خُـزآمىَ ..~
بيلساني قوي
- إنضم
- Mar 21, 2010
- المشاركات
- 1,596
- مستوى التفاعل
- 41
البيت الدمشقي
للبيت الدمشقي سحره الخاص الذي يروق للكثيرين ممن أتيحت لهم فرصة سكناه,
والتمتع بروعة هندسته المدروسة بعناية, التي تثير في النفوس البهجة والطمأنينة, ومن
الممكن هنا تلخيص مميزات البيت الدمشقي في ثلاثة وجوه, على حد تعبير المهندس
الراحل صبحي كحالة الذي شغل العديد من المناصب الرسمية الرفيعة. أولها: أن البيت
الدمشقي القديم مغلق من خارجه.
مكشوف في داخله. تحسب نفسك وأنت تقصده بين الأزقة الضيقة الملتوية والحارات
الظليلة, في المدينة القديمة, أنك أمام جدران شوهاء صماء موحدة,تحجب من دونها
وعلى من يعيش خلفها الشمس المشرقة والنور الساطع. ولكنك لا تكاد تتبين سبيلك إلى
داخلها حتى تجد نفسك أمام فناء رحيب تتوسطه بركة تتدفق منها المياه, ويحيط به الغرف
الواسعة, والأشجار الباسقة, والعرائش, وترى البيت بسعته وتنسيقه ومحتوياته لكل
متطلبات الصحة والراحة.
وثاني هذه المميزات: وفرة الزخارف والتزيينات الرائعة, سواء منها الرخامية المنوعة
الأشكال والمتعددة الألوان, المستعملة في أقنية الدور وأحواض المياه والقاعات
ومصاطب الجلوس, والخشبية منها المستعملة في إكساء السقوف والجدران والمطلية
بأجمل الألوان, وبأنواع الكتابات والرسوم والخطوط التزيينية الجميلة والمستوحاة
بأشكالها وتفاصيلها من روح الفن العربي الأصيل.
وأما ثالث هذه المميزات: فنجده واضحاً في تجمع الأب والأبناء والأحفاد وأسرهم تحت
سقف واحد, وفي ذلك إتاحة لتلك العائلة القاطنة ضمن جدرانه المغلقة, متعة الانعزال
والانفراد بحياتها ومشاكلها عن مزعجات الجوار, التي يتذمر منها أكثر قاطني الدور
الحديثة, في الأبنية المشتركة المتعددة الطوابق, والأبراج العالية, التي يروج إعمارها في
دمشق, دون مراعاة جمالية طراز البناء ضمن ملامح ومزايا النهج القديم.
ويعتقد المهندس المرموق صبحي كحالة, أنه مهما هفت النفوس لمتعة الحياة في رحاب
مثل هذا البيت الدمشقي, إلا أن الحياة المعاصرة تشير إلى أن هذا الطراز أصبح صفحة
زاهية من الماضي, وميزة فريدة في تراث دمشق.
.......
..........
................