المارد
بيلساني عميد
- إنضم
- Dec 3, 2008
- المشاركات
- 3,270
- مستوى التفاعل
- 34
- المطرح
- سوريا
هنا دمشق إذاعة الجمهورية العربية السورية والساعة فيها الآن تشير إلى السابعة والربع صباحا.ً
( يسعد صباحكم )
هذه كلمات المذيعة التي تنبعث من جهاز الراديو وأنا أجلس على شرفتي وبجانبي فنجان قهوتي وعلبة سجائري ..
صباح لطيف بعصافيره الصغيرة التي تتجرأ على الدنو من شرفتي كي تلتقط بعض حب القمح الذي نثرته على جانب الشرفة كي تقتات عليه ..
ولكنها ما أن تفاجأ بوجودي على الشرفة حتى تطير خوفاً مني حيث تبتعد بأجنحتها الصغيرة مرتعبة ولكن لا تلبث أن تستجمع بعض شجاعتها و تعاود الكرة من جديد ..
أشعر ببعض النسمات الصباحية الباردة تداعب وجهي بلطف فتبعث قشعريرة لطيفة في جسمي... كيف لا وأنا أقطن غرب دمشق العاصمة وغالباً ما تكون النسمات الصباحية هنا آتية من الغرب أي محملة بنسائم البحر الرطبة ..
كل شيء عادي هذا الصباح ... فهاهم طلاب المدارس ينتشرون في الشوارع حاملين على أكتافهم حقيبة الكتب وأجمل ما فيهم هو ذاك الطفل الصغير الذي يحمل حقيبة وضع كل كتبه ودفاتره فيها حتى باتت أكبر منه وتسبب له بعض البطء في مشيته لذا تسمع بكائه من حين لآخر مناجياً أخوته أن ينتظرونه ..
أما تلك الفتاة الصغيرة الرزينة في مشيتها فأهم ما يميزها هو الرصانة في النظرات والخطوات .. كيف لا وقد جدلت لها أمها شعرها بطريقة عصرية جداً يصعب على أمهات الفتيات الأخر تقليده . فهي ستكيد بشعرها كل من سلوى وسعاد اللواتي شعرهن أجعد ..
على كل حال ..
الموظفون أعانهم الله ..!!!!
ها قد جلبوا الخبز الطازج من الفرن قبل ذهابهم لأعمالهم وتبدو على وجوههم بسمة مصطنعة يتبادلونها فيما بينهم فلا يجوز أن تمر بجانب أبو أحمد مثلاً بدون أن تتمنى له صباحاً سعيداً وإلا سينشر عرضك في الحارة ويتهمك بشوفة الحال ...
تواصلت المشاهد المختلفة أمامي فمن شجار صغير بين طفلين أعتقد بأنها وسام وسعيد ولاد الجيران إلى همس أحد الفتيات الصغيرات في أذن رفيقتها.... ويا ليتني أعرف ما هو ذاك السر الذي تبوح به لها ولا تريد لأحد أن يسمعه ..إلى تلك المعلمة التي التف حولها طلابها حاملين لها بعض الورد أو بعض الياسمين الدمشقي ومحاولين بكافة الوسائل التودد إليها ...
أشعلت السيجارة تلو السيجارة مع فنجان قهوتي التي أحبها صباحاً سكر زيادة .. وتابعت من خلال شرفتي يوميات شعبنا الطيب الذي لا يعرف إلا الحب والبساطة في كل شيء ..
سرحت وشردت بأفكاري رويداً وتذكرت أحدهم الذي أكن له الحب الكبير وتمنيت لو كان بقربي يشاركني هذه الصباحات الجميلة كل يوم ولكن .... ؟؟
لن تكتمل اللوحة دائماً بالألوان التي تريدها فقد يفرض عليك موقف معين أن تضيف لوناً لم تحسب له حساب ..
هي الدنيا ...
انتهت سيجارتي وانتهى فنجان قهوتي وحان موعد ذهابي للعمل لذا استودعكم الله ..
( يسعد صباحكم )
هذه كلمات المذيعة التي تنبعث من جهاز الراديو وأنا أجلس على شرفتي وبجانبي فنجان قهوتي وعلبة سجائري ..
صباح لطيف بعصافيره الصغيرة التي تتجرأ على الدنو من شرفتي كي تلتقط بعض حب القمح الذي نثرته على جانب الشرفة كي تقتات عليه ..
ولكنها ما أن تفاجأ بوجودي على الشرفة حتى تطير خوفاً مني حيث تبتعد بأجنحتها الصغيرة مرتعبة ولكن لا تلبث أن تستجمع بعض شجاعتها و تعاود الكرة من جديد ..
أشعر ببعض النسمات الصباحية الباردة تداعب وجهي بلطف فتبعث قشعريرة لطيفة في جسمي... كيف لا وأنا أقطن غرب دمشق العاصمة وغالباً ما تكون النسمات الصباحية هنا آتية من الغرب أي محملة بنسائم البحر الرطبة ..
كل شيء عادي هذا الصباح ... فهاهم طلاب المدارس ينتشرون في الشوارع حاملين على أكتافهم حقيبة الكتب وأجمل ما فيهم هو ذاك الطفل الصغير الذي يحمل حقيبة وضع كل كتبه ودفاتره فيها حتى باتت أكبر منه وتسبب له بعض البطء في مشيته لذا تسمع بكائه من حين لآخر مناجياً أخوته أن ينتظرونه ..
أما تلك الفتاة الصغيرة الرزينة في مشيتها فأهم ما يميزها هو الرصانة في النظرات والخطوات .. كيف لا وقد جدلت لها أمها شعرها بطريقة عصرية جداً يصعب على أمهات الفتيات الأخر تقليده . فهي ستكيد بشعرها كل من سلوى وسعاد اللواتي شعرهن أجعد ..
على كل حال ..
الموظفون أعانهم الله ..!!!!
ها قد جلبوا الخبز الطازج من الفرن قبل ذهابهم لأعمالهم وتبدو على وجوههم بسمة مصطنعة يتبادلونها فيما بينهم فلا يجوز أن تمر بجانب أبو أحمد مثلاً بدون أن تتمنى له صباحاً سعيداً وإلا سينشر عرضك في الحارة ويتهمك بشوفة الحال ...
تواصلت المشاهد المختلفة أمامي فمن شجار صغير بين طفلين أعتقد بأنها وسام وسعيد ولاد الجيران إلى همس أحد الفتيات الصغيرات في أذن رفيقتها.... ويا ليتني أعرف ما هو ذاك السر الذي تبوح به لها ولا تريد لأحد أن يسمعه ..إلى تلك المعلمة التي التف حولها طلابها حاملين لها بعض الورد أو بعض الياسمين الدمشقي ومحاولين بكافة الوسائل التودد إليها ...
أشعلت السيجارة تلو السيجارة مع فنجان قهوتي التي أحبها صباحاً سكر زيادة .. وتابعت من خلال شرفتي يوميات شعبنا الطيب الذي لا يعرف إلا الحب والبساطة في كل شيء ..
سرحت وشردت بأفكاري رويداً وتذكرت أحدهم الذي أكن له الحب الكبير وتمنيت لو كان بقربي يشاركني هذه الصباحات الجميلة كل يوم ولكن .... ؟؟
لن تكتمل اللوحة دائماً بالألوان التي تريدها فقد يفرض عليك موقف معين أن تضيف لوناً لم تحسب له حساب ..
هي الدنيا ...
انتهت سيجارتي وانتهى فنجان قهوتي وحان موعد ذهابي للعمل لذا استودعكم الله ..
