وما أدراك ما المنشطات؟..

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم




sp008.jpg





لم يأتِ شعار (الأقوى، والأسرع والأعلى) الذي تبنته اللجنة الأولمبية الدولية من فراغ بل جاء لتعزيز وتكريس الروح والأخلاق الرياضية في المنافسات المحلية والإقليمية والدولية وجاء هذا الشعار أيضاً لحضّ الرياضيين على التنافس الشريف دون اللجوء إلى ما يسمى بالمنشطات للحصول على الانتصارات الزائفة.
ما هو أصل هذا المصطلح (المنشطات)؟ ومتى استخدم للمرة الأولى؟ ‏
ومن هم أبرز الرياضيين الذين وقعوا في شرك المنشطات؟ ‏
أصل التسمية ‏
اشتقت كلمة (doping) المنشطات من كلمة (doop) الألمانية والتي تعني عصير الأفيون اللزج وهو العصير المفضل لدى قدماء الإغريق. ‏
ويتمثل الهدف الأساسي من استخدام هذه المنشطات بتحسين الأداء الرياضي للاعبين وظهر ذلك بشكل جلي في الألعاب الأولمبية القديمة ابتداء من 776 حتى 393 قبل الميلاد. ‏
وقد كان اللاعبون المشاركون في الدورات الأولمبية القديمة محترفين يشاركون في المسابقات الرياضية بهدف الحصول على جوائز نقدية كبيرة بالإضافة إلى تزيين صدورهم بأكاليل الغار المصنوعة عادة من أوراق الزيتون. ‏
وفي سعيهم للحصول على الألقاب كانوا لا يترددون في ابتداع جميع أشكال الغش وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن رياضيي تلك الأيام الغابرة كانوا يلتهمون قلوب الحيوانات والخصيتين ونبيذ (الجرع) و(المهلوسات) والأدوية العشبية قبل انخراطهم في المسابقات الرياضية.

وللأحصنة نصيب ‏
لم يكن تناول المنشطات حكراً على الرياضيين بل كان منظمو سباقات العربات التي تجرها الأحصنة بتزويد تلك الخيول بشراب كحولي مصنوع من العسل لتحفيزهم على زيادة السرعة ناهيك عن تناول من يقود تلك الأحصنة بالمهلوسات والمنشطات مثل مادة (الإستركنين) بهدف مقاومة التعب والإجهاد وتجنب الإصابة. ‏
وتعد سباقات العربات من الأمور الشائعة في الثقافة الرومانية القديمة وتقام في مدرج يتسع لـ /60/ ألف مشاهد. وذلك ابتداءً من القرن الأول بعد الميلاد. ‏
أواخر القرن التاسع عشر ‏
بدأ استخدام المنشطات في الرياضة في العصر الحديث تحديداً أواخر القرن التاسع عشر وذلك باستخدام نبات الكوكا وذلك بمزج مستخلصات نبات الكوكا مع النبيذ وكان يدعى آنذاك (نبيذ الرياضيين) ويأتي في مقدمة من استخدم هذه الطريقة الدراجون الفرنسيون وتحديداً فريق (لاكروس) لسباقات الدراجات وذلك لاتقاء الإحساس بالإجهاد والشعور بالجوع الناجمين عن طول فترة ممارسة اللعبة. ‏
الألعاب الأولمبية الحديثة ‏
استخدم عداء الماراثون توماس هكس في الألعاب الاولمبية 1904 مزيجاً من البراندي ومادة (الإستركنين) لمساعدته في إتمام السباق. ومن المعروف علمياً أن جرعة زائدة من مادة (الإستركنين) تؤدي إلى الوفاة. ‏
ومن الشائع في تلك الفترة استخدام الرياضيين والمدربين مزيجاً من (الاستركنين) والهيروئين والكوكائين والكافايين ليشكلوا بعد ذلك خلطة سرية تساعد على تحسين أدائهم واستمر استخدام هذه المواد حتى تم حظر استخدامها ( وخاصة الهيروئين والكوكائين) إلا بموجب وصفة طبية وذلك في عشرينيات القرن الماضي. ‏
قصب السبق ‏
وكان للاتحاد الدولي لألعاب القوى قصب السبق بحظر استخدام المنشطته في أنشطتها الرياضية وتم ذلك عام 1928. ‏
القنبلة ‏
وفي خمسينيات القرن الماضي، أطلق دراجو إيطاليا على الأمفنيات (مواد منشطة) لقب القنبلة لما لها من تأثير قوي بإزالة الإجهاد والشعور بالراحة أثناء التمارين. ‏
جدير بالذكر أن الجنود المشاركين في الحرب العالمية الثانية كانوا أول من استخدم هذه المواد ومن ثم الرياضيون. ‏
الدكتور زيغلر ‏
في عام 1954، لاحظ الدكتور جون زيغلر نجاح الرباعين الروس في تحطيم الأرقام القياسية في لعبة رفع الأثقال نتيجة لاستخدامهم هرمون (التستو سيترون) ما دعاه لتجربة هذا الهرمون على الرباعين الأميركيين. ‏
وقبل وفاته عام 1981 أدرك زيغلر فداحة ما أقدم عليه من اختراع ( سترويد أنا بوليك) نظراً لما يخلّفه استخدام هذا المنشط من عواقب وخيمة على متعاطيه. ‏
أول حادثة وفاة ‏
توفي الدراج الدانماركي كنوت ينسن في 26 آب 1960 أثناء مشاركته في مسابقة الدراجات لمسافة /100/ كم أثناء دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في روما- إيطاليا. ‏
لقد شكلت وفاته حينذاك لحظة دراماتيكية مؤثرة حيث سقط عن دراجته ما أدى إلى تحطم جمجمته وتبادر للوهلة الأولى أن الوفاة ناجمة عن الحرارة الزائدة ذلك اليوم ولكن الفحوصات التي أجريت له عقب الوفاة دلت على تناوله مادة (الرونيكول) إحدى مشتقات الأمفيتامين. ‏
ويعتبر ينسن ثاني رياضي يلقى حتفه في بطولة أولمبية.

فاقد الشيء لايعطيه ‏
على الرغم من منحه جائزة أفضل شخصية رياضية لعام 1965 من قبل هيئة الإذاعة البريطانية إلا أنه ونتيجة لتعاطيه المنشطات سقط مغشياً عليه في المرحلة الثالثة عشرة من طواف فرنسا الشهير في 13تموز 1967 وقد شكلت وفاته ضغطاً كبيراً على الهيئات الرياضية لاتخاذ إجراءات رادعة تجاه من تسول له نفسه من الرياضيين تعاطي المنشطات. ‏





sp008-1.jpg



لجنة طبية ‏
وكردّ فعل جزئي على وفاة سمبسون، أقدمت اللجنة الأولمبية الدولية على تشكيل لجنة طبية لمكافحة المنشطات في الأنشطة الرياضية عام 1967. واتخذت اللجنة المبادئ الثلاثة التالية شعاراً لها: حماية صحة اللاعبين واحترام الأخلاق الرياضية والمساواة الكاملة لجميع الرياضيين من حيث التنافس الشريف. ‏
الاختبار الأول ‏
قامت اللجنة الأولمبية الدولية بأول اختبار إجباري للكشف عن المنشطات في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي استضافتها مدينة غرينوبل الفرنسية عام 1968 وكذلك في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت في المكسيك في العام نفسه. ‏
وكانت اللجنة الأولمبية الدولية قد أصدرت عام 1967 قائمة بالمواد المنشطة المحظور تناولها من قبل الرياضيين. ‏
جُرّدَ من ميداليته ‏
تم تجريد اللاعب هانز غونار -أحد أعضاء المنتخب السويدي للخماسي الحديث- من ميداليته البرونزية وذلك لثبوت تعاطيه المنشطات في دورة الألعاب الأولمبية عام 1968، ولم تكتف اللجنة الأولمبية بتجريد اللاعب من ميداليته بل أرغمت فريقه بالكامل على إعادة ميدالياتهم. ‏
فحص شامل ‏
شهدت دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها مدينة ميونخ الألمانية 1972 إجراء أول فحص شامل شملت الفئات الثلاث للمنشطات والمواد المهيجة عصبياً. ‏
انسحاب بالجملة ‏
أدّى التشدد في الكشف المفاجئ لمتعاطي المنشطات في البطولة الأميركية للألعاب التي أقيمت في فنزويلا إلى انسحاب عشرات اللاعبين من البطولة. ‏
بن جونسون ‏
مازالت حادثة تجريد البطل العالمي الكندي بن جونسون من ميداليته ماثلة في الأذهان وذلك نتيجة لتعاطيه المنشطات في دورة الألعاب الأولمبية 1988 التي أقيمت في كوريا الجنوبية وعوقب كذلك بإيقافه لمدة عامين إلا أنه بعد ذلك حرم للأبد من مشاركته في المنافسات الرياضية لتعاطيه المنشطات عام 1993. ‏
بلا منازع ‏
احتل سباحو الصين قائمة لاعبي العالم الأكثر تعاطياً للمنشطات، ففي الفترة الممتدة ما بين 1990-2000 تم اكتشاف /40 سباحاً صينياً وقد تعاطوا المنشطات وأبرزهم فريق السباحة للسيدات اللاتي هيمنّ على بطولة الألعاب الآسيوية 1994 ما أثار الريبة والشك وسرعان ما خضعن للفحص الذي كشف عن تعاطيهن للمنشطات ما أدى لتجريدهن من /22/ ميدالية حصلن عليها بالغش والخداع. ‏
حرمان ‏
تعرضت العداءة البريطانية ديان موداهل لعقوبة الحرمان من المشاركة في البطولات الأوروبية لثبوت تعاطيها المنشطات في بطولة «الكومونويلث» عام 1994. ‏
من غشنا ‏
من أطرف ما قام به الرياضيون لخداع اللجان الفاحصة ما قامت به السباحة العالمية ميشيل سميث عندما عمدت إلى صب النبيذ على عينة البول خاصتها، إلا أن الاتحاد الدولي للسباحة كان أكثر فطنة وذكاء منها حيث عاقبها لمدة أربع سنوات ولكنه سمح لها بالاحتفاظ بميدالياتها الأولمبية. ‏
تأسيس الـ WADA ‏
تأسست الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات ‏
في العاشر من تشرين الثاني 1999 في مدينة لوزان بهدف مكافحة المنشطات في الرياضة حول العالم. ‏
وسبق تأسيس الوكالة انعقاد المؤتمر الدولي للمنشطات في الرياضة في مدينة لوزان في الثاني من شباط 1999 وقد خلص المؤتمرون إلى إصدار إعلان لوزان حول المنشطات في الرياضة. ‏
دوين شامبرز ‏
في سابقة هي الأولى من نوعها, يعتبر العداء البريطاني الشهير دوين شامبرز أول لاعب يثبت تعاطيه المنشطات وخاصة (ستيروئيد thG) خارج نطاق المنافسات الرياضية في فحص أجري له عام 2003 وليحرم بعد ذلك من المشاركة في البطولات لمدة عامين ولكن اللجنة الأولمبية الدولية شددت العقوبة عليه وحرمته من المشاركة مدى الحياة وليس هذا فحسب بل تم إلغاء رقمه القياسي 9,47 ثانية في سباق الـ 100 متر وكذلك إعادة ما كسبه من نقود عام 2003 نتيجة فوزه الزائف. ‏
قرار صائب ‏
قبل عام 2004, تعرض اللاعبون الذي تعاطوا الكافايين أكثر من 12 مكروغرام لكل ملّ ليتر (حوالي ثمانية فناجين قهوة) إلى حرمانهم من المشاركات الرياضية ولكن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات قامت بإزالة هذه المادة الكافايين من قائمة المواد المحظورة بناء على أبحاث أكدت أن الجرعات الزائدة من الكافايين قد تؤدي إلى عدم تحسين الأداء. ‏
فاز بالبطولة وخسر اللقب ‏
في أيلول 2007, تم تجريد الدراج الأميركي الشهير فلويد لاندس من لقبه كبطل لطواف فرنسا لثبوت تعاطيه المنشطات ويعد لاندس أول فائز في طواف فرنسا يفقد اللقب نتيجة للمنشطات. ‏
يذكر أن طواف فرنسا بدأ قبل مئة وست سنين. ‏
جريمة وانتحار ‏
ولعل أكثر ما يزعج من تبعات تعاطي المنشطات هو أن تؤدي لأن يفقد المرء عقله لدرجة ارتكاب الجرائم والانتحار وهذا ما حصل مع المصارع المحترف كريس بينويت عندما أقدم على قتل زوجته وطفله وانتحر بعدها في 25 حزيران 2007 وذلك نتيجة تعاطيه كميات مختلفة من المواد المنشطة. ‏
ماريون تعترف ‏
اعتزلت العداءة الأميركية الشهيرة ماريون جونز عام 2007 بعد تقديمها اعتذاراً لعائلتها وأصدقائها في رسالة خطتها بيديها تعترف فيها بتناولها مادة الستريئويد المنشطة قبل انطلاق الألعاب الأولمبية التي أقيمت في سيدني عام 2000. ‏
وفي 12 من كانون الأول 2007, قامت اللجنة الأولمبية الدولية بتجريدها من ثلاث ميداليات ذهبية وميداليتين برونزيتين ظفرت بها عام 2000. ‏
وعلاوة على ذلك قامت اللجنة الأولمبية بمحو اسمها من السجلات الأولمبية الدولية. ‏
ماذا عنك يا مارتينا؟ ‏
أعلنت لاعبة كرة المضرب الشهيرة مارتينا هينغز اعتزالها اللعب في الأول من تشرين الثاني 2007 لثبوت تعاطيها المنشطات وخاصة مادة الكوكائين، لا أدري ماذا تشعر مارتينا في قرارة نفسها اللاعبة رقم واحد على مستوى العالم والفائزة ببطولة الجائزة الكبرى لمدة خمس سنوات. ‏
 
أعلى