وصفة طبية سنوية للنجاح والتفوق في الامتحان

[اميرة الشام]

مع حلول ايام الامتحانات تعلن حالة الطوارئ داخل كل بيت وتبدأ معها حالة من القلق والتوتر تنعكس اثارها على افراد الاسرة كلها. والمناخ النفسي الذي يصاحب الامتحانات والطقوس التي تعودنا ان نعدها لعملية الامتحان مثل وضع الطلاب في اماكن فسيحة بنظام معين وحالة الخوف والترقب التي تنتاب الطلاب والحالة النفسية والذهنية التي تصيبهم عند اقتراب الامتحانات تجعل الامتحان ازمة نفسية سواء كان الممتحن طفلا ام كبيرا. ويزيد من التوتر النفسي الطقوس التي تعودنا ان نعدها لعملية الامتحان مثل وضع الطلاب في اماكن فسيحة وبنظام معين. وفي كل عام اثناء ايام المراجعات والامتحانات نتقدم بوصفة طبية تساعد الطلاب على النجاح والتفوق وذلك بالتغلب على التوتر والاجهاد والسرحان وكذلك وسائل تساعد على التركيز والانتباه. مثل تناول الاطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة والغنية بالفيتامينات والمعادن التي تقوي الذاكرة وتنشط خلايا المخ. كذلك توضح ان ليلة نوم هادئ تتيح تذكر اكبر قدر من المعلومات تفوق ما يحصله الطالب بالسهر. وتوضح ايضا ان تناول وجبة الافطار مع عصير البرتقال يساعد على التركيز والانتباه. اما عن تحديد افضل اوقات المذاكرة فاننا نبحث في علم البيولوجيا الزمنية الذي يؤكد أن في داخل كل منا ساعة بيولوجية او نظاما اليا خفيا يضبط ايقاع يومنا بالتزامن مع تأرجح مستوى الهرمونات التي تفرزها اجسامنا. واكتشف علماء البيولوجيا الزمنية وجود مركزين في المخ مسؤولين عن تنظيم هذه الساعة وهما النواة فوق التصالب البصري والغدة الصنوبرية. كذلك نبحث في الدراسات النفسية والتربوية التي تؤكد ان الاختبار الشفهي يجب ان يشكل الجزء الكبير من عملية التقييم حتى يتدرب الطفل على التعبير عن نفسه بطريقة افضل والتواصل مع الاخرين. يجب ان تكون المراجعة وفق جدول زمني محدد لمدة اسبوع قبل الامتحان ولا بد من الابتعاد قدر الامكان خصوصا ايام الامتحانات عن الدخول في احاديث عامة وتجنب المشكلات الاسرية والتقليل كثيرا من مشاهدة التلفزيون وممارسة العاب الكمبيوتر وضياع الوقت في عالم الانترنت وتشتيت الذهن وفقدان التركيز. ويجب ان يقتنع الطالب بان الامتحان يحتاج إلى التركيز والهدوء النفسي ليستطيع ان يتذكر المعلومات التي فهمها وحفظها ويجب ان يقتنع الطالب بان عليه ان يغير من عاداته ويضع جدولا للمراجعة من الان وحتى موعد الامتحان. مشكلة السرحان وعلاجها مشكلة السرحان اثناء المذاكرة والمراجعة تعود اسبابها العضوية إلى نقص الحديد وهو ما يعرف بفقر الدم «الانيميا» والذي يجب ان تنتبه الأسرة اليه. ويبدو هذا واضحا اثناء الدورة الشهرية للطالبات لان الطمث يفقدهن كميات من الحديد اللازم لانتاج كرات الدم الحمراء لنقلها الاوكسجين إلى جميع انسجة الجسم وخلال المخ. ومن الاسباب المهمة لنقص الحديد الاصابة بالطفيليات والديدان المعوية وامراض سوء التغذية وبعض امراض الجهاز الهضمي التي تعيق امتصاص الحديد. ولعلاج مشكلة السرحان يجب الاهتمام بتناول الاطعمة التي تحتوي على الحديد مثل اللحوم الحمراء والفاكهة والخضراوات الطازجة خصوصا اثناء الدورة الشهرية للطالبات ويمكن ان تتناول اقراص الحديد اذا كان هناك نقص مؤثر في التركيز والاستيعاب. ووجد ان الزنك يقوي الذاكرة فيجب الاكثار من الاطعمة التي تحتوي عليه مثل السمك واللحوم الحمراء والكبد وبعض المكسرات. اما اذا كان السرحان يعود لاسباب ليست عضوية فيمكن التغلب عليه بالقراءة بصوت مرتفع في مراجعة مواد الحفظ مثل النصوص وكلمات اللغات الاجنبية. وقد يحدث السرحان بسبب طريقة الاستذكار فمواد الحل لا يصلح فيها طريقة الحفظ ومواد الحفظ يفضل فيها المذاكرة بصوت مسموع. التخلص من الإرهاق للتخلص من الارهاق الذهني والعقلي والاجهاد الجسماني اثناء المذاكرة والمراجعة لمواد الامتحان يجب ان نوفر للطالب وسائل وطرقا لمكافحة التعب والاجهاد والارهاق اثناء المذاكرة والمراجعة. وعلى الطالب اذا شعر بالميل لفقدان الحماس لجزء من المادة فعليه التغيير واستذكار الجزء او الباب المتحمس له. وكلما قل الارهاق الذي يصيب الطالب زادت قدرته على الفهم والاستيعاب والعكس صحيح اي اذا عانى الطالب من الارهاق والاجهاد قلت قدرته بشكل ملحوظ ومؤثر على الفهم والتذكر والاستيعاب. وتقول الدراسات الطبية النفسية والتربوية انه يجب على الطالب عدم المذاكرة مطلقا وهو في حال معاناة من التعب الجسماني او التعب النفسي لأن المراجعة ستكون غير منتجة. ومن المعروف طبيا ان الراحة الجسمانية تتحقق بالنوم وتتحقق الراحة النفسية بالثقة بالنفس. التغلب على النعاس للتغلب على النعاس الذي قد يهاجم الطــلبة اثناء المراجعة لمواد الامتحان يجب ان يأخذ الطالب قسطا من الراحة لمدة خمس دقائق لا يفعل فيها شيئا او يأخذ سنة نوم لممارسة النعاس. وطريقة أخرى للتغلب على النعاس اثناء المذاكرة هي ان يقرأ او يراجع المواد بصوت جهوري او يتمشى لفترة قصيرة او الترويح في الأوقات التي يشعر فيها بالنعاس. والاستذكار والطالب راقد في الفراش عامل يساعد على النوم. كذلك ان يراجع دروسه نائما على ظهره على المقعد او على الارض او على وسادة تؤدي الى الشعور بالنعاس. لذلك يجب المراجعة والطالب جالس على المقعد امام المكتب بطريقة سليمة وفي اضاءة جيدة وبطريقة مناسبة ليتمكن من التغلب على الشعور بالنعاس ومقاومة النوم. الابتعاد عن المنبهات يجب ان يتناول الطالب الكثير من السوائل وخصوصا الغنية بالفيتامينات اللازمة لأداء اعضاء الجسم لوظائفها وإتمام العمليات الحيوية اللازمة للحصول على الطاقة التي تمنح التركيز والحيوية والنشاط. ويجب الابتعاد عن تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة والتي يتسبب الافراط فيها الى الاصابة بالتوتر والقلق. وكذلك يجب الابتعاد عن الأطعمة الدسمة التي تسبب الخمول والنعاس والكسل بسبب توجه كمية كبيرة من الدم الى الامعاء والمعدة لإتمام عملية الهضم والامتصاص فيقل الدم الذي يغذي الاعضاء الحيوية مثل المخ والعضلات. نوم هادئ الحصول على قدر وافر من النوم الهادئ ليلة الامتحان بعد مراجعة أهم النقاط قبل النوم المبكر مباشرة سيتيح للطالب ليلة نوم هادئة تجعله يتذكر اكبر قدر من المعلومات اثناء الاجابة عن اسئلة الامتحان تفوق بكثير ما كان سيحصله عند السهر لفترة متأخرة من الليل في محاولة استذكار ومراجعة اكبر قدر ممكن من المادة والمعلومات. الإفطار حيوي لابد من تناول وجبة إفطار خفيفة مع كوب عصير البرتقال أو كوب شاي ولا يجب ان يذهب الطالب لأداء الامتحان من دون إفطار. ويقول خبراء التغذية ان وجبة الافطار هي المسؤولة عن نجاح الطالب في دراسته فهي اول وجبة في اليوم وتناولها يساعد على التركيز والانتباه لأن وجبة الافطار تحفظ نسبة السكر «الجلوكوز» في الدم خصوصا بعد ساعات طوال من النوم يكون الجسم قد استهلك كل الطعام واستنفد مصادر الطاقة، ويؤكد الخبراء في التغذية على ان تحتوي وجبة الافطار خصوصا التلاميذ الصغار على نسبة كبيرة من البروتينات ذات القيمة الغذائية الحيوية العالية مثل الحليب ومشتقاته وكذلك تحتوي على السكريات مثل المربى والعسل التي تمد الجسم بالطاقة خصوصا الانسجة المهمة والحيوية مثل المخ والاعصاب والعضلات. الأطعمة الغنية بالزنك تقوي ذاكرة التلاميذ أظهرت دراسة علمية حديثة ان الاطعمة الغنية بعنصر الزنك تساعد في تحسن الأداء العلمي للتلاميذ والمراهقين في المدرسة وتزيد من استيعابهم وقدرتهم على التحصيل العلمي. واكد الدكتور مدحت الشامي استاذ الصحة العامة ان الدراسات اوضحت ان التلاميذ الذين يتناولون اطعمة غنية بالزنك يحققون نتائج اعلى في المدرسة. ويشير الى ان فترة المراهقة تعد من الفترات الحرجة حيث تتميز بالنمو البدني والعاطفي والذهني لذلك لا بد من الاهتمام بتناول الاطعمة الغنية بالفيتامينات. واشار الشامي الى ان الرجال الذين يستهلكون كميات اقل من الزنك يتعرضون لخطر الاصابة بهشاشة العظام كما لاحظوا وجود علاقة واضحة بين نقص الزنك وزيادة الالتهابات وامراض الكبد والسرطان وحصى الكلى والتهاب المفاصل الروماتيزمي. والزنك المعدن الضروري لإنتاج الهرمون الذكري وهو اساس للصحة الجنسية. ويتوافر الزنك في الكثير من الاغذية لكنه يتوافر بصفة خاصة في الاغذية التالية: الاغذية الغنية بالبروتينات عموما كاللحوم والدجاج والاسماك. المكسرات عموما اللوز والجوز والفول السوداني والفستق. القمح وزيت جنين القمح. المأكولات البحرية وخصوصا المحار او الجندوفلى والروبيان وهذا يفسر اسباب اعتبار هذه الاغذية منشطات جنسية. الاعشاب مثل الموستردة «الخردل» والقرفة والشطة الحمراء والزنجبيل والزعتر.