عمر رزوق
بيلساني مجند


- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45


انتبه , أمامك حياة
هل تدركين الفاصل بين الـ " هنا " والـ " هناك " ؟
هل هو حرف الـ " ك " الذي يتسلق على " هنا " فينهيها ويقضي عليها؟
ولكن هل تدركين بأنه من الممكن أن تكون هناك فعلا مسافة بينما نملؤها ضجيجا وكلاما ونفايات والكثير من ألأمور الأخرى .
أغلب أحاييني , يرتفع صوت تفكيري , ولكن ببرود, بصوت مصاب بالذهول , فيسألني : كم هي المسافة بين الصوت وصداه , ما المسافة بين الجسد والروح , هل نستطيع أن نفهمها ندركها ؟ ولو فرضنا جدلا بأننا فهمناها وأدركناها , هل نستطيع العبور والوصول للضفة الأخرى؟
هل كل المسافات عينيّة ؟ وإذا كانت كذلك , فما المسافة الفاصلة بين العقل والجنون من اتجاه, ومن الاتجاه الآخر , هل تساوي نفس المسافة بين الجنون والعقل , هل هي نفس المسافة ولكن باتجاه معاكس ؟
كثيرا ما يصيبني في هذه الأيام إقرار بارد وتخيّل متمرّد وتصوّر يميل للحمق بأنّ لا مسافة بين أي شيئين , انما ما نتصوّره ونخلقه نحن , وليس ما تقرّه الحقيقة .
الحديث عن الجنون , ترفٌ من التفكير , ........... ماذا يمكن أن أقول بعد ......... لا شيء البتة ؟؟؟
أصرخ ببرود مرة أخرى .... هل يستطيع صراخي قطع المسافة بين جنونين ؟
أفكر ببرود حتى أصبحت كلماتي كالصقيع , هل نعرف أن نتحدث عن الجنون كما يليق به ؟ فإن المتحدثين والمتشدقين عن الجنون ,إنما تكلموا وهي يقفون على ضفافه حيث لا يمكن أن يصيبنا منه غرق ... غرق ؟! وما الغرق غير الجنون والجنون كله غرق . فهل غرقتْ أم هل جننتْ ؟ اهه ... إذاً . ما المسافة الفاصلة بين الغرق والجنون , هل فعلا هناك مسافة بينهما ؟ تبدو لي الحياة لغزا , لم يحذرني منها أحدهم , لم يعلّق أحدهم على طريقي لافتة " انتبه , أمامك حياة " فالجميع أغروني بها ودفعوني إليها غير عابئين بما سيصيبني منها ؟ هل هكذا هي الحياة, أم توجد حياة أخرى لا أعلم عنها شيئا , يعيشها غيري ....وببرود أبرد من البرود السابق , ما المسافة التي تفصل الحياة عن الحياة ؟ هل هناك مسافة أصلا ؟ ... أظنني وقعت بالخطأ بهذا السؤال , أصيغه من جديد . هل توجد مسافة فاصلة بين الحياة واللا حياة ؟
دارت عيوني في محاجرها ناظرة للسقف , لقد أصبت نفسي بالارتباك عندما حاولت المرور والتعبير عن حياة غيري , فلا أحد يشعر بحمولة هذا المرور .
وذات برود قلت لحزني بأنني أحب المرور المتأخر , متأخر بكل شيء بالبوح والقول بالتفكير والعبور وحتى بالحب . لم يردّ حزني ولم يعلّق , أظن أنه أكثر حزنا منّي , أو بما يكون مشغولا بقياس مسافات أخرى لم تطرأ على بالي .
هل أنا بحاجة لبرود آخر لأستمر ؟! أوجع رأسي ذلك اللغز , لغز الحياة , لم أعرف نفسي محبا للألغاز , لأنها ترف ذهني لا يليق بالجنون . ومع ذلك أستمر بالبحث والنبش عن حل لغز الحياة , وهذا الجدّ والكدّ بالبحث لا يشكلّ إلا فارقا بسيطا بالمسافة بين الحيرة واللا حيرة , وهل هناك فعلا مسافة بينهما , ام أني أتجنى عليهما هذه المرة ؟!
وبعد كل هذا الهراء الذي ارتفع , أم أن نظري الذي انكسر أنخفض ؟ أعلمكِ بأنني أفكّر كثيرا بالمسافة ما بين الحياة والموت , لم أعلم أحدا تكلّم عن الموت بصدق عير الله تعالى ورسوله الكريم . فامذا يجب أن أفهم إذا مات أحدهم ؟؟؟ هل الموت إشكالية ترف اللا وجود , وأقول ببرود قاتل الموت مسافة , فكيف لنا أن نقيسها ؟ وهل كل مسافة تُقاس ؟ وما وحدة قياسها . لم أفكّر بما كتبت , لكنني فكّرت بعد أن قرأت , فلم أعرف أن أرى مسافة بين التفكير واللا تفكير
ولم أعرف لما توجهت بخطابي لأنثى .