1.5 مليون تونسي شيّعوا بلعيد وسط اشتباكات وهتافات ضد الإسلاميين


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

تونس - وكالات - شيع مئات آلاف التونسيين من أنصار «الجبهة الشعبية» ومن الأحزاب الليبرالية والعلمانية وكل القوى الديموقراطية بحماية الجيش، امس، جنازة القيادي الراحل والمعارض البارز شكري بلعيد في العاصمة التونسية، والذي اغتيل الاربعاء الماضي برصاص مسلح بينما كان يغادر منزله في طريقه إلى العمل قبل أن يلوذ القاتل بالفرار بدراجة نارية، فيما ذكرت قنوات تلفزة عدة ان 1.5 مليون تونسي شاركوا في التشييع.
وانطلق موكب تشييع الجنازة بعد صلاة الجمعة سيرا على الأقدام في اتجاه المقبرة ليوارى جثمان بلعيد الثرى، وسط اجراءات أمنية مشددة من قبل الجيش التونسي.
ورقد جثمان شكري بلعيد عن سن يناهز الخمسين عاما، إلى جانب صالح بن يوسف أبرز المناضلين التونسيين، والشخصيات الوطنية والتاريخية في مقبرة «الجلاز» العريقة التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر وتقع على هضبة ممتدة في المدخل الجنوبي للعاصمة.
وردد عشرات الالاف من المشيعين هتافات مناوئة للاسلاميين، فيما أحاطت الحشود بعربة عسكرية مكشوفة تحمل جثمان بلعيد ملفوفا في العلم التونسي من مركز ثقافي في منطقة جبل الجلود في العاصمة حيث كان يعيش بلعيد. واحتشد محتجون يحملون الاعلام واللافتات في الشوارع المحيطة.
وحمل المشيعون صور بلعيد، فيما ردد البعض هتافات ضد راشد الغنوشي زعيم حزب حركة «النهضة» الاسلامية الحاكم ووصفوه بانه «قاتل ومجرم» ورددوا «تونس حرة... الارهاب برة».
وقال أمير الزرقاني احد المحتجين: «نطالب بكشف الحقيقة عن مقتل بلعيد... لم نعد نصبر على الحكومة وعليها الرحيل وعلى الجنرال رشيد عمار ان يفي بوعده لحماية الثورة والثوار».
وأطلقت الشرطة التونسية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق «منحرفين» حاولوا الاندساس في جنازة بلعيد.
وافاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد طروش بان «مجموعة من المنحرفين قاموا بالاعتداء على بعض السيارات في محيط مقبرة الجلاز ( حيث دفن فيها بلعيد) وعناصر الامن تصدت لهم بالغاز المسيل للدموع».
وفي العاصمة تونس، اطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريق عشرات من المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة.
كما نظم محتجون مسيرات في قفصة وغيرها من المدن التونسية بالتزامن مع تشييع جنازة بلعيد.
وفي سيدي بوزيد البلدة الجنوبية التي انطلقت منها شرارة الثورة التونسية، ذكر شهود ان نحو 10 الاف محتج تجمعوا ورددوا هتافات ضد حركة النهضة والحكومة.
واطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو 200 شاب هاجموا بالحجارة عناصر الامن ومقر مديرية الامن في مركز ولاية قفصة جنوب غربي تونس، فيما احرق شبان مركزا للشرطة في حي النور في قفصة، ليل اول من امس.
وانتشر المئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب في شارع الحبيب بورقيبة أحد مراكز الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العاصمة تونس.
وأغلقت المؤسسات الحكومية والمحلات التجارية والخدماتية أبوابها، كما توقفت حركة النقل البري والحديدي والبحري، استجابة لقرار اتخذه الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية تونسية) بتنفيذ اضراب عام وطني حدادا على مقتل بلعيد.
وقال ناطق باسم الخطوط التونسية ان الشركة أوقفت كل رحلاتها من والى تونس، امس، في اطار اضراب عام دعت اليه نقابات عمالية احتجاجا على قتل بلعيد.
وأكد الناطق باسم شركة الخطوط الجوية الوطنية ان الرحلات التي تسيرها شركات طيران أخرى لم تتأثر.
وذكرت مصادر من مطار القاهرة ان شركة مصر للطيران ألغت رحلاتها لتونس، امس، بسبب مشاركة العاملين في المطار في تونس في اضراب عام.
وكان اصيب 20 شرطيا بجروح «متفاوتة الخطورة» خلال مواجهات ليل اول من امس، مع متظاهرين بمعتمديات قليبية ومنزل تميم وقربة من ولاية نابل (شمال شرق) حسب وكالة الانباء الرسمية التي ذكرت ان الامن اعتقل 30 شخصا «اغلبهم مراهقون» تورطوا في اعمال عنف.
في المقابل، أعلنت الرئاسة التونسية أنها تدعو إلى تشكيل حكومة وفاق وطني، واكدت انها ليست على علم باقتراح رئيس الحكومة التونسية الموقتة المتعلق بتشكيل حكومة كفاءات مُصغرة لادارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية.
وقال عدنان منصر الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية خلال مؤتمر صحافي، ليل اول من امس، ان الرئيس التونسي الموقت منصف المرزوقي «يؤيد تشكيل حكومة وفاق وطني تضم كفاءات تتولى الوزارات الاقتصادية والفنية». وأشار إلى أن المرزوقي شرع باجراء مشاورات مكثفة مع قادة الأحزاب والشخصيات الوطنية حول الأوضاع المستجدة في البلاد على الأصعدة السياسية والأمنية التي طرأت عقب جريمة اغتيال بلعيد».
ولم يوضح منصر طبيعة هذه الحكومة، لا سيما وان الرئيس التونسي سبق له أن دعا قبل نحو 3 أشهر إلى تشكيل حكومة مصغرة تجمع الكفاءات في الوزارات ذات الصلة بالتنمية والاقتصاد والمسائل الاجتماعية.
من جانبه، دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي الحكومة التونسية إلى سرعة القبض على قتلة بلعيد.
وأوضح في خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب في الدوحة: «ننكر كل الانكار قتل هذا الزعيم وندعو تونس أن تبحث عن من قتله وتجازي هؤلاء بما يجب أن يجازوا به». وأكد رفضه لأسلوب الاغتيال، قائلا: «هذا الأسلوب مرفوض شرعا وعقلا وخلقا وايمانا»، معتبرا أن «الاغتيال أسلوب الجبناء الأخساء».
 
أعلى