احاديث من الواقع قد نستفيد

إلهام

بيلساني لواء

إنضم
Jul 20, 2010
المشاركات
4,850
مستوى التفاعل
97
المطرح
على مد البصر اتواجد
رسايل :

كان بعض مني ..... بعض من افكاري ...... بعض من حنيني ...... واصبح بعض من ذاكرتي المشوشة ....


في البدايات العسلية للعلاقة الزوجية يلتقي الرجل والمرأة على الحب ، ولكن سرعان ما تبدأ ظروف الحياة وضغوطاتها اليومية المتكررة تسرق منهما السعادة والإحساس بتجدد الحياة ، ووسط هذه المتاعب تخمد جذوة الحب شيئاً فشيئاً مع الزمن فتصبح الحياة بينهما فارغة من كل محتوى ويسيطر عليها البرود والرتابة.

وهنا تبرز عدة أسئلة: ما أسباب فتور هذه العلاقة؟ وما العمل للتغلب على الرتابة والروتين اليومي؟. وما دور الزوجين في ذلك؟.

في هذا التحقيق التقينا بعض الأزواج والزوجات لمعرفة آرائهم حول هذه المشكلة وكيفية التغلب عليها.

التغير يحتاج للمادة

ناصر احمد 35( سنة ، معلم) يرى أن ضغوطات الحياة العصرية ومتطلباتها المتزايدة جعلت الإنسان غير قادر على التفكير بشيء سوى كيفية تأمين لقمة العيش ، مما يعيقه عن أي محاولة لكسر الروتين.. وعلى حد قوله (التغيير وبكافة أشكاله يحتاج للمادة لأن الحب وحده لا يكفي ، فعندما يدخل الفقر من الباب يهرب الحب من الشباك).

ويتساءل ناصر: (كيف لمعلم مثلي راتبه الشهري لا يكفي حتى لتامين الحاجات الضرورية أن يفكر مجرد تفكير بالتغيير حتى بأرخص الأثمان ، فكيفما يتحرك المواطن منا لا بد أن يدفع حتى إذا خرج للحديقة.

ينبع من الذات

وتعارضه الرأي منال عبدالرحمن (27سنة ، معلمة) فتقول: صحيح أن للمادة دوراً مهماً ومساعداً في إزالة روتين الحياة الزوجية ، ولكن التغيير ينبع أحياناً من الذات نفسها ولا يحتاج الرضا لقدرات مادية.. فتمتع الزوجين بروح الألفة والحيوية والتجديد يمنحهما شعور بالسعادة والرضا من دون بذل أي جهد ، فكثير من الأزواج يمتلكون المال والقصور ورغم ذلك يقتلهم الفراغ الداخلي ويشعرون بالوحشة والملل.

وتضيف أنا وزوجي نحاول دائماً التغلب على الروتين قدر المستطاع من خلال خلق أجواء منزلية متجددة كل فترة والاهتمام بكافة المناسبات التي تمر خلال السنة خاصة عيد الزواج وعيد الميلاد.. وتؤكد منال على ضرورة عدم نسيان هذه المناسبات والاحتفال بها دائماً حتى آخر العمر لان الاهتمام بها ينعش الحب بين الزوجين ويكسر روتين الحياة.

التغذية العاطفية

ويعتبر عماد جعفر 40( سنة ، محامْ) أن انغماس كل من الزوجين في العمل المتواصل والاستسلام لمتاعب الحياة وأعبائها على حساب العلاقة العاطفية يولد فتوراً في الحب ويزيد الشعور بالملل.

ويضيف: ووسط هذه المشاغل قد لا يجد الزوجان الوقت الكافي للتسامر والتفاعل وتطوير المشاعر المشتركة والعلاقة الزوجية التي مع مرور الزمن ستفقد حيويتها وجماليتها ، أو لا يجدان الوقت لممارسة الأنشطة المتنوعة أو حتى الدخول في علاقات اجتماعية.

وعن كيفية تجنب الوصول إلى هذه المرحلة قال: على الطرفين تغذية علاقتهما العاطفية باستمرار ، ومحاولة خلق أجواء رومانسية كل فترة ، وتخصيص أوقات معينة للترفيه والاستجمام بعيداً عن هموم الحياة.

المفاجأة لها دور

إزالة روتين الحياة الزوجية مسؤولية تقع على الزوجين معاً هكذا تقول ندى خطار 35( سنة ، مهندسة ديكور) فإدراك كل طرف لرغبات الآخر واحتياجاته ومحاولة تلبيتها يولد الحميمة ويكسر رتابة العلاقة بينهما ، كأن يفاجأ الزوج مثلاً زوجته التي تعشق الزهور الحمراء بباقة منها ، أو تقديم هدية محببة لديها بمناسبة أو غير مناسبة.

وتضيف: على الزوجة أيضاً رصد الأشياء التي يحبها الزوج وتوفيرها ، مع ضرورة الابتكار في تقديم العروض والمقترحات لتجديد الحياة اليومية.

وترى ندى أن هناك أموراً كثيرة تساهم في التجديد قد لا يعتبرها البعض مهمة كتغير ترتيب أثاث المنزل أو إضفاء لمسات فنية عليه من وقت لآخر كي يبقى نابضاً بالحيوية.

ما زلنا عروسين يقضيان شهر العسل

وترى السيدة أم حكمت 55( سنة ، ربة منزل) أن افتقار الحياة الزوجية لحرارة الحب وازدهار العواطف سبب أول وأساسي لسيطرة الرتابة على العلاقات الزوجية وتقول: عندما تغدو علاقة الرجل بالمرأة مجرد علاقة رفيقين مقيمين في غرفة واحدة لا يجمعهما سوى الواجب حتى في العلاقة الخاصة عندها ستتحول الحياة بينهما إلى صحراء موحشة.

وعن حياتها الزوجية السعيدة التي قارب عمرها على الأربعين تحدثنا أم حكمت: رغم أن زوجي دائم السفر إلا أن مقولة (البعد جفا) لا تنطبق علينا أبداً ، بل على العكس فنحن نتواصل روحياً رغم المسافات الطويلة لآن الحب الذي يجمعنا كبير جداً حقيقي وصادق ، فبعد كل عودة نشعر أننا كعروسين يقضيان شهر العسل من جديد بالمرح والضحك والتنزه خاصة ، وأن كلينا يمتلك روح الدعابة والنكتة التي من شأنها إضفاء أجواء التجديد والسعادة على الأسرة بأكملها)

أنا وزوجتي نتعامل مع بعضنا كالأطفال

المبالغة في إحساس الزوجين بالتقدم بالسن سبب هام لخلق حالة روتينية في العلاقة بينهما هكذا يبدأ أبو نزار 57( سنة ، موظف) ويبرر رأيه: (كثير من الأزواج يضعون العمر عائقاً حقيقياً أمام سعيهم للتجديد والتمتع بالأوقات الجميلة أو اللحظات الرومانسية معتبرين ذلك مهزلة أو انتقاصاً من قدرهم).

وعن علاقته مع زوجته يقول: لم تعرف حياتنا الزوجية الملل أو الروتين أبداً حتى هذه اللحظة بعد أن أصبحنا جدين ، فالحب والتفاهم والتجديد المستمر يتوجها دائماً خصوصاً أن زوجتي امرأة مرحة حيوية دائمة التجدد حتى في مظهرها الخارجي رغم أنها قاربت على الخمسين.

ويضيف: وأنا بدوري أحاول التكيف معها دائماً ، حتى أننا أحياناً نتعامل مع بعضنا كالأطفال نلعب ونمرح ونستغل كل لحظة سعادة.

ويؤكد أبو نزار أن على الزوجين كلما تقدم بهما العمر محاولة إنعاش علاقتهما الزوجية بأي وسيلة ممكنة لأن مجرد الإحساس بالشيخوخة قد يؤدي للإحباط والشعور بأن الحياة انتهت.

تغيير الشكل

وتقول هناء الشلبي 37( سنة ، متزوجة) بعض الأزواج يتهمون زوجاتهم بأنهن غير متجددات ليبرروا بحثهم عن آخر ، متناسين أنهم مقصرون أيضاً في خلق هذا التجديد.

وتضيف: ربما أحياناً يقع على المرأة العبء الأكبر في هذه المسألة خصوصاً أن كثيراً من الزوجات وبسبب الانشغال الدائم بمتاعب الأمومة وهموم الأطفال ومتطلبات البيت يهملن أنفسهن ولا يكترثن للتغيير في الشكل سواء من ناحية الأزياء أو الشعر.

وتؤكد هناء أن هذه الأمور قد تبدو سطحية لكنها مهمة جداً عند بعض الأزواج والإهمال فيها ينفر الرجل ويدفعه للبحث عن امرأة أكثر جاذبية وتجدداً.

زوجي لا يكترث للتجديد

وعلى الجانب الآخر هناك أزواج يزعجهم التغيير أو لا يعيرونه أهمية.. منى. س 37( سنة ، متزوجة) تحدثنا عن ذلك: (رغم أنني أحاول أن أكون دائمة التجدد سواء في شكلي الخارجي أو في منزلي وسلوكي اليومي إلا أن زوجي لا يكترث لهذا التجدد سواء في شكلي الخارجي أو في منزلي وسلوكي اليومي إلا أن زوجي لا يكترث لهذا التجديد أبداً وكأنه لم يكن ، وأحياناً كثيرة أتمنى لو يشعرني بأنه سعيد أو مهتم بابتكاراتي حتى ولو بعبارات الحب أو الإطراء التي تحتاجها أي زوجة لتطمئن أنها مازالت مرغوبة عند زوجها ومازالت تنال إعجابه وتقديره).

تقول: اشعر بالملل والوحدة لعدم اهتمامه حتى أنني أتعمد أحياناً إهمال نفسي وبيتي لأحرك فيه شيئاً لكن عبثاً أحاول.

علم الاجتماع

وحول رأي علم الاجتماع تقول الأخصائية الاجتماعية نبال عماشة: روتين الحياة الزوجية مشكلة حقيقية تعاني منه معظم الأسر ، وهو نتيجة اجتماع عدة أسباب اجتماعية واقتصادية وعاطفية تختلف من مجتمع لآخر ومن أسرة لأخرى.

لكن تبقى الحلول دوماً في يد طرفي العلاقة الزوجية لأن أهل العلاقة أدرى بشعابها ، فكل طرف هو مطالب بالتجديد كل حسب أسلوبه ووفقاً لما يريد ويحب الآخر ، لما للتغيير من آثر كبير في استدامة البهجة والإحساس العميق بحركة الحياة والشعور بالسعادة. لذلك على الزوج والزوجة أن يضعا نصب أعينهما ضرورة إعطاء هذه العلاقة حقها الكامل من الرعاية والبناء والترميم ، وإبقاء عنصر التفاعل قائم بينهما من خلال توفير فرص التلاقي العاطفي والتحاور الدائم ومحاولة إشباع الحاجات العاطفية والمادية لكل طرف قدر المستطاع من أجل إبقاء شعلة العواطف والمحبة متقدة لأنها الوسيلة الأولى والأهم للخروج من دائرة الرتابة والروتين.


 
أعلى