وما بكم من نعمة فمن الله..

خُـزآمىَ ..~

بيلساني قوي

إنضم
Mar 21, 2010
المشاركات
1,596
مستوى التفاعل
41
رسايل :

بِإنتظـــآر الربيـعَ...!




بسم الله الرحمن الرحيم


نعم الله لا تعد ولا تحصى ، والإنسان في هذه الدنيا يتقلب في نعم الله سبحانه وتعالى ، وإذا تحدثنا عن نعم الله سبحانه وتعالى وكيف يتعامل معها المسلم فإننا أمام قواعد في التعامل مع هذه النعم من أهمها مايلي /

أولاً :إن نعم الله كثيرة على كل إنسان لا يمكن أن تعد، يقول تعالى: "
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّه لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّه لَغَفُور رَحِيم " سورة النحل (18) قال الامام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : ثُمَّ نَبَّهَهُمْ عَلَى كَثْرَة نِعَمه عَلَيْهِمْ وَإِحْسَانه إِلَيْهِمْ فَقَالَ" وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَة اللَّه لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّه لَغَفُور رَحِيم "
أَيْ يَتَجَاوَز عَنْكُمْ وَلَوْ طَالَبَكُمْ بِشُكْرِ نِعَمه لَعَجَزْتُمْ عَنْ الْقِيَام بِذَلِكَ وَلَوْ أَمَرَكُمْ بِهِ لَضَعُفْتُمْ وَتَرَكْتُمْ وَلَوْ عَذَّبَكُمْ لَعَذَّبَكُمْ وَهُوَ غَيْر ظَالِم لَكُمْ وَلَكِنَّهُ غَفُور رَحِيم يَغْفِر الْكَثِير وَيُجَازِي عَلَى الْيَسِير .
شكا رجل ضيق حاله ومعاشه... فقال له عالم حكيم:أتبيع بصرك بمئة ألف؟قال:
لا.قال الحكيم: أتبيع سمعك بمئة ألف؟قال: لا.قال الحكيم: فأنت الغني بما لا يباع بثمن.

ثانياً :إن النعم ابتلاء وامتحان كلها، حتى ما كان ظاهره الجزاء والإكرام فهو في الحقيقة ابتلاء جديد، يقول تعالى: "فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمنِ وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهاننِ، كلا" سورة الفجر: 15-17 .
ولو كانت النعمة إكراما لكان الرسل أغنى الناس وأكثرهم أموالا ولما كان للكفار شيء من الدنيا إطلاقا.

ثالثاً :النجاح في التعامل مع النعم إنما يكون بشكر الله تعالى على هذه النعم، والشكر أقسام:
القسم الأول / الشكر بالقلب:
ويتحقق بالاعتقاد الجازم بأن كل النعم من الله وحده لا شريك له، قال
تعالى: "
وما بكم من نعمة فمن الله" سورة النحل: 53

القسم الثاني / الشكر باللسان:
هو إظهار الشكر لله بالتحميد ، و إظهار الرضا عن الله تعالى و التحدث بالنعم .
عن النعمان بن بشير قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر : (
من لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ، و التحدث بنعمة الله شكر و تركها كفر ، والجماعة رحمة ، و الفرقة عذاب ) أخرجه الإمام احمد في المسند و سنده حسن صحيح ,المحدث/ الالباني.

القسم الثالث/ الشكر بالعمل:
والشكر العملي يختلف من نعمة إلى أخرى، فمن رزقه الله الهداية دعا الناس إليها، ومن رزقه الله رجاحة العقل تعلم وعلم، واستخدمه في حل المشكلات خاصة كانت أم عامة ، ومن آتاه الله مالا سخره للإنفاق في سبيل الله سرا وعلانية ، وحافظ عليه فلم يسرف فيه ولم يقتر على نفسه وعياله ، ولم يضع ماله مع من يتلفه بسوء استخدام أو نحوه ، ومن آتاه الله ولداً أحسن تربيته واصلاحه ، فالشكر العملي أن تستخدم هذه النعم جميعا في طاعة الله لا في معصيته قال تعالى : (
اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور ) .

الرابع :أننا نتقلب بين نعم الله الظاهرة و الباطنة،قال تعالى:( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) (20) لقمان‏
قال الامام ابن كثير رحمه الله : يَقُو
ل تَعَالَى مُنَبِّهًا خَلْقه عَلَى نِعَمه عَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بِأَنَّهُ سَخَّرَ لَهُمْ مَا فِي السَّمَاوَات مِنْ نُجُوم يَسْتَضِيئُونَ بِهَا فِي لَيْلهمْ وَنَهَارهمْ وَمَا يَخْلُق فِيهَا مِنْ سَحَاب وَأَمْطَار وَثَلْج وَبَرَد وَجَعْله إِيَّاهَا لَهُمْ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَمَا خَلَقَ لَهُمْ فِي الْأَرْض مِنْ قَرَار وَأَنْهَار وَأَشْجَار وَزُرُوع وَثِمَار وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ نِعَمه الظَّاهِرَة وَالْبَاطِنَة مِنْ إِرْسَال الرُّسُل وَإِنْزَال الْكُتُب .
الخامس :من قواعد التعامل مع نعم الله تعالى ، بل إن اعظمها هو أن إعظم نعمة امتنها الله علينا أن هدانا لتوحيده جل جلاله : (
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ) فاطر‏ (3).
ثم من أعظم نعم علينا أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي آتاه ربه الكتاب ( وهو القرآن العظيم ) والحكمة ( وهي السنة النبوية ) قال ربنا سبحانه (
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ ) البقرة : 231


د.محمد بن عدنان السمان
المدير التنفيذي لموقع شبكة السنة النبوية وعلومها

 

المارد

بيلساني عميد

إنضم
Dec 3, 2008
المشاركات
3,270
مستوى التفاعل
34
المطرح
سوريا
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم:

( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم).صدق الله الكريم.


خالق العباد سبحانه وتعالى, قد خلق الإنسان في أحسن تقويم, ثم أكرمه بأن أمر الملائكة أجمعين

بالسجود له, فسجدوا جميعا إلا إبليس اللعين,وسخر له الشمس والقمر, والغيوم والرياح, والأنهار

والبحار,والحيوانات, وعلمه ما لا يعلم, من استخدام للأراضي بالزراعة,واستغلال الثروات فوق الأرض

وبباطنها,وأمره بالتحدث بنعمه بقوله تعالى( وأما بنعمة ربك فحدث).من هذا المنطلق, فقد رأيت أن أذكر

بعض نعم الله على خلقه,التي منها ماهو ظاهر ومنها ماهو باطن مجهول, ومن خلال

ثقافتي المتواضعة,توصلت لمعرفته,أرجو من الله أن يكون بالتذكير به ثوابا وأجرا لنا جميعا.


1-وجود جهاز مناعي قوي للدفاع عن المخاطر ومنه( الكريات البيضاء,العقد اللمفاوية,انزيمات بالجلد,

الدموع,اللعاب,الصملاخ بالأذن(الشمع)).

2-نعمة النسيان.

3-النوم والأحلام.

4-عوامل تخثر الدم,لإيقاف النزف.

5-قدرة السمع بترددات وذبذبات محدودة لتلافي الأصوات الضارة.

6-ليونة ومرونة العظام عند الأطفال, وسماكة الطبقة الخارجية للعظم (السمحاق) تجعل من الأطفال

المعرضين للكسور أكثر من غيرهم ,امتصاص للصدمات وعدم التأذي الشديد بالكسور الخطرة.

7-القدرة على الترميم, وإعادة البناء لخلايا الجسم المتضررة, مثال الحروق بالجلد, اندمال الكسور

بتشكل العظم الجديد وجبر الكسور,تجديد خلايا الدم,اندمال أماكن قطع الأعصاب بنمو أعصاب بنهايات من

طرف القطع,تشكيل شرايين دم جديدة للعضو بحالة انسداد الشريان, أو القطع, أو نقص التروية الدموية.

8-افراز هرمونات تحمي الجسم بحالة شعور الخطر مثل الأدرينالين,الذي يقوم بمجموعة تأثيرات, على

بعض الأعضاء الهامة, لحماية الجسم, منها رفع الضغط واحتباس السوائل بالجسم لتلافي الصدمة

و...الخ.

9-افراز هرمون, أو مركب كيماوي ناقل, مسكن للألم له قوة شديدة, بحيث يتم لجم الألم, بحالة الكسور

أو الإصابات أو الأمراض

الخبيثة الشديدة الألم, لأن قدرة تحمل الألم لها عتبة محددة.

10-الحواس (السمع والبصر, واللمس ,والشم والتذوق,وحس الارتجاجات وحس الحرارة, والبرودة والألم

والضغط), كلها بغاية الأهمية والتعقيد وهي وسيلة دفاعية للإنسان.مثال شم رائحة الدخان إنذار لحريق.

والألم وشعور الترفع الحروري أو البرودة أيضا إنذار لخلل ما أو تقوم بوقاية الجسم.

11-إن الأعضاء الهامة للإنسان مثل الدماغ, والحبل الشوكي,العيون ,والقلب ,والرئتين والكبد والطحال

والبنكرياس وكذلك

الشرايين الهامة,موجودة ومحاطة بعناية وبمكان أمين, داخل أجواف متينة مثل الجمجمة للدماغ وجوف

الحجاج للعيون, أو المآقي,وجوف الصدر المتشكل من الأضلاع وعظم القص القوي بالأمام والذي يحمي

القلب والرئتين, كما أن جوف البطن له وسيلة دفاعية متعددة,مثل القلعة أي خط أول وخط ثاني

وثالث,مثال من الخارج طبقات الجلد ثم النسيج الشحمي ثم الصفاق العضلي ثم العضلات التي تتكون

من طبقات,ثم البريتوان أو الثرب وله وظيفة دفاعية بغاية الأهمية ,مثال في حالات البطن الحادة

الجراحي , مثال التهاب الزائدة الدودية أو انفجارها بالبطن, فإن البريتوان يقوم بحصار لمكان الالتهاب

والانكماش لمنع انتشار الجراثيم والأضرار بجوف البطن.

وإن الشرايين الهامة بالجسم مثل الوتين,أو الأبهر بالصدر والبطن,الشريان الفخذي الذي يوجد بأخدود

محفور له خصيصا داخل عظم الفخذ وبعمق, وهو للحماية أيضا.

12-غريزة الحنان والحب والعطاء والرحمة بشكل عام عند الأم.

14-الأهداب بالجهاز التنفسي التي تقوم بفلترة لتنقية الهواء قبل دخوله للجهاز التنفسي,والزغابات

المعوية بالأمعاء التي تقوم بوظيفة امتصاص للطعام.

15-طريقة التكوين للأمعاء من حيث الألتفافات والطي, لأن مساحتها واسعة لو مدت. وكذلك التلافيف

الدماغية التي تقدر بالكيلومترات لو مدت, مطوية وملفوفة, داخل الدماغ ضمن القحف.

16-وجود قوس بالقدم لتوزيع القوة النازلة من وزن الجسم على محصلتين أو محورين للأمام

وللخلف.لإنقاص التحميل من توزيعه.

17-التعرق له وظيفة دفاعية لتبريد الجسم من الترفع الحروري الضار.

18-وظائف المفاصل المقدرة من عطف وبسط ودوران وفتل....الخ لتساعد الإنسان بالحركة والنشاط.

19-ذاكرة الإنسان التي هي بقدر.

20-غريزة المخالطة والمعاشرة لدى الإنسان ويقال أن الله عز وجل حين خلق آدم عليه السلام بالجنة قبل

حواء ,شعر بالوحشة, ثم بعدها خلق الله له من ضلعه أمنا حواء لتؤنسه ولحكمة التكاثر أيضا.

21- مادة الميلانين(الصباغ) بالجلد لها دور حماية للجسم من أشعة الشمس ويسمر الإنسان بالتعرض

الشديد للشمس ولذلك الزنوج يتأقلمون بالحرارة العالية بالمناطق الاستوائية.

أخوتتي الأعزاء:

كل ما ذكرت هو للتذكرة وشيء قليل وليس للحصر وغيض من فيض, ولا يعلم جنود ربك إلا هو ,وإن

تعدوا نعمة الله لا تحصوها. صدق الله العظيم والله اعلم
وعذرا للاطالة وجزاك الله الف خير
 
أعلى