وحمات الأطفال الحمراء


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

وحمات الأطفال الحمراء
يولد بعض الأطفال وعلى أجسامهم بقع بنية او سوداء او حمراء، وتسمى هذه البقع بـ«الوحمة». وتعرف الوحمة طبيا بكونها منطقة جلدية تظهر من الولادة وتتميز بكونها ذات لون مختلف عما يحيط بها، فقد تكون بنية أو سوداء أو حمراء أو زرقاء. وبالنسبة للوحمة الحمراء، تظهر في %10 من الأطفال، وتسمى الوحمة الدموية (أو الوعائية) وتنتج عن حدوث توسع أو زيادة في الأوعية الدموية، مما يفسر لونها الأحمر الدموي. وقد تكون مسطحة أو بارزة عن الجلد.

أنواعها وأسبابها
لا يُعرَف سبب تكوّن الوحمات الدموية على وجه التحديد، ولكن أشهر أنواعها هي:
1 - الوحمة المسطحة (الوحمة البسيطة):
هي وحمة حمراء باهتة ومسطحة، وتعد من أكثر الوحمات الدموية شيوعاً. وهي من النوع الحميد، لكونها لا تسبب أي مشاكل ولا يزداد حجمها مع مرور الوقت، بل عادة ما تختفي تدريجياً وتلقائياً خلال سنتين.
2 - الورم الوعائي:​
هو عبارة عن ورم حميد لا يظهر عند الولادة، بل بعد ذلك بعدة أسابيع، نتيجة لزيادة تكاثر خلايا الأوعية الدموية في المنطقة. ويصيب البنات أكثر من الأولاد، خاصة الخدج (المولودون قبل اكتمال أشهر الحمل التسعة)، لكنه قد يحدث عند مكتملي الحمل أيضا. ويشيع في منطقة الرأس والرقبة، لكنه قد يتكون في أي مكان في الجسم. ويقسم الورم الوعائي إلى نوعين:

- النوع السطحي، ويسمى بورم الفراولة، لكونه يشبهها في عدة أمور، كلونه الأحمر القاني، وقد يرتفع عن سطح الجلد.
- النوع العميق، ويسمى بالورم الكهفي، وهو ذو لون مزرق وحوافه ليست محددة.

صفات الورم الوعائي
شرح د. البلوشي أن الورم الوعائي يتميز بصفات خاصة، وقد يظهر وحيدا أو كمجموعة من عدة أورام صغيرة، ويتراوح حجمه ما بين 2 سم أو الى حجم أكبر من ذلك بكثير جدا.
- يمر الورم بثلاث مراحل، وهي: نمو متسارع وركود ثم انكماش. وعليه، يبدأ الورم الوعائي صغيراً، ثم يزداد حجمه بسرعة في الفترة بين 3 و9 أشهر وحتى 12 شهراً. وبعد بلوغ العام الأول، تتوقف معظم الأورام عن النمو وتدخل مرحلة الثبات في الحجم، ثم تبدأ بعدها في الانكماش بشكل بطيء جداً مع مرور الوقت.
وبشكل عام، تصبح %50 من الحالات مستوية مع مستوى الجلد في عمر خمس سنوات تقريبا، وتصل %90 منها الى ذلك مع بلوغ 9 سنوات. وقد يختفي الورم الوعائي كلياً أو قد تبقى له آثار مثل احمرار بسيط أو شعيرات دموية متوسعة على سطح الجلد، أو قد يترهل الجلد بفعل تمدد الورم الوعائي.

مضاعفات الورم المحتملة
تقرن الوحمة الحمراء الناتجة عن الورم الوعائي بمضاعفات يحتمل حدوثها إن لم يتم اتخاذ الاحتياطات والعلاجات المناسبة، مثل:
1 - تقرح ونزف الورم الوعائي والشعور بألم، خصوصاً إن كان سريع النمو. وقد يصاب بالتهاب نتيجة للتلوث البكتيري، ويستدعي علاجه استخدام مضاد حيوي يؤخذ عن طريق الفم.
2 - ينتج عن وجود الورم الوعائي في أماكن حساسة مضاعفات صحية مختلفة، وأهم هذه الأماكن هي: المنطقة المحيطة بالعين والأنف والفم، والمنطقة المحيطة بالأعضاء التناسلية.​
وقد يسبب ورم العين مشاكل في النظر إن ترتب عليه حجب للرؤية، أو قد يسبب ورم منطقة الأنف مشاكل في التنفس إن ترتب عليه سد لفتحة الأنف أو قد يؤثر على القدرة على تناول الطعام إن كان حول الفم، او قد يؤثر على السمع إن سبب ضغطا على القناة السمعية.

3 - قد ينزف الورم الوعائي إذا جرح بشكل غزير. وكأي حالة نزيف عادية، يجب تنظيف المكان بمطهّر ووضع كريم مضاد حيوي موضعي، لمنع التلوث البكتيري، ووضع لاصق أو ضماد على المكان لتحفيز توقف الدم. فإن لم يتوقف النزف، ينصح بالضغط لمدة عشر دقائق متواصلة على منطقة الجرح. وفي حالات نادرة قد لا يتوقف النزف، وهنا يجب الذهاب لغرفة الحوادث لاتخاذ العلاج المناسب.​
4 - قد تنتج عيوب انكسارية في العين ويترتب عليها اختلاف في قوة البصر بين العينين وحدوث كسل في العين المصابة، وضعف البصر إن ظهر في منطقة العينأو حولها. وعليه، يجب أن يخضع الأطفال المصابون بالورم الوعائي في منطقةالعين والجفن لكشف العينين من البداية وبشكل دوري.



الإسراع في علاج الوحمة يمنع مضاعفاتها

نصح د. البلوشي الوالدين بالإسراع في عرض المولود الذي لديه وحمة حمراء بارزة في منطقة العين أو الجفون على طبيب أمراض العيون، وذلك لتشخيص وتقييم حالته، ومن ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة. وقال موضحا لخطة العلاج:

- إن كان حجم الورم صغيراً ولم يكن في منطقة حساسة، فيكتفى بملاحظته من دون اللجوء إلى التدخل العلاجي، خصوصاً إن لم يسبب أي مشاكل مثل التقرحات او النزف أو عيوب انكسارية في العين.​
- إن كان الورم الوعائي في منطقة حساسة (حول منطقة العين) وترتب عليه حدوث عيوب انكسارية في العين أو مشاكل أخرى مثل التقرحات والنزيف، فينصح بمعالجته مبكراً من خلال العقاقير المناسبة واللجوء الى التدخل الجراحي إن لزم.


طرق العلاج
وتابع د. البلوشي:
- خلال فترة النمو النشطة التي تمتد من عمر 3 إلى 12 شهراً، يستجيب الورم الوعائي للعلاج الطبي بشكل كبير. أما إذا تأخر بدء الحالة في العلاج إلى ما بعد عام ونصف العام، فتقل نسبة الاستجابة للعلاج بشكل كبير. ومن هنا نشدد على اهمية المبادرة في عرض الطفل على استشاري أمراض العيون خلال الأشهر الأولى من ظهور المشكلة لبدء علاجه مبكرا. ومن أهم العلاجات الطبية، حقن الكورتيزون وعقاقير الكورتيزون الفموية، والتي تتم بحسب خطة يشرف عليها الاستشاري المختص لضمان أفضل النتائج ولتقليل المضاعفات المحتملة. وفي السنوات الماضية بدأ استخدام بعض أنواع عقاقير-Blockers عن طريق الفم أو الوريد لعلاج الورم الوعائي السطحي، وبالأخص الأورام الكبيرة الحجم، ويقرن استخدامها بنتائج علاجية ممتازة. لكن يتطلب هذا العلاج إشراف طبيب العيون وطبيب أطفال لمتابعة ظهور أي أعراض جانبية للدواء.
دور الليزر العلاجي
لأشعة الليزر دور فعال في علاج الورم الوعائي السطحي، فهو يساعد في إبطاء نمو الورم وتسريع عملية التئام التقرحات التي تحصل في الورم الوعائي، كما يستعان بجلسات موجات خاصة من الليزر لعلاج وإخفاء الشعيرات السطحية، التي تبقى بعد انكماش الورم الوعائي.​
 
أعلى