حسام الحلبي
جنرال
- إنضم
- Oct 3, 2008
- المشاركات
- 6,719
- مستوى التفاعل
- 69
- المطرح
- دمشق باب توما
وأما السائل فلا تنهر..وأما بنعمة ربك فحدث
للأديبة ندى عويضة:
نظرت إلى المتسول الشاب بازدراء قلت في نفسي أيه أنفس ذليلة تلك التي يحملها هؤلاء المتسولون بين طياتهم كدت أن أنهره إلا أني تذكرت :"أعطوا السائل ولو أتاكم على ظهر فرس" وتذكرت أن المال مال الله في الأرض فمددت يدي بمبلغ زهيد للسائل الشاب الذي يثير مشاعر الريبة أكثر من مشاعر التعاطف معه. استقللت السيارة و أنا أتعجب بيني وبين نفسي كيف يمكن لمثله أن يتسول !!لم لا يعمل؟ لم لا يزاول أي مهنة يتقوت منها ويتعفف!! وتأففت من سوء ما شاهدت آه على الدنيا السلام على الدنيا السلام ...
ما هي إلا دقائق حتى أبصرت في طريقي كهلا ضريرا يضرب بعصاه الأرض رث الثياب تبدو عليه علامات الفقر والحاجة بوضوح آلمني حاله وقارنت على الفور بينه وبين المتسول الشاب المعافى ولكني كنت قد تجاوزته عدة أمتار فتوقفت وعدت إلى حيث يسير وعندما اقتربت منه السيارة بسرعتها المنخفضة تماما مددت يدي من خلا ل النافذة بما تيسر معي من نقود منادية :يا عم ...يا عم وأنا أحاول وضع المال في كفه إلا أن الضرير لم يتفوه بكلمة ولم يجبني سوى بحركة يده الرافضة بعصبية المال المقدم إليه
أعدت النقود و انطلقت في طريقي إلا أن هيئة لكهل الرثة وحاله كانا يؤكدان لي مدى حاجته للمساعدة فكيف يرفضها ّّ عدلت عن المضي في طريقي ورجعت مرة أخرى لمتابعة الضرير ومعرفة الجهة التي يقصدها لم تطل متابعتي له فها هو قد توجه إلى ظل شجرة افترش الأرض تحتها بمنديل كبير بال ترك الزمان آثاره عليه راصا بضاعته المتواضعة فوقه فترجلت وتوجهت إليه أتفحص بضاعته من السبح الخشبية و المساويك النباتية سألته :بكم ؟ فأجاب :بريال ."ريال واحد فقط "!! ابتعت منه بعشرة ريالات وناولته عن عمد عشرين ريالا فأخذ يتحسس الورقة النقدية وأدرك على الفور أن المبلغ أكثر من الثمن المطلوب لبضاعته فصاح بي مناديا وكنت قد ابتعدت عنه قليلا فتوقفت وأدركت منذ اللحظة الأولى أن لهذا الكهل الضرير الرث الثياب له من العزة والكرامة والإباء ما يجعله يرفض عطائي وهو في أمس الحاجة ؟إليه لا شك عندي في ذلك فتكرر النداء علي فقلت :نعم يا عم فقال بلهجة حازمة :إما أن تعطيني حقي دون زيادة أو ترد علي بضاعتي
فا عتذرت إليه مدعية أني لم أنتبه لقيمة الورقة النقدية التي أعطيته إياها وشكرته على أمانته تجنبا مني لغضبه ثم سألته :كيف ومتى أجده مرة أخرى ؟فأجابني بسؤال :لماذا ؟فادعيت مرة أخرى أني بحاجة لشراء الكثير من السبح و المساويك كهدايا رمزية في محيط عملي . فقال بلهجة هادئة هدوء البحر بعد العاصفة ساكنة سكون الليل بعد ضوء النهار الحارق لهجة استقرت في نفسي فأقرت فؤادي وعيني وجعلتني أدرك أن في هذا الكون أرواحا حرة أنا سا شرفاء كرماء لم تستطع الدنيا بنعيمها وشقائها خطب ودهم أو حني رؤوسهم أو تمريغ أنوفهم استعبادا لهم :قال بتلك النبرة العميقة المطمئنة : ستجدني هنا بأذن الله تحت هذه الشجرة فدمعت عينا يا وتمنيت لو أستطيع أن أتخلى عن كل شيء واستظل معه ولو لدقائق تحت ظل القناعة والكرامة والرضا .
ما رأيك في التسول والمتسولين؟؟
مارأيك بنظرة الناس للمتسولين؟؟
هل ترى ان التسول اصبح ظاهرة في مجتمعنا؟؟ ماهو برأيك الحل الافضل لكي نحد من هذه الظاهرة؟؟
التعديل الأخير بواسطة المشرف: