DE$!GNER
بيلساني محترف
- إنضم
- Apr 4, 2011
- المشاركات
- 2,637
- مستوى التفاعل
- 44
- المطرح
- بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
(غير منقول)
لعل استملاك النزعات الفردية لأدمغة البشر.. والاندفاع وراء الانا هو ما دفع بعالم الاخوة والصداقة إلى الانهيار.. وعدم التفكير بالمساحة التي يجب أن يحتلها كل إنسان في محيط من حوله... بالإضافة إلى اللهاث الدائم وراء عصر السرعة الذي ما عاد قطار يلحقه.. كلها عوامل ساعدت على ازدياد هذا الانهيار وتحوله إلى وادٍ عميق تُدفن فيه جميع أنواع العلاقات الاجتماعية على حد سواء...
قد قيل أن القرآن الكريم يصلح لكل زمان ومكان - وصدق من قال - ولكن النقطة المهمة التي يجب أن نتحدث عنها: هل بالفعل هناك من يقوم بتطبيق حذافير هذا المنهاج الاسلامي المتلاءم وجميع العصور...؟
إذن يبقى الأمر مقتصراً على العاقل الذي اتخذ أجزاء القرآن سبيلاً نافعاً.. وحلاً ناجعاً للسيطرة على مجريات الامور بما يحقق مصلحته الذاتية... ونسي أن المؤمنون أخوة... وأن الأمة الإسلامية جسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى... واستمتع بكلمات (مثنى وثلاث ورباع) وإلى ما هنالك من التأويلات المغلوطة المُستغلة من قبل الجهال ممن يعتقدون أنهم يسيرون على الشريعة الإسلامية المفروضة.. وساء ما يعتقدون..
صحيح أن بذرة الخير موجودة في عمق كل إنسان ولا تحتاج من يوقظها على الإطلاق... فهي دائماً مستعدة للنمو تمتص المشاعر الإنسانية بشراهة لتحقق غايتها المنشودة من بثّ غبار الطلع بين أفراد المجتمع - أخوة وأصدقاء ومحبين على حد سواء - ولكن شجرة الخير بين الناس عرضة دائماً للخدش من رياح المصالح القادمة من عقول تخمرت على استغلال بعضها... والحفاظ على هذه الشجرة أمرٌ قد باتَ صعباً في زماننا هذا.. لان الامراض الاجتماعية التي استشرت بين الناس... وعدم تفضيل بعضنا على البعض الآخر.. هي ما جعل التربة التي تقطنها شجرة الخير تتحول إلى مراد تحرق به تلك النبتة...
الأجدر بنا أن نعود إلى منهاجنا الأول والأخير... وأن نرفض أي بديل آخر يحل مكانه... فالقرآن الكريم هو النور الذي يفتح دروبنا... ولا يكفي أن نستتنير بهديه بل علينا رفعه عالياً لتوسيع رقعة المستفيدين من هذا النور...