ταℓα syяɪα
وطــــ آنــــثــــى بــنـــكـــهـــة ـــــــن
- إنضم
- Aug 25, 2009
- المشاركات
- 2,539
- مستوى التفاعل
- 60
- المطرح
- بعيدة مسافة تكفل إصابتي بحُمّى الوطنْ !
كيف يكتبُ النّاس عادةً الرسائل لأوطانهم ..
وكيف يواجِهُون الضياعَ حين ينتخِب الوخزُ دماءَهم سكّة لقوافِل العقوق .. تعبُرهم : هباءاً ويبابا ؟
كيف يكتبُون لوطِنهم ،
ذاكَ الذي اختارَ ألا يزوّدهم - آنَ لقائهم الوحيد به - بعنوانٍ يراسلونه عليه ،
فتوجّب عليهِ أن يتركَهُم خلفَه ويمضي لحالِ سبيله ..
ومن يومِها بات يكفي أن ينظروا لجباهِنا ..
لينصرفُوا مهمهمين : لقد مرّ من هُنا ! .. وطنٌ لا شكّ مرّ من هنا .
طويلاً حدّثني الوطنُ عن تفاهة الأشياء بعد أن نفرَغ منها ،
اليوم تآكَل حافرُ الزّمنِ وباتَ المشيُ يؤلمِه ..
ولعلّه نسيَ أن يخبرني ضمنَ ما أخبرني به ،
أنّ المتوجِّعُ لا يجهد نفسه كثيراً في التبرير حين يرفسُ كلّ من يقتربُ منه .
وها قدْ رفسنا الزَّمن حتَّى تعِب ، ولازِلنا نقتفي أثره بشيءٍ من الجُوع والخوف .. كـ قططِ هذا الحيّ تلتفّ حولَ عربةِ بائع السّمك المُتجوّل ، فـ لا يجدُ من بدّ - بعدَ أشواطٍ من النّهرِ والرّفس - سوى أن يرمي لها بالتّالفِ من الأسماكِ التّي لن تُشترى ..
وها نحنُ .. على عتبةِ الانتماء ، ننتظرُ من الوطنِ أن يرمي لنا بالتّالفِ من الأمانْ .
مقابِل وعد يتيم .. أنّنا سنتركُه من بعدِها وشأنَه .. و اعترافٍ مُخزي أنّ ما فاضَ عن حاجتِه ، هُو غايةُ طموحنا .
صديقي الوطن ..
معكَ تحوّلنا إلى كومةٍ من الشّحاذين .. نمدُّ أيادينا فيما تنكمشُ أرجلنا ..
على أملِ أن تُدبّر لنا حِرفتُنا الجديدة " لحافاً " نقيسُ من خلالِه حظوظ " مدّ الأرجل " ..
تحوّلنا إلى كومةٍ من الشّحاذين .. نقنَع ، نقبل .. بأي شيء .
ليسوا هُم - أبداً - من يملك الحق في تحديد ما نُريد ..
بل فقط .. أنتْ .
صديقي الوطَن نسيتُ أن أسألك : هل تبكي مثلنا ؟
الوطَن الذي بالأمسِ كانَ أخضر كـ خليطِ الحنّاءِ وقد يبِسَ على شعرِ صبيّة تستعدُّ للاستحمامْ ..
لا تقلق عليه ،
هُو اليومْ .. لا يزالُ
أخضرَ ..
تماماً كقطعةِ خُبز قمحيّ ..
أعطبَها العفَنْ .
الوطَنُ الذي بالأمس رأيناهُ جميعاً أحمر كـ رجلي حمامةٍ تتشبّت بطرفِ الشّرفةِ العتيقة ..
لا يزالُ - يا للصدفةِ - اليومَ أحمر ..
لكنْ هذه المرّة ،
كـ عيني ثَملٍ ليلةَ السّبتِ .. يقتصُّ لخيباتِه من جدارٍ وقنّينة .
الوطن ،
ذاكَ الذي لم نكُن نختلِف كثيراً حولَ زُرقتِه ..
الأزرق كـ زوارق الصّيادة ،
كـ وشْمٍ على ذقنِ جدّة ، يزدادُ اعتداداً بلونِه كُلّما ابتسمَت وهي تصبّ المزيد من كؤوس الشّاي لأحفادِها ..
أقسِم أنّه لا يزالُ أزرق ..
حتّى أنّه بإمكانِك أن تُلقي عليهِ نظرةَ ..
وأنا متيقّنة ، أنك ستعودُ لتؤكّد لي .. بوضوح
أنّه أزرق ..
تماماً .. كـ شفتي غريقْ ،
أخطأتْ جُثته أسماكُ القرش ..
فـ أنجَتهُ بـ بدنِه ، وتسمّمت بأحلامِه .. وقد أذابَها المِلح .
الوطنُ الذي بالأمس كانَ أصفرَ كـ سنِّ ذهبيّة تلمعُ بـ فمَ فلاّحة هيّأتِ الحقلَ صومعةً لها .
هُو اليوم يحتفظُ بصُفرتِه تلك ..
انظُر إليهِ جيّداً وسترى ..
كم هُو - يا للروعةِ - أصفر ..
كأنّه ..
ابتسامة مُزيّفة ,
الوطنُ الذي بالأمس كان أسود كـ عنقود عنبْ ..
لا يزالُ يؤمنُ بأنَّ السواد لونٌ فخم ..
لذا ،
لا تستغِرب ..
أو ، فلتستغرِب قليلاً فحسب
حين سـ تقابِله لاحقاً ،
وتجدهُ ..
لا يزال أسود ..
تماماً ..
كأظافر طفلٍ يتيمٍ .. يحتضن مُحركاتِ السياراتِ العاطلة ، عوضاً عن صدر أمّه
-
الوطنُ مستعدّ ليُضيعنا مقابل أن يحتفِظ بألوانِه ،
لم يفقد ألوانه أبداً
لكنّه شوَّه في أحداقنا معنى أن تموتُ الألوانُ بداخِلك وهي لا تزالُ ماثلة أمامَك .
هذا الوطَن ..
تخلّى عنْ صوتِ القرنفل ،
واختارَ أن يملأ جُعبته بـ عيدانِ أحلامِنا اليابسة ..
كُلّما امتدّ بالأرجاءِ أصواتُها وهي تتهشّم ،
علِمنا أنّه يئنّ ..
فبكينا مرّتين ،
مرَّة لأجلِه .. ومرَّة لأجلِنا نحنُ الذين انتخَبَنا التُّرابُ مقابرَ للأحلام .
بالأمس .. أطلقَ رصاصةً على عُصفورِ الأملِ .. فتكسَّر الغُصن
وأصيبَ قلبي بالعرَج .
ليته كان هباءً .
أو ..
ليتنا كُنّا نحنُ .. ذاك الهباء .
راق لي
وكيف يواجِهُون الضياعَ حين ينتخِب الوخزُ دماءَهم سكّة لقوافِل العقوق .. تعبُرهم : هباءاً ويبابا ؟
كيف يكتبُون لوطِنهم ،
ذاكَ الذي اختارَ ألا يزوّدهم - آنَ لقائهم الوحيد به - بعنوانٍ يراسلونه عليه ،
فتوجّب عليهِ أن يتركَهُم خلفَه ويمضي لحالِ سبيله ..
ومن يومِها بات يكفي أن ينظروا لجباهِنا ..
لينصرفُوا مهمهمين : لقد مرّ من هُنا ! .. وطنٌ لا شكّ مرّ من هنا .
طويلاً حدّثني الوطنُ عن تفاهة الأشياء بعد أن نفرَغ منها ،
اليوم تآكَل حافرُ الزّمنِ وباتَ المشيُ يؤلمِه ..
ولعلّه نسيَ أن يخبرني ضمنَ ما أخبرني به ،
أنّ المتوجِّعُ لا يجهد نفسه كثيراً في التبرير حين يرفسُ كلّ من يقتربُ منه .
وها قدْ رفسنا الزَّمن حتَّى تعِب ، ولازِلنا نقتفي أثره بشيءٍ من الجُوع والخوف .. كـ قططِ هذا الحيّ تلتفّ حولَ عربةِ بائع السّمك المُتجوّل ، فـ لا يجدُ من بدّ - بعدَ أشواطٍ من النّهرِ والرّفس - سوى أن يرمي لها بالتّالفِ من الأسماكِ التّي لن تُشترى ..
وها نحنُ .. على عتبةِ الانتماء ، ننتظرُ من الوطنِ أن يرمي لنا بالتّالفِ من الأمانْ .
مقابِل وعد يتيم .. أنّنا سنتركُه من بعدِها وشأنَه .. و اعترافٍ مُخزي أنّ ما فاضَ عن حاجتِه ، هُو غايةُ طموحنا .
صديقي الوطن ..
معكَ تحوّلنا إلى كومةٍ من الشّحاذين .. نمدُّ أيادينا فيما تنكمشُ أرجلنا ..
على أملِ أن تُدبّر لنا حِرفتُنا الجديدة " لحافاً " نقيسُ من خلالِه حظوظ " مدّ الأرجل " ..
تحوّلنا إلى كومةٍ من الشّحاذين .. نقنَع ، نقبل .. بأي شيء .
ليسوا هُم - أبداً - من يملك الحق في تحديد ما نُريد ..
بل فقط .. أنتْ .
صديقي الوطَن نسيتُ أن أسألك : هل تبكي مثلنا ؟
الوطَن الذي بالأمسِ كانَ أخضر كـ خليطِ الحنّاءِ وقد يبِسَ على شعرِ صبيّة تستعدُّ للاستحمامْ ..
لا تقلق عليه ،
هُو اليومْ .. لا يزالُ
أخضرَ ..
تماماً كقطعةِ خُبز قمحيّ ..
أعطبَها العفَنْ .
الوطَنُ الذي بالأمس رأيناهُ جميعاً أحمر كـ رجلي حمامةٍ تتشبّت بطرفِ الشّرفةِ العتيقة ..
لا يزالُ - يا للصدفةِ - اليومَ أحمر ..
لكنْ هذه المرّة ،
كـ عيني ثَملٍ ليلةَ السّبتِ .. يقتصُّ لخيباتِه من جدارٍ وقنّينة .
الوطن ،
ذاكَ الذي لم نكُن نختلِف كثيراً حولَ زُرقتِه ..
الأزرق كـ زوارق الصّيادة ،
كـ وشْمٍ على ذقنِ جدّة ، يزدادُ اعتداداً بلونِه كُلّما ابتسمَت وهي تصبّ المزيد من كؤوس الشّاي لأحفادِها ..
أقسِم أنّه لا يزالُ أزرق ..
حتّى أنّه بإمكانِك أن تُلقي عليهِ نظرةَ ..
وأنا متيقّنة ، أنك ستعودُ لتؤكّد لي .. بوضوح
أنّه أزرق ..
تماماً .. كـ شفتي غريقْ ،
أخطأتْ جُثته أسماكُ القرش ..
فـ أنجَتهُ بـ بدنِه ، وتسمّمت بأحلامِه .. وقد أذابَها المِلح .
الوطنُ الذي بالأمس كانَ أصفرَ كـ سنِّ ذهبيّة تلمعُ بـ فمَ فلاّحة هيّأتِ الحقلَ صومعةً لها .
هُو اليوم يحتفظُ بصُفرتِه تلك ..
انظُر إليهِ جيّداً وسترى ..
كم هُو - يا للروعةِ - أصفر ..
كأنّه ..
ابتسامة مُزيّفة ,
الوطنُ الذي بالأمس كان أسود كـ عنقود عنبْ ..
لا يزالُ يؤمنُ بأنَّ السواد لونٌ فخم ..
لذا ،
لا تستغِرب ..
أو ، فلتستغرِب قليلاً فحسب
حين سـ تقابِله لاحقاً ،
وتجدهُ ..
لا يزال أسود ..
تماماً ..
كأظافر طفلٍ يتيمٍ .. يحتضن مُحركاتِ السياراتِ العاطلة ، عوضاً عن صدر أمّه
-
الوطنُ مستعدّ ليُضيعنا مقابل أن يحتفِظ بألوانِه ،
لم يفقد ألوانه أبداً
لكنّه شوَّه في أحداقنا معنى أن تموتُ الألوانُ بداخِلك وهي لا تزالُ ماثلة أمامَك .
هذا الوطَن ..
تخلّى عنْ صوتِ القرنفل ،
واختارَ أن يملأ جُعبته بـ عيدانِ أحلامِنا اليابسة ..
كُلّما امتدّ بالأرجاءِ أصواتُها وهي تتهشّم ،
علِمنا أنّه يئنّ ..
فبكينا مرّتين ،
مرَّة لأجلِه .. ومرَّة لأجلِنا نحنُ الذين انتخَبَنا التُّرابُ مقابرَ للأحلام .
بالأمس .. أطلقَ رصاصةً على عُصفورِ الأملِ .. فتكسَّر الغُصن
وأصيبَ قلبي بالعرَج .
ليته كان هباءً .
أو ..
ليتنا كُنّا نحنُ .. ذاك الهباء .
راق لي