الرابح يبقى وحيدا ... باولو كويللو

somsom

بيلساني سنة رابعة

إنضم
Jul 9, 2009
المشاركات
753
مستوى التفاعل
17
المطرح
بالبعيد
بلا رتوش وبلا أقنعة.. كويلو يعرّي الرّابح وحيدا

في روايته الأخيرة «الرابح يبقى وحيداً» الصادرة عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر 2009
وقام بترجمتها إلى العربية أنطوان باسيل, يجمع الكاتب العالم كلّه في رؤية منتشرة التفاصيل في
مدينة «كان» الفرنسيّة، والتي يقام فيها مهرجانان للصناعة السينمائية والفنون وأحدث التقنيات
العصريّة، وكأنّ كلَّ العالم اختُصر في تلك المدينة الصغيرة,
لنرى نحن كقرّاء أنَّ زمن الرواية كلّها لا يستغرق أكثر من أربع وعشرين ساعة في مهرجان «كان» السينمائي.


كويلو في «الرابح يبقى وحيداً» تجاوز حدّ الإبداع الأدبيّ ليظهر لنا مدى عمق فهمه لمركزيّة
رأس المال ووحدة العالم في زمن أعقاب سيادة القطب الواحد, وتحكّمه الأحاديّ في البشر
ومجتمعاتهم، ومنحه صيغاً جديدة تغطّي كلَّ الحقيقة التي يحتاج إليها هذا المجتمع البشري والتي
تناسبه بالدرجة الأولى. تأتينا صورة أولئك البشر- وبطريقة كويلو المذهلة في التعبير
مجتمعين في تلك المدينة الصغيرة (كان)، نراهم من خلال الرواية أصحاب رؤوس مال,
بشراً يمثّلون السلطة والمال والشهرة، وهم سادة لهذا العالم في رأيه،

على الرغم من عددهم القليل، والذي لا يتجاوز الستّة آلاف, فهاهم يصنعون الحروب ويعقدون
صفقات السلام المخادعة, ويثيرون النعرات العرقيّة والقبليّة, ويموّلون أطراف النزاعات بالسلاح
أو يوقفونها بقرار منهم.

بينما وفي غمرة الحروب الأهليّة, هم لا يكترثون إلّا بألماسهم ومعادنهم النادرة.



باولو عرّى لنا وبهدوئه الروائيّ في الرواية تلك, كلّ بنى العالم الأحاديّة, وكشف كلّ ما يصدر عنها
بأشكال خاصّة لها من حروب واجتياحات ثقافيّة, واتجار بشع وقاسٍ بالبشر والحضارة

وكلّ مظاهر الرقيّ الإنسانيّ والتي يمشي العالم في طريق افتقادها..

يرى باولو في روايته أنَّ العالم اليوم يخنقه ويجلده ما يشبه أولئك المجتمعين في «كان»،

إنّهم امبراطوريات المال والنفوذ والشهرة. إنّهم يلوّثون البيئة ويحرمون الأطفال من طفولتهم,

إنّهم يملكون أدوات لمّا يسمّى صناعة العقل وابتكار الموضة، بل وثقافة ربّما تناسب تلك الموضة.

تحرّك الرواية ثلاث شخصيّات رئيسيّة تتصاعد دراميّاً خلال تلك الأربع والعشرين ساعة بشكل مرن

وسلس لرواية, هي شخصيّات الشابّ إيغور ماليف من روسيا، وهو الشخصيّة المركزيّة في الرواية,

والذي شارك في حرب أفغانستان وخرج منها محطّماً، فأراد أن يحمي ما بقي من نفسه وروحه
فيؤسِّس شركة للاتّصالات..

إيغور الذي نسي ثقافة الاتحاد السوفييتي.. في حرب أفغانستان، تعلَّم إيغور القتل المجاني.

وترسَّخ في وجدانه مفهوم «تقتل لتعيش». والقتل ينبغي أن يكون أمراً سهلاً حتى للضعفاء
الذين ينغصِّون على أصحاب السلطة والمال جلساتهم الصغيرة..
إيغور أسَّس ورفاقه في عسكرية أفغانستان شركة صغيرة للاتصالات.. وبات أحد زملائه سائقه،
والثاني حارسه الشخصي.


ومع انفتاح روسيا على الرأسمالية، تدفَّقت الأموال والاستثمارات، وذهب كلُّ رفاقه إلى السجون
بسبب الديون، فيما بقي (وحده الرابح)، ليس في هذا وحسب،

وإنما الرابح الذي بقي وحيداً ودائماً، وفي كل معركة..



وبدأ إيغور يلاحق كلَّ جديد، بما فيه الموضة التي لم يعرفها الاتحاد السوفييتي من قبل.
وكانت إيوا الجميلة التي صنعت مع إيغور ثروته قد بدأت تتوجَّس من شراكتها الزوجية

بالشاب القاتل إيغور، وراحت تستعدُّ لفراقه من أول فرصة سانحة جمعتها مع


الملياردير الخليجي حميد حسين، مصمِّم الأزياء الذي يلتقط عارضاته من كلِّ أنحاء العالم
بعناية فائقة. وهو (حميد) الشخصية الثانية المحورية في الرواية.

حميد ابن تاجر القماش العربي, يدخل عالم الشهرة أيضاً ويصبح مصمّماً للأزياء،
ويلتقي الجميلة إيوا، زوجة إيغور الرأسمالي الروسي غول..



وأمّا غابريلا، فهي الشخصيّة الثالثة، والتي بحصولها على فرصة المشاركة في مهرجان «كان»
تدخل عالم الشهرة أيضاً..

فشلت الصبية الجميلة غابرييلا في المسرح، لكنها أصرَّت على النجومية..

فظلَّت غابرييلا تنتظر الفرصة وتشارك في طوابير الصبايا المتقدِّمات للمقابلات.

ولكن الفرصة الذهبية جاءتها أخيراً عبر الهاتف، الذي أخبرها أنه سيكون لديها اختبار في (كان)
المهرجان،

بالإضافة إلى شخصيّات أخرى كلّها تلعب أدوارها المعبّرة عن التوق نحو المال والشهرة والحكم.


والشيء الذي اشتركت فيه الشخصيّات الثلاث، أنّها كلّها تحاول في الرواية أن تتلاعب بأحلامها,
وتشكيلها بمزاجيّة ربّما, محكومة بمزاج من يعزّز لديها السلطة والمال والشهرة والنفوذ..



هذا التعزيز يتحوّل بتحوّل الحلم وتراكم المال والسلطة, هذا ما سيؤدّي إلى تفاقم اللّعنة الهاطلة

على هذا العالم, شعوباً وثقافات وأفراداً وجماعات, وبشكل من تحت الغطاء,

من دون أن يحسّ العالم بأنّه يأكل الطعم من دون أن يحسّ.

وما يلفت النظر في «الرابح يبقى وحيداً» هو انحراف الرواية صوب عالم الجريمة والتحقيقات
والجاسوسية والاستخبارات, الشيء الذي أصبح لافتاً في الكثير من الروايات العالمية في الفترة الأخيرة!!..




(المصدر: جريدة بلدنا)


:24:
 

ஃ MAGNUM ஃ

بيلساني مجند

إنضم
Mar 12, 2009
المشاركات
1,391
مستوى التفاعل
13
المطرح
اكيد رح خبركم لما اعرف
اضافه رائعه لمكتبة البيلسان
من انسانه رائعه
:24::24::24:
 

ḾǑŏǑŏǓĐỸ

♥*.¸كبير المشرفين¸.*♥

إنضم
Oct 22, 2009
المشاركات
19,240
مستوى التفاعل
150
المطرح
بعيدا عن حضن الوطن
رسايل :

اشتقتلك يا شااااااام

al2edara.gif

يسلمووووووووووووووووووووووو:24:
 
أعلى