عمر رزوق
بيلساني مجند


- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45


أنا القدرُ
أهجرُكم وأعتذرُ
أسلّم كلَ تاريخي لمنْ يأتي غدًا
ألملمُ حَصْدَ أيامي
وأرحلُ عن موانِئِكم
وأندثرُ
وفي ذهني أملٌ وأمْنٌ
والأشخاصُ والصورُ
على خدّيَّ مِنْ دمعِ السلامِ ندى
وبزورقي أشلاءَ الضحايا غارقاتٍ
تائهاتٍ واجماتٍ سائلات
لماذا يرحلُ الأطيابُ يا قدر !
أتركُكُم وأعتذِرُ
شفتايَ راجفتانِ
دمُهُم كأطلالِ حنّاءٍ من العارِ
أنا شُعْبٌ
لمّا تصيحوا أكونُ صدى
هواني بعضُ هوانِكُم
وغدري بعضَ غدرِكُم
أنا وريقاتٌ قد خَطَّتْ أناملِكُم مقاصِدَها
صببتُم غِلَّكُمْ فيها
وأخرَصْتُم ضَحكَةَ الأطفالِ
ولم تذروا
لهم جِلدًا ولا لحمًا
لا عظمًا ولا كبدا
بنيتُم مِنْ بقايا رفاتِهِم
عُروشَ الذلِّ , فافتخروا
لستُ أدري
أحقّي براءةَ ذمَّتي منكُم
ومَن غدروا
بريءٌ مِنْ تخاذُلِكُم
بريءٌ مِنْ خطاياكُم
بريءٌ مِنْ تهاونكُم
بريءٌ مِنْ ضحاياكُم
بريءٌ مِنْ دَمِ الشُّهداءِ
أهجرُكُم وأعتذرُ
ولولا أنني قَدَرٌ
ما عايشتٌكٌم قَطْعًا
أودعكُم وأعتذرُ
للشرفاءِ للأطفالِ أعتذرُ
إلى مَنْ ماتَ مُغتالاً
وضاعتْ دماهُ محضَ سُدى
إلى الأملِ الذي ضاعا
إلى قبرٍ بهِ أَمسى
سهادُ العشقِ والوترِ
إلى طفلٍ وما يدري
لماذا اغتالَهُ الجارُ
أفارقُكُم وأعتذرُ
وتسألُني عَذارى القوم
لماذا أعتمَ القمرُ
لماذا النارُ تستعرُ
لماذا العمرُ يُختصرُ
وتجري الآنَ مبتعدًا
لماذا ماتتِ الأحلام
لماذا هاجرتْ آمال
إذْ نورُ النهارِ بدا
أجيبوني
أأصرخُ في ضمائِرِكُم
هل تستفيق ؟!
فإني مغادرٌ
فأتركُكُم وأعتذرُ
عمر رزوق