ويحكَ أيها الحزن !
أما لكَ من صديقٍ غيري ؟
اتخَذتَ من قلبي مسكناً وبُتَ واضحاً للعيانِ بعيني..
بنيتَ أعمدةَ قصوركَ في جسدي..
وأغمدتَ سيوفكَ القاتلة في فكري..
صادقتني في جميعِ أوقاتي .. حتى بُتَ تستكثر عليَ الراحة في ليلي..
ماذا عساني قائلةً..
غيرَ أنكَ أنهكتني أيها الحزن..
حتى مللتُ منك ..
وضقتُ ذرعاً في نفسي ..
وتمضي بيَ الأعوام وأنتَ تلازمُني..
تَحَوِلُ يومي إلى أقسى..
كرهتُكَ أيها الحزن..
وكرِهتُ لقاءَكَ ..
كثيرةٌ هي الأعوامُ التي عشتُها معك..
عشتُ فيها شُهورَكَ وأيامَكَ ..
عشتُ لياليكَ وساعاتكَ..
حاوَلتُ قتلكَ لم أجرؤ..
خِلتُكَ مارداً عملاقاً..
أرتَعِبُ منكَ وأهابُك ..
خِلتُكَ عاصفةً قوية..
إن ابتعدتُ عنكَ سيقتُلَني اعصارُك..
خِلتُكَ بركاناً ثائِراً ..
إن تخَلصتُ منكَ تَحرقني لَهِيبَ نيرَانك..
وتارَةً أُحسكَ الطوفان تُحدقُ بي من كلِ صوبٍ أخطارك..
وتارة أخالُكَ بحراً هائجاً ..
تُحيطُ بي من كلِ صوبٍ أمواجُكَ..
ولكنني بجرأةٍ أقولُها...
وداعاً أيها الحزن..
ولتَكن ما شِئتَ ..
هيا ...
ارحل من قلبي ومن فكري...
ابحَث لكَ عن صديقٍ غيري..
فإنَ السعادةَ..
في طريقها إلى دربي ...