mr_ops
بيلساني محترف
- إنضم
- Jan 12, 2010
- المشاركات
- 2,777
- مستوى التفاعل
- 38
- المطرح
- شامي
يـــا مـــن " نــورتِ " حــيــاتــي ...
قــصــة مـــن الــواقــع
قــصــة مـــن الــواقــع
هل تؤمنون بالحسد ؟ او بالعين الحسودة؟ (فلان/ة صابته/ا عين)
نصيحة:
دائما.. دائما.. دائما.. دائما .. لا تحكوا اسراركم لاي شخص مهما كانت بسيطة .. لا اسراركم ولا تفاصيل حياتكم .. ما بتعرفوا مين بصيبكم بالعين ولو من غير قصد او مين بـ يستغل هالشي ضدكم ...
دائما.. دائما.. دائما.. دائما .. لا تحكوا اسراركم لاي شخص مهما كانت بسيطة .. لا اسراركم ولا تفاصيل حياتكم .. ما بتعرفوا مين بصيبكم بالعين ولو من غير قصد او مين بـ يستغل هالشي ضدكم ...
سبحان الله كيف أن إنسانة مجهولة وغريبة عنا تصبح فجأة كاتمة أسرارنا، كيف نشعر بالأمان ونخرج ما في قلوبنا دون تحفظ هل لأننا بحاجة لمن يسمعنا فنفكر أنها إنسانة غريبة عنا من الممكن أن نراها ثانية أو لا، من الممكن أن تصبح اقرب صديقة لنا والعكس صحيح فهي قادرة أن تفضح أسرارنا، فترانا نتبادل أرقام الهواتف ويزور بعضنا بعضاً وكأننا نعرف بعضنا منذ سنوات، هكذا بدأت قصة نور التي كانت تتردد إلى الصالون نفسه الذي كنت أقصده، كانت رائعة الجمال تلك الفتاة اعتقدتها في البداية من الإمارات فكلامها وشكلها عباءتها وشيلتها يدل على ذلك، إلا أنني اكتشفت في ما بعد أنها من بلد خليجي، لكنها تعيش في الإمارات منذ طفولتها وكان خطيبها إماراتياً من عائلة معروفة لم يكن أحد يستطيع ألا يلاحظ تلك الفتاة الجميلة الممتلئة حياة وبهجة فهي لا تهدأ تنتقل في الصالون لتسلم على هذه وتكلم تلك وتقبل الجميع، ضحكتها الرنانة أصبحت مشهورة لدى جميع السيدات وكن جميعهن يحببنها، أو هكذا بدون، بسيطة كانت ومرحة محبة كريمة لطيفة تعطي مكانها لمن تكون على عجلة من أمرها دون تأفف أو تذمر كانت تخرج مراراً لتبتاع الحلوى للجميع، بدون كنت أتحفظ قليلاً تجاهها، فأنا بطبعي لا أحب الاختلاط السريع بالناس، لا أتحرش بأحد ولا أحب أن يتحرش بي أحد، كنت أصل وأنتظر في الكوفي شوب الصغير كي أتناول كوباً من النسكافيه، وأمسك مجلة بيدي إلى أن يحين موعدي، أسلم على الفتاة التي ستهتم بي وأدفع ما يتوجب علي وأذهب يعني السلام عليكم ومع السلامة لا أحد يعرف عني شيئاً، ولا أعرف عن أحد شيئاً إلا أن نور شدتني وارتحت لها منذ المرة الأولى، حين اقتربت مني وقدمت لي بعض الحلويات العربية شكرتها ببسمة، وقلت شكراً لك لكنني لا نفس لي، أصرّت على أن أتناول قطعة واحدة قائلة من فضلك خذيها وارميها، لكن يجب أن تأخذي لأن بالأمس تمت خطبتي على من أحب، فقلت إذا كان هكذا بالطبع لن أكسفك، مبروك عليك الخطبة وعقبى للفرح شكرتني والفرحة تعمها أكملت على باقي الزبونات ووضعت الطبق على طاولة، ثم أتت وجلست بقربي قائلة إنها المرة الأولى التي أراك فيها هنا، قلت صحيح لقد مدحت لي صديقتي جداً بهذا المكان، به وقلت إن الفتيات بارعات بعملهن وكنت أرى شعرها عندما تصفه هنا ويعجبني فقلت أجرب لأرى بنفسي، قالت بالفعل إنهن الأفضل أنا لا أبدل هذا الصالون منذ أن أتيت المرة الأولى وأعجبتني طريقة عملهن وبراعتهن وطريقة تعاملهن مع الزبائن ممتازة، كما إنك تشعرين بأنك في منزلك فصاحبة الصالون رائعة تهتم بكل زبونة وكأنها ملكة، هكذا بدأ الحديث عادياً جداً، وصل دوري فاقتربت مني صاحبة الصالون التي كانت قد رحبت بي بحرارة عندما وصلت، وقالت تفضلي واجلسي، ماذا تريدين أن تفعلي، تسريحة عادية أم لديك مناسبة قلت لا فقط أود قص القليل من أطراف شعري وتصفيفة عادية، قالت أهلاً وسهلاً بك أتمنى أن يعجبك عملنا وتصبحين زبونة دائمة عندنا، كانت الفتاة التي ستسرح لي شعري لبنانية شقراء جميلة لطيفة اقتربت منها نور لتقبلها وتوجه الكلام لي قائلة إن حظك جيد فهذه الفتاة بارعة في كل شيء، إنها المفضلة عندي، وأنا لو اضطررت أن انتظر لساعات حتى تنهي عملها سأفعل لأنني لا ادع أحداً يصفف لي شعري غيرها، كلهن أحبهن لكن مايا أفضلهن على الإطلاق، شكرتها الفتاة بابتسامة قائلة كلهن فيهن البركة، أجابتها هذا صحيح لكن أنت غير، يكفي أنك لبنانية فأنتن مثال يحتذى به بالأناقة والفن والجمال سألتني أليس كذلك يا، عذراً فأنا لم أعرف اسمك، قلت لها مريم أجابت الله كم أحب هذا الاسم شكرتها فجلست على الكرسي الذي بقربي وبدأت تكلمني عن نفسها منذ وصولها إلى الإمارات حتى الساعة طبعاً بطريقة مختصرة، فقالت ها أنت الآن تعلمين كل شيء عني أخبريني عنك قلت لا شيء مهماً لأخبرك به، قالت هل أنت متزوجة قلت لا، قالت مخطوبة أجبتها أيضاً لا، قالت إذن لديك حبيب، الله! ما هذا التدخل السريع من قبلها، صمتت قليلاً وأنا أفكر كيف أوقفها عند حدها لكن بطريقة لا تجرحها أو تضايقها فقلت لها أرجوك آنسة نور أنا لا أحب أن أتكلم في خصوصياتي مع أشخاص لا أعرفهم، صحيح أنني ارتحت لك، لكنني لا أعرفك وأفضل ألا أناقش حياتي الشخصية مع أحد، شعرت أنها ارتبكت فاعتذرت مني بطريقة لطيفة ثم أردفت سامحيني أنا لم أقصد، لكنني هكذا عفوية وأتكلم دون أن أفكر، معك حق فأنت لا تعرفينني بعد لكنني للحقيقة أحببتك لا أدري ما السبب، أسألي مايا أنا شفافة جداً أتكلم مع الجميع هنا، وأخبرهن عن أشياء تخصني، لكن ضمن حدود المعقول أو الذي يجب أن يقال، لكنني لم أتجاوز حدودي مع أحد ولم أجلس من قبل مع واحدة معينة، لكن سبحان الله لا أدري لماذا ارتحت لك وتبعتك إلى هنا لأتعرف بك أكثر، لكن إن كنت قد أزعجتك فأنا أعتذر، قلت لا حبيبتي لم تزعجيني أبداً لكنني هكذا، لا أحب أن يسألني أحد عن أشياء أعتبرها خاصة، ولأؤكد لك إنني لست منزعجة منك سأجيبك بما سألتني عنه ضحكت وقالت كنت أشعر بأنك طيبة وحبابة، ضحكت وقلت لها مع احترامي لك ولمايا لكن خذيها نصيحة مني يا نور لا تكلمي الجميع عن حياتك الخاصة، فالناس أجناس منهن من تضحك لك لتأخذ منك أكثر ثم تذهب وتفضحك هنا وهناك، وتزيد على ما تخبرينها به ومنهن التي تكون بريئاً أو لا شيء مهم لكن فقط لتثرثر فتقضي على سمعتك أو لتصبحي حديث الناس، فأنت بالفعل شفافة جداً ولا تخفين شيئاً، لكن هذا ليس جيداً فأنت الآن قد قلت أمام الجميع أن والدة خطيبك لا تحبك ولم تكن تريدك زوجة لابنها، لكنها رضخت للأمر الواقع، ثم قلت لهن ماذا يعمل وما اسمه ومن الممكن أن تكون إحداهن حسودة أو شريرة فتقول لماذا لا أخرب علاقتها به وآخذه لنفسي أو تكون على معرفة به أو بوالدته فتخبرهما بما تقولين، صمتت نور ثم قالت أتدرين معك حق، ومن الآن فصاعداً لن أتكلم في خصوصياتي مع أحد، أنا فعلاً ثرثارة لكنني لا أتكلم عن أحد أو أؤذي أحد أتكلم فقط عن نفسي، عندما أجابتني هكذا عرفت كم هي بريئة تلك الفتاة فهي مثل الأطفال تقتنع بسرعة وتنفذ ما يطلب منها من يومها وعلاقتي بنور بدأت تكبر وتكبر إلى أن أصبحت من اقرب الصديقات لي، أحببتها بشكل لا يوصف لطيبتها وشفافيتها لمحبتها واهتمامها، كانت تفكر بي قبل أن تفكر بنفسها فإن ذهبت إلى السوق لتبتاع شيئاً كانت دائماً تأخذ منه قطعتين، كان ذوقي في الملابس كذوقها تماماً كنا عندما نذهب إلى السوق نمسك القطعة نفسها في الوقت نفسه فنضحك ونأخذ نحن الاثنتان منها، إلى أن قالت لي لماذا نبتاع من كل شيء اثنين دعينا نبتاع واحدة ونتبادلها نتبادل الحقائب والقمصان الفساتين والتنانير، قلت معك حق فنحن نبدو كالتوأمتين بملابسنا حتى إننا دون أن نسأل بعضنا بعضاً نرى إننا عندما نخرج نرتدي الملابس نفسها التي سبق وابتعناها فنضحك ونتعجب لتوارد الخواطر التي بيننا، بالطبع أصبحت نور كاتمة أسراري وانا كاتمة أسرارها لا نخفي شيئاً عن بعضنا بعضاً مهما كان، كانت تتمنى لي الخير وتفضلني على نفسها . رائعة هي نور بكل شيء، لكن بالرغم من حسناتها الكثيرة وجمالها الأخاذ كانت لا تملك الحظ الجيد، فكل شيء كانت تحبه كان يذهب منها بطريقة أو بأخرى تقول وكأن احد عمل لها عملا كي لا توفق في أي شيء كانت تخبرني بهذا مراراً لكنني كنت أقول لها إنها المصادفة أو القدر لكن الله سبحانه وتعالى أعلم بصالحنا وما هو خير لنا فلا تفكري في الذي فقدته بل فكري في الآتي والذي بإذنه تعالى سيكون أفضل، لكن يبدو أنني كنت مخطئة في أن الآتي سيكون أفضل إذ إن أحوال تلك الفتاة المسكينة قد تبدلت فجأة، أصبحت تسير أمورها من سيئ إلى أسوأ فبداية وقبل زفافها بأشهر قليلة تركها خطيبها الذي كان يحبها حباً كبيراً، والسبب والدته كما قال لها، فهي قالت له إن تزوجت تلك الفتاة لن أرضى عليك أبدا أجابته أنا أعلم إنها لا تحبني لكن لماذا أتت إلى منزلنا وطلبتني من أهلي إذا كانت لا تريدني قال: اعتقدت أنها مجرد نزوة وستزول فقد رأتني مصراً على الارتباط بك وأحبك فقالت: دعني أجارِه وأنا متأكدة بأنه سيتركها بعد فترة لكن عندما رأت بأن موعد الفرح قد أقترب صارحتني بأنها لم ولن تحبك وإن لم أتركك سوف تغضب علي وأنت تعلمين غضب الأم يا نور، سامحيني فأنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً رغماً عنها لكنني سأظل أحبك إلى الأبد، تركها جالسة مكانها وانصرف، بقيت جالسة على الكرسي في المطعم حوالي نصف ساعة وهي لا تستوعب الذي جرى اتصلت بي من سيارتها وهي تبكي لتقول هل أنت في المنزل؟ قلت نعم قالت أنا آتية إليك انتظريني قلت ما الأمر يا نور لماذا تبكين قالت: أخبرك عندما أصل، بالرغم من أنني كنت أتوقع أن هذا الشيء سيحصل لأن خطيبها لم يعجبني منذ أن رأيته وشعرت بأنه ليست والدته وراء تركه لها، لا أدري لماذا فليسامحني الله فان بعض الظن إثم، لكنني لم أرتح لهذا الشاب منذ البداية وبالطبع لم أقل شيئاً لنور بسبب حبها الكبير له ولأنني لا أستطيع أن أقول لها انه لعوب وليس جاداً فلا براهين عندي لأقدمها لها ثم أن زواجها أصبح قريبا فآثرت الصمت، هذه كانت بداية مأساة نور الوردة الندية الفتاة الرائعة إذ بعد فترة بدأت تشعر بآلام في رأسها لا تعرف سبباً لها . ذهبت إلى الطبيب مع والدتها فقال لها إن الألم بسبب عينيها ويجب أن تقصد طبيب عيون، وهكذا صار فأخذت تذهب من طبيب إلى طبيب ولم يستطع أحد منهم أن يعرف علتها وبدأ الألم يزداد ويقوى حتى أصبح لا يحتمل ووالدتها لا تعلم ماذا تفعل من اجلها، أخيرا قررت أن تأخذها إلى الخارج للعلاج حيث اكتشف الأطباء هناك أن فيروسا قد ضرب منطقة في دماغها وحالتها أصبحت متقدمة وبدأوا في إعطائها الحقن التي تحوي على الكورتيزون ونوعاً من الأدوية التي يعالجون بها السرطان مع أنها لم تكن مصابة به لكنهم كانوا يحاولون منع الفيروس من الانتشار بانتظار ما سيحدث أو اكتشاف أي نوع من الأدوية يجب إعطاؤها إياه، بدأ شعر نور الأسود الطويل الرائع يتساقط يوما بعد يوم، أخذت تتورم وتسمن، بدأ الورم يكبر ويضغط على أماكن معينة في الدماغ فأصبحت لا تستطيع السير . كانت تجر قدمها جراً، ورويداً رويداً بدأت لا تستطيع السير، تم نقلها إلى المستشفى لتقضي فيه أسابيع ثم تخرج دون أن يتوصل الأطباء إلى دواء يوقف هذا المرض الذي يصيب شخصاً بين عدة آلاف وكانت هي فريسته تلك المرة، كنت لا استطيع أن أراها وهي تذبل أمامي شيئاً فشيئاً، كنت أبكي كلما أراها وأذهب معها إلى المستشفى حيث اجلس لدقائق ثم أخرج كالمجنونة وأبكي بعيداً حيث لا تراني لكنها كانت تشعر بي وتقول لا تبكي ولا تحزني فسوف أتحسن بإذن الله كنت أدعو لها من كل قلبي كل دقيقة، كان أملي كبيراً بأن تشفى وتعود كما كانت، لكن حالتها كانت تزيد سوءاً إلى أن بدأت تنسى وتضيع كانت تعيد الكلام نفسه عدة مرات أصبحت لا أستطيع أن أراها هكذا خاصة إنها كانت تنسى إذا كنت أتيت أم لا ففضلت عدم رؤيتها وهي بتلك الحالة لأنني فعلاً انهرت كنت لا أفعل شيئاً سوى البكاء كنت لا أستطيع أن أتكلم مع أحد من دون أن أبكي أصبت بحالة كآبة وحزن على من كانت توأم روحي على شقيقة لي لم تنجبها أمي كنت أشعر بأنني سأفقدها لكنني لم أرد أن أصدق هذا الأمر، وبالرغم من أن والدتها الفاضلة الرائعة الصبور كانت تطمئنني كنت أشعر بأنني سأفقد الإنسانة التي عشقت، وفعلاً توفيت نور منذ أربع سنوات وهي في عز شبابها كانت في الخامسة والعشرين عندما انتقلت إلى رحمة الله تعالى وفقدت أنا أحب وأطيب وأجمل وأرق إنسانة رأيتها في حياتي، فليرحمك الله يا حبيبتي يا غاليتي وليسكنك الله فسيح جنانه أنت دائماً في بالي أذكرك في دعواتي وصلاتي لن أنساك أبداً .
منقول من جريدة الخليج الشباب للكاتبة مريم راشد