أسعد عرابي :سفير اللوحة الدمشقية والفن الإسلامي

[{*B*A*T*M*A*N*}]

[h=3]"اللوحة التي لاتحقق حالة الوجد هي لوحة زخرفية، وللوجد ضرائبه وطقوسه ومكابراته وزمانه الهارب مثل قطرات الماء في اليد، إنه أقرب إلى القابض على الريح "[/h] [h=3]هكذا وصف أسعد عرابي اللوحة التي تعبّر عن حلمه الكامن في أعماقه وتجسد صورة عن أفكاره وثقافته الواسعة التي استمدها من دراساته وإقامته في باريس، وتعرّف إلى كبار الفنانين الفرنسيين من خلال محترفه في باريس، فاكتسب معرفة علمية ونظرية في الفنّ التشكيلي، قدم دراسات متعددة باللغتين العربية والفرنسية حول المنهج المقارن، تعمق بدراسة الفن الإسلامي القديم والمعاصر، وهذا ما قاده إلى التعمق بالتجربة الصوفية التي اكتسبها بالوراثة عن جدته التي نقلت إليه طريقتها التابعة لابن عربي .[/h] [h=3]ووجد أن التصوير يتداخل مع الأدب والموسيقا وخاصة موسيقا الإنشاد الصوفي، وقد صرح في أحد حواراته بأن أعماله لاتفهم إلا في إطار المناخ المرتبط جذرياً بالثقافة الصوفية ، فتفرد بالبحث عن درجات السمو الصوفي باللون والتكوين واشتُهر بالدمج مابين الموسيقا والعمارة الدمشقية ومنمنمات الفن الإسلامي والتراث بأسلوب تجريدي، رسم الحارة الدمشقية بأسلوب ساحر راصداً مآذنها ومنازلها ونوافذها، وحتى القطط السوداء المختبئة فوق أسطحها، ووصف العلاقة بين الأشخاص والمكان باللون والخط بعدما خيم اللون الأصفر على مساحات كبيرة من لوحاته لدلالاته الروحية، ودائماً يحاول التجديد في موضوعاته المستوحاة من مدينته الآسرة دمشق الساكنة في أعماقه، والتي رافقت حقائب سفره وتجواله ما بين باريس ودول العالم ، فيقول في أحد حواراته "أحاول دائماً ألا أكون مكرراً منمطاً مؤسلباً، هي عيوب أجدها خطيرة تقضي على حيوية اللوحة" وفي منحى آخر بحث عن الحرية المطلقة في اللوحة وأكد أنه ليس من وظائف اللوحة الالتزام بالوضع السياسي والاجتماعي وإنما عكسه، زار دمشق منذ أربع سنوات وأقام معرضاًً في صالة "أيام" بعنوان "أنسنة الطبيعة" وعنه قال: هذا المعرض ينتمي إلى موضوعي الآسر دمشق وضعته في حالة تعويم لأخرج عن سكونية الموضوع خشية التنميط، رسمته بذائقة تشكيلية تجريدية بنائية، فيها استعادة الصراع المتنازع عليه بين الخطوط السوداء الغزيرة السيالة ومساحات الصياغة الباردة والحارة، وإضافة إلى الفن أغنى عرابي المكتبة العربية والفرنسية بالكثير من المؤلفات وأعماله مقتناة في أهم متاحف العالم، وهو من أشهر الفنانين السوريين والعرب الذين حققوا نجاحات عالمية وشهرة كبيرة .[/h]