{*B*A*T*M*A*N*}
مشرف
- إنضم
- Sep 21, 2011
- المشاركات
- 23,222
- مستوى التفاعل
- 80
- المطرح
- دمشق
تمر الذكرى بكبار السن ثقيلة الوطأة لتخرج بهم من أعياد رتيبة وتعيد بهم الذاكرة إلى زمن مضى كان للعيد فيه طعم آخر، طعم مذاق التمر في صباح العيد مقرونا بروحانية الدعاء، زمن تمد فيه الجلسات منذ الصباح بامتداد الظل وتقصر معه انكماشه قبيل الظهر ليدعى الحاضرون إلى طعام العيد تحت ظل سقيفة أو غرفة.
يقطب أبو فالح جبينه نافرا من عادات دخيلة أخذت قشور الطقوس ونست روحها وعبقها الداخلي الفواح بالفرح والسعادة والحبور، يستذكر الشيخ السبعيني وهو يعلق على أحد العرسان الجدد، الذي دفع مالا لإحدى الجمعيات لتنجز عنه مناسك ذبح الأضحية: ''ما فائدة أضحية لا ترى دمها مسفوحا أمامك في سبيل الله، وقد ذكرت بنفسك اسم الله عليها، وقمت بتوزيعها بنفسك بين أهلك وصحبك والجيران، وأولمت بالبقية الباقية منها''، لكن الشاب فهد (27 سنة) يرى في ذلك أمرا غير عملي في الوقت الراهن، حيث تطغى المشاغل وتقل الفرص الاجتماعية والمساحات قياسا بالسابق.
ويشير الشاب إلى أن هنالك طرقا أكثر لذبح الأضحية والتصرف فيها من بينها البنوك إلى جانب الجمعيات أو تكل الأمر إلى أحد المعارف والجيران ممن يملكون الفرصة والمعرفة الكافية بالأضاحي وكيفية تصريفها، أو طلبها عبر البريد الإلكتروني لتوصيل السريع، غير أن شابا آخر هو عبد الرحمن ذو الخمسة والعشرين عاما يفضل أن يقوم هو بنفسه بهذا المنسك الإيماني اقتداء بسنة الرسول- عليه الصلاة والسلام- وقبل ذلك بالنبي إبراهيم- عليه السلام- الذي افتدي بذبح عظيم.
ويعود تاريخ الأضحية إلى النبي إبراهيم- عليه السلام- الذي رأى في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل، ولأن رؤى الأنبياء حق، فقد بادر على الفور إلى القيام بما رآه مخبرا ابنه إسماعيل الأمر، حيث أجابه الابن المطيع: ''يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين'' الآية، غير أن الله- جل جلاله- أبدل نبيه بذبح عظيم وكفاه الغم الكبير الذي نزل به وهداه إلى التضحية ببهيمة الأنعام في يوم النحر الذي يوافق هذا اليوم.