الشاعر حسني هلال: القصيدة النثرية ولدت على يد جبران خليل جبران وليس على يدي فدوى طوقان وبدر شاكر السياب

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
[h=3]الشاعر حسني هلال يحمل في أعماقه كثيرا من الرؤى والهموم التي يعمل على اعادة تشكيلها وصياغتها ليكون منها حالاته الشعرية ونصوصه الابداعية في أجناسها المختلفة وفي أحلامها المحلقة رغبة منه بالوصول إلى واقع أكثر جمالا وأشد سطوعا.[/h] [h=3]ورأى هلال ان القصيدة النثرية ولدت منذ قرابة القرن على يد جبران وليس كما هو شائع على يدي فدوى طوقان وبدر شاكر السياب اللذين ربما سجلا رسميا على قيود الأدب وزعم ان إرهاصات القصيدة النثرية تعود بجذورها إلى القرآن الكريم والإنجيل اللذين يشتملان على غير قليل مما يمكن أن ينضوي اليوم تحت اسم القصائد النثرية.[/h] [h=3]وأضاف صاحب اصطخاب على نار هادئة انه اذا كانت القصيدة النثرية هي قصيدة نثرية فذلك أمر ينسحب عليها مثلما ينسحب على سواها من سائر الأجناس الأدبية والفنية وبالتالي تكون القصيدة فعلا قصيدة أو لا تكون بصرف النظر عن لونها عمودية.. أفقية.. دائرية.. تفعيلية.. أو حتى نثرية كما درجت التسمية في الوقت الذي لا أرى فيه كثير حاجة لتوصيفها إذ يكفي أن تكون قصيدة وحسب.[/h] [h=3]واعتبر هلال ان القصيدة النثرية لا تختلف عن مكونات القصيدة بعامة ولعل تلك المكونات تشتمل بتلك الحيازة اللغوية التي ما إن تسمعها حتى تملك عليك نفسك وتفرض وجودها عليك من غير أن تعي مصدر ذلك التملك.[/h] [h=3]فالدافع الى هذه القصيدة هو سبب رئيس وعتبة ضرورية لأي فعل واع فما بالك إذا ما كان هذا الفعل إبداعا خالصا مضيفا ان الكتابة أو الإبداع الذي يأتي من غير مسبب أو دافع أو نتيجة دافع مصطنع أو متخيل يفقد معظم إدهاشه وسحره كيلا أقول ينفي نفسه بنفسه لأن الموقف المخيل والمصنع يولد ردة فعل لأننا نعايش تخيلنا إحساسا وتأثرا وانعكاسا بقطع الاهتمام عن شدة ذلك الإحساس والتأثر والانعكاس وتواتره وكثافته.[/h] [h=3]ورأى انه لا يمكن للشاعر ان يتمكن من اختيار موضوعه وانه لا يمكن للموضوع ايضا ان يختار الشاعر هذا من جهة ثانية فالخيار على الأغلب يكون ضمن معطيات تحددها الأمور المادية والشؤون المعيشية فلا يستطيع الشاعر ان يختار موضوع قصيدته ولا الفنان التشكيلي يستطيع ان يختار موضوع لوحته في ذلك الكثير من التشييىء والتسفيه للابداع وموضوعه معا.[/h] [h=3]اما عن علاقة القصيدة بالمتلقي فقال "بقدر ما تكون الحالة التي تنقلها له شعريا ناتجة عن تأثر أصيل ومنقولة بصياغة صادقة وموفقة بقدر ما تصله بنسبة أكبر وحميمية أكثر وتؤسس بالتالي لعلاقة صحيحة وصحية معه لان العلاقة بين القصيدة والمتلقي يجب ان تكون نتيجة علاقة جدلية بين صاحب القصيدة ومؤلفها وبين ما يدور حوله من حراكات اجتماعية مختلفة تلتقطها ذاكرة الشاعر ويلتقطها خياله ويصوغها شعرا حسب قناعاته الثقافية والاجتماعية".[/h] [h=3]اما بالنسبة للاسقاط فهو وارد في الشعر حسب رأيه مثلما هو وارد في غيره من ضروب الأدب شريطة أن يكون مستكملا شرطه قصدت أسبابه الموجبة بمعنى أن يأتي عفو الخاطر على مبدأ الشيء بالشيء يذكر أو يذكر لا أن يحسه المتلقي مقحما ونافلا في السياق أي أن ياتي مكملا وداعما لمعنى حيث يكسب النص الشعري جماليات وايحاءات تؤدي إلى روابط تمتن العلاقة بين المتلقي والنص.[/h] [h=3]وعن القصيدة الموزونة اوضح هلال اننا غادرنا منذ قرون المطولات والمعلقات ولكن في النتيجة ظل بيننا ومعنا ما هو رائع في الصياغة فانا ارى ان الصياغة الجميلة ستبقى في التاريخ سواء اكانت موزونة ام غير موزونة وهذا ما اعتبره انا صحيحا فهما متشابهان من حيث النتيجة لذلك انا لا اقف عند هذا الشكل او ذاك واعتبر في أغلب الأحيان ان القصيدة النثرية قد تكون معاصرة أكثر وانني لا اكاد اجد فرقا بينا ما بين الشعر والموسيقا اكان في القراءة ام في التعبير فالعاطفة والفكرة هما أساس للشاعر واساس يغلب على بقية الأسس وغياب احداهما يذهب بالكثير من ائتلاق الشعر وعافيته مضيفا ان للدلالة والرمز أهمية وقت اللزوم أي بما يتوافق مع الزمان والمكان والموضوع والضرورة والسياق.[/h] [h=3]وتابع هلال.. لقد كتبت القصة القصيرة لانني وجدتني مسكونا بها وأراها ثمرة جد طبيعية في شجرة بيئتي المروية بماء حكايا الجدات وسوالف مجالس المضافات وقصص غرائب الأساطير المحفورة في ذواكرنا الطفلية نقلا عن سيرة بني هلال والزير سالم وألف ليلة وليلة وسوى ذلك مما كانت تتناقله الأيدي من الكتب الصفراء في قرى ريفنا الجميل.[/h] [h=3]وكما هو الحال في الشعر أراه ذاته في القصة من ناحيةكلاسيكيتها أو حداثتها فكلاهما أي الكلاسيكية والحداثة.. إن هما إلا تنويعان على أصل.. نغمان على وتر.. وقال ..لا أراني أجانب الحقيقة إذا ما قلت.. إن القصة والشعر لدي بالشكل والمقدار اللذين أنا موجود فيها بكلمات أخرى.. إن اختلاطهما وتداخلهما أحياه وأحسه داخلي.. بل أقرؤءه في كتابتي. فمثلما أكتب القصة الخالصة والقصيدة الخالصة كذلك أجدني أحيانا كاتب الاثنتين معا أي قصة شعرية أو قصيدة قصية.[/h] [h=3]وبالنسبة للمرأة فانها تعني لديه الكثير لكأنها المعادل الأحب والأمثل للحياة. فهي الأم الفادية وهي الأخت المعاضدة والمشاركة في الحلو كثيرا وفي المر أكثر وهي الحبيبة التي في عينيها استقلاب للكون بمن وما فيه.[/h] [h=3]وبالنسبة لانتمائه الشعري أشار إلى انه يكره كلمة مدرسة في الادب والشعر لكنه تاثر بمدرسة الحياة التي تتضمن الواقع وتتسع وتنتظم داخلها كلما عرف وما سيعرف من مدارس بما فيها الخيالية والعبثية والماورائية والماامامية متاثرا بكل شاعر قرأه او سمعه سوريا ام عربيا مثل ابن الفارض وجبران خليل جبران ونزار قباني ورشيد نخلة.[/h] [h=3]وختم هلال.. ان القصيدة الشعرية تاتي مزيجا من الرؤى وخليطا من الاحلام والهموم والمتاعب وليس مهما كيف تاتي وكيف يكون شكلها فعندما نتلمس ابداعا اوصلنا الى استكشاف جديد هنا تكمن القصيدة ومن هنا تتدفق المشاعر.[/h]
 
أعلى