أنا سوري آه يا نيالي

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
أنا سوري آه يا نيالي" ..يجب التركيز على "آه"، والقول: إنها أغنية خالدة، متجددة، وقادرة على التنقل من مرحلة إلى أخرى، ومن طرف إلى آخر، لم يستعملها المنتفضون السوريون، ربما لأنها على ارتباط كبير بالنظام، لكن أنصح بها، وحاولت مراراً أن أقنع بعض المتظاهرين أن يقوموا بذلك، أن يرددوها، لكن على ما يبدو أنها ملحنة بحيث لا تتناسب مع المظاهرات الطيارة، وخاصة عند الحديث عن دمشق، فالمظاهرة وبقدرة واحد أحد لا تستمر لأكثر من مدة تتراوح بين العشر والخمس دقائق، وقد حاولت عدة مرات ترديد الأغنية في الحمام، وتخيلتها تتردد بحناجر الرفاق، لكن تبين لي أن الأمر مستحيل، وخاصة مع توقف الغناء وقيامي بترديد "أنا سوري آه يا نيالي" وأؤكد على قيامي أنا دون غيري بترديد هذا السطر على طريقة آل رشي!
ليس سبب اصراري على أن أقول ذلك هو إعجابي الشديد بالممثل عبد الرحمن آل رشي وتقليد صوته الرخيم، فهذا ترف ليس بمتناول يدي، بل من باب الأنا المتضخمة، وأنا حريص في هذه الأيام بالعمل على تضخيمها قدر الممكن، لدرجة أفكر فيها أن تكون الأنا خاصتي بحجم بلد، بحجم سوريا وحين يقول أحد "أنا سوري آه يا نيالي" أكون أنا المقصود.
لدي أسباب كثيرة للقيام بذلك، متعلقة أولاً بالأنا السورية المتضخمة أساساً، لدرجة أنه وكلما اجتمعنا نفترق وكل إلى فرديته وفردانيته، كما أنني وعلى مدى السنة الدامية التي مرت على سوريا، وأنا أدعي بأنني كنت متطلعاً وما زلت إلى سوريا المستقبل، الخالية من الوحوش، وعملت على ذلك مع كل من حولي، وهذا اعتراف كبير، لكنني أفعله هنا، لأؤكد على أن العقبة الوحيدة التي واجهتني وما زالت هي الأنا السورية المتضخمة، ولا أعرف إن كنت نفسي صاحب أنا متضخمة أيضاً على الأرجح لأنها أيضاً صفة سورية متأصلة، وأنا سوري للعظم.
يمكنني الاستناد دائماً على حقيقة مفادها، إن هؤلاء الذي يبذلون حياتهم في الشوارع هم الحقيقة الوحيدة الساطعة في الحراك السوري، هذه حقيقة لا حاجة لأحد أن يبقى يرددها كلما أغلقت في وجهه السبل، كلنا يعرف ذلك، لا نحتاج مزاودات وتمثيل الطهارة على الشاشات بل ممارسة شيء، فتح أفق ما، وأن يكون الكلام قادماً من واقعنا المؤلم. علينا أن نبتعد عن أن نكون قديسين، الشهداء يمكنهم ادعاء ذلك، أما نحن الذين ما زلنا على قيد الحياة فلنتوقف عن الأحلام الطفولية والولدنة، والسعي لاحتكار الثورة وتطويبها بأسمائنا، والاختلاف على أتفه الأسباب، أوقفوا الأنا السورية ومن ثم أطلقوها حين ننال حريتنا، أو قسطا وفيرا من حرية مثقوبة.
أما من هم في الخارج والذي يجلدونا ليل نهار بالعبارات الحماسية فأقول "****"، أنتم لا تعرفون شيئاً، إن لم تقوموا بدعمنا بغير كلمات التعاطف والإنشاء والشوارع تفيض بجثثنا فأبلغ عبارة أملكها "****"، لا نريد عبارات شعرية ولا عواطف مزيفة لا هدف منها إلا أن يتفاخر بها مطلقها، إنها الأنا دائماً تقول لنا: أنا متعاطف معكم أن متأثر جداً لمقتل الأطفال، وأنا كلما قرأت أحدهم يكتب هذا الهراء أقول في سري "****"، أنت لا تعرف شيئاً، لا تعرف حجم ما نعيشه ليس ضد النظام فقط، بل ضد بعضنا البعض، ضد أفكارنا، ضد صراعاتنا مع المجانين الذين يريدون أن يأخذوا الثورة إلى المجارير.


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

يعطيك العافية

وردة*وردة*
 

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
" الله يعافيكِ " وردة*
 
أعلى