وثائق: ثاتشر تفاجأت بغزو الأرجنتين لجزر فوكلاند

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
أظهرت وثائق كشفت عنها مؤخرا هيئة السجلات الوطنية في بريطانيا أن الحملة العسكرية التي شنتها الأرجنتين على جزر فوكلاند في عام 1982 فاجأت رئيسة الحكومة البريطانية آنذاك مارجريت ثاتشر.
ولم تدرك ثاتشر أن إجراء الأرجنتين محتمل الوقوع إلا بعد الإطلاع على معلومات استخباراتية قبل يومين من وصول الأرجنتينيين للجزر الواقعة في المحيط الأطلنطي.
وتظهر الوثائق - التي تم الكشف عنها بموجب قاعدة إتاحة الوثائق للإطلاع بعد مرور 30 عاما على أحداثها - أن ثاتشر كانت قلقة بشدة بشأن استعادة الجزر.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 1982، بعد أشهر قليلة من نهاية الحرب، أدلت ثاتشر بشهادتها أمام لجنة المراجعة الخاصة بجزر فوكلاند برئاسة اللورد فرانكس.
ولأول مرة منذ عام 1982، تم نشر ما جاء في مضبطة الشهادة التي أدلت بها ثاتشر خلف أبواب مغلقة أمام اللجنة التي باتت تعرف بلجنة فرانكس.
"غباء" وقالت ثاتشر أمام اللجنة "لم اتوقع أبدا أبدا أن الأرجنتينيين سيغزون فوكلاند بشكل مباشر. لقد كان هذا من الغباء. ومع وقوع الأحداث، كان من الغباء التفكير هكذا."
وكان هناك بعض الإعداد لخطة طوارئ في بريطانيا أثناء الشهر الذي سبق غزو الأرجنتين لفوكلاند.
وفي 26 مارس/ اذار 1982، عرض مسؤولو وزارة الدفاع على ثاتشر خطة لردع أي غزو شامل.
ومما تسبب لها في صدمة حينها ما قيل لها انه "من غير المؤكد ما إذا كانت قوة مثل هذه قادرة على استعادة السيطرة على الجزر إذا واجهت الاحتلال الأرجنتيني لدى وصوله."
وقالت ثاتشر للجنة "بوسعكم أن تتصوروا أن هذا طعنني بسكين في قلبي."
"اسوأ لحظة" وبالرغم من ذلك اعترفت ثاتشر في شهادتها أنها ظلت على اعتقادها بأن من المستبعد وقوع الغزو. وقالت "اؤكد مجددا، اعتقدت أنهم سيكونوا غريبي الأطوار وسخفاء للغاية بغزو فوكلاند لدرجة أني لم اعتقد أن هذا الأمر سيحدث."
وتغيرت الصورة في 31 مارس/ اذار، عندما عرض المسؤولون على ثاتشر المعلومات الاستخباراتية التي ترجح احتمال الغزو. ووصفت ثاتشر هذا الموقف قائلة "اعتقد أنها كانت اسوأ لحظة في حياتي."
وأدلى وزير الخارجية البريطاني آنذاك اللورد كارينجتون بشهادته أمام لجنة فرانكس. وقال إنه كذلك كان على قناعة بأن الأرجنتين لن تغزو جزر فوكلاند.
وقال اللورد كارينجتون "بعد الثاني من ابريل تم اتهامي، وبعنف، في مجلس العموم وفي الصحافة وغيرها بالتجاهل المتعمد لعلامات وبيانات وأدلة. يمكنني أن أقول بصدق اني لم ارتكب أيا من هذه الأمور. فهي (علامات الغزو) لم تكن موجودة."
وفي الخامس من ابريل/ نيسان، استقال اللورد كارينجتون من منصبه. وهو ما قالت عنه ثاتشر "كان عندي ثقة هائلة في بيتر كارينجتون. وبدت لي خسارته بمثابة كارثة مدمرة لبريطانيا. وسأدعمه حتى النهاية."
وقد غزت الأرجنتين جزر فوكلاند في الثاني من ابريل/ نيسان 1982 في ظل خلاف مع بريطانيا بشأن ملكيتها. وبعد ثلاثة أيام أبحرت قوة مهام بريطانية تضم أكثر من مئة سفينة صوب منطقة جنوب المحيط الأطلنطي حيث تتواجد الجزر لاستعادة السيطرة عليها.
واستمرت الحرب حتى يوم 14 يونيو/ حزيران 1982 عندما استسلمت القوات الأرجنتينية.
 
أعلى