وجهة نظر: نجاح أوباما، من فرحة غامرة إلى مجرد شعور بالارتياح

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
هذه المرة، لم يكن الإدلاء بالصوت لصالح أوباما مفعما بالعواطف بالنسبة لهذه الشابة الأمريكية. كايلا روبل تشرح لماذا غاب هذا الشعور بالإثارة.
قبل أربع سنوات كنت طالبة مستجدة بجامعة ميامي التي كانت تعد معقلا للمحافظين في ولاية أوهايو. لا عجب، فهي ذات الجامعة التي تخرج فيها بول راين مرشح الجمهوريين لمنصب نائب الرئيس.​
واعتدت كليبرالية على أن أكون منبوذة أيديولوجيا في قاعات المحاضرات المكتظة بأصحاب التوجه المحافظ الذين عادة ما يقطنون الضواحي.​
تحينت اللحظة التي تصل فيها إدارة بوش لسنواتها الأخيرة، ومع دقات الساعة كان قلبي يتطلع إلى التغيير الكبير في السياسات الأمريكية.​
في السادس من نوفمبر / تشرين الثاني 2008 كنت أتابع نتائج الانتخابات من غرفة المعيشة المليئة بالفوضى في السكن الجامعي. ومع دقات الساعة الحادية عشرا ليلا كانت كل الشبكات التلفزيونية تعلن فوز باراك أوباما بمنصب رئيس الولايات المتحدة.فرحة غامرة
كانت مشاعر الفرحة تغمرني، فقد انتخبنا للتو أول رئيس أسود للولايات المتحدة. تعاونا سويا وصوتنا لصالح مرشح ترتكز دعايته الانتخابية على أن تغطي مظلة الرعاية الصحية كافة بقاع العالم، وإنهاء حروب الشرق الأوسط وكبح جماح التغير المناخي.​
شعرت بأنني مساهمة بصورة ما في هذا النصر، ربما لأن طلبة الجامعات شاركوا بصورة كبيرة في حملة أوباما. بالتأكيد لن يخلو الأمر من معارك سياسية عنيفة، ولكني كنت مفعمة بالروح الإيجابية. ها هو التغيير يلوح في الأفق ما جعلني أستعيد ثقتي في وطني.​
في البداية، بدا لي أن ثقتي وضعت في محلها. فخلال الأشهر الأولى من توليه الرئاسة اتخذ أوباما القرارات الاقتصادية التي اعتقدت في صحتها من أول إجراءات تحفيز السوق إلى برامج إقالة شركات السيارات من عثرتها.رعاية
كنت أشعر بالحماس حينما بدأ الرئيس خطوات إقرار قانون الرعاية الصحية تنفيذا لأهم وعوده الرئاسية. حتى السياسات الصغيرة التي اتخذها أوباما في هذا المضمار كانت تشعرني بالرضا، مثل السماح ببيع وسائل منع الحمل في الحالات الطارئة دون وصفة طبية، وهو أمر لطالما طالبت به حينما كنت إحدى المتطوعات في حملة تنظيم الأسرة وأنا في السادسة عشرة من عمري.​
وعلى الرغم من تلك الإنجازات المهمة، بدأ الأمل يتبخر رويدا رويدا. لم يتمكن أوباما ومعه إدارته على ما يبدو من تغيير ثقافة واشنطن. بل إذا بأوباما نفسه يتغير حينما انغمس في هذه الثقافة.​
قدم أوباما حسب اعتقادي الكثير من التنازلات بشأن قانون الرعاية الصحية ولم يبذل ما يكفي من الجهد لإغلاق معتقل غوانتنامو. ترك الحبل على الغارب لتمارس البنوك أنشطتها المتهورة، وهو أمر ربما كان متوقعا من إدارة بوش لا أوباما.​
قادتني براءتي لأن أتوقع أن يكون لدى أوباما الحصانة من ألاعيب واشنطن، ولكنه الآن يبدو عاجزا أمام العناد الحزبي. عجز عن الحصول على الدعم الكافي لتمرير القوانين أو الموافقة على مرشحيه للمناصب العليا.عن بعد
انتقلت لسانتياغو، بشيلي صيف 2010، وراقبت عن بعد كيف بدأت الهالة التي أحاطت بأوباما تضمحل. وحينما تابعت السياسة الأمريكية شعرت بالمزيد من خيبة الأمل.​
كم رأيت ألاعيب السياسة الأمريكية صغيرة وأنا في سانتياغو حيث تدفقت الاستثمارات الأجنبية وتحولت البيوت إلى بنايات شاهقة بينما كان الكونغرس غارقا في مفاوضات لا تنتهي بشأن سقف الدين.​
وجاء وقت الحملة الرئاسية الأخيرة، كان الملل قد استبد بي من تحليلات المراقبين وفيض الإعلانات، لم ألجأ إلا إلى إلقاء نظرة على مؤشرات استطلاع آراء الجمهور من آن لآخر.​
في عام 2008، كنت أعلق الآمال على كل كلمة تخرج من فم المرشح أوباما، أما في عام 2012 إذا بي أتابع خطب الرجل دون مبالاة.​
في عام 2008، وجدت في نفسي الشجاعة لأطلق لساني خلال محاضرات العلوم السياسية وبدأت أتحدث علنا مؤيدة المرشح الذي أدعمه. ولكن عام 2012 لم اهتم إلا في مرات قليلة جدا بدخول جدال مع أي من معارضي أوباما.​
لم ينبع اهتمامي بانتخاب أوباما من واقع ثقتي فيما تطلقه حملته من وعود هذه المرة، لم أعتقد سوى أنه مجرد خيار أفضل.​
تشبثت بأمل أن يعد أوباما جدول أعمال أكثر تقدمية بمجرد إعادة انتخابه. كما أن وجهات نظر ميت رومني المحافظة بالنسبة للقضايا الحيوية كانت كفيلة بأن تبقيني مؤيدة لأوباما برغم ما خيب أملي في فترته الرئاسية الأولى.​
استقر رأيي على أن أوباما على أقل تقدير سيمنع عقارب الساعة أن تعود إلى الوراء بشأن عدد من القضايا المهمة جدا.​
في عام 2008 كنت في عنفوان شبابي وانجرفت بسهولة مع تيار الحملة المفعمة بالنشاط. ثم تحطم هذا على صخرة واقع السياسة الأمريكية.​
هو ذات التشاؤم الذي أشعر به بشأن السياسات الأمريكية الآن.​
في ذلك الوقت منحت صوتي لأوباما وهو ذات المرشح الذي ما زلت حتى اليوم أريده رئيسا للولايات المتحدة.​
ولكن حينما بدأت النتائج تظهر في أول مرة، اتصلت بوالديّ ورويت لهما كافة التفاصيل. ظللت ساهرة طوال الليل أتابع كل تحليل وكلمة وتصريح.​
وبعد أربع سنوات، كان أوباما أيضا هو الفائز، ولكن كل ما فعلته هذه المرة هو أن تنفست الصعداء!​
*كايلا روبل صحفية مقيمة في نيويورك.
 
أعلى