الأمين العام

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45












الأمين العام




إن الشخصيات والأحداث في هذه المقالة من بنات الخيال وإن تشابهت بالواقع , وأنوّه وأنصح بعدم التقليد , ليس خوفا على عقولكم ولكن , لعدم قدرة مستشفيات المجانين لاستيعاب المزيد .
لست أتيكم بجديد عندما أقول , تمرّ الأيام وهو يعمل بنشاط دون اهتمام , يعمل دون كلل , وغير مشتكيا الملل ,
تمرّ الأيام , وهي نفس الأيام التي مرّت قبل قليل , وما زال على وفائه وطيبته والتي زادت عن الحدّ الطبيعي , بينما نحن نزداد قسوة وإجراما , وتزداد خلافاتنا كلما مرّ يوم , وهو الآخر من الأيام التي مرّت قبل قليل , إنه حمارنا , ولن تجد شبيها لهذا الحمار , وإن بحثت في الديار بالليل والنهار , إنه فريد من نوعه , وحيد من صنفه , متميّز بأخلاقه ومبادئه , مبدع بتصوراته لمستقبل بني حمير .
فما قصتي مع حمارنا ؟
نُسِجَتْ وتوطدت علاقتنا منذ صغري وصغره , فأنا كنت طفلا وهو جحشا , نلعب سوية بالشارع نركض ونقفز , غير مهتمين لنظرات الدّهشة أو نظرات الحقد حولنا , عدا نظرات الحاسدين على هذا الانسجام والتناغم بيني وبين أحد أفراد بني حمير . واستمرت الأيام بالمرور , غير عابئة على مَن الدائرة تدور , ولحظنا العاثر , دارت الدائرة عليّ وعليه , فلعبتْ الفوارق الطبقية والاختلافات الاجتماعية لعبتها , وكانت العامل الأساسي في انقطاع تلك الصداقة , فأنا ابن صاحب الحقل وما هو إلا عامل عندنا , فانشغلتُ بعالمي وانشغل هو بالمهام الانتحارية التي كان والدي يلقيها عليه , ولكن صداقة الأطفال لا تُنسى , فلا أنا نسيته ولا هو نسيني , وكان اذا التقينا مرة يرمقني بنظرة أفهم منها أنه يذكّرني بتلك الذكريات المشرّدة في أحياء قريتنا المدمّرة , وعلى أعتاب بيوت الجيران المحررة .
وذات يوم طويل , بحسب التقويم الحميري , فاجأني الحمار برغبته بالتحدّث معي عن أمور قد تكون مصيرية ولا يأمن أن يستأمن عليها أحد غيري . كانت المفاجئة كبيرة إذ كيف لحمار أن يكلمني ؟ ومتى كانت للحمير ألسنة يتحدثون بها بعدما سلبهم إياها المتحدثون باسم الحكومات العربية . وقد فهم الحمار بماذا أفكّر , فقال بمنتهى رشاقة لم أعهدها به : أتعلم يا صديقي بأن بني آدم يستخدمون لغة غريبة عجيبة ؟ لقد وجدت من الصعوبة لتعلمها أكثر من حمل طنا من البرسيم , لقد كنا نحن بني حمير نفهم عليكم عندما ترتفع أصواتكم , ولولا هذه العادة التي لا تخلو من قرف , ما تعلمت لغتكم . عندها فقط فهمتُ لماذا كان الحمار ينصب أذنيه كلما تشاجرت مع أخي , فقد كنت أشعر بأن الحمار كان يريد مشاركتنا الشجار . وهنا قطع لي الحمار حبل الأفكار عندما بدأ يحدّث بما لديه من أخبار . قال : إن بني جنسك يا صاحبي يصفون قومي بالغباء , وهو ظلم وافتراء , ألا تعرف بأنني أحفظ طريق الحقل وأحمل أمتعتكم , ألا تعرف بأنني أستطيع تمييز أصواتكم , فأعرف متى أتوقف ومتى أحيد عن الطريق ومتى أقوم إن كنت جالسا ؟ اقول لك بكل صراحة يا صديقي بأن نظرتكم لنا تؤلمني , وكيف أنكم تصفوننا بصفات لا تعرفوها إلا من خلال رؤيتكم .
ظهرت على وجهي علامات استفهام كثيرة , ويبدو أن هذا الحمار لم يكن فقط بارعا في الدفاع عن بني حمير , بل نظر لوجهي متفحصا مدركا مدى اندهاشي وتعاطفي معه .
استمر الحمار بحديثه مشيرا إلي بأن أركب ظهره , فركبت على الفور , وما أن تمكنتُ من قعدتي حتى قللت من شأنه , فقلت في نفسي : إنه كباقي الحمير أركب ظهره وأنعره ببطنه بكعب قدمي وأوجهه لأي اتجاه أريد . وهنا شعر الحمار بما في نفسي فقال : عندما تركبون ظهورنا تظنون بأنكم تتحكمون بنا , لكنكم حمقى بامتياز , نحن بني حمير نسمّي هذا تبادل مصالح شيء مقابل شيء , تطعموننا وتحموننا ونحن نؤدي إليكم خدماتنا , على الأقل نحن لسنا كحكامكم الذين يحمون اسرائيل ولا يستفيدون منها إلا الإهانة والإحراج , برر الحمار ما يحدث حتى ألِفْتُ نظرته للأمور واقتنعت بها وبدأت أشاركه الرأي في كثير من أقواله .
وعلى حين غرّة , انتابت الحمار نوبة ضحك هستيري فكدت أقع عن ظهره , فسألته متداركا عن سبب ضحكه , فقال : لقد فرح بني حمير عندما غنى أحد مبجَّليكم " بحبك يا حمار " ضاربا الأرض بحوافره وهو يغني , حتى حفر حفرة في الأرض فكدت أشكُّ في سلامة قواه العقلية , ولكنه أحزننا بعدها عندما غنى أغنية يعلن بها أنه يحب عمرو موسى وحسني مبارك . كيف يقرن اسم بني حمير بهؤلاء الذين يحكمون العباد في سائر البلاد والذين باعوا الجمل بما حمل . فقلت : لا عليك يا صديقي , فقد تعوّدنا على ذلك وليس بأيدينا فعل شيء . فنظر إليّ الحمار كما ينظر أحدنا لحمار غبي وقال : وكيف تقول ذلك ! وما هذه السلبية ! والله ما أضاعكم غيرها , لقد ذكّرتني بججا وجدي الحمار الأكبر لسلبيته محاولا أن يُرضي كل الأذواق , سحبنا تارة وركبنا أخرى وحملنا تارة أخرى , ونظر إلي نظرة خبيثة بابتسامة ساخرة قائلا : هل رأيت لقد ركبناكم أيضا !؟ ولكننا لا نتندر مثلكم بركوب ظهورنا , فنحن لا نطعن أحدا بظهره يا سيدي , ولا نضع العدسات اللاصقة لنخفي أو نغيّر لون عيوننا وما صنعنا قنبلة ولم نقتل أحدا , نعضّ ونرفس فقط إذا افزعتمونا , فما ذنبا إن كنتم لا تفهمون إلا منطق القوة ولا ترضخون إلا للظالمين ؟! ما ذنبنا سيدي ؟!
شعرت برغبة شديدة بأن آخذ الحمار بين يدي وأقول صارخا للعرب كلهم بأني أريد إنسانا بهذه المواصفات , فإن لم أجد سأتخذ من هذا الحمار خليلا .
رجعنا للمنزل وأقصى ما أتمنى أن يُصاب بني آدم بحالة الحمار , فلا زيف ولا قتل ولا اغتصاب لحقوق الآخرين .
أقولها يا سادتي يا كرام والأجر من الله تعالى , إني أفضّل مصاحبة هذا الحمار على الكثير من حمقى البشر , ولو كان الأمر بيدي يا حماري العزيز لجعلتك أمينا للجامعة العربية .






عمر رزوق​














 

ندوش

بيلساني سنة رابعة

إنضم
Jan 25, 2009
المشاركات
722
مستوى التفاعل
22
المطرح
كل سوريا منزلي
رسايل :

where ever you go what ever you do.......I will be right here waiting for you

والله ياريت يصير الأمين العام وهيك بيصير إسمها
جامعة الحمير العربية..!!
سلمت يداك أستاذي الكريم
وردة*
 

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
والله ياريت يصير الأمين العام وهيك بيصير إسمها
جامعة الحمير العربية..!!
سلمت يداك أستاذي الكريم
وردة*
















ندوش


هو الأمر هكذا


والاسم الذي اخترتي مناسب ومعبّر

وهم من تلك الفصيلة التي يصعب على المرء تعريفها

لعل يوما ما يستطيع علماء الأنواع وضع تشريح لهذه الفصيلة التي تحكم الدول العربية






شكرا لمرورك الرائع

دمت بخير


 

ღRosa Blancaღ

المحاربين القدماء

إنضم
Sep 19, 2008
المشاركات
7,107
مستوى التفاعل
101
المطرح
♥ بين احضان الياسمين ♥
رسايل :

مهمــا تكاثــرت غيــوم الحقـد فــوق مدينـــــة الياسميـــــــن .. لا بــد أن تسطــع شمسهــــا بأذن الله

ههه والله لو خيرو الحمار انو يقعد بهيك مكان لرفض

قولو جامعة الخنازير العربية بوز خنزير يلحقو يخنزير مع عدم احترامي لاي واحد فين


سلمت يداك استاذي عمر سلمت يداك...
 

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
ღRosa Blancaღ;848565 قال:
ههه والله لو خيرو الحمار انو يقعد بهيك مكان لرفض

قولو جامعة الخنازير العربية بوز خنزير يلحقو يخنزير مع عدم احترامي لاي واحد فين


سلمت يداك استاذي عمر سلمت يداك...









اي والله الحق بأيدك



لك لو حطو الحمار بيناتون كان هرب خجلان من اللي هيك مواقف




شكرا لمرورك الرائع
 
أعلى