الحب دائما..

نغمة وتر

بيلساني متقدم

إنضم
Dec 13, 2010
المشاركات
365
مستوى التفاعل
8
المطرح
بقلب النغم
أهو أنت ؟! أهو أنت ساكن خافقي, و من أدفأني حبه منذ بدء حياتي و أظلني؟!
أهو أنت من أضعته رغم احتياجي إليه, ثم عشت في غفلتي افتش في متاهة أعماقي
و أبحث في كل الوجوه عنه؟!
يا إلهي .... لكم ظلمتك بغفلتي , و حرمتك و عذبتك طويلا, و ظلمت نفسي معك !!

كم عشقت تلك الرواية ..

الحب دائما للدكتورة أمل شطا ..

الحب دائما رواية حديثة للأديبة الطبيبة د/ أمل شطا، الرواية «258» صفحة من القطع المتوسط قسمتها إلى عشرة فصول هي: الهريسة، المدعة، الأنثى والذكور، يوم أن مات قلبي، الكركند، الغباء الذكوري، الحب دائمًا، الرمادي، أكان الحب أنت، وضاع قلبي» يجذبك الغلاف من الوهلة الأولى بمساحة البياض التي تحف بصورة الكعبة المشرفة، وكأنك تكشف سر حنين البطلة إلى طفولتها، وهي تقف على جبل أو تطل من شرفة مرتفعة فيمتد أمامها المنظر المهيب للكعبة المشرفة، حولها الطائفون، وخلفها بيوت مكة القديمة تتساند على جبال مكة التي أصبحت ذكرى! لا عجب في هذا الاحتفاء الروائي بمكة المكرمة، المكان والثقافة والتراث ماديا ومعنويا، إذا اطلعنا على ما أباحت به الأديبة الطبيبة أمل شطا في لقاء صحفي مع الصحفية حليمة مظفر في العدد الثامن من مجلة جدة تقول فيه: البيئة المكاوية تتنفس داخل أعماقي، وأتنفس في أعماقها، فأنا ابنة مكة، وهي مهد آبائي وأجدادي، وهي محور الحب وما عداها يدور في فلكها، وهي نبع مشاعري وأحاسيسي التي تتدفق إلى قلمي، فيسطر بصدق كل معاني الحب والإجلال لها، فمن الطبيعي إذن أن يشعر القارئ بصدق ما أكتب ويتفاعل معه، حتى أيقن بعض النقاد أنني أكتب قصصا واقعية وليس من نسج الخيال.»
هي مكة بكل عراقتها، والتحام حوانيتها، وتشابك حواريها، وبساطة أهلها، وفوح طيب ذكراهم، بين دفتي روابة "الحب دائما" نتعرف عليها بعيون بطلة الرواية "ليلى" التي تمضي طفولتها بين سوق المدعة وبيت الله الحرام، قبل التوسعة الثانية للحرم، بيت الأسرة يقع في أجياد القرية من الغزة والمدعة التي لم يعد لها أثر، إلا في عمل روائي يعيد إحياء الماضي لذلك يعتبر الأدب ذاكرة الأمة.
رواية أمل شطا «الحب دائما» أعادت إلى ذاكرتي صورة السوق القديم «المدعة» المسقوف وعلى جانبيه الحوانيت الصغيرة والكبيرة تتخلله الطرقات إلى أحياء مكة الشامية، الغزة المعابدة أجياد وينفتح على بيت الله الحرام.
تبدأ الرواية من الآخر، وخلال مراقبة البطلة للزوج المسجى في غرفة العناية الفائقة في المستشفى ومتابعتها المحلول يمر من الزجاجة المعلقة عبر أنبوب شفاف إلى حيث تنغرس الإبرة في جسد الزوج، وهي تستعرض طفولتها المفعمة بالحب والانطلاق بصحبة أخيها طه الذي فتح لها باب الذكريات عندما أتاها بإحرامه من الحرم مباشرة، انفتح أمامها مشهد حياتها من الطفولة إلى أن وصلت إلى المستشفى ترعى الزوج، وخلال رحلة الذاكرة والانتقال من الماضي إلى الحاضر والعكس تستعرض أمل شطا قضايا المرأة والتجارة والتربية وتأثير الحب والعدل في تهيئة النفس لأن تكون أرضا خصيبة يستنبت فيها الخير بكل أنواعه حتى الصبر، صحيح أن قضايا المرأة كانت الأعلى صوتا لكنها ضمن منظومة القضايا الأخرى الاجتماعية والأخلاقية والتربوية تبدو متوازنة دون شطط أو نسويه.
ولأن أمل شطا طبيبة تؤمن بالعلم ولا تركن للخرافة لذلك لم تترك للقارئ الانسياق خلف الصورة النمطية للدرويش مهدي، والتعامل معه على أساس أنه ولي من أولياء الله، يحوطه من حوله بالتبرك والحذر من إغضابه، لم تضلل القارئ بتأكيد البركة المزعومة بل أعطت أسبابا منطقية وحلت الإشكالية في سياق سلس دون تسطيح أوشطط!
ليلى بطلة الرواية عاشت طفولة سعيدة منطلقة بين البيت في أجياد ودكانة أبيها في المدعة ومرافقة الأب في صلواته في الحرم، خلال طفولتها ولهوها تلتقط عيناها أخلاقيات التجار والكبار بمكانتهم الاجتماعية والاقتصادية، وسلوك التعامل الراقي مع كل فئات المتسوقين والمتسولين! أزمتها تبدأ بعد وفاة الأب وتسلط الأم، وكأنها تريد أن توازن القضية فلا تعني الذكورة التجبر والصلف بل أحيانا يكون الرجل أو الأب أكثر حنوًا ورقة وعطفا من الأم، لأن النموذج الآخر الذي عانت ليلى من علاقتها معه كان الزوج الذي قبلت به لأنه يشبه الأب أو هكذا خيل لها لكنه كان نقيضًا له وسامها صنوف العذاب وهي صابرة كما هي عادة النساء المكيات الطاعة والصبر حتى على نزوات الزوج خوفا من الطلاق والخروج من البيت إلى المجهول!
مع أن ليلى البطلة معلمة لكننا لا نعرف كثيرا عن حياتها العملية، ومشاكل المعلمات، ربما لأن أمل شطا طبيبة، وهو مجال بعيد عن التدريس، لا أعرف هل تبتعد أمل شطا بشخصياتها عن مجال الطب كي لا تؤول الرواية بأنها سيرة ذاتية، أم أن حياة البطلة وردود أفعالها كانت ستختلف لو كانت طبيبة؟! لا أذكر أني قرأت لأمل شطا رواية تمتهن بطلتها الطب!
الحب دائما رواية جميلة مشحونة بالأحاسيس والمشاعر في لغة أدبية راقية وأسلوب سلس، تستدرجك كما يستدرج البحر عشاقه بسطحه الساكن، حتى إذا تعمقت وجدت نفسك تصارع مختلف الانفعالات وغير قادر على السباحة والخروج قبل أن تبلغ شاطئ النهاية!

انصحكم بقراءتها .. :24:
 

ندى القلب

المحاربين القدماء

إنضم
Jul 14, 2009
المشاركات
16,493
مستوى التفاعل
151
رسايل :

كالسجناء نلتقي وعيوننا معلقة على الزمن الهارب _ العائم مثل طائرة ورقية يلهو بها طفل لا مبال

يسلموووووووووو هالادين نغمه
 

عكــ البيلسان ــيد

سيد الياسمين النـائب العام

إنضم
Oct 8, 2008
المشاركات
7,935
مستوى التفاعل
144
المطرح
شـــــام شـريف
رسايل :

..." وكأن الوقت في بعدك واقف مابيمشيش "...

نصيحة رائعة
شكرا لذوقك
 

فاتي

لـحن السماء

إنضم
Nov 28, 2011
المشاركات
1,671
مستوى التفاعل
26
المطرح
الجـــزائــر
رسايل :

هذه ( أنـا ) , يستهويني الهدوء كغيري من البشر ، لا أختلف كثيرا عنهم ! أحيانا أكون غامضة أبتسم رغم همي أضحك رغم حزني ,

شكـــــــــــرا لزووووووئكـ انستي وردة*
 
أعلى