كامل، أحافظ على الصلاة وأصوم رمضان وأتمنى أنأحج إلى بيت الله الحرام وهو حلم أتمنى تحقيقه إن شاء الله. ليس هذا فقط فأنا عاشق للرياضة محب لها ولا تفوتني مباراة إلا وأنا لها متابع
.
الكتابة الصحفية
ويضيف عمار: أضع المذاكرة على رأس أولوياتي وارتب لدروسي ساعتين في اليوم فقط كما احدد من وقتي جزءا للمجالس الرياضية التي تعتبر هوايتي الأولى وأتابع الحوارات الرياضية أيضا لدي مواهب في الكتابة الصحفية في المجال الرياضي وكنت أتمنى أن انشرمقالاتي الرياضية في الصحف لكن وجدت عدم قبول لكوني معاقا وقد حاولت مع أكثر من جريدة ولكن للأسف لم أجد أي تجاوب كما أن المسؤولين في الصحف لا يكلفون أنفسهم عناء القراءة ولو لجزء من المقالة والحمد لله لغتي العربية ممتازة واصبغ مقالاتي بشكل جيد لكنهم يقولون لي وضعك صعب ولا نستطيع أن ننشر مقالاتك بالرغم من إن كثيراً من الكتاب يرسلون مقالاتهم عبر ولا يحضرون إلى مقار الصحف وأنا استطيع أن افعل الشيء نفسه ولكن للأسف الشديد هي النظرة السلبية للمعاق. وهنا أحب أن أشكر جريدة ( المدينة ) التي رحبت بى وتنشر لي مقالات على صفحاتها الرياضية اليوم.
وهذه أحدى مقالاته بعنوان(شبكة الجماهير)
السمع والحفظ
وحول طريقته في حفظ دروسه يقول عمار: حفظت القرآن الكريم في عامين بدأت في الحفظ في سن الثالثة عشرة وكان يتابع حفظي الشيخ محمد إسماعيل الجمل وأنا أستمع وأحفظ بسرعة كما أحفظ الصفحات سريعا ولا احتاج مساعدة سوى في تقليب الصفحات أمامي فقط. وفي الجامعة استمع إلى المحاضرات وترسخ في ذهني وفي الانتساب كنت اقرأ الكتب وأحاول فهمها وحفظها بدون أي مساعدة لا دروس خصوصية ولا شئ من هذا القبيل وفي الانتظام في الجامعة كانت العملية أسهل بكثير.
وحول سبب دخوله قسم الإعلام بالرغم من حالته الصحية يقول عمار بوقس: دخلت الإعلام وأصررت عليه لسبب رئيسي وهوأن معظم ذوي الاحتياجات الخاصة يدخلون أقسام اللغة العربية والإسلامية وكنت أريد أن افعل شيئا جديدا ومختلفا واثبت للعالم أن المعاق يمكن أن ينجح في مجال الإعلام والحمد لله تخرجي في الفصل المقبل من الجامعة بتقدير ممتاز.
ويضيف أنا لم ادرس إلا من اجل الوظيفة وبمجرد أن انتهي من دراستي عندي مداخل كثيرة في الإعلام يستطيع المعاق في مثل حالتي الدخول فيها وأنا أجيد الكتابة الصحفية وخاصة الرياضية ومقالاتي حيادية فأنا افرق بين ميولي وبين الكتابة بشكل حيادي أحب الرياضة وأشجع النادي الأهلي وأتابع مبارياته حتى في الملعب وأنا عضو شرف فيه ومعي بطاقة عضوية
.
أتطلع للزواج
يقول عمار عن مستقبله إنني أنتظر التخرج في الجامعة الفصل القادم لأبحث عن وظيفة وبعد أن تستقر حالتي الوظيفية سوف أستعد للزواج فهي أمنيتي مثل غيري من الناس كما أتطلع إلى بناء أسرة نعم أنا أعتقد أن الزواج في مثل حالتي صعب ولكن أنا أرى انه لا مستحيل في الحياة والنية موجودة بعد الوظيفة أن شاء الله فانا سليم وجاهز من ناحية أداء وظائفي الزوجية. ويبين بوقس حالته الحالية بقوله أنا طبيعي جدا فانا اسهر مع أهلي متى ما سهروا وأنام بشكل طبيعي ولدى القدرة على متابعة شؤوني وأعيش مع عائلتي بدون عوائق والحمد لله وأسافر معهم فقد سافرت إلى ألمانيا ومصر والتشيك. كما أن لدي جهاز هو الواسطة بيني وبين جهاز الكمبيوتر بواسطة التحدث والكمبيوتر يسجل الحديث كتابة وأيضا الطباعة تتم بالحديث دون تدخل احد أو مساعدة من احد وفي أيام الاختبارات اختبر بمساعدة السائق الذي عادة ما يكون بجواري يكتب ما أمليه عليه وليس هناك أي مشكلة في ذلك فهو قريب مني ولا احد يستمع لنا.
الجد الحنون
عبد الله بوقس مدير التعليم في منطقة مكة المكرمة سابقا وجد عمار أكد أن عمار من الأطفال المعوقين ولكنه يملك طموحات وأفكار تخطت عمره وعندما اقرأ له مقالاته اشعر بقدرته الهائلة على التعامل مع الكلمة والحرف وكثيرا ما كان يناقشني فيما يكتب ويبدى لي مرئيات غالية ربما لم افطن إليها من قبل
.
ماذا قال الأكاديميون ؟
الدكتور انمار مطاوع عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدا لعزيز قسم الإعلام قال عندما انتسب عمار لكلية الآداب والعلوم الإنسانية،سجل مواد عامة واخذ معي مادة مقدمة في وسائل الاتصال، وهي مادة تلقي الضوء على الاتصال الإنساني ونظرياته ومفاهيمه، وعن وسائل الاتصال العامة والجماهيرية. والحقيقة منذ ذلك الوقت لاحظت تميز عمار الأكاديمي، إذ أن من ضمن التكاليف التي تطلب من الطلاب في هذه المادة واجبات تتعلق بمواقع النت والبحث الإلكتروني، وكان عمار أفضل من يشارك في هذه التكاليف، حتى انه كان يحضر قائمة بمواقع وعناوين بحثية إضافية تتجاوز متطلبات المادة.
ويضيف الدكتور انمار مطاوع : عندما تقدم عمار للتخصص في قسم الإعلام، كان السؤال المطروح هو: كيف يمكن لطالب في مثل ظروف عمار أن يستوعب مفاهيم الإعلام ونظرياته التفصيلية؟ وهل يقبله القسم ضمن منظومة طلابه أم لا؟. وتقرر أن يتم قبوله لإعطائه فرصه كأي طالب آخر. وكان وقتها الدكتور مبارك الحازمي رئيسا لقسم الإعلام
.
وأضاف مطاوع إلى أن عمار لفت الانتباه بمجرد دخوله للقسم -رغم الجدلية التي كانت تحف حالته الصحية- وإصراره على دخول قسم الإعلام وتعلم مواصفات رجل الإعلام العصري. وقد ازداد تركيز الأنظار عليه عندما بدأ يظهرتفوقا وتميزا جعلا منه طالبا فريدا. إذا سألت أي عضو هيئة تدريس ( كم عدد الطلاب المتميزين الذين مروا عليك خلال فترة تدريسك في الجامعة ؟ ) ، فإن جوابه لن يتجاوزعدد أصابع اليد الواحدة. أنا شخصيا لي الآن عشر سنوات في هذا المجال، وقد التقيت بمجموعة من الطلاب المجتهدين، ولكن لو تحدثنا عن المتميزين الذي يتركون بصماتهم في الذاكرة، فأذكر: حاتم آل علي، شايع الحربي، صالح الغامدي، حسين المالكي، ماجد بصفر،وعمار بوقس.
وأضاف أن عمار رغم حالته إلا أن الله سبحانه وتعالى وهبه صفات لم تعط لأحد من طلاب الجامعة، فهو يستوعب كل كلمة يقولها الدكتور ويفهم كل ما يعطى لهوهو من السباقين في حل واجباته ومن الأوائل الذين يحضرون محاضراتهم قبل أن تبدأ فهوطالب وقارئ نموذجي وحول تجربته يقول الدكتور انمار: عمار من الطلاب النوادر الذين حصلوا على 100% في بعض المواد وهو يحصل على درجته باستحقاق دون أي تعاطف مع حالته بل انه يعتبر ذلك تحديا ويريد أن يثبت انه جدير بدخول الجامعة.
ويقول د. مطاوع التحدي الذي يواجه عمار بوقس هو التطبيق العملي، ورغم ذلك هو متعامل جيد مع الحاسب الآلي وكاتب مقالات رزين، تتميز مقالاته بالفهم الرصين لسياسة النشر في المملكة، رغم الحساسيات التي تصاحب بعض الموضوعات. كتاباته الرياضية تدهشك وهو يستطيع أن يتحكم في مساراتها بما لا يتجاوز الخطوط الحمراء للنشر. كما انه من المشاركين في النشرة التي يصدرها قسم الإعلام وله نشاطات فكرية متميزة، إضافة إلى أنه قد تم قبول ترشيحه ضمن منظومة نجم الجامعة.ويتابع عمار شخص متوازن متصالح مع ذاته، فهو يقبل ذاته كما هي قبل أن يطلب من الآخرين أن يقبلوا به. ويعجبني فيه كثيرا أنه حريص على ان يحصل على الدرجة التي يستحقها، ويرفض التعاطف أو الشفقة، هو لا يريد شفقة من أحد لأنه هو ذاته لا يشفق على نفسه، وهذا هو سر القوة في شخصية عمار الذي يرغم كل منصف أن ينحني ويرفع القبعة احتراما له في كل مرة يراه فيها
.
ماذا يقول الظل والصديق ؟!
الأخ والصديق والذي يعتبر نفسه ظل عمار بوقس كما يصف نفسه والحاصل على الترتيب الأول في دفعته حسين المالكي يحكي معاناة عمار مع بعض أعضاء هيئة التدريس في الجامعة بقوله: هناك جرح كبير في قلب عمار بوقس وهو دائم السرحان والتفكير في الحل مع بعض أعضاء هيئة التدريس الذين اتخذوا ضده مواقف وبعضهم كان يكن له الكره وكان عمار يحكي شخصيا معاناته مع بعضهم الذين تحدثوا معه وإنهم ليس لديهم رغبة في دخوله قسم الإعلام وعاملوه بموقف الضد ( وأنت ليش جاي هنا وشايف نفسك على أيه ) وهو ليس له حول ولا قوة إلا بالله. وأضاف اعتقد أن هناك قناعة في هيئة التدريس في قسم الإعلام أن عمار ليس من المفروض أن يدخل قسم الإعلام وان عليه أن يذهب إلى قسم الدراسات الإسلامية أو أي قسم آخر نظري بحت. مشيرا إلى أن عمار من الناس الذين يجب أن يعرف كل شئ ويفهم كل شئ وهذا من حقه فهو يسأل عن كل شئ وهو من حقه أن يتعلم في جامعة حكومية ولكن هذا لم يرض بعض أعضاء هيئة التدريس!!
المشكلة الأساسية التي تواجه حالة عمار في الجامعة هي عدم وجود مصاعد في مباني الكلية لذلك هو يبحث عن قاعة يدرس فيها وبعض أعضاء هيئة التدريس لا يرضيهم ذلك. وعن علاقته بعمار يقول هو الأخ والصديق واعتبره القدوة الأولى لي وفي الأمس القريب كنت اعمل معه حواراً لنشرة الجامعة وتفاجأت انه يملك معلومات يتحدى بها الطلاب المتفوقون في المملكة .. عمار شخص نادر الوجود. ويصف حالة عمار بقوله: أن الله سبحانه وتعالى أعطاه عقلا اكبر من عمره بالرغم من حالته الصحية ومشاكله التي يعاني منها تأثير المجتمع السلبي عليه الذي يرفض التعامل معه وهو حافظ للقرآن الكريم كاملا ومن الناس القلائل الذي يحفظون الصفحة كاملة في اقل من دقيقة.
خاتمة الحديث
هذا هو عمار بوقس كما قرأتموه على الورق.. شاب تحدّى الحياة فانهارت قوى الحياة أمام إرادته. وضرب في الأرض بمعاول الاجتهاد فأنبتت نجاحا وتميزا.. اقرأوه مرتين أيها الأصحاء فما أروعه الدرس وما أجمله الطموح وما أعظمه النجاح القادم على حمالة بعجلات