كنتُ احسبُ أن بضعة حروفٍ من أوراقيَ الصفراءَ ستكونُ كفيلةً بإيقاظكِ من هذا الكابوس...
لكنكِ يا صغيرتي تأبينَ فتح عينيكِ.
ولم قد أريد فتح عيني على أوراق كنت قد حسبتها بيضاء
أعماني الحب حتى أصبحت أرى صفحاتك السوداء ناصعة البياض
ولكن بعد أن علمتُ مدى مكرك
مدى خبثك
مدى سياديتك
مدى اللامبالاة
التي تجري فيك مجرى الدم في عروقك
لا ولم ولن أفتح عيني على حروف ينثرها هجرسي مثلك في دروبي
حسناً..
لكي ما أردتِ...
سأزيلُ عن وجهيَ القناعَ لتري من أنا...
لتري حقيقة من زارك بالأمس
هذا تنكري بين يديك...
ما بكِ؟؟؟
لماذا كل هذا الذهول!!!!
لا شيء يا عزيزي
لا شيء
مجرد شعور تملكني عندما قرأت هذه الحروف للوهلة الأولى
ولكنني أراك مذهولا أكثر مني
لا تكاد تصدق تلك البريئة التي كانت تحدثك بالأمس بلطف بالغ
قررت اليوم أن تكون جريئة
أن ترد عليك بكل حرفٍ ألف كلمة
بكل وخزةً أصابتها من شوك غدرك
بألف طعنة خنجر
نعم هذا هو وجه فارسك الذي طالما سقاكِ بقايا الأقداح...
نعم مجرَّدَ البقايا...
بقايا أقداح الألم التي كنُت اشربها مع كل فجر..
نعم ...هذا أنت فارسي
كما عرفتك دوماً
تغرف أقداح الألم من دمائي
تسقي بها ضحاياك التي تهرب من الخوف لتختبئ عندك
لتجد الأمان بين كفيك
وهي لا تدرك أن من يحميها
هو ذاته الشيطان الذي بالجمر يكويها
مع كل فجرٍ
حرمتني به من لذة النوم
مع كل شروقٍ
أذقتني به جمر الشوق
مع كل غروب
أشرقت فيه شمس غدرك
مع كل ليلةٍ أَحرَقتِها بأشواقِكِ له
كان شوقي عاتي
لكنه الآن طاغي
مع كل نظرةٍ
يشتعل الحب فيَّ كأي متيمة مغفلة
مع كل همسةٍ
تخبئ في طياتها تثاؤباً رخيصاً
مع كل ضحكة
أنسى الموت
والمأساة ..أني أعيش
مع كل كلمة أحبكَ... أسمعته إياها
أنا لم أسمعه إياها
بل
نحتها
رونقتها في دماغه
مع كل لحظة قربٍ... وهبتهِ إياها
لمَ تكن لحظة .؟....
لم لمَ تقل لحظات ولكن دون جدوى
ذهبت هباءَ منثورا
مع كل إخلاصكِ
تخونني الآن
مع كل إحساسك
تستهتر بعواطفي
مع كل دموعك
التي لم تأبه لها يوما
مع كل جروحك
اآآآآآآآآآآآآآآه على جروحي
تتخلى عنك وتهرب لأحضاني
أتعبتها أم أتعبتك
آآآآآآآآآآآآه
***********
مع كل غدره
هذه غصة وتشق قلبك
مع كل مكره
أتلمس روحك لتراوغني
بالابتعاد
مع كل نرجسيته
نرجسيتك تصفها وحدك وبدونها
حروفك خائنة
مع كل سياديته
تكتفي بمراقبتي وترسم المهزلة
على شفتاك
مع كل أنانيته...
أنانيتك مسفوكة للمارة يتفرجون عليها
هل تخيلتي كم من الكؤوس قد سقيتني أنتِ...
أنا...أهذا يا قدر أنا...؟!!
نعم أنتِ وليس هو..
أنت الظالم وأنا المظلوم
أنت حبل المشنقة وأنا المعدوم
أنت شيطان وأنا قرينه المعلوم
فأنتِ من كنتِ صاحبة القرار..
بأن دموعكِ إن استحالت إلى انهار...
فقد...
فقد...
فقد يعود لكي يوماً...
افتكرت ذلك دموعي
أنتهك شوقه عيوني
أنشق قلبي ببطء
من دمائك الفاسدة باتوا يسقوني
وذات مساء..
رأيته يتسلل خفية عن أفق عينيك...
ليبتعد ويبتعد
باحثاً عن ضحية بدماءِ مفعمةٌ بنار الحب
حبٍ يفوق حبكِ
فلقد بَدَأت جولةٌ جديدة من تحديه لذاته
بعد إن ضمن أسركِ إلى الأبد في عالم انتظاره..
بعد أن أروى صفحات عمرك بكل ما جاد به شيطانه
من الم وحرمان
ليس فقط صفحات الماضي...
بل في كل صفحةٍ من صفحات مستقبلك..
وإنك ستشتمين نتنَ ذكراه مع كل صفحة تفتحينها..
ولأنك أحب إلي من نفسي...
ولأن قلبي يعيشُ بأسى كأساكِ..
فقد تنكرتُ بزيه هذا.. المرتمي بين قدميك
لأوقظك من سباتك
لأحرق كتاب حياتك
علّ النار تستطيع تطهير ذلك الماضي
يا فارساً سرق مني قلبي
يا وهماً غير لي حياتي
يا من خدعني من جوف قلبه
بحب لم اعش قط مثله
يا من قادني إلى الخيال
أوكل عليك رب العباد
ليأخذ لي حقي من قلب غمرته بالأوجاع
ويتمزق إرباً إرباً إلى أوصال
أين أنت من نار تحرق كل مخادع كذاب
الست تدرك بأن وراءك يوم القيامة حساب
أتمثل يا ترى....؟ أم أن الشيطان أغرقك بدوامة الهوى الكذاب
أوكل عليك رب العباد من يومي هذا إلى يوم الحساب
وسنلتقي يومها وعينانا يغمرها البكاء
لتبدأ مسيرة الصراخ والعتاب
وكل واحد منا كتابه محمل بأعمال اقترفها دون المرور بأي
لحظة هذا حرام
أين أنت من نار يشهد عليها أهل السنة والكتاب
تغلي في جوف الدماغ
أماتني حبك و سيميتك ربك
وسنلتقي في يوم الحساب
أوكل عليك رب العباد
فهذا أنا...
متأكد أنك لم تعرفيني بعد
على الرغم من أن عينيك قد وقعت عليَّ آلاف المرات
لكنكِ كنتِ ترينهُ فيَّ
وفي كل الرجال من حولكِ...
أنت الرجل الوحيد الذي كنت ومازلت أراهن على أنه رجل،لا مجال للمقاومة حين يعجز الليل عن التقدم نحو مرافئ الفجر العطشى ، ولا مكان للتصالح مع موج مغامر،
وأنت الرجل الوحيد الذي يمكن له أن يشعل النيران في جوف المطر
استيقظي...
استيقظي وكفاك إصراراً على قتلي...
استيقظي فهذه آخر فرصي فيكِ...
استيقظي...
فأنا ذلك البائس المرمي في زنزانة نسيانك..
المنتظر لأنثى المطر
أن تأتي...
وتهطل على بحره...
بحره...
الميت..
الجاف..
انقضى العشق والحب طار في الفضا
يا فارساً يا واهبا لأنثى المطر كلاماً وهوى
أتراك تدرك نشوة العشق أم تمثل يا ترى....؟؟؟
أم أن في الحب حرارة ودموعا وهوى
وحنينا وسهادا في العيون والنوى
أني أفيق من غفلتي
لأرى ليلاً طويلاً وحزناً في السماء
أراك في الحب يتيماً وحيداً في الدجى
وفي العشق فارس مخادع وبنار حبي أنكوى
سأقتل فارسي وبيدي سأحفر القبر
في ساعة في قرية لا يُرى غير الطيور تهيم هُبا في الفضا
أو تلكم الأزهار في رحيق وندى
قد هام يصرخ في خيال وظنون مُلئ بالهوى
صريحاً
حبٌ دام يوماً وانقضى
في ذلك القلب قد مللت عشقاً وبكى
أنت المسكين أنت الذي تحمل اللقب
ستسحقك الجماهير التي منحتك الحب
أفيق وسأستفيق يا فارس النوى
سأقتلك فارسي وبيدي سأحفر القبر
وهذا وعداً من أنا أنثى المطر
فإذا ما تخلصتُ من قلبك
ستهطل على بحرك الميت الجاف
دماءً من قلبك ارتشفته أنثى المطر