ταℓα syяɪα
وطــــ آنــــثــــى بــنـــكـــهـــة ـــــــن
- إنضم
- Aug 25, 2009
- المشاركات
- 2,539
- مستوى التفاعل
- 60
- المطرح
- بعيدة مسافة تكفل إصابتي بحُمّى الوطنْ !
- من أنت؟
- حتى هنا أثخنتمونا بالأسئلة التقليدية .. هويتي لديك .. وتستطيع أن تقرأ
صفعة .. و .. كلاش
- أجب .. لمَاذا اعتقلوك؟
- كل ما اعرفه أنها ليست بلاد الحق.. وإلا ما جئت بي إلى هنا .. ثم تعرف انه لا سيادة للقانون في أرضنا وإلا لأخبرتك بما يلي: لا جواب لديّ من دون محام .. أختاره أنا
وصفعة اوجع .. وكلاش
- تسبّ الرئيس إذن وتلعن ذاته؟ أنسيت أن القانون يعاقب على ذلك
- الذي اعلمه أن هذا القانون الذي اعتقلتني باسمه لا يعاقب من يشتمون ذات الله نهارا في الشوارع ويعصونه جهارا في الليالي ولا يستوقفهم للتأنيب حتى.
ركلة بالركبة .. على الوجه .. و .. كلاش
- من وراءك؟ .. من يدعوكم للخروج إلى الشوارع .. من علمكم قلة الأدب مع أسيادكم أيها الكلب
- أنتم .. أنتم حضرة الأسود .. وراء الكلاب والقطط .. وراء الذباب والفراش .. وراء الظلال على الجدران .. وراء الخطى على الأتربة .. انتم وراءنا .. وأمامنا أنتم .. ومن خلفنا عيونكم .. ومن قدامنا عمالاتكم لقاطعي الرقاب من الأبرياء .. عمالة لا تضاهيها في الإخلاص سوى ولاءات الأئمة للإله أو الرهبان للرب .. أيها العبيد من غيركم وراءنا.. تقنصوننا من على الأسطح .. تضربوننا على الطرقات .. تدوسون علينا بالنعال .. تبصقون في وجوهنا .. تذلون رجالا تراثهم الكبرياء .. وراءنا أنتم أيها الخَدم.. وراءنا عبودية أمثالك لغير الله... وراءنا أنتـــ ....
يرفسه برجليه .. يخنقه بيديه .. علّه يسكت .. و .. كلاش
- تسبني أيها الجرذ .. والعصابات المسلحة .. ورجال الشرطة الذين قتلوا .. من قتلهم أنا أو أنت؟
- أتتحايل علي أم تسخر من ذكائك .. تلك العصابات صنيعكم .. ترعرعت تحت عيونكم .. أرضعتموها الحليب الفاسد حد التعفن.. تدقون باسمها كل آن جرس الطواريء .. تبتزون بها آمان الناس .. تلغمونها لوقت الحاجة .. ترهبون بها عباد الله .. تبررون بها مجازركم .. هي منكم وإليكم .. من والاكم منها فهو حبيبكم ومن انقلب منها عليكم فتقتلونا بجرمه .. هل تثبت لي أن أمثالك لا يرتكبون تلك المجازر ثم يقولون عصابات .. هل يوجد في تاريخ الوطن عصابات أكثر تنظيما من عصاباتكم .. وإرهابيون أنجس منكم .. ثم بربك ألم يرد في قانون رئيسكم شيء عن القصاص .. تَقتلون فتُقتلون .. أم أنكم تطالبون الناس أن يقفوا طواعية بصدروهم العاريات كي تأسروهم فإن هربوا لاحقتموهم .. تعذبوهم ثم تطلقون الرصاص وعلى الأرض تصرعوهم ولا تنظرون من آلهم أدنى قصاص .. هل سيقتص لي الرئيس منكم وهو الذي أمرك بان تقتلني؟
ضربة بالمسدس تشج الرأس .. وكلاش
- لا باس تستطيع أن تضرب وتسب كما تشاء .. فأنت كما تراني اليوم غصن مكبل في معتقل .. ألمي أسيرك وجسدي فداء لجبنك المشهود.. يا من لن تجرأ بعد اليوم على ...
- كيف صرت طليق اللسان فجأة .. أين كنت قبل اليوم
- قبل اليوم كنت انتظر الفرصة التي أؤمن عبرها أنني إذا اعتقلت فمِت .. سيصدح ألف لسان من بعدي .. اليوم اكتشفت أنني لم اعد أخاف من الذين إذا هرب بعلهم الكبير خمدوا في الجحور إلى يوم الدين كالصراصير يتقيحون .. اضربني أكثر .. متى تصدق أنني من الموت ما عدت أخاف ..
- على يدي ستموت إذن.. هذا مؤكد
- وبيدي أمام يدي الله سأقتص منك على أرض المحشر بإذن الله .. ربما لن يرهبك هذا التهديد ولن ترعبك هذي الصورة .. فأنت اليوم عبد الملك الذي احتل الأرض .. لا تزال ترى الرئيس ربا لك .. تقبل بلذة الخدم نشاذر رِجله وعرق يديه .. رضاه أولى عندك لهذي الساعة وطاعته أجلّ... هل صدقت؟
وضربة أفظع تسقطه على الأرض ..
- سأخنقك...
- ما ليديك ترتعدان .. أهو الغضب أم الجبن .. لم لا تقتلني فتستريح .. صدقني لن يحاسبك الرئيس.. سيُرقّيك.. أم ان أوامر سيدك هي أن تستل مني تسبيحا بحمده واستغفارا له .. اخبره بعدما أموت أنني كفرت به ولم اعد أشفق عليه .. اعتقدنا ساعة انه يفكر مثلنا نحن البشر .. يصيب ويخطيء يعترف ببساطة .. يتنازل بجرأة .. وبإمكانه أن يتوب .. لكنه غِر وكلما ازداد الناس غضبا منه ازداد جنونا .. وأمثال هؤلاء الناس ليسوا أهلا لقيادة الناس .. لأنهم في أبسط المواقف سيبيدونهم جميعا ..
- ستموت الآن .. ما أ منيتك
- أمنيتي الوحيدة أن تخبر زملاءك في زنازين التعذيب الأخرى أن هذا الوطن لم يعد ملكا لرئيسهم .. بل صار ملكا لي .. ولهؤلاء الناس .. أخبرهم أن رئيسهم طفل مغرور إذا ما أشاح الناس وجوههم عنه جُن .. وإذا ما طالبوه بالرحيل فجَر .. ثم قتلهم جميعا عن بكرة أبيهم إذا لم يقتلوه .. أخبرهم أيضا انه لا يفقه للكرامة معنى ولا يعرف أصلا شيَم الرجال .. وأنه جبــان .. لأنه لا يملك الجرأة للنزول إلى الشارع فيخاطبهم كـ أيها الناس .. إنما يستغبيهم من وراء الشاشات القصيّة بالوعود .. بالمعجزات الجامدة .. بالضحكات الباردة.. ومن وراء الدبابات يقتلهم بأيديكم .. أنتم .. أيها الخدَم ..
ركلة على العين بحذاء نعله من حديد
- سألتك آخر أمنية .. أمنية لك .. لم اعد أطيق رؤيتك ولا سماعك
- هل يمكنني أن أكتب ..
- تكتب ماذا ..
- آخر أماني معتَقل
- ربع ساعتك الأخير .. تكلم قبل أن تلج الرصاصة مخاط رأسك
- أخبر أمي إن امتلكتَ الشجاعة لتواجهها بأنك قاتلي.. أن ابنها ما مات يبكي .. وأنها لم تنجب يوما رجلا جبان .. اخبرها أنني سعيد .. وان لا تبكي علي لأني ظًلمت .. فجلّ هذه الدنيا مظالم .. اخبرها أن تبكي علي لسبب واحد .. أن هذا الرئيس الذي كانت تحبه حب الوطن وتدافع عنه دفاعها عن أبنائها كلما رأته على التلفاز, هو الذي رشَ الرصاص في حارتي .. وقتل أخي ضرارا واعتقل حسن .. اخبرها انه هو الذي دمر المخازن وقصف المآذن وروّع الناس .. اخبرها انه من قتل .. من قتلني يا أمي بدم بارد .. أخبر آمي ألا تبكي علي لأني رحلت قبل أن أضم يديها النظيفتين من ظلم البشر.. بل تبكي علي لأني صمتتُ كثيرا وكثيرا تأخرت .. تأخرت كثيرا قبل أن يدفعني الله دفعا لأصرخ في وجه المستبد بالحكم والغاصب بالظلم .. رحلت قبل أن أقول له لست إلا مواطنا مثلي خسئت .. لا أشرف مني ولا أكرم خسئت .. لا أشجع مني ولا أذكى خسئت .. خسئت كلما سرقت .. خسئت كلما اعتقلت .. خسئت كلما قتلت .. أخبر أمي ما كان جبانا ابنك أم الحسن .. وقل لها .. أن اصنعي من أحفادك أبنائي رجالا سلاحهم إيمان و صيحاتهم بنادق .. لا نريد توريث ذاك الجبن للأجيال القادمة يا أماه .. اخبرها أننا ما ظلمنا الرئيس يا أمي ولا ظلمنا الوطن .. أخبرها إن كان عزيزا أن يستقيل .. قد يصبح فعلا رمز الوطن لو يستقيل ... اخبرها أن الذي يأخذها كاملة فرصه الثمينة سنينا سنينا ثم يسقط في الامتحان يا أمي لا يحتاج إلى تعليل.. اخبرها أن الأجشع والأطمع من يحمي قصره يا أمي بجثتي .. وان الأغبى من يشتري عمق جهنم بدمائي .. بدماء ابنك يا أمي .. هل قصره أغلى من دم فؤادك يا أمي .. هل أنا العبد قربان الملوك وقاتلي صهر الوزير .. أنا لا أحبه يا أمي فاعذروني .. لم أحبه يوما كما تفعلين .. وأظنك اليوم عرفتِ .. كيف قُتلت و لماذا أغضب .. ابنك لم يقتل أحدا يا أمي .. كل ما اقترفت يمناه أن صاح في رُبى الوطن .. من تطوانَ إلى اليمنِ .. فليستقيلوا جميعهم .. زعماؤنا .. ساساتنا كالمستحاثة .. سبات شخير .. لا مسؤول غيرهم عن موتنا مند عقود.. عن خنقنا خلف حدودٍ .. وعن هواننا منذ زمان يا أمي مجتمعون.. مأساتنا شعارهم .. سقطاتنا وسامهم .. وجعنا نجاحهم وأحلامهم فشل .. لم نعد نريد منهم شيئا يا أمي .. لم نعد نريدهم .. و بدنا تغيير .. بدنا تغيير
- .......
الصمت المطبق يشل الزناد .. يخنق الزنزانة
يتساءل القتلة .. صامتين .. كيف نتصرف مع هؤلاء ؟؟؟..
- ماذا تنتظر.. هيا أرحني .. أرحني بسرعة .. علها الميزة الوحيدة التي تَصلُح فيك .. أن تمتهن القتل .. وتتنفس الغضب دون أن تفكر.. أريد أن ألقى ربي سريعا .. سريعا أريد.. كرهت الدنيا على أرضكم .. ضجرتُ البشر .. والجبن الكثير
- موتك نصر .. وقتلك هزيمة .. سوف تُصلب .. سنتركك آية ..
يناجي حسن ربه كل يوم..
إلهي .. ألحقني بك
وإلى اليوم .. لم يزالوا يعذبوه.. الثائر حسن
لم تحن بعد آخر طلقة من قاتله
عزاءُه الصلاة
إلهي خذ بيدي .. لك العتبى حتى ترضى ولك الحمد
وأشهد انه لا إله إلا أنت .. وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك ..
لم يتوقف حسن لحظة عن تلقين نفسه الشهادتين كلما تنفس ..
أناته تفجر حناجر المتظاهرين في الخارج
تلهب المآقي من أعماق الزنازين ..
أمثال حسن في وطننا العربي ألوف بل ملايين
من معتقل إلى معتقل.. مساجين
لو خرج منهم عشرة سالمين
لأعدموا الرئيس على الملأ ..
مهما كان الملك ثقيلا ..
وستشرق الحقيقة على نفاقهم
في أي بقعة على الأرض كانت ..
يسقط الطغاة على جثث المتمردين
ولن ينتهي المنتفضون على المذلة
ولا صرخة الثائرين عبر التاريخ ولا الرافضين
من كل كوكب .. في كل شبر ..
في كل وطن .. متجددين
إن الشهداء يعودون هذا الأسبوع
على المذابح يولدون
ويقتلون
ليعقد الأبناء بدمائهم عزما عظيما .. أن ينتقموا
وان لن يهدنوا
حتى ينصرون أو ينتصرون
وان اعتقلوا مجددا.. فسيصرخون
وسيكتبون
آخر أماني معتَقل
لأحفادهم
كما كتب الثائر حسن ذلك الرجل القضية
ذلك الذي وصلنا نبأ استشهاده على قوافي هذا النص
قبل أن تصل رسالته في الغابرين..
الإهداء .. إلى كل الذين قضوا نحبهم تحت جرم التعذيب في المعتقلات العربية
رآق لي