أمانة جدة تباشر تنفيذ مشروع فرز النفايات من المصدر

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
بدأت مدينة جدة في تنفيذ مشروع فرز النفايات من المصدر، والذي يعد أول مشروع من نوعه على مستوى المدن السعودية لجمع النفايات لإعادة تدويرها، وتم اختيار حي الفيحاء وحي مسرة كمرحلة أولى يعمم المشروع على كل الأحياء.
وخصصت الأمانة أربعة ألوان للفصل بين النفايات من حيث القابلية للتدوير، وهو ما سيسهم في القضاء على أهم العقبات التي تمنع الاستفادة من الاستثمار في مجال التدوير، وهو المجال الذي يمكن وصفه على الصعيد المحلي بـ«الذهب المفقود».​
وقدر خبراء ومتخصصون في مجال تدوير النفايات أن المدن السعودية تهدر سنويا ما لا يقل عن 40 مليار ريال بسبب عدم الاستفادة من مئات الأطنان من النفايات التي تهدر من دون تدويرها والاستفادة منها بشكل أفضل، في الوقت الذي تتسابق فيه الشركات في دول العالم إلى تدوير هذه النفايات والخروج بمكاسب عدة منها. وتأتي مدينة جدة واحدة من أهم المدن السعودية المنتجة للنفايات بحكم اتساعها وامتدادها، حيث بلغ حجم النفايات السنوي وفق تقديرات غير رسمية نحو مليوني طن، أي بمعدل يومي يتجاوز سبعة آلاف طن متعديا المعيار العالمي.​
وأطلق الدكتور هاني بن محمد أبو رأس، أمين محافظة جدة، على مشروعات تدوير النفايات في المدن السعودية مسمى «الذهب المفقود»، مشيرا إلى أن مليارات الريالات تذهب من دون الاستفادة منها بشكل فعلي، ناهيك عن أضرار هذه النفايات على الاقتصاد الوطني في حالة عدم تدويرها بالشكل السليم، مشددا على أن الشروع في إنشاء مصانع كبيرة لتدوير النفايات في المدن السعودية يعد رافدا من روافد الاقتصاد الوطني.​
وشدد على أهمية مشروع فرز النفايات من المصدر الذي يعد واحدا من أهم المشروعات الحضارية التي تعمل على حماية البيئة والمحافظة عليها من التدهور والتلوث البيئي، مشيرا إلى أن العالم اليوم يشهد مشروعات متعددة للتحول إلى الاستفادة من النفايات بإعادة تدويرها. وقال إن الحاجة إلى مشروع فرز النفايات من المصدر تتضمن إجراء الفرز الأولي بمعرفة السكان وتخصيص حاويات مميزة ومخصصة لتجميع نوع واحد من أنواع النفايات.​
وأكد أبو رأس أن المشروع يعد ضرورة ملحة لما فيه من فوائد اقتصادية وبيئية تهدف إلى توفير لمصادر الطاقة الطبيعية اقتصاديا والحفاظ على البيئة وتقليل حجم المرادم، وكذلك منع ظاهرة النبش من حاويات النفايات المنتشرة في كل أنحاء جدة. وأشار إلى أن تعاون أمانة مدينة جدة وجمعية البيئة السعودية في مساندة وتفعيل هذا المشروع أمر جيد يحسب لكل من الجمعية والأمانة، كما أنه يمثل إضافة جديدة إلى إنجازاتهم الحالية والمستقبلية في تحقيق هدف أمانة محافظة جدة بالحفاظ على البيئة في المدن السعودية.​
من جهته، أوضح المهندس سامي خلاف، مدير عام مشاريع النظافة والمرادم في أمانة جدة، أن مشروع فرز النفايات من المصدر ضرورة ملحة لما فيه من فوائد اقتصادية. ولفت إلى أن الإدارة العامة للنظافة في الأمانة باشرت جهودا موفقة لتنفيذ هذا البرنامج وفق الخطة المعدة، حيث قامت بتوزيع مراكز الفرز المصنوعة من مادة الفيبر غلاس غير القابلة للكسر والمضادة للحريق والمغلقة بإحكام لمنع دخول الحشرات وعدم تكاثر البكتيرية والطحالب إلى جانب عدم تسرب الروائح أمام المنازل والحدائق والمساجد.​
وشدد على أن المشروع سيعمل على إعادة استرجاع القوارير الزجاجية لصناعات أخرى واسترجاع المواد البلاستيكية إلى مواد تعليب وأكياس وبعض أنواع الملابس، واسترجاع الورق من مجلات وجرائد لصناعة ورق الكرتون، إضافة إلى استرجاع مواد الألمنيوم إلى ورق ألمنيوم للتغليف وصناعة بعض قطع غيار السيارات، واسترجاع الفولاذ إلى بعض مركبات السيارات وتعليب العصريات والمشروبات.​
وأفاد خلاف بأن أمانة جدة توفر أكياسا خاصة وزعت من دون مقابل على المنازل والمباني السكنية بكميات مناسبة لعملية الفرز، مبينا أن مشروع فرز النفايات من المصدر يمكن تطبيقه في حالة نجاح التجربة في كل أحياء مدينة جدة وبالتالي في المدن السعودية الأخرى للوصول إلى مشروعات ومصانع يتم فيها تدوير كل النفايات في السعودية والحصول على عائدات مادية منها لتصب في مصلحة الاقتصاد الوطني.​
من جهة ثانية، قال المهندس أيمن الزهراني مدير نظافة عقد المنطقة الشمالية، والمهندس محمد سلامة مهندس استشاري في معدات نظافة وتدوير النفايات، إن فرز النفايات من المصدر يتوقف على المواطنين بالدرجة الأولى من داخل المنزل عن طريق فصل النفايات القابلة للتدوير عن بعضها بعضا، وتخصيص لون كيس مختلف عن الآخر لكل نوع من النفايات. وبين أن الأكياس ذات اللون الأسود خصصت للنفايات المنزلية العضوية التي لا تقبل التدوير، والأكياس الحمراء للنفايات القابلة للتدوير من العبوات المعدنية والزجاجية، فيما خصصت الأكياس ذات اللون الأخضر للنفايات القابلة للتدوير من البلاستيك والنايلون. وجاء اللون الأزرق للنفايات القابلة للتدوير من الورق والكرتون وأكياس محلات الأزياء والموضة، مبينا أن سيارات خاصة تمر على كل المنازل لجمع النفايات وفق ما تم الاتفاق عليه في المشروع.​
وركز على أهمية عملية الفرز في المصدر لإنجاح صناعة التدوير، على اعتبار أن الفرز في المصنع أمر مكلف اقتصاديا وقد يتسبب في إفشال المشروع الاستثماري ككل، وذلك لأن النفايات التي يتم تجميعها بالطريقة الحالية تكون ملوثة وهذا ما يؤدي إلى صعوبة فصلها.
 
أعلى