أيها المارون فوق الدماء...

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
اللوحة التي رسمتها يد مبدعة هي يد السوريين منذ آلاف السنين لهذه البلاد التي نفخر بالانتماء إليها والعيش في حواريها وبيوتها وتنسم ياسمينها .

وحبقها يكاد البعض أن يغرس حقده في جسدها الطاهر لينال ثلاثين من الفضة، لكنه ولأنه لا يعرف تاريخ سورية لا يعرف أن كل الأحقاد والضغائن تحطمت على صخرة تلاحمها الوطني كما ستتحطم الآن.. السوريون منذ الأزل كانوا قبل كل صبغة دينية أو عقيدية وطنيين لأنهم أدركوا أن الوطن هو الأبقى وهو الأنقى والأرقى معاً لذلك تعاضدوا في الحزن وفي الفرح وصمموا أن يكون طريق الجنة هو طريق الإيمان بالوطن وعشق الوطن والسجود للذات الإلهية بالإيمان والخشوع وليس عبر سفك دماء السوريين الطاهرة. ‏

حزينة دمشق هذه الأيام، وحزينة مقاهيها وفنادقها التي كانت تعج بالناس والسهر والحياة إلى ساعات الصباح الأولى والتي كانت تتمايل على أنغام الدفء والمحبة والأمان فقد باتت الآن وحيدة تنام على وجع وتستيقظ على جريمة وأناسها الطيبون التزموا بيوتهم لسماع الأخبار التي لا تقدم إلا الخراب والموت الممتد من اليمن السعيد إلى المغرب الكئيب، والخبز والحرية الشعاران الأعظمان يلطخان الآن بدم الطيبين وبكائهم، ندرك تماماً أن للحرية ثمناً غالياً وهي تستحقه ولكن أهذا الذي يجري في أرجاء الوطن هو من أجل الحرية وحدها؟!! أشك في ذلك! ورغم ذلك أتظل الدماء تضخ من أجل طريق لا ندري إلى أي مجهول أو جحيم إلى بنغلادش أم إلى البيت الأبيض.. ‏

الحرية هي الإنسان بصفته الأقرب إلى صورة الله ومثاله فكيف جعل لها البعض أنياباً ومخالب «تشلخ» أجساد الزوج والابن والأم؟ وذاك الطفل الذي يناغي في سريره ينتظر عودة أبيه من عمله أيظل ينتظر لأن أحداً ما بتحريض ما ولسبب ما لا يدركه هو نفسه قتل أباه، كيف يمكن إقناع الشابة أن عريسها استشهد من أجل وطن يقتل فيه قابيل هابيلاً من أجل حفنة من الدولارات أو منصب زائل أو ما يشبه ذلك؟ أيرخص الدم السوري إلى هذا الحد؟ أيهان ويستباح بكل هذه الجاهلية؟ أتلك حضارتنا التي عششت في قلوبنا علماً وثقافة وأدباً وحضارة وشجاعة وغوث ملهوف..إلخ.. ‏

سورية التي يسعون إلى تعليبها ليست لنا أما سورية التي يتربصون بها من كل حدب وصوب فسنحميها بعيوننا وقلوبنا وستكون كما قال درويش: فارفع على جثتي، تماثيل حرية لا ترد التحية، واحفر صليب الحديد على ظلي الحجري، سأصعد عما قليل أعالي النشيد، نشيد انتحار الجماعات حين تشيع تاريخها للبعيد. ‏

الوطن شرف وعرض وكرامة وحرية ووجود... وكل قطرة دم تراق من أجل غريب جريمة بحقه وبحق الدم والحرية، ودمكم أيها الممددون تحت الثرى مقدس فينا وهو عنوان سورية وطريقها، حاضرها ومستقبلها فلا تجعلوا أيها المارون في أعتابنا دمنا حقداً وناراً.. ولا تجعلوا أيها المارون في قرانا ومدننا، إخوتنا أعداءنا، وأبناءنا قاتلينا... ويا أيها المارون، ارحلوا عنا وابتعدوا فما عدنا نحبكم وما عدنا نأنس لسماع أصواتكم أنتم، لا صوت الراحل محمود درويش: ‏

أيها المارون بين الكلمات العابرة ‏

احملوا أسماءكم وانصرفوا ‏

وخذوا ما شئتمُ من زرقةِ البحرِ ورملِ الذاكرة ‏

وخذوا ما شئتمُ من صورٍ كيْ تعرفوا ‏

أنّكم لنْ تعرفوا ‏

أيها المارون بين الكلمات العابرة ‏

منكم السيفُ ومنا دمنا ‏

منكم الفولاذُ والنارُ ومنا لحمنا ‏

وعلينا ما عليكم من سماءٍ وهواء ‏

فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا ‏

وعلينا نحن أن نحرس ورد الشهداء ‏

وعلينا، نحن، ان نحيا كما نشاء ‏

آن أن تنصرفوا ‏
 

أيلول

نبض السعادة من رحم الألم

إنضم
May 31, 2009
المشاركات
3,932
مستوى التفاعل
109
المطرح
أرض الله الواسعة
رسايل :

مــا أبعد الصباح في هذا العالم

رحم الله من عطّر أرض سوريا بدمه

وطالما الحرية حق وليست مطلب فستحصلون عليه بكل تأكيد ولو بعد حين
إن كانت سوريا وأرضها فخر لكم ولنا فما سطرت هنا من كلمات هي فخر لسوريا

تحياتي
 
أعلى