يا قناديلاً على حدود بلادي

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
فداءً لعينيك يا وطني... لقداسة ترابك ... كي لا تخبو الابتسامة عن وجوه الأطفال ... كي تبقى الشمس حرة تسرح جدائلها على تلال بلادي ... كي تبقى المروج تتراقص مع همسات النسيم ... كي تبقى الجداول عذبة.لعينيك يا وطني.. يا قداسة على الجباه .. يا وطن السلام .. يا ينبوع المحبة والعطاء .. هاهم .. يرسمون عزتنا وكرامتنا .. يرتقون مع النجوم..يساهرون القمر.. في يوم هانت عليهم أرواحهم فنذروا حياتهم ليحيا الوطن... لنكبر بظلها .. نتفيأ بهاماتهم الأبية.. هامات العز والكرامة والإباء.. لأجلك يا وطني .. كي تبقى بيارقك تلامس الشمس.. كي تحيا الأجيال وهي تعزف نغمات الرجولة.. كي يكبر الحلم ويولد النصر مع الفجر الفتي.
لأرواحهم منا ألف تحية .. لمن سطروا على الصفحات أمجاداً لا يمحوها التاريخ .. لمن ستبقى صورهم منارة عزٍ وافتخار في ليلنا الطويل.. لأرواحهم منا أكاليل الغار.. زهر القرنفل .. وعطر الياسمين.
الياسمين الذي يتأرجح على أسوار دمشق.. يغني للشهداء.. يوزع على أرواحهم عطره .. ويأخذ بياضه من نقائهم .. لأرواحهم ترفع الصلاة .. ترتل الأدعية .. يرتفع عمود البخور إلى السماء حاملاً خلودهم.
«يا قناديلاً على حدود بلادي» تنير لنا الدرب إلى العلياء.. يا أبطالاً هانت عليهم قسوة الردى فلم يبالوا بأرواحهم لأنهم باستشهادهم نار ستحرق الغاصب .. ستطهر التراب من براثنه ... ومن وقع أقدامه.
أيها الصباح الآتي إلينا حاملاً حرية من شهادتهم .. لا تغب .. نحن الآتون مع الشمس نحمل في حنايانا وجعاً لفراقهم .. ألماً لجراحهم .. قداسة لأرواحهم .. وانحناءة لعظمة العطاء.
فيا شمساً استفاقت على الرجولة.. ويا نهاراً توقف الزمن على أسواره.. دع الحرية تغتسل من بردى .. تتعطر في ساحات دمشق.. دمشق أيتها الرائعة... أيتها العذراء.. أيتها الطاهرة من نسل الأنبياء .. يا مهد الحضارات.. تمدّدي وابسطي أطرافك الذهبية لتصل إلى آخر ضوءٍ مستيقظ..
تمدّدي كزهرةٍ لا ترتضي أن تبخل بعطرها.. كياسمينةٍ لا توقفها السماء ولا يحتجز عطرها الكون.. ابسطي أكفك الخيّرة واحتضني كل العاشقين للحرية والرفعة والسؤدد ..
يا سورية .. وأنت على أوراق التاريخ حكاية لا تنتهي
يا سورية.. وأنت في بداية الكون كأمّ الكتاب
يا سورية.. من غيرك فسّر قاموس الرجولة؟!
يا سورية.. من غيرك علّم الأجيال طعم الانتصار؟!
أيتها الصامدة كشمسٍ لا تقبل التحدي .. يا كرامات الأنبياء.. يا تراتيل الإنجيل والقرآن.. يا أزهار البنفسج على ربا قاسيون .. يا بردى يرتل أغانيه كل مساء .. يا أزهار المشمش واللوز .. يا كروماً تنام على أطراف الغوطة المباركة ، تحكي للتاريخ بطولاتهم .. يا سورية .. وقاسيون..يقف شامخاًً لا تهزه الرياح ولا تشيبه الأعوام.. يا عظيماً ما عرف الخنوع للعابرين.. يا جواداً من الأصايل العربية لا ترتضي أن يمتطيها الجبناء
يا قاسيون.. ياحبيبي .. لن تنام عينكَ وأنتَ تسهر على أفراح دمشق..دمشق التي تشارك الورد أحلامه.. دمشق التي يكللها بياض الياسمين.. دمشق يا حبيبتي.. يا معزوفة الحرية الخالدة.. يا عصفورة تحمل أغصان الزيتون إلى كل البشر.. يا جمراً في عيون الأعداء .. دمشق العاشقة للنّور.. تضحك فيرقص الكون طرباً.. تقطب حاجبيها فترتعد الجبال.. دمشق الأبية والمحميّة من خالقٍ أحبّها وتفنّن في خلقها فكانت على شاكلة الملاك.. شديدة العقاب.. وتغفر عند الضرورة.. دمشق.. أبواب الجنة المفتوحة للتائبين .. وجهنم على من أعماه العناد والعداء.
دمشق.. ياضفيرة على أكتاف التاريخ .. يانسيماً يحمل في رقته أغاني الحب وأهازيج الانتصار، عندما ينطق الفجر وتورق الرجولة.. عندما تطلّ الشمس ويزغرد الياسمين على أضرحة الشهداء..عندما يستيقظ البدر ويحاكي أرواحهم الطاهرة .. عندما تثرثر الينابيع وتروي للزنابق حكايا عن بطولاتهم .. عندما يفرك الياسمين جفنيه من النوم .. عندما يكبر الحلم وتشتد الصعاب .. تأتي يا دمشق بلسماً للآلام، وشفاءً من كل العذابات.. فيكبر التاريخ ويبلغ أشدّه .. يأتي إليك ِ.. يسجد في محراب قلعتك ِ.. يغتسل في بردى.. وينشر على قاسيون لباس الحرير!.
 
أعلى