الوعد السوري
أنا بتنفس حرية
- إنضم
- Jan 5, 2009
- المشاركات
- 3,838
- مستوى التفاعل
- 124
- المطرح
- مدينة المآذن والشهداء .... دوما
في تلكَ الليلةِ الخريفيةِ المضطربة , سَهِرت الوردةُ الصغيرةُ حتى تباشيرِ الفجر , حيث بدأ النورُ يشقُّ طريقهُ من خلالِ تلافيفِ الظلمة , كانتْ تنتظرُ شيئاً ما , أيّ
شيءٍ من حبيبٍ بعيد , هي لم تُوعدْ , ولكنْ هذا ديدنُ العشاق ينتظرون وينتظرون .., ولكن انتظارها كان عبثياً, وكاد الإرهاق يقتلها
حاولت الصمودَ أكثر , ولكنها فشلت , وبدأت قطراتُ الندى بالتساقط واحدةً تلوَ الأخرى
هي في الحقيقة لم تكن قطراتٍ كما يفهمها البشر, بل كانت دموعها التي حبستها طويلاً في كأسها الصغير ووريقاتها الناعمة , وكان وقع القطرة الأولى مفاجئاً على الأرض, فقد حضنتها حبات التراب كما تحتضن الأم رضيعها وبعد لحظاتٍ تشققت الأرضُ وخرجت ساقٌ نباتية صغيرة آية في الروعة, وتتالتِ القطراتُ ومعها الورودُ الصغيرة التي بدأت في الظهور حول وردتنا, وبينما الحال كذلك , مرتْ نسمةُ هواء متثاقلة قرب الحديقة , وقفت قرب الباب وأنصتت مرهقةً , فسمعت أنين الوردة , لم تستطع الانتظار , فتسللت ببطء وهدوء , كانت حركتها ثقيلة نوعاً ما ولسببٍ مجهول , ثم ترنحت النسمة رويداً رويداً , وسقطت متعبةً , ولكن السقوط كان فوق الزهرة الباكية
قالت الزهرة : نسمة هواءٍ حارة في هذا البرد القارس !!!!
مالذي أتى بكِ إلى هنا في هذا الطقس العاصف
قالت النسمة : آآآآه ياله من عاشق !!
أمسكني وأرهقني بشوقٍ ومحبةٍ نادرين حمّلني إياهما
فقد كنت نسمةً باردةً حدّ الصقيع وبأشواقه أحالني حراً بل قولي جمراً
ولكنني للأسف لم أصل لحبيبتهِ ....
صرخت الوردةُ والشوق يغلفها من ساقها حتى وريقاتها : بالله عليكِ هلا وصفتيهِ لي ؟
قالت النسمة : ماذا أقول عنه... لن أقول إلا شعراً وما أنا بشاعرةٍ قط..
هو قمرٌ أبكاه الفراق
سهر الليالي
يعانق الأشواق
يحنّ لوردته الحمراء
وكلما تذكرها ..
فاض كالطوفان
دمعه الحرّاق
وتابعت النسمة : ولكنني للأسف أعترف وها أنا أوشك على الموت , أقرّ بأنني لم أستطع تحقيق حلمه الصغير..................و؟
وصمت المكان صمتاً رهيباً......
لقد رحلتِ النسمة إلى العالم الآخر
وبدأتِ الوردة تسقط الدموع مجدداً
وارتفعت أصوات المؤذنين مناديةً لصلاة الفجر..
الله أكبر ... الله أكبر
هنا استدارت الوردة الحمراء باتجاه السماء
وقالت : وأنا أشهد يا الله أن النسمة قد أدتِ الأمانة, وأوصلت رسالة حبيبي
............... ثم أغلقت الوردة وريقاتها ... بانتظار يوم جديد ونسمةٍ أخرى
حاولت الصمودَ أكثر , ولكنها فشلت , وبدأت قطراتُ الندى بالتساقط واحدةً تلوَ الأخرى
هي في الحقيقة لم تكن قطراتٍ كما يفهمها البشر, بل كانت دموعها التي حبستها طويلاً في كأسها الصغير ووريقاتها الناعمة , وكان وقع القطرة الأولى مفاجئاً على الأرض, فقد حضنتها حبات التراب كما تحتضن الأم رضيعها وبعد لحظاتٍ تشققت الأرضُ وخرجت ساقٌ نباتية صغيرة آية في الروعة, وتتالتِ القطراتُ ومعها الورودُ الصغيرة التي بدأت في الظهور حول وردتنا, وبينما الحال كذلك , مرتْ نسمةُ هواء متثاقلة قرب الحديقة , وقفت قرب الباب وأنصتت مرهقةً , فسمعت أنين الوردة , لم تستطع الانتظار , فتسللت ببطء وهدوء , كانت حركتها ثقيلة نوعاً ما ولسببٍ مجهول , ثم ترنحت النسمة رويداً رويداً , وسقطت متعبةً , ولكن السقوط كان فوق الزهرة الباكية
قالت الزهرة : نسمة هواءٍ حارة في هذا البرد القارس !!!!
مالذي أتى بكِ إلى هنا في هذا الطقس العاصف
قالت النسمة : آآآآه ياله من عاشق !!
أمسكني وأرهقني بشوقٍ ومحبةٍ نادرين حمّلني إياهما
فقد كنت نسمةً باردةً حدّ الصقيع وبأشواقه أحالني حراً بل قولي جمراً
ولكنني للأسف لم أصل لحبيبتهِ ....
صرخت الوردةُ والشوق يغلفها من ساقها حتى وريقاتها : بالله عليكِ هلا وصفتيهِ لي ؟
قالت النسمة : ماذا أقول عنه... لن أقول إلا شعراً وما أنا بشاعرةٍ قط..
هو قمرٌ أبكاه الفراق
سهر الليالي
يعانق الأشواق
يحنّ لوردته الحمراء
وكلما تذكرها ..
فاض كالطوفان
دمعه الحرّاق
وتابعت النسمة : ولكنني للأسف أعترف وها أنا أوشك على الموت , أقرّ بأنني لم أستطع تحقيق حلمه الصغير..................و؟
وصمت المكان صمتاً رهيباً......
لقد رحلتِ النسمة إلى العالم الآخر
وبدأتِ الوردة تسقط الدموع مجدداً
وارتفعت أصوات المؤذنين مناديةً لصلاة الفجر..
الله أكبر ... الله أكبر
هنا استدارت الوردة الحمراء باتجاه السماء
وقالت : وأنا أشهد يا الله أن النسمة قد أدتِ الأمانة, وأوصلت رسالة حبيبي
............... ثم أغلقت الوردة وريقاتها ... بانتظار يوم جديد ونسمةٍ أخرى
التعديل الأخير بواسطة المشرف: