عمر رزوق
بيلساني مجند
- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45
الإبداع في حل النزاع
يقول المثل الشعبي " مَصّ القصب عقده عقده "
هذا هو الطريق الذي رسمته وتسير عليه السياسة الصهيونية وعقول الاستعمار اليهودية , لقد ملأت إسرائيل هذا الطريق بالحواجز , مع علمها بأن شريكها في هذا الطريق يركض وراءها لاهثا يلملم بقايا القصب الممصوص .
نحن , الدولة العبرية , لا نتفاوض ولا نُجري أي اتصال مع مَنْ لا يعترف بوجودنا ودولتنا المستقلة , فقفزت السلطة عن هذا الحاجز والتقطوا عقدة القصب , واعترفت بإسرائيل دولة مستقلة . ثم كيف تفاوض إسرائيل , دولة السلام , إرهابيين ومخرّبين ؟! مرة أخرى تقفز السلطة هذا الحاجز بنجاح وتلتقط عقدة القصب , فشجبت الإرهاب ولعنته , ثم , كيف تفاوض إسرائيل , هذه الدولة المتحضّرة , من يقاومها لتحرير أرضه ؟! استطاعت السلطة هذه المرة أن تحبو من تحت الحاجز لتلتقط عقدة القصب وتعلن تمسّكها بخيار " السلام " , لأنه لا مكان للمقاومة في القرن الواحد والعشرين . نريد الديمقراطية نريد الانتخابات فتضع حاجزا , وحاجزا بعده للمستوطنات وبعده آخر لتبادل الأراضي وحاجز إيرز وحاجز للهواء والماء والكهرباء , والسلطة بشكل أو آخر , بطريقة وبأخرى مع بعض المساعدة بالدفع أو بالسحب أو بالرفع , تمكّنت من الزحف تحت هذه الحواجز , فغضّت إسرائيل الطرف , المهم أن السلطة عبرت إلى الناحية الأخرى من الحاجز ملتقطة لجميع عقد القصب التي امتصتها إسرائيل .
ولأسف السلطة , نصبت إسرائيل حاجزا فخا , فرفعت سقفه وخفضت أرضه , فالقفز عنه صعب المنال , والزحف من تحته محال , حاجز كُتب في أعلاه , لتعترف السلطة بأن إسرائيل عبرية للشعب اليهودي , ولكن عقدة القصب خلفه كبيرة , العودة لمفاوضات السلام .
وقبل أيام قليلة أعلن الرئيس أبو مازن بنيته التصالح مع حماس , فما كان من النتنـ ... ياهو إلا تحذير أبا مازن قائلا بما معنا : إما حماس وإما نحن .... يا ويلاه ولست من الظانين لأسفي , الذي تكدّس لدي منه الكثير , بإتمام المصالحة الموعودة .
حالنا نحن الفلسطينيين مع الأمريكيين والإسرائيليين كحال الثعلب من الأسد الملك والنمر الوزير .
كيف ذلك ؟
يُحكى أن ...... كان في الغابة حيوانات كثيرة , ضعفتْ همتها , وخارتْ عزيمتها , وكان مَلِكَهُم أسدا ضخم الجسم مخيف الرسم , وما كان يهتم لأمر الرعيّة , إلا للذي في ضرعه حليب , وكان الأسد قد نصّب النمر وزيرا له , ليساعده في إدارة شؤون الغابة , بعد أن أوسع عليه بالعطايا وأنعم عليه بالهدايا . وكان بين الوزير والثعلب الصغير , عداوة منذ قديم الزمان , فكلما رأى الوزير الثعلب , أمره بالاقتراب , وأن ينظف نفسه من التراب , فيمسكه من تلابيبه ويوسعه ضربا وركلا وشتما , فيصرخ الثعلب شاكيا صارخا : ماذا فعلتْ ؟ ماذا أجرمتْ ؟ توقف الوزير عن الضرب , ونظر إليه , والحيرة تملأ عينيه , ماذا عساه أن يقول للثعلب؟! وفجأة برقت عيناه , وفتح فاه وقال : لماذا لا تلبس طاقية ؟ أين الطاقية ؟ وعاود ضربه من جديد . وبعد أن بقي الوزير والثعلب على هذا الحال وذا المنوال , عدة أيام وليال , ابتعد الثعلب عن الأماكن التي يرتادها الوزير , فأحسّ الوزير بغياب الثعلب , ذهب الوزير باكرا للوجار , وزأر مقلدا صوت الأسد الجبّار, فخرج الثعلب مسرعا من وجاره , فأمسكه الوزير من تلابيبه وأعاد الكرّة مثل ما كان آخر مرة .
ذهب الثعلب واشتكى الوزير للأسد الملك , فطمأنه الأسد ووعده خيرا . قال الملك للوزير : لست أعارض أن تضرب الثعلب ولكن برر فعلك بسبب مقنع , فأنت تعرف أن أذني الثعلب طويلتين ولا يستطيع لبس طاقية , فخذ إليك هذه الحيلة , أرسله ليجلب لك تفاحة , فإن جلبها حمراء , ضربته لأنك تريدها صفراء , وإن أحضرها صفراء ضربته لأنك تريدها حمراء . سُرّ الوزير بهذه الحيلة وخرج لتوه وأرسل الثعلب آمرا إياه بإحضار تفاحة , وجلس ينتظره بفارغ الصبر وقد شدّ قبضته , عاد الثعلب ومعه تفاحتين , حمراء وصفراء , فجن جنون الوزير , فأخذ بتلابيب الثعلب وانهال عليه ضربا وهو يقول له : لماذا لا تلبس طاقية ؟ أين الطاقية ؟
هذا هو الطريق الذي رسمته وتسير عليه السياسة الصهيونية وعقول الاستعمار اليهودية , لقد ملأت إسرائيل هذا الطريق بالحواجز , مع علمها بأن شريكها في هذا الطريق يركض وراءها لاهثا يلملم بقايا القصب الممصوص .
نحن , الدولة العبرية , لا نتفاوض ولا نُجري أي اتصال مع مَنْ لا يعترف بوجودنا ودولتنا المستقلة , فقفزت السلطة عن هذا الحاجز والتقطوا عقدة القصب , واعترفت بإسرائيل دولة مستقلة . ثم كيف تفاوض إسرائيل , دولة السلام , إرهابيين ومخرّبين ؟! مرة أخرى تقفز السلطة هذا الحاجز بنجاح وتلتقط عقدة القصب , فشجبت الإرهاب ولعنته , ثم , كيف تفاوض إسرائيل , هذه الدولة المتحضّرة , من يقاومها لتحرير أرضه ؟! استطاعت السلطة هذه المرة أن تحبو من تحت الحاجز لتلتقط عقدة القصب وتعلن تمسّكها بخيار " السلام " , لأنه لا مكان للمقاومة في القرن الواحد والعشرين . نريد الديمقراطية نريد الانتخابات فتضع حاجزا , وحاجزا بعده للمستوطنات وبعده آخر لتبادل الأراضي وحاجز إيرز وحاجز للهواء والماء والكهرباء , والسلطة بشكل أو آخر , بطريقة وبأخرى مع بعض المساعدة بالدفع أو بالسحب أو بالرفع , تمكّنت من الزحف تحت هذه الحواجز , فغضّت إسرائيل الطرف , المهم أن السلطة عبرت إلى الناحية الأخرى من الحاجز ملتقطة لجميع عقد القصب التي امتصتها إسرائيل .
ولأسف السلطة , نصبت إسرائيل حاجزا فخا , فرفعت سقفه وخفضت أرضه , فالقفز عنه صعب المنال , والزحف من تحته محال , حاجز كُتب في أعلاه , لتعترف السلطة بأن إسرائيل عبرية للشعب اليهودي , ولكن عقدة القصب خلفه كبيرة , العودة لمفاوضات السلام .
وقبل أيام قليلة أعلن الرئيس أبو مازن بنيته التصالح مع حماس , فما كان من النتنـ ... ياهو إلا تحذير أبا مازن قائلا بما معنا : إما حماس وإما نحن .... يا ويلاه ولست من الظانين لأسفي , الذي تكدّس لدي منه الكثير , بإتمام المصالحة الموعودة .
حالنا نحن الفلسطينيين مع الأمريكيين والإسرائيليين كحال الثعلب من الأسد الملك والنمر الوزير .
كيف ذلك ؟
يُحكى أن ...... كان في الغابة حيوانات كثيرة , ضعفتْ همتها , وخارتْ عزيمتها , وكان مَلِكَهُم أسدا ضخم الجسم مخيف الرسم , وما كان يهتم لأمر الرعيّة , إلا للذي في ضرعه حليب , وكان الأسد قد نصّب النمر وزيرا له , ليساعده في إدارة شؤون الغابة , بعد أن أوسع عليه بالعطايا وأنعم عليه بالهدايا . وكان بين الوزير والثعلب الصغير , عداوة منذ قديم الزمان , فكلما رأى الوزير الثعلب , أمره بالاقتراب , وأن ينظف نفسه من التراب , فيمسكه من تلابيبه ويوسعه ضربا وركلا وشتما , فيصرخ الثعلب شاكيا صارخا : ماذا فعلتْ ؟ ماذا أجرمتْ ؟ توقف الوزير عن الضرب , ونظر إليه , والحيرة تملأ عينيه , ماذا عساه أن يقول للثعلب؟! وفجأة برقت عيناه , وفتح فاه وقال : لماذا لا تلبس طاقية ؟ أين الطاقية ؟ وعاود ضربه من جديد . وبعد أن بقي الوزير والثعلب على هذا الحال وذا المنوال , عدة أيام وليال , ابتعد الثعلب عن الأماكن التي يرتادها الوزير , فأحسّ الوزير بغياب الثعلب , ذهب الوزير باكرا للوجار , وزأر مقلدا صوت الأسد الجبّار, فخرج الثعلب مسرعا من وجاره , فأمسكه الوزير من تلابيبه وأعاد الكرّة مثل ما كان آخر مرة .
ذهب الثعلب واشتكى الوزير للأسد الملك , فطمأنه الأسد ووعده خيرا . قال الملك للوزير : لست أعارض أن تضرب الثعلب ولكن برر فعلك بسبب مقنع , فأنت تعرف أن أذني الثعلب طويلتين ولا يستطيع لبس طاقية , فخذ إليك هذه الحيلة , أرسله ليجلب لك تفاحة , فإن جلبها حمراء , ضربته لأنك تريدها صفراء , وإن أحضرها صفراء ضربته لأنك تريدها حمراء . سُرّ الوزير بهذه الحيلة وخرج لتوه وأرسل الثعلب آمرا إياه بإحضار تفاحة , وجلس ينتظره بفارغ الصبر وقد شدّ قبضته , عاد الثعلب ومعه تفاحتين , حمراء وصفراء , فجن جنون الوزير , فأخذ بتلابيب الثعلب وانهال عليه ضربا وهو يقول له : لماذا لا تلبس طاقية ؟ أين الطاقية ؟
عمر رزوق
أبوسنان
عكا
الجليل
أبوسنان
عكا
الجليل