عكــ البيلسان ــيد
سيد الياسمين النـائب العام
- إنضم
- Oct 8, 2008
- المشاركات
- 7,935
- مستوى التفاعل
- 144
- المطرح
- شـــــام شـريف
وصلت متأخراً إلى سوق الشيخ محيي الدين حيث أقيمت صلاة العصر، بينما كنت في الطريق، شاهدت في طريقي وقبل وصولي إلى مسجد الشيخ محيي الدين عشرات من عناصر الأمن والشبيحة يقفون في وسط السوق مرهبين ومرعبين الذاهب والغادي، وشاهدت عدة سيارات من قسم شرطة الصالحية تصعد الطريق الصاعد إلى مسجد الحنابلة، المهم وصلت إلى المسجد وشاهدت الجموع الكبيرة التي كانت في محيطه من رجال ونساء وأطفال وشيوخ،دخلت إلى المسجد وصلينا العصر ثم أتبعناها صلاة الجنازة على الشهيد، وعند خروجنا وخروج جثمان الشهيد المرفوع على الأكتاف إلى صحن المسجد بدأ الشباب بـ "لا إله إلا الله .... لا إله إلا الله" وقام هنا حاملي النعش بالدوران بالنعش في صحن المسجد عدة دورات حول الصحن، وتعالت أصوات الناس عند خروج النعش من المسجد إلى الطريق وتكاثفت الجموع في مشهد جميل شيباً وشباباً رجالاً ونساءً وكلهم يهتفون منددين بنظام الأسد وبفداء الشهيد...... المهم وعند وصولنا عند ساحة السوق تجمع عدد من الشبيحة في بداية الحارة التي تؤدي إلى مسجد النابلسي وبعدها قاموا بإشهار أسلحتهم وتصويبها علينا وبدأوا بإطلاق النار، فانفض الناس وهربوا وتزاحموا على بعضهم البعض ودهسوا بعض بسطات السوق ووقعت حبات الخضار والفواكه على الطريق في منظر فوضوي فظيع، وللصراحة انا لم أحرك ساكناً كل ما فعلته انني لزمت طرف الطريق عند إحدى البسطات ووقفت مع بعض الرجال والنساء حتى هروب جميع الناس وخلو منتصف الطريق مع إطلاق نار لم يتوقف، وبدأت امرأة بجانبنا تصرخ خوفاً من مجيء الشبيحة إلينا وأذيتنا أو اعتقالنا فحاولنا طمأنتها بأنهم لن يفعلوا شيئاً، وبعد هدوء إطلاق النار سمعنا صراخ إحدى الفتيات التفتنا نحو الصوت فرأينا ثلاث فتيات جالسات على الأرض يقمن بعمل إسعافات أولية لأحد الشباب وشاهدت إحداهن وهي تقوم بالضغط على موضع قلب الشاب في محاولة لإعادة النبض لقلبه والله أعلم، وفي هذا الوقت كان بعض الشبيحة يشبحون في منتصف السوق ويسبون الناس الواقفين على جانبي السوق بألفاظ بذيئة غير مراعين وجود العديد من النساء بينهم لعنهم الله، بعد ذلك بقليل وبعد أن شعرنا بهدوء الموقف قررنا نحن الرجال الواقفين ان نتحرك مبتعدين عن المكان وبالفعل خرجنا مصطحبين النساء ومشينا مبتعدين عن المكان بكل هدوء والحمد لله، ولكن بينما أنا أمشي مبتعداً كانت مشاعر الخزي والجبن تنكس رأسي بالأرض خاصة بعد مشاهدتي لشجاعة اولئك الفتيات الثلاثة اللواتي فضلن البقاء ومساعدة الشاب وإسعافه بدلاً من الهرب والحفاظ على أنفسهن، اسأل الله أن يحميكن يا حرائر الشام.
25\11\2011 شام
مشهد من تشييع الشهيد أحمد المصري في الصالحية، دمشق
25\11\2011 شام
مشهد من تشييع الشهيد أحمد المصري في الصالحية، دمشق