الطب النبوي من الكتاب والسنة

المارد

بيلساني عميد

إنضم
Dec 3, 2008
المشاركات
3,270
مستوى التفاعل
34
المطرح
سوريا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الغثاء
[ وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها، قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم ] (البقرة 61)
روي الترمذي عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل القثاء بالرطب " وروى ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كانت أمي تعالجني للسمنة تريد أن تدخلني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما استقام لها ذلك حتى أكلت القثاء بالرطب، فسمنت كأحسن سمنة "
والقثاء نبات يشبه الخيار، وهو مثله يؤكل نيئا ومخللا، وهو يحتوي على نسبة عالية من الماء، ويزيد من قدرة الجسم على الاحتفاظ بالماء، لذا فهو مفيد جدا لضعاف الأجسام
ويحتوي القثاء على مادة قابضة للأوعية الدموية المضادة للحساسية، وهي مادة ملينة ومهدئة للأعصاب
وأجود أنواع القثاء الطويل الأملس، وهو أسرع هضما من الخيار، ولكن المداومة على أكله تسبب الانتفاخ ووجـع البطن، والقثاء نبات رطب يساعد المعدة والكبد على أداء وظائفهما؛ وذلك بتلطيف درجة حرارتهما، وهو يفيد في حالات حصوة الكلى
وأكل القثاء بمفردها يرهق المعدة، لذا يستحب أن تؤكل مع ما يجعلها أنسب للصحة كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم،إذ كان يأكلها بالرطب، وأيضا يمكن أكلها بالتمر أو الزبيب أو العسل
الثوم

جاء ذكر الثوم في الآية الكريمة رقم (61) من سورة البقرة باسم الفوم، كما ذكر معظم المفسرين، فيقول جل وعلا
[ وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها، قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم] (البقرة 61)
والثوم لا يكاد يخلو منه بيت في أنحاء الدنيا، فهو أشهر نبات طبي على وجه الأرض مع أخيه البصل، وهو من الفصيلة الزنبقية، وأفضل ثوم على وجه الأرض هو الثوم المصري لطبيعة التربة وماء النيل
رغم كل ما يحمله الثوم من أسرار طبية عظيمة إلا أن الحكمة الإلهية شاءت أن تكون له رائحة نفاذة منفرة، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما جاء في صحيح البخاري، قال: " من أكل الثوم أو البصل من الجوع أو غيره فلا يقربن مسجدنا ". وجاء في صحيح مسلم وغيره أنه قال صلى الله عليه وسلم: "من أكلهما ـ أي الثوم والبصل ـ فليمتهما طبخا "، و تعود رائحة الثوم القوية إلى احتوائه على مركبات كبريتية خصوصا الألسين والألئين والأجوئين، ويحتوى الثوم على بعض الإنزيمات وفيتامينات ( أ ) و ( ب مركب ) و ( ج ) ومركبات شبه هورمونية تشبه الهرمونات الجنسية، كما يحتوى على زيت طيار
وعلى أية حال فهناك عدة طرق للتخلص من رائحة الثوم، أهمها أكل تفاحة طازجة، أو مضغ ورق النعناع أو البقدونس أو استحلاب القرنفل، أو شرب ملعقة عسل نحل نقي بعده، وأجود أنواع الثوم ذو الفصوص المفرقة والقليل الحرافة.
استعمالات الثوم
تستعمل فصوص الثوم على نطاق واسع للشفاء من كثير من الأمراض بإذن الله، وقد أورد الدكتور مصطفى السمرى أهم الأمراض التى يعالجها الثوم كما يلي:
1. الثوم دواء ناجح لمعالجة مشاكل القلب والأوعية الدموية، فهو يخفض مستوى الكولستيرول الزائد في الدم. ويذكر العلماء أن الثوم يقوم بخفض مستوى الدهون- ومنها الكوليسترول بالطبع- بطرق ثلاث هي
ـ إبطاء عملية تكوين الدهون نفسها داخل الجسم
ـ زيادة قدرة الخلايا على هدم وتحلل الدهون
ـ تحريك الدهون المخزنة بالأنسجة الدهنية والكبد إلى تيار الدم حيث يتم حرقها والتخلص من الزائد منها .
ولقد قام البروفيسور الألماني "هان رويتر" بإدخال زبدة "مادة دهنية" تحتوي على كميات من زيت الثوم إلى طعام جماعة من المتطوعين، فوجد أن نسبة الكوليسترول في دمهم انخفضت إلى درجة ملحوظة عن نسبة الكوليسترول في دم أفراد جماعة آخرين تناولوا زبدة عادية
2. وثبت بالتجارب والأبحاث التي أجراها أطباء وعلماء من أمريكا وألمانيا وروسيا وإنجلترا واليابان والصين أن الثوم (مضاد حيوي) واسع المجال يفوق البنسلين نفعا، حيث ثبت أنه يقضي على الكثير من الميكروبات والفطريات والفيروسات والديدان الطفيلية، بل إن دراسة أمريكية حديثة تذكر أن الفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) يفقد قدرته على النمو والانتشار في وجود الثوم!! كما أن الثوم يزيد من نشاط جهاز المناعة بالجسم، علما بأن نقص المناعة هو مشكلة مريض الإيدز
ولكن يرى دكتور "بنجامين لو" أستاذ المناعة بجامعة " لوما يندا بكاليفورنيا " أن الثوم يمكن أن يستخدم في الوقاية من مرض الإيدز، لكن من الصعب استعادة الجسم لمناعته الطبيعية مرة أخرى بعد أن انتشر به فيروس المرض، سواء بالثوم أو بأي دواء بمفرده
3. وثبت أن الثوم يحمي من العدوى بالأنفلونزا ويخفف كثيرا من أعراضها، وننصح بشرب عصير البرتقال أو الليمون المضروب مع 6 فصوص ثوم يوميا لمدة 3 أيام للحصول على الوقاية التامة
ويذكر أن الثوم قد ساهم في وقف وباء الأنفلونزا الذي قتل آلاف الإنجليز عام 1918م ، وعندما داهمت الأنفلونزا الاتحاد السوفيتي عام 1965م نصح الأطباء هناك جميع المواطنين بأكل الثوم للحماية من المرض، وعندما عم وباء الأنفلونزا دول أوروبا، كانت إيطاليا أقل تلك البلاد إصابة بالمرض نظرا لما هو معروف عن الإيطاليين من كثرة أكل الثوم
4. ثبت أن الثوم يزيد من نشاط جهاز المناعة بالجسم، ويتركز هذا النشاط على الخلايا المختصة بالتهام الخلايا السرطانية وتدميرها ووجد العلماء أن وجود الثوم يعوق عملية تمثيل المواد داخل الخلية السرطانية، وبالتالي يعوق نشاط الخلايا السرطانية ونموها
5. وجد أن الثوم مضاد قوي للسموم التي يتعرض لها الإنسان في حياته، كما وجد أن الثوم بما يحتويه من مركبات السلفا يحمي خلايا الكبد من الضمور والتلف
6. وثبت أن الثوم مفيد في حالات الربو، ويمكن لمريض الربو تحضير شراب الثوم بإضافة ملعقتين من العسل الأسود إلى فصوص الثوم المقطعة وتترك مدة ساعتين ، ثم يصفى ويؤخذ ملعقة من الشراب وقت السعال
7. حمى التيفود، استخرج من الثوم حديثا دواء باسم أنيودول داخل كبسولات مغلفة لسهولة تعاطيها، تستخدم في علاج التيفود
8. تفتيت حصوة الكلى، يساعد الثوم في إزالة الحصى الكلوية ويخفف من نوبات المغص الكلوي، يحضر خليط من عصير الليمون وزيت الزيتون وأوراق البقدونس مع نصف فنجان ثوم مهروس، وتأخذ منه ملعقة على الريق
9. السعال الديكي، يعطي الطفل 10 نقاط من عصير الثوم مع عصير البرتقال كل 6 ساعات لعلاج هذا المرض
10. الديدان المعوية الدبوسية، حيث يقتل الثوم هذه الديدان ويطهر أمعاء الطفل منها، ولهذا يعطي الطفل في الصباح فنجانا من الحليب غلي فيه بضعة فصوص من الثوم، ويلي ذلك حقنة شرجية دافئة بملغي الثوم، وهذا يميت الديدان ويخرجها ميتة مع البراز
11. الدفتريا، وهو من أخطر الأمراض التي تصيب الأطفال، ولقد ثبت أن للثوم مفعولا مقاوما للميكروب المسبب لمرض الدفتريا (الخناق)
12. الدرن الرئوي، ثبت أن الثوم يوقف نمو البكتريا المسببة للدرن الرئوي
13. الحمى الشوكية، ثبت أيضا أن الثوم يقضي على ميكروب الالتهاب السحائي (الحمى الشوكية)
14. الدوسنتاريا، للثوم القدرة على وقف نمو الميكروب المسبب للدوسنتاريا الأميبية، ويمكن أخذ فص أو كبسولة من الثوم مع زيت الزيتون بعد الأكل 3 مرات يوميا لمدة أسبوع للقضاء على المرض
15. تطهير الجروح، وذلك بتضميدها بمزيج مكون من 10 جرامات من عصير الثوم و 2 جرام كحول و 90 جرام ماء.
16. الجذام، نجح الهنود في علاج مرض الجذام بواسطة الثوم
17. لدغات الحشرات، حيث ينظف مكان اللدغة، ثم يدهن بأجزاء من فصوص الثوم المهروس
18. الإمساك، يعالج بأخذ فص واحد أو كبسولة واحدة من الثوم على الريق
19. الروماتيزم والنقرس واللمباجو، استحضر من الثوم مرهم لعلاج هذه الأمراض
20. مرض السكر، يقوم الثوم بخفض مستوى الجلوكوز بالدم عن طريق تحفيز البنكرياس على إنتاج كمية أكبر من الأنسولين، أو عن طريق تذليل المقاومة التي تعترض مفعول الأنسولين
ليس هذا فحسب، بل تتعدد الأمراض التي يساهم الثوم في علاجها مثل حساسية الأنف، والثعلبة، والجرب، وعدوى المهبل بالفطريات (المونيليا)، ويستعمل الثوم لتسكين آلام الأذن، وتقوية اللثة ومنع تساقط الأسنان، ويعالج سوء الهضم والغازات ، ويطهر الأمعاء ويزيل عفونتها، ويهدئ الأعصاب، ويفيد في تقوية القدرة الجنسية، وينشط الجسم ويزيل التوتر النفسي والأعراض الجسمية المرتبطة بالحالة النفسية مثل الإجهاد والصداع النفسي، وغيرها
تحذير
1. يجب عدم الإكثار من تناول الثوم، حيث يؤدي الإفراط في تناوله إلى ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم عن معدله الطبيعي (120/80 مم زئبق)
2. تؤثر رائحة الثوم على الأم المرضعة، وتظهر رائحة الثوم في الحليب فلا يقبل عليه الطفل الرضيع.
3. الجرعة الزائدة من الثوم تضر بالحوامل، وتؤدي إلى تهيج المعدة والجهاز الهضمي، ويفضل لمن لديهم مشاكل بالجهاز الهضمي أن يستخدموا الثوم المطبوخ أو الثوم المستحضر طبيا "الكبسولات" حيث يحتوي على خلاصة الثوم بعد إزالة المواد المهيجة منها


البقل
من منا لا يعرف البقل؟.. إنه هو نفسه الفول ذلك النبات المشهور جدا، ولقد كان لبني إسرائيل فضل كبير على تخليد اسم البقل في القرآن الكريم؛ لأنهم طلبوا من نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام أن يدعـو ربـه أن يخرج لهم من الأرض ما تعودوا أكله في مصر بدلا من طائر السمان والعسل ـ المن ـ الذي كان ينزله عليهم ربهم صباح كل يوم. [ وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها، قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، اهبطوا مصـرا فإن لـكـم ما سألتم ] (البقرة 61)
وقد قال الأقدمون عن الفول إنه مغذ ويحفظ الجسم، ولكن في حالة أكله بكثرة يضر بالعقل والذهن ، والفول الأخضر غني بالبروتينات وهو يساعد على خفض نسبة السكر في الدم، ويفيد أيضا في وقـف النزيف إذا قشر وشق نصفين ووضع على مكان النزيف
أيضا فهو نافع للصدر ويخفف من حدة السعال بأكله بدون قشر، وإذا طبخ بقشره مع الخل ينفع في علاج الإسهال المزمن. ولزهور الفول فوائد في إدرار البول وتنشيط الهضم
والأطباء ينصحون ذوي المعد الضعيفة والمصابين بعسر الهضم بالامتناع عن أكل الفول
وهناك نوع آخر من الفول يسمى فول الصويا، وهو غذاء كامل سهل الهضم يساعد على بناء العضلات والعظام، ويستخرج من حبوبه زيت ذو قيمة غذائية عظيمة، وتصل نسبة الزيت فيه حوالي 25% لذا فإنه يستخدم في صناعة المسلى، كما يستخدم في تصنيع اللحم النباتي، وتستخدم بذوره كغذاء للإنسان والحيوان. وقد أثبتت التجارب أن هذا الزيت يعمل على خفض نسبة الكوليسترول في الدم

العدس
العدس غذاء جيد وسهل الهضم، وهو سريع الامتصاص في الأمعاء غني بالبروتين، وهو من الوجبات الشهية البسيطة المحببة إلى كثير من الشعوب خاصة بنـي إسرائيل، حيث قال القرآن الكريم عن ذلك [ وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسـها وبصلها، قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم] (البقرة 61)
وقد استخدمه القدماء في الطب وقالوا: إن شفاءه في قشره، وهو أسرع هضما من الحب ذاته
وهو يقوي الأعصاب ويعالـج فقر الدم عند الأطفال، ويسكن الحرارة ويزيل بقايا الحمى، ويكافح الإمساك ويدر البول ويعالج فقر الدم. وماؤه يعالج الصداع وأوجاع الصدر
ويتركب العدس من ماء وبروتين وكربوهيدرات ونسبة قليلة من الدهن، وما يحتويه العدس من البروتين تفوق نسبته في الفول، زيادة على أن به نسبة عالية من مركبـات الحديد والكالسيوم والفسفور وبه مقدار من فيتامين (أ) الضروري جدا لصحة الجلد والعين ولعلاج أمراض العظام
وعلى أية حال فإن أكل العدس لا يناسب إلا ذوي الصحة الجيدة الذين يبذلون في حياتهم جهدا كبيرا ويحتاجون إلى طاقة حرارية كبيرة

البصل
لم يهتم الإنسان في تاريخه على الأرض بأي من الخضراوات كاهتمامه بالبصل، ولم يثر جدل واسع على شئ من الغذاء مثل ما دار حوله، وهو من أكثر الخضراوات فائدة للإنسان على الإطلاق، ومن أقدم ما عرف الإنسان منها. و البصل من فصيلة الزنبقيات ، وهو من النباتات الحولية المعمرة ، ويوجد منه نوعان البصل الأبيض والبصل الأحمر، ولا فرق بين النوعين من الوجهة الطبية ولكنهما يختلفان في المذاق
يحتوى البصل على مواد فعَّالة شبيهة بالمواد الموجودة في الثوم ، كما يحتوى على جليكوسيدات GLYCO SIDES وجلوكوكونين GLUCOKINIS ، ويحتوى البصل على عناصر غذائية هامة مثل البروتينات والكربوهيدرات، كما يحتوي على كمية من الأملاح المعدنية أهمها أملاح الحديد، والفسفور، والكالسيوم، وأيضاً يحتوى على فيتامينات أ ، ب ، ج كما يحتوى أيضاً على زيوت طيارة وألبان سليلوزية منشطة للأمعاء
تكمن مشكلة البصل في رائحته النفاذة المهيجة للغدد الدمعية والجيوب الأنفية، وليس معنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم منع آكله من دخول المسجد كما جاء في الصحيحين أنه لم يكن يأكله، ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يحبه مطبوخا حتى تزول رائحته النفاذة، وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها كما جاء في سنن أبي داود "أن آخر طعام أكله الرسول صلى الله عليه وسلم طعام فيه بصل". وقد جاء في صحيح مسلم وغيره أنه قال صلى الله عليه وسلم: "من أكلهما ـ أي البصل والثوم ـ فليمتهما طبخا"
وقد ذكر البصل في القرآن الكريم مرة واحدة في الآية رقم (61) من سورة البقرة [ وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها، قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم ]
استعمالات البصل
1. الزيوت الطيارة في عصير البصل لها تأثير قاتل لمعظم الميكروبات العنقودية، وكذلك الميكروبات السبحية التي تسبب التهاب الزور والحلق، ولها تأثير مميت لميكروب الدفتريا وأميبيا الدوسنتاريا وميكروب السل. وقد قضت زيوت البصل على هذه الأمراض في ظرف دقائق معدودة كما أثبتت التجارب
2. أما مضغ البصل لمدة دقائق فكاف لتطهير الفم من جميع الميكروبات والجراثيم التي تتكاثر في الفم لدرجة التعقيم
3. و يستخدم موضعيا فوق الصدر لعلاج السعال الديكي، وفوق الصدر والظهر لعلاج التهاب الرئة، وفوق موضع الكلى والمثانة لعلاج احتباس البول، وفوق الدمامل للإسراع في استخراج الصديد منها
4. والبصل يقوي ضربات القلب وينشط حركة الأمعاء ويقوي الرحم، لذا فأكله باعتدال يفيد الحامل جدا
5. وللبصل تأثير هرموني ذكري يشبه الهرمون الطبيعي، لذا فإن أكله يزيد من المني
6. بالإضافة إلي أن البصل مطهر ممتاز وطارد للغازات وبعض الديدان المعدية، وفاتح للشهية أيضا
7. ويستخدم عصير البصل مع العسل بنسب متساوية في علاج الماء الأبيض الذي يصيب العين
8. ويستعمل عصير البصل في دهان الأطراف المبتورة لتسكين الآلام
9. منقوع شرائح البصل يستعمل لطرد الديدان عند الأطفال
10. وهو علاج منزلي مشهور لحب الشباب
11. يستعمل مغلي البذور كذلك لإدرار البول
وكان الباحث الفرنسي "خ. ب. كليب" قد أثبت أنه يوجد بالبصل مادة أطلق عليها اسم "جلوكنين" وهي مادة تشبه الأنسولين، فهي تساعد على القضاء على أنواع كثيرة من الجراثيم في الجسم، كما اكتشف أنه يحتوي على أملاح تقوي الأعصاب وتجلب النوم، كما أن به موادا أخرى تقي الشرايين من التصلب وتراكم الكوليسترول خاصة في سن الشيخوخة
ولكن من ناحية أخرى نجد أن البصل عسر الهضم بعض الشيء، لذا فإنه ينصح أصحاب المعد الضعيفة أن يقللوا من أكله ما أمكن، أو أن يأكلوه مطبوخا كما نصحنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أما رائحته النفاذة فيزيلها مضغ النعناع أو البقدونس أو أكل تفاحة أو شرب ملعقة من العسل النقي
تحذيرات
1- الإفراط في تناول البصل قد يسبب فقر دم ؛ ولذلك ينبغي ألا تزيد كمية البصل التي يتناولها الفرد في اليوم عن بصلتين صغيرتين
2- لا يجوز الاحتفاظ بالبصلة المقشرة أو المفرومة لأنها تتأكسد بالهواء وتصبح سامة
3ـ طبخ البصل يقلل كثيراً من فوائده الغذائية

الأراك
يقول تعالى في الآية (16) من سورة سبأ: [ وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ]
والخمط المذكور في هذه الآية هو شجرة الأراك، وهي شجرة تكثر في الأودية الصحراوية ، وهى إحدى نباتات العائلة الصليبية، وتمتاز بأن جذورها حريفة منضغطة وأوراقها مسهلة ترعاها الإبل، وأزهارها مريحة وثمارها عنقودية ، والأراك متوفر بكثرة في الجزيرة العربية وبلاد الشام وجنوب مصر
وقد دلت التحاليل على وجود مادة "الأنثيراليتون" ضمن مكونات السواك، وهي تساعد على إتمام نظافة الأفواه، وفتح الشهية وإتمام الهضم وتنظيم حركة الأمعاء، وآخر ما توصل إليه الباحثون أن للسواك تأثيرا مضادا للأورام السرطانية، فقد أثبتوا أن السواك يحتوي على مواد مضادة للخلايا السرطانية، هذا ومازال الباحثون يكشفون المزيد من عجائب مركبات السواك يوما بعد يوم

القمح
قال تعالى: [ وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شئ فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا، ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعنـاب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه، انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه، إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ] (الأنعام 99)
وقال جل وعلا: [ مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ] (البقرة 261)
لا يختلف اثنان على أن القمح هو العمود الفقري لحياة شعوب الأرض، فهو المصدر الرئيسي لصنع الخبز في كل أنحاء الدنيا، لذا فقد شغل الإنسان قديما وحديثا بأمر زراعته بإجادتها والتوسع فيها، وأجود أنواع القمح هو القمح الذهبي اللون الكبير الحبة يليه الأبيض، وأردأ أنواعه ذو الحبة السوداء والقمح غذاء جيد للإنسان يجدد الدماء في الجسم ويعطيه ما يحتاجه من سعرات حرارية وفيتامينات ومعادن
والقمح يستخدم في علاج الكلف وإعادة النضارة إلى البشرة لأنه يحتوي على كثير من فيتامين "أ" وأيضا يحتوي على فيتامينات "ب"1، "ب2" ، "ب6"، "ب12"،"هـ" ويحتوي كذلك على حديد وفسفور وبوتاسيوم ومغنسيوم وكالسيوم
إذا طبخ القمح بالسمن والعسل فإنه يعالج النحافة ويقوي البدن، ومزيج القمح مع الحلبة يحلل الأورام الصلبة في الجسم. وإذا أكلت سنابل القمح فإنها تنظف المجاري البولية وتدر البول وتنقي الدم وتفتت الحصى. وإذا طبخ القمح باللبن والعسل والمكسرات فإنه يصبح مقويا للطاقة الجنسية
والخبز الأسمر المشتمل على النخالة " الردة" يعتبر المغذي الحقيقي والأنفع لصحة الإنسان، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يأكل خبزا منخولا قط، وإنمـا كان كل أكله صلى الله عليه وسلم بالنخالة كما جاء في مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :" والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ما رأى منخلا، ولا أكل خبزا منخولا منذ بعثه الله عز وجل إلى أن قبض"
وقد أثبت الطب الحديث وجود علاقـة بين نقص النخالة في الطعام وكذلك نقص الألياف في الخضراوات والفواكه وبين مجموعة من أمراض القنوات الهضمية التي تصيب الإنسان، والتي من أهمها الإمساك المزمن والنزيف الدموي المعوي وانسداد الأمعاء. بل لقد اكتشفوا أن للنخالة - وما تحتويه من مواد ضرورية للجسم كالكالسيوم واليود والسليكـون والبوتاسيوم والصوديوم والمغنسيـوم ـ دورا كبيرا في احتواء مرض سرطـان الأمعاء ومصاحبته بأمان إلى خارج الجسم مع الفضلات، والنخالة تعالج أيضـا الحموضة إذا نقعت بماء من المساء حتى الصباح ثم شربت، والكالسيوم المتـوافر بها يبني العظام، واليود يعدل من عمل الغدة الدرقية ويضفي على آكله سكينة وهدوءا، والسليكون يقوي الشعر ويزيده لمعانا
ومن السهل الحصول على الفائدة المنشودة من نخالة القمح الثمينة بإضافة عدة جرامات من مسحوقها إلى الطعام في كل وجبة، وهذه الكمية البسيطة تعطي نتائج مفيدة جدا في حالات عسر الهضم والمغص، ويمكن تناولها للكبار والصغار على السواء، كما أنها تعتبر تابلا من التوابل التي تعطي للطعام نكهة طيبة، وقد ثبت علميا أن تناول خبز القمح مع نخالته يقوي الأعصاب ويزيد من النشاط بشكل عام
ومن أصدق ما وصفت به حبة القمح بقشرتها أنها "البيضة النباتية" وذلك لأنها تحتوي على أكثر العناصر الفعالة والضرورية للغذاء وبناء الجسم

الموز
لم يذكر الموز في كتاب الله إلا مرة واحدة باسم "الطلح" وذلك في الآية(29) من سورة الواقعة [ وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين، في سدر مخضود وطلح منضود ] وقد اتفق معظم المفسرين على أن الطلح هو الموز، ومنضود أي متـراكم الثمر، متراص بعضه فوق بعض ؛ وقد جاء في صحيح البخاري أن ابن عباس رضي الله عنهما قال عن الطلح المنضود: " هو الموز" وكذا قال مجاهد.
والموز هو نبات أشجاره تشبه إلى حد ما النخيل، وأوراقه كبيرة يلتف بعضها حـول بعض عند القواعد، وثمار الموز حلوة رطبة غنية بالسكر وبالفيتامينات والأملاح المفيدة جدا للإنسان، وقد سماه القدماء "طعام الفلاسفة" وسبب ذلك أنه قد اشتهر عن فلاسفة الهند والصين أنهم كانوا يعتمدون على الموز في طعامهم كغذاء رئيسي يـعينهم على الهدوء والتأمل
وفي بحث للدكتورة "سامية مصطفى" تقول
"الموز من المصادر الهامة التي تمد الجسم الإنساني بالمواد الكربوهيدراتية التي تعطي الطاقة والحرارة اللازمتان له لأداء وظائفه بكفاءة، ومن فضل الله تعالى أن المـوز متوافر في كل أنحاء الدنيا وفي جميع فصول السنة وبأسعار معقولة، وهذا يجـعله من أنسب الأغذية للإنسان لما يحتويه من نسبة من السكر لا تتوفر في أية فاكهة أخرى"
والمواد الأساسية التي يتكون منها الموز هي الماء والبروتين والدهون ومواد كربوهيدراتية وفيتامين "أ" و "ب" و "ج" و "هـ" ، وأملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والحديد والنحاس والفسفور والكبريت وغيرها من المواد الهامة جـدا لجسم الإنسان، ومائة جرام من الموز تحتوي على 94 سعرا حراريا، ولهذا يعتبـر الموز من أنسب الأطعمة للأطفال لما يمدهم به من قيمة غذائية، وأيضا لما يتميز به من سهولة في الهضم. وأيضا معلوم عنه أن به هرمونات تنظم نشاط الجهاز العصبي مما يعطي لآكله الإحساس بالتوازن النفسي ويشبع فيه روح المرح والغبطة
ومن أهم فوائد الموز كدواء
1- الموز يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع لاحتوائه على نسبة عالية من البوتاسيوم والصوديوم وخلوه من الكوليسترول
2- والموز يعالج الحموضة لاحتوائه على نسبة عالية من الأملاح القلوية مثل البوتاسيوم والتي تعادل حموضة المعدة
3- والموز علاج لأمراض سوء التغذية لاحتوائه على كميات كبيرة من فيتامين "أ" و "ب" المركب وفيتامين "ج" بالإضافة إلى المواد السكرية، كما أن غناه بفيتامين "ج" يجعله مقويا للعضلات، وفيتامين "ب" يجعله مكافحا لفقر الدم وحافظا للتوازن العام للصحة بإذن الله تعالى
4- والموز يقوي أعضاء الإخصاب لاحتوائه على فيتامين "هـ"
5- وهو يحمي الأسنان من التسوس لاحتوائه على الفلورايد الذي يعمل على حماية الأسنان من الميكروبات
6- وهو يحمي البصر من الضعف لاحتوائه على فيتامين "أ" كما أنه يساعد على النمو عند الأطفال لنفس السبب
ومن المعلومات السابقة يجدر بنا أن نرشح الموز كغذاء صالح لكل الأعمار، فالطفل يستعين به على النمو ويجد فيه حلاوة ويشعره باللذة ويقوي بدنه وعظامه، والشيخ يأخذ منه الحرارة والقوة ويقوي عظامه، والمرأة الحامل تأخذ منه أملاح معدنية عديدة تحافظ على توازنها خلال فترة حملها، والمريض في دور النقاهة يستمد منه النشاط والعافية. وأخيرا لا ننسى أن الموز يحتوي على نسبة كبيرة من الفسفور وهي أكثر مادة يحتاج إليها العقل لتنمية الذكاء واستمرار نشاطه الفكري ولزيادة قدراته بشكل عام

التين
التين فاكهة طيبة جدا عظيمة النفع تحفظ الجسم من أخطار كثيرة، حتى إنه يعتبر أحد ملوك الفاكهة الثلاثة مع الرطب والعنب، وقد روي عن أبي الدرداء رضـي الله عنه أنه "أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم طبق فيه تين، فقال كلوا، وأكل منه، وقال: لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة قلت هذه، لأن فاكهة الجنة بلا عجم فكلوا منها فإنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرس" وفي ثبوته نظر كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله
والتين يحتوي على نسبة عالية من المواد السكرية، ويحتوي على أملاح كثيرة أهمها: الكالسيوم والفسفور والحديد وفيتامينات "أ" ، "ب" وكمية ضئيلة من فيتامين "ج" والقيمة الغذائية لثمرة التين عالية جدا لما تحتويه من نسبة كبيرة من المواد السكرية وعنصري الحديد والكالسيوم، ويحتوي التين على حوالي 80 % من وزنه ماء، وهو يهب الجسم دعما غذائيا كبيرا خاصة في فصل الشتاء، والتين والجوز معا من أطيب الأغذية القادرة على دفع برد الشتاء، والمواد الفعالة في التين أغلبها مواد مطهرة وملينة؛ لذا فهو يستعمل ظاهريا لمعالجة الجروح والقروح بوضع ثماره المجففة والمغلية في اللبن الحليب عليها، كما يعد التين مصدرا لتوليد هيموجلوبين الدم في حالة الأنيميا
ويحتوي التين علـى نسبة مرتفعة من المواد السكرية التي تزيد من قدرة الجسم على العمل، وكل مائة جرام من التين الطازج تعطي الجسم 70 سعرا حراريا
من ذلك كله يتجلى لنا عظم فائدة التين بعناصره العديدة، وبالتالي بفوائده الملموسة في كثير من الأعراض المرضية، كما شهدت البحوث والفحوص العلمية الحديثة بعظم قيمة التين، وقد ثبت أن له فوائد طبية عظيمة منها
ـ أنه يفتح سدد الكبد والطحال وينقي الكلى من الأملاح
ـ يعالج الصوت وينقي الصدر ويقوي الرئتين
ـ يطهر المعدة وخاصة بأكله على الريق
ـ إذا سلق مع اللبان الدكر وشرب كوب منه على الريق يوميا عالج الالتهاب الرئوي وأمراض السعال
ـ إذا طبخ بزيت ووضع كدهان للمفاصل عالج ما بها من آلام الروماتيزم والتهابات المفاصل
ـ ملين ممتاز ويعالج الإمساك المزمن
ـ يعالج الحروق، وذلك بطبخه بزيت الزيتون حتى يصبح كالمرهم ويوضع على الحروق فيبردها ويشفيها بإذن الله تعالى
ـ أيضا فالتين يحتوي على مادة تدخل في عملية تجلط الدم وإيقاف النزيف، وذلك أيضا بسبب احتوائه على فيتامين "ك" بنسبة عالية
هذا وتعطى ثمار التين - والجافة خاصة - للأطفال والناقهين والرياضيين والنحفاء
تحذير
تمنع ثمار التين تماما عن المصابين بالسكر والسمنة وعسر الهضم

الزنجبيل
يقول تعالى: [ ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا ]
أي أن الأبرار في الجنة يسقون كأسا من خمر الجنة تمزج بالزنجبيل حتى تعتدل وتحلو، ولا نكاد نشك للحظة أن خمر الجنة لا تشابه خمر الدنيا في أي شئ إلا في الاسم، وكذلك الزنجبيل وكل ما هو في الجنة؛ لأنها تحتوي على ما لا عين رأت كـما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم وغيرهما أنه قال: "قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، وقد قال ابن عباس: " كل ما ذكر في القرآن عما في الجنة من أنواع الثمار والنعم ليس منه في الدنيا إلا الاسم "
روى أبو نعيم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " أهدى ملك الروم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة زنجبيل، فأطعم كل إنسان قطعة، وأطعمني قطعة"
والزنجبيل نبات معمر، ساقه أجوف يحمل أوراقا رمحية الشكل ، أزهاره صفراء وله رائحة عطرية مميزة، وهو من أجمل التوابل وأنفعها، فيطيب نكهة الطعام ويحدث أثرا مسكنا ومنبها لآكله
ومن فوائد الزنجبيل
1 . الزنجبيل يقوى الجسم، ويعين على هضم الطعام، وملين للبطن، ويطرد الغازات من المعدة والأمعاء، ويقوى الطاقة الجنسية
2 . ويستعمل منقوعه قبل تناول الطعام كدواء قوي بإذن الله للمصران الغليظ ولعلاج النقرس
3 . ويستعمل أيضا لبحة الصوت ولتوسيع الأوعية الدموية
4 . ولأزهاره رائحة عطرية مميزة وهو يطيب نكهة الطعام ويشهيه كثيرا، ويصنع منه مربى نافعة في علاج الأمراض الصدرية

الرمان
ورد ذكر الرمان في سورة الرحمن في قوله تعالى: [ فيهما فاكهة ونخل ورمان ] ( الآية 68). وقال جل وعلا في سورة الأنعام: [ وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا، ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه، انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه، إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون ] (99)
والرمان شجرة صغيرة متناسقة الأوراق، لها أوراق تشبه إلى حد ما أوراق الزيتون، وأزهارها جميلة حمراء زاهية، وأجود أنواع الرمان الشديد الاحمرار رقيق القشرة كثير الماء
ويحتوي الرمان على نسبة كبيرة من السكر فضلا عن فيتامين "ج" المقوي لجدران الشعيرات الدموية، كما يحتوي على مادة قابضة اسمها " تانين" تعالج الإسهال الشديد، كما تعالج قشوره وبذوره الدودة الشريطية، كما تستخدم القشور في علاج الإسهال والبواسير، وهي لا تقل أهمية عن لبابه، ويستخدم مطحون القشر مع الحناء لتخضيب الشعر، كما أنها تستخدم في دباغة الجلود وتثبيت الألوان
وعصير الرمان غني بالمواد السكرية وبعنصر الحديد الهام والضروري لتكوين كرات الدم الحمراء؛ لذا يفيد الرمان كثيرا في حالات فقر الدم "الأنيميا"
كما يستخدم عصير الرمان كنقط للأنف تساعد على انقباض الأوعية الدموية والغشاء المخاطي المبطن للأنف، ويعمل على فتح الأنف في حالات انسدادها كما في حالات الرشح والزكام

الكافور
قال تعالى: [ إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا] (الإنسان 5)
يشير الحق جل وعلا إلى أن كأس الأبرار في الجنة ستكون ممزوجة بالكافور، وشتان بين كافور الجنة وكافور الدنيا، فأما كافور الدنيا فشجرة عظيمة الحجم حتى يقال إنها تظلل مائة رجل، وخشبها شديد البياض زكي الرائحة وليس لها زهر، والكافور إما أن يكون متصاعدا منها فيكون أبيض يلمع مائلا إلى الحمرة، وإما أن يكون داخل العود يتساقط إذا نشرت الشجرة، ويكون في هذه الحالة شديد البياض رقيقا كالصفائح
الاستعمالات
ـ يفيد الكافور في علاج الصداع
ـ كما أنه ينفع في علاج آلام الروماتيزم
ـ والكافور مهدئ للأعصاب ؛ ولذلك يؤدي إلى الارتخاء في الطاقة الجنسية
ـ والمغلي منه مفيد لعلاج الإسهال الذي تسببه الصفراء
ـ وهو قاطع للعطش، ويزيل قروح الرئة والتهاب الكبد وحرقة البول

الحب
قال تعالى: [ إن الله فالق الحب والنوى ] (الأنعام 95) ويقول جل وعلا: [ والحب ذو العصف والريحان، فبأي آلاء ربكما تكذبان ] (الرحمن 12)
يعرف الحب في المعاجم اللغوية بأنه القمح والذرة والأرز والشعير والسمسم وما شابـه ذلك ، ومن أشهر الحبوب التي أخذت مكانتها في الإسلام لذكرها في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحبة السوداء، والتي تسمى في لغة الفرس "بالشونيز" والحبوب بشكل عام غنية بالمواد الكربوهيدراتية، كما تحتوي على قليل من البروتينات والدهون والأملاح المعدنية وبعض الفيتامينات

الحبة السوداء
ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليـه وسلم قال: " عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام" والسام هو الموت ، وهي كثيرة المنافع جدا، وقوله صلى الله عليه وسلم شفاء من كل داء مثل قول الله تعالى:[ تدمر كل شئ بأمر ربها ] أي تدمر كل شئ يقبل التدمير، لذا فهي نافعة في علاج جميع الأمراض بمفردها أو بإضافتها إلى بعض المركبات الأخرى
وتسمى الحبة السوداء في مصر بحبة البركة وكذلك الكمون الأسود، وفي اليمن تسمى بالقحطة، وفي إيران بالشونيز. وتتكون الحبة السوداء من عناصر فعالة طيبة النكهة عجيبة الفوائد؛ ففيها الفسفور والحديد والفوسفات والكربوهيدرات والزيوت التي تحمل سرها وأسرارها، ونسبته فيها 28 % تقريبا، وتحتوي على مضادات حيوية مدمرة للفيروسات والميكروبات والجراثيم، ويوجد بها الكاروتين المضاد للسرطان، وبها هرمونات جنسية قوية ومخصبة ومنشطة، ويوجد فيها مدرات للبول، وتحتوي على إنزيمات مهضمة ومضادة للحموضة، وبها مواد مهدئة ومنبهة في نفس الوقت !!
وقد أثبتت النتائج أن الحبة السوداء لها أهمية كبرى كمنشط طبيعي للمناعة، ويمكـن أن تؤدي دورا هاما في علاج أمراض خطيرة تصاحب ضعف المناعة في الجسم
كما أكدت التجارب الحديثة على الإنسان والحيوان أن للحبة السوداء تأثيرا موسعا للشعب الهوائية، وتأثيرا مضادا للميكروبات، وتأثيرا منظما لضغط الدم، وتأثيرا مدرا لإفراز المرارة
والحبة السوداء تستعمل كالتوابل في تجهيز بعض الأطعمة، كما أنها تستخدم في صناعة مربى "المفتقة" لراغبي السمنة، ويستخرج من بذورها زيت مهدئ للأعصـاب، ويفيد النزلات الصدرية، ويعدل الهضم ويدر البول والطمث، ويطرد الرياح ويمنع الانتفاخ
ويذكر الأطباء المختصون أن الحبة السوداء لو أخذت بالفم بجرعة قدرها جرام واحد مرتين في اليوم لكان لها أثر منشط رائع على وظائف المناعة وتحسين فعالية الخلايا الطبيعية، ولاسيما لو أخذت مع منشطات طبيعية أخرى للمناعة كالثوم والعسل


الشعير
قال تعالى: [ إن الله فالق الحب والنوى ] ويقول جل وعلا: [ والحب ذو العصف والريحان، فبأي آلاء ربكما تكذبان ]
والشعير من أنواع الحب
وقد روى ابن ماجة من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أحدا من أهله الوعك أمر بالحساء من الشعير فصنع، ثم أمره فحسوا منه، ثم يقول صلى الله عليه وسلم: " إنه ليرتو فؤاد الحزين - أي يشده ويقويه - ويسرو عن فؤاد السقيم - أي يكشفه ويزيله - كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها" أو كما قال صلى الله عليه وسلم
والشعير أحد الحبوب التي استخدمها الإنسان منذ القدم كغذاء له وللماشية على السواء، فهو يحتوى على نشا، وبروتين، وأملاح معدنية منها: الحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم

الاستعمالات
1 . الشعير ملين ومقو للأعصاب ومنشط للكبد
2 . وماء الشعير معروف لعلاج السعال وتخفيض درجة الحرارة
3 . ويستعمل مغلي نخالة الشعير في غسل الجروح المتقيحة
4. ويستعمل الهوردنين المستخرج من الشعير حقنا تحت الجلد، أوشرابا لعلاج الإسهال والدوسنتاريا والتهاب الأمعاء
5 . يعتبر مغلي الشعير من أنجح الأدوية لآلام الكلى وعسر البول وغسيل الحالب،إذ ينقي الأملاح ويساعد على نزول الأمراض من مجرى البول بعد أن كانت مجمدة بالحالب

الذرة
قال تعالى: [ إن الله فالق الحب والنوى ] ويقول جل وعلا: [ والحب ذو العصف والريحان، فبأي آلاء ربكما تكذبان ]
الذرة من أهم الحبوب التي لا يستغني عنها الإنسان في معاشه، وقد عرف الذرة كغذاء رئيسي لكثير من شعوب العالم منذ أقدم العصور، وهو يؤكل على صور متعددة كالمشوي والمسلوق وكفشار مملح، وهو يحتوي على النشا والسكريات والبروتينات، وزيته يستعمل بكثرة لكونه وقاية من الأمراض لخلوه من الدهون التي تسبب مع ترسبها في الأوعية الدموية تصلب الشرايين وتساعد على ارتفاع ضغط الدم، أما شواشي الذرة الحريرية الملمس - وهي في الحقيقة ما تبقى من أعضاء التناسل الأنثوية في الزهرة فهي من أفضل المهدئات ومن أحسن ما يدر البول في المواد الموجودة في الطبيعة، وذلك بدون مضاعفات جانبية، والمغلي منها أو المنقوع يساعد في علاج الأمغاص الكلوية الشديدة وحصي الكلى وأنواع الروماتيزم والنقرس، كما أنها تفيد في جميع الأحوال التي يفيدها كثرة إدرار البول كهبوط القلب والاستسقاء، بل إن ذلك يساعد على تنقية الدم، وكذلك تتخلص جميع الأعضاء من تراكم السموم بها بما في ذلك الدماغ، فيؤدي هذا إلى نشاط الذهن وتوقده
ـ تدخل الذرة في صناعة الخبز كغذاء أساسي للإنسان بعد خلطه بدقيق القمح، وكذلك تؤكل كيـزانه مشوية أو مسلوقة
ـ تستخدم حبوب الذرة البيضاء في صناعة النشا
ـ تدخل في صناعة الجلوكوز و الدكسترين
ـ تدخل في صناعة منتجات سليلوزية مثل البلاستيك والورق
ـ كذلك تتغذى الحيوانات على الذرة، بينما تستخدم العيدان الجافة والقوالح كوقود للحصول على الطاقة الحرارية

السمسم
والسمسم أحد الحبوب المشهورة ، وهو نبات عشبي حولي معمر من الفصيلة الخلنجية ،وهو نبات دائم الخضرة ، أوراقه متقابلة على أربعة صفوف، وأزهاره وردية عنقودية التجمع الجانبي ، ويوجد بكثرة في السودان، وحوض البحر الأبيض المتوسط ، وآسيا ، والهند
يحتوى السمسم على زيت أساسي ، ومواد عفصية ، ومواد صمغية، وأحماض ومواد راتنجية
استعمل الإنسان السمسم منذ القدم في الحصول على الزيت من بذوره، وزيت السمسم له درجات متفاوتة، وأعلى درجة منه تستخدم في صناعة السمن الصناعي والحلوى والخبز، وأقل درجة تستخدم في صناعة الصابون وفي تزييت الماكينات
الاستعمالات
ـ يستعمل زيت السمسم المعروف باسم " سيرج " أو "شيرج" في الصناعات الغذائية
ـ ويفيد زيت السمسم في علاج التهابات المثانة والتهاب البروستاتا والتهاب الكلية
ـ ويستخـرج منه الطحينة وهي من الأغذية الشعبية المفضلة؛ حيث إنها ترطب الأمعاء في حالة التهابها وتعالج كذلك التهابات الجلد، خاصة ما يظهر على هيئة حبوب على الشفتين وفي داخل الفم واللسان
ـ ويعتبر عصير أوراق السمسم الأخضر من أفضل الأدوية لحالات التهاب الجلد الخارجي نتيجة الحكة الشديدة وحالات أرتيكاريا الدم، فهو يلطف ويلين الجلد

الريحان
ذكر الريحان في القرآن الكريم مرتين، مرة في سورة الرحمن الآية (12) حيث قال تعالى: [ والحب ذو العصف والريحان، فبأي آلاء ربكما تكذبان ] ومرة في سورة الواقعة في الآية (89) حيث قال جل وعلا: [ فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم ] ، وجاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل، طيب الرائحة "
والريحان هو كل نبات طيب الريح، فكل أهل بلد يخصونه بشيء من ذلك، فأهل المغرب يطلقونه على "الآس" وهو نفسه الذي يطلق عليه العرب "الريحان"، أما أهل العراق والشام فيطلقون عليه "الحبق" وهو نبات حولي من الفصيلة الشفوية له رائحة عطرية ومذاق حريف ، ومن أنواعه المزروعة الحبق الصغير والمعروف ب"الخَسّىِّ الأوراق "أي عريض الورق "
يحتوى الريحان على زيت طيار بنسبة 1/1000 ويستخرج بتقطير الأغصان الغضة، ويحتوى الريحان على حمض التنِّيك وكافور الحبق
أما الأجزاء المستعملة فهي الأغصان المزهرة وهي تقطع وتجفف في الظل
الاستعمالات
مضاد للتشنج، ويستخدم المستحلب في علاج اضطرابات الهضم، كما أنه فاتح للشهية وينشط إفراز المعدة
والريحان ذو رائحة عطرية تستخدم في تطييب أرجاء المنزل وتطييب رائحة الفم عندما تلاك أوراقه، ويدخل بالطبع فى صناعة العطور
المغـلي منه مفيد في علاج آلام الحيض، ويشرب بعد الولادة مباشرة للحيلولة دون احتجاز المشيمة في الرحم
ويستعمل من الخارج بإضافته إلى ماء الحمام، وكمادات للمساعدة على التئام الجروح
يمزج عصير الريحان مع العسل ويستعمل لحالات السعال
و يمزج زيت الريحان من (5 ـ 10 نقاط) مع 10 مل زيت لوز أو زيت عباد الشمس ويفرك بها الصدر في حالات الربو والتهاب القصبة الهوائية

الزيتون
اختص الله جل وعلا الزيتون بفضل عظيم، فقد جاء ذكره في القرآن ست مرات صـراحة ومرة واحدة بوصف شجرته، حيث قال تعالى في سورة "المؤمنون" : [ وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ] وهذه هي شجرة الزيتون، تلـك الشجرة المباركة التي جاء ذكرها أيضا في سورة النور حيث وصف الحق سبحـانه وتعالى جلال نوره هذا الوصف المبهر الوضيئ [ الله نور السماوات والأرض، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور، يهدي الله لنوره من يشاء، ويضرب الله الأمثال للناس والله بكـل شئ عليم ] ( النور 35)، كما أقسم الحق سبحانه وتعالى بالزيتون في سورة التين حيث قال: [ والتين والزيتون وطور السنين ] وقد ورد ذكر الزيتون في كل الكتب السماوية تقريبا، والحق تعالى جعل فيه شفاء للأبدان، بل لقد اتخذ نوح عليه السلام من أغصان شجرتها رمزا لانجلاء الطوفان وانحسار البلاء وشيوع السلام.
وشجرة الزيتون شجرة عجيبة معمرة حتى أنها تبقى قرونا عديدة، وتنمو في كثير من بلدان العالم، وهي دائمة الخضرة ويصل ارتفاعها إلى نحو 20 مترا ، ويستخرج منـها أطيب زيت عرفه الإنسان في تاريخه، وهو الزيت الذي لا تحصى منافعه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وابن ماجة من حديث أبي هريرة: " كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة"
أما عن ثمرة الزيتون فهي مقبولة المذاق شهية الطعم للكبار والصغار، وتعتبر مادة غذائية جيدة لما تحتويه من نسبة كبيرة من البروتين والأملاح الكلسية وكذلك البوتاسيوم والكالسيوم والفسفور والحديد والنحاس ، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من عنصر الصوديوم فضلا عن فيتامين "أ" و "ب" و "ج" و "د"
وسر قوة الزيتون وتفرده تكمن بشكل أساسي في محتواه العجيب من الدهون التي جمعت كل من هو نافع وطردت كل ما هو ضار، ومن استخدامات الزيتون الطبية
ـ علاج لروماتيزم والتهاب الأعصاب والتواء المفاصل باستخدامه كمرهم مع الثوم
ـ يستخدم كملطف وملين ومفتت للحصاة، وهو مفيد لمرضى السكر بشكل خاص
ـ يستخدم زيت الزيتون أيضا للمحافظة على صحة البشرة وإزالة تجعدات الوجه والرقبة، كما أنه يحافظ على الجسم من أشعة الشمس الضارة
ـ يستخدم زيت الزيتون لمنع تساقط الشعر بتدليك فروة الرأس، كما أنه يعالج تشقق الأيدي والأرجل بإضافته إلى الجلسرين
ـ من يتناول 40 جراما من زيت الزيتون يوميا تنخفض لديه نسبة الإصابة بضغط الدم المرتفع، وزادت نسبة الكوليسترول المفيد في الدم وانخفضت نسبة الضار منه
ـ أكد الباحثون الأسبان أن هناك علاقة واضحة بين زيت الزيتون والدور الوقائي الطبيعي من السرطان خاصة سرطان الثدي
ـ ولأنه يحتوي على نسبة عالية من الدهون السائلة فهو مفيد جدا للجهاز الهضمي بشكل عام وللكبد بشكل خاص
ـ وزيت الزيتون يفضل عن كافة الدهون الأخرى نباتية كانت أوحيوانية لأنه لا يسبب أمراضا للدورة الدموية أو للشرايين كما تفعل غيره من الدهون
ـ ومن الفوائد الطبية لثمرة الزيتون أنها تقوي المعدة وتفتح الشهية وتوصف لأمراض الكبد
ـ وورق الزيتون إذا مضغ يذهب التهاب اللثة والحلق لأن به عصارة قابضة تنفع في علاج هذه الالتهابات
ـ وإذا دق وضمد بعصارته أو بمائه نفع في حالات الجـروح والقروح والدمامل لاحتوائه على المادة القابضة المطهرة، ويمكن استخدام نفس العصارة كحقنة شرجية في حالة قروح الأمعاء

العنب
ذكر العنب في مواضع كثيرة من آيات القرآن الكريم، وغالبا ما يأتي ذكره عقب النخيل كما جاء في قوله تعالى في سورة النحل: [ ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ] ( الآية 11) وقل أن يتقدم على النخيل كما قال عز شأنه في سورة الرعد: [ وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل ](4)
والعنب أحد نعم الخالق الكريم على عباده، وقد صنف كأحد ثلاثة ملوك للفاكهة بعد الرطب والتين ، ويذكر ابن القيم في كتابه "الطب النبوي" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان يحب العنب والبطيخ" ، وهو من أكثر الفواكه نفعا للإنسان، وذلك لأنه من أغنى الفواكه بالسكريات التي يعتمد عليها الكبد ويقوم بتخزينها للاستفادة منها عند الحاجة ، لذا فهو من أكثر الفواكه التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة للنشاط والحيوية
ولأنه يحتوي على نسبة كبيرة من فيتامين "أ" لذا فهو يقي من العشى الليلي ، واحتوائه على نسبة من فيتامين "ج" المسئول عن ثبات تركيب الدم ومقاومة الأنسجة لنزلات البرد والأنفلونزا تجعله علاجا لهذه الأمراض بإذن الله، وهو يعتبر من الملينات الطبيعية وأكله يفيد جدا في علاج الإمساك
والأحماض العضوية الموجودة في العنب تفيد في معادلة الأحماض الضارة المتخلفة عن هضم بعض الأطعمة في الجسم مثل اللحوم والأسماك والبيض والدهنيات
وقشر العنب غني بفيتامين "ب" المركب الذي يدخل في عمليات حيوية كثيرة في الجسم، وهو عامل هام أيضا في سلامة الجهاز العصبي
وأوراق العنب هي الأخرى ذات فائدة عظيمة حيث إنها غنية بالأملاح والفيتامينات، وكل مائة جرام من ورق العنب تعطي الجسم 97 سعرا حراريا، وهي تحتوي على نسبة كبيرة من الأملاح خاصة الفسفور والحديد والكالسيوم، كما أنها غنية جدا بفيتامين "أ" و "ج"

ثمار النخيل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم والإمام أحمد: " بيت لا تمر فيه جياع أهله" . هذا هو جماع ما يقال عن التمر أو عن ثمار النخيل بشكل عام من تمر ورطب وعجوة ! كيف لا وقد اختار الحق تعالى تلك الثمار غذاء للعذراء مريم حين وضعت نبي الله وكلمته الباقية عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام [ وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ، فكلي واشربي وقري عينا ]. بل لقد ذكر القرآن لفظة النخل أو النخيل عشرين مرة، منها: [ وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعنـاب، وفجرنا فيها من العيون ] (يس 34). ومنها: [ ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل] (النحل 11)
وكما جاء في كتاب "الأدوية والقرآن الكريم" للدكتور "محمد هاشم" فإن الرطب يحوي أنواعا من السكر، مثل الفركتوز والجلوكوز والمعادن والبروتين، فإذا أكلته المرأة في المخاض، كان ذلك من أحسن الأغذية لها، ذلك أن عملية الولادة عملية شاقة، وتستهلك كمية كبيرة من الطاقة، والرطب يعطي المرأة في حالة المخاض هذه الطاقة الكبيرة بصورة بسيطة جاهزة للامتصاص، ولا تحتاج إلى وقت لهضمها
والرطب هو الغذاء الرئيسي الذي يتناوله سكان الصحراء، وله الفضل في منحهم القوة والرشاقة والمناعة من الأمراض؛ لأنه غذاء متكامل بمعنى الكلمة، بل إن ما بــه من قيمة غذائية لا تقل بحال من الأحوال عن اللحوم، فإن به كل ما في اللحوم من مميزات وليس فيه شيء من أضرارها
وقد ثبت علميا أن المكثرين من أكل الرطب أقل الناس إصابة بمرض السرطان، كما أن الرطب به مواد مسهلة فتنظف الأمعاء، وذلك مما يساعد على الولادة، لأن الأمعاء الغليظة والمستقيم الممتلئ بالنفايات يعيق حركة الرحم وانقباضه. والرطب غني جدا بعنصري الكالسيوم والحديد حيث به كمية كافية منهما لتكوين لبن الرضاعة، وأيضا لتعويض الأم عما ينقص في جسمها من هذين العنصرين بسبب الولادة والرضاعة على السواء
وعن التمر وهو أهم ثمار النخيل قال تعالى: [ ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون] (النحل 67).
والتمر هو أجود الطعام على الإطلاق للصائم وللناس بصفة عامة لغناه بكل ما يحتاجه الجسم مـن مواد غذائية وفيتامينات ومعادن، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالتمر فإنه يذهب بالداء وليس فيه داء" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا وجد تمرا عند إفطاره لم يدعه لشيء آخر حتى يفطر عليه"، والثابت علميا أن السكـر والماء هما أول ما يحتاج إليه جسم الصائم، لأن نقص السكر في الجسم يسبـب الضعف العام واضطراب الأعصاب، ونقص الماء في الجسم يسبب قلة مقاومته وضعفه، والسكريات الموجودة في التمر سريعة الامتصاص لا تحتاج إلى عمليات هضم ولا إلى عمليات كيميائية معقدة، فهو أفضل الأغذية التي تمد الجسم بالطاقة والنشاط في أسرع وقت
والتمر غني بالفوسفور الذي يدخل في تركيب العظام والأسنان، وهو الغذاء المفضل لخلايا الدماغ والخلايا التناسلية، ولذلك فهو هام جدا لكل من يعمل في مجال الفكر وأعمال الذهن، كما أنه حيوي ومؤثر لمن أصيب بالإنهاك الجنسي
كما يحتوي التمر على فيتامين "أ" بنسبة عالية؛ لذا نجد التمر يحفظ رطوبة العين وبريقها ويقوي الأعصاب البصرية ويمنع جفاف الملتحمة والعشي الليلي، ويمنع جفاف الجلد ويضفـي على الجسم رشاقة وقوة، واحتواء التمر أيضا على فيتامين "ب1" و"ب2" يجعلـه يساعد على تقوية الأعصاب وتليين الأوعية الدموية، كما أن الألياف السيلولوزيـة التي يحتويها التمر تساعد على تنشيط حركة الأمعاء ومرونتها بحيث ينجو من اعتاد أكل التمر بإذن الله من حالات الإمساك المزمن.
وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة كما يقول الأستاذ "عبد الرزاق نوفل" أن التمـر يضفي السكينة والهدوء على النفوس المضطربة والقلقة، وكذلك يعادل من نشاط الغدة الدرقية حين تزداد إفرازاتها؛ فيؤدي ذلك إلى اعتدال المزاج العصبي، ومن هنا ينصح الأطباء بإعطاء أي طفل ثائر عصبي المزاج بضع تمرات صباح كل يوم لتضفي السكينة والهدوء على نفسه ولتحد من تصرفاته العصبية واضطراباته
والتمر يفيد في حالة اضطراب المجاري البولية ويدر البول، ويساعد الجهاز الهضمـي وينبه حركته ويقلل من حالات الإمساك، كما أنه يقطع السعال المزمن وأوجاع الصدر ويستأصل البلغم وخصوصا إذا كان على الريق
كما أنه يسبب تعادل حموضة الدم لما يحتويه من أملاح معدنية قلوية، والمعروف أن حموضة الدم هي السبب في عدد غير قليل من الأمراض الوراثية كحصيات الكلى والمرارة والنقرس وارتفاع ضغط الدم وغيرها
وقد جاء في كتب الطب القديم أن أكل التمر والعجوة على الريق يقتل الديدان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلـم عن العجوة فيما رواه الترمذي والإمام أحمد: "العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم."
وقد كشف النقاب أخيرا عن حقيقة علمية تؤكد أن لنوى التمر تأثيرا هرمونيا أنثويا، مما دفع العلماء إلى سحقه وتقديمه كأعلاف للماشية والأغنام والطيور، وبالفعل لوحظ الازدياد الكبير في وزن هذه الحيوانات، كما أن إضافة مسحوق نوى التمر إلى الأعلاف الأخرى من شأنه منع حالات المغص والإسهال التي تسببها هذه الأعلاف

الخردل
ذكر الحق سبحانه وتعالى الخردل في سورة لقمان حيث قال: [ يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله، إن الله لطيف خبير ] (16)، وكذلك ذكره جل وعلا كمعيار للدقة في الموازين الربانية حيث قال في سـورة الأنبياء:[ ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها، وكفى بنا حاسبين ] (47)
والخردل نوعان: إما نابت طبيعي يسمى البري، أو مستنبت وهو المزروع، وكل منهما إما أبيض أو أحمر، وهو خشن الأوراق مربع الساق له زهر أصفر اللون، ويخرج كثيرا مع محصول البرسيم، ومن استخدامات الخردل الطبية
1 . الخردل نافع لأمراض كثيرة كالصداع النصفي ، والنقرس، والحميات الباردة، ويساعد على الهضم
2 . الجزء الطبي منه يكمن في البذور، والمادة الفعالة فيها عديمة الرائحة ذات طعم زيتي لاذع، وفي الجو الرطب يخرج من البذور زيت طيار مثير للدموع، وهذا الزيت منبه لعصارات الجهاز الهضمي لو أخذ بكميات صغيرة، ويضاف هذا الزيت للمواد المستخدمة في عمل اللزقة لمرضى الروماتيزم
3 . يساعد على علاج احتقان المسالك الهوائية وتنشيط الدورة الدموية
تحذير
ـ لا يجوز استعماله لفترات طويلة لأنه يسبب تقرح الجلد
ـ الخردل بنوعيه يستخدم كتابل من التوابل، وقد كان أهل مصر يكثرون من أكله مع الشواء في عيد الأضحى، إلا أنه قد يهيج المعدة ويثير القيء، لذا ينصح بالاعتدال في كمية المأخوذ منه

السدر
ذكر السدر في القرآن الكريم أربع مرات، قال تعالى في سورة سبأ: [ وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل ]
(16) وقال في سورة الواقعة: [ وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين، في سدر مخضود] (27-28) وفي سورة النجم: [ ولقد رآه نزلة أخرى، عند سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى، إذ يغشى السدرة ما يغشى ] (13-16)
وقد ذكر أبو نعيم في كتابه الطب النبوي مرفوعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن آدم لما هبط إلى الأرض كان أول شئ أكل من ثمارها النبق" كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النبق في حديث الإسراء فيما رواه البخاري: "... ثم رفعت إلى سدرة المنتهى، وإذا نبقها مثل قلال هجر"
والنبق نبات معروف من فصيلة البندقيات ، عرف في الشرق العربي منذ أقدم العصور، وشجر النبق يعمر طويلا، وأخشابه سريعة التلف ولذلك تجفف وتعطن في الماء المالح قبل استعمالها

ويحتوى النبق على جلوكسيدات أنتراكينونية ومواد صمغية ولعاب نباتى ومواد عفصية وحمض كريزوفانيك
ومن فوائد النبق
يستعمل لمعالجة الإمساك المزمن وما ينتج عنه من اضطرابات كضعف الدم وخفقان القلب وآلام البطن، وذلك بشرب منقوع لحاء الأشجار التى يتجاوز عمرها 3 ـ 4 سنوات وذلك بعد تجفيفـه وتخزينه لمدة سنة أو سنتين، ويعمل منقوع لحاء السدر من ملعقة كبيرة من اللحاء في نصف لتر ماء لمدة 12 ساعة ويشرب منه فنجان في الصباح وفنجان ثان في المساء


اعشاب في الطب النبوي
في ذكر شئ من الأدوية والأغذية المفردة التي جاءت على لسانه r مرتبة على حروف المعجم
الهمزة
إثمد :هو حجر الكحل الأسود ، يؤتى به من أصبهان ، وهو أفضله ويؤتى به من جهة المغرب أيضاً ، وأجوده السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص ، وداخله أملس ليس فيه شئ من الأوساخ .ومزاجه بارد يابس ينفع العين ويقويها ، ويشد أعصابها ، ويحفظ صحتها ، ويذهب اللحم الزائد في القروح ويدملها ، وينقي أوساخها ، ويجلوها ، ويذهب الصداع إذا اكتحل به مع العسل المائي الرقيق ، وإذا دق وخلط ببعض الشحوم الطرية ، ولطخ على حرق النار ، لم تعرض فيه خشكريشة ، ونفع من التنفط الحادث بسببه ، وهو أجود أكحال العين لا سيما للمشايخ ، والذين قد ضعفت أبصارهم إذا جعل معه شئ من المسك .
--------------------------------------------------------------------------------
أترج :ثبت في الصحيح : عن النبي r أنه قال : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، طعمها طيب ، وريحها طيب " .في الأترج منافع كثيرة ، وهو مركب من أربعة أشياء : قشر ، ولحم ، وحمض ، وبزر ، ولكل واحد منها مزاج يخصه ، فقشره حار يابس ، ولحمه حار رطب ، وحمضه بارد يابس ، وبزره حار يابس .
ومن منافع قشره : أنه إذا جعل في الثياب منع السوس ، ورائحته تصلح فساد الهواء والوباء ، ويطيب النكهة إذا أمسكه في الفم ، ويحلل الرياح ، وإذا جعل في الطعام كالأبازير ، أعان على الهضم .
قال صاحب القانون : وعصارة قشره تنفع من نهش الأفاعي شرباً ، وقشره ضماداً ، وحراقة قشره طلاء جيد للبرص . انتهى .
وأما لحمه : فملطف لحرارة المعدة ، نافع لأصحاب المرة الصفراء ، قامع للبخارات الحارة . وقال الغافقي : أكل لحمه ينفع البواسير . انتهى .وأما حمضه : فقابض كاسر للصفراء ، ومسكن للخفقان الحار ، نافع من اليرقان شرباً واكتحالاً ، قاطع للقئ الصفراوي ، مشه للطعام ، عاقل للطبيعة ، نافع من الإسهال الصفراوي ، وعصارة حمضه يسكن غلمة النساء ، وينفع طلاء من الكلف ، ويذهب بالقوباء ، ويستدل على ذلك من فعله في الحبر إذا وقع في الثياب قلعه ، وله قوة تلطف ، وتقطع ، وتبرد ، وتطفئ حرارة الكبد، وتقوي المعدة ، وتمنع حدة المرة الصفراء ، وتزيل الغم العارض منها ، وتسكن العطش .وأما بزره : فله قوة محللة مجففة . وقال ابن ماسويه : خاصية حبه النفع من السموم القاتلة إذا شرب منه وزن مثقال مقشراً بماء فاتر وطلاء مطبوخ 0 وإن دق ووضع على موضع اللسعة ، نفع ، وهو ملين للطبيعة ، مطيب للنكهة ، وأكثر هذا الفعل موجود في قشره ،
وقال غيره : خاصية حبه النفع من لسعات العقارب إذا شرب منه وزن مثقالين مقشراً بماء فاتر ، وكذلك إذا دق ووضع على موضع اللدغة . وقال غيره : حبه يصلح للسموم كلها ، وهو نافع من لدغ الهوام كلها .
وذكر أن بعض الأكاسرة غضب على قوم من الأطباء ، فأمر بحبسهم ، وخيرهم أدماً لا يزيد لهم عليه ، فاختاروا الأترج ، فقيل لهم : لم اخترتموه على غيره ؟ فقالوا : لأنه في العاجل ريحان ، ومنظره مفرح ، وقشره طيب الرائحة ، ولحمه فاكهة ، وحمضه أدم ، وحبه ترياق ، وفيه دهن .وحقيق بشئ هذه منافعه أن يشبه به خلاصة الوجود ، وهو المؤمن الذي يقرأ القرآن ، وكان بعض السلف يحب النظر إليه لما في منظره من التفريح

--------------------------------------------------------------------------------

إذخر :ثبت في الصحيح عنه r أنه قال في مكة : " لا يختلى خلاها ، فقال له العباس رضي الله عنه : إلا الإذخر يا رسول الله ، فإنه لقينهم ولبيوتهم ، فقال : إلا الإذخر " .والإذخر حار في الثانية ، يابس في الأولى ، لطيف مفتح للسدد وأفواه العروق ، يدر البول والطمث ، ويفتت الحصى ، ويحلل الأورام الصلبة في المعدة والكبد والكليتين شرباً وضماداً ، وأصله يقوي عمود الأسنان والمعدة ، ويسكن الغثيان ، ويعقل البطن .
--------------------------------------------------------------------------------

حرف الباء
بطيخ :روى أبو داود والترمذي ، عن النبي r ، أنه كان يأكل البطيخ بالرطب ، يقول : " نكسر حر هذا ببرد هذا ، وبرد هذا بحر هذا " .وفي البطيخ عدة أحاديث لا يصح منها شئ غير هذا الحديث الواحد ، والمراد به الأخضر ، وهو بارد رطب ، وفيه جلاء ، وهو أسرع انحداراً عن المعدة من القثاء والخيار ، وهو سريع الإستحالة إلى أي خلط كان صادفه في المعدة ، وإذا كان آكله محروراً انتفع به جداً ، وإن كان مبروداً دفع ضرره بيسير من الزنجيل ونحوه ، وينبغي أكله قبل الطعام ، ويتبع به ، وإلا غثى وقيأ ،وقال بعض الأطباء : إنه قبل الطعام يغسل البطن غسلاً ، ويذهب بالداء أصلاً .

بلح :روى النسائي وابن ماجه في سننهما : من هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله r : " كلوا البلح بالتمر ، فإن الشيطان إذا نظر إلى ابن آدم يأكل البلح بالتمر يقول : بقي ابن آدم حتى أكل الحديث بالعتيق " . وفي رواية : " كلوا البلح بالتمر ، فإن الشيطان يحزن إذا رأى ابن آدم يأكله يقول : عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق " ، رواه البزار في مسنده وهذا لفظه .
قلت : الباء في الحديث بمعنى : مع ، أي : كلوا هذا مع هذا قال بعض أطباء الإسلام : إنما أمر النبي r بأكل البلح بالتمر ، ولم يأمر بأكل البسر مع التمر ، لأن البلح بارد يابس ، والتمر حار رطب ، ففي كل منهما إصلاح للآخر ، وليس كذلك البسر مع التمر ، فإن كل واحد منهما حار ، وإن كانت حرارة التمر أكثر ، ولا ينبغي من جهة الطب الجمع بين حارين أو باردين ، كما تقدم . وفي هذا الحديث : التنبيه على صحة أصل صناعة الطب ، ومراعاة التدبير الذي يصلح في دفع كيفيات الأغذية والأدوية بعضها ببعض ، ومراعاة القانون الطبي الذي تحفظ به الصحة .وفي البلح برودة ويبوسة ، وهو ينفع الفم واللثة والمعدة ، وهو رديء للصدر والرئة بالخشونة التي فيه ، بطيء في المعدة يسير التغذية ، وهو للنخلة كالحصرم لشجرة العنب ، وهما جميعاً يولدان رياحاً ، وقراقر ، ونفخاً ، ولا سيما إذا شرب عليهما الماء ، ودفع مضرتهما بالتمر ، أو بالعسل والزبد .

--------------------------------------------------------------------------------
بسر : ثبت في الصحيح : أن أبا الهيثم بن التيهان ، لما ضافه النبي r وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، جاءهم بعذق - وهو من النخلة كالعنقود من العنب - فقال له : " هلا انتقيت لنا من رطبه فقال : أحببت أن تنتقوا من بسره ورطبه " .البسر : حار يابس ، ويبسه أكثر من حره ، ينشف الرطوبة ، ويدبغ المعدة ، ويحبس البطن ، وينفع اللثة والفم ، وأنفعه ما كان هشاً وحلواً ، وكثرة أكله وأكل البلح يحدث السدد في الأحشاء .

--------------------------------------------------------------------------------

بيض : ذكر البيهقي في شعب الإيمان أثراً مرفوعاً : أن نبياً من الأنبياء شكى إلى الله سبحانه الضعف ، فأمره بأكل البيض . وفي ثبوته نظر ، ويختار من البيض الحديث على العتيق ، وبيض الدجاج على سائر بيض الطير ، وهو معتدل يميل إلى البرودة قليلاً .قال صاحب القانون : ومحه : حار رطب ، يولد دماً صحيحاً محموداً ، ويغذي غذاءاً يسيراً ، ويسرع الإنحدار من المعدة إذا كان رخواً . وقال غيره : مح البيض : مسكن للألم ، مملس للحلق وقصبة الرئة ، نافع للحلق والسعال وقروح الرئة والكلى والمثانة ، مذهب للخشونة ، لا سيما إذا أخذ بدهن اللوز الحلو ، ومنضج لما في الصدر ، ملين له ، مسهل لخشونة الحلق ، وبياضه إذا قطر في العين الوارمة ورماً حاراً ، برده ، وسكن الوجع وإذا لطخ به حرق النار أو ما يعرض له ، لم يدعه يتنفط ، وإذا لطخ به الوجع ، منع الإحتراق العارض من الشمس ، واذا خلط بالكندر ، ولطخ على الجبهة ، نفع من النزلة
وذكره صاحب القانون في الأدوية القلبية ، ثم قال : وهو - وإن لم يكن من الأدوية المطلقة - فإنه مما له مدخل في تقوية القلب جداً أعني الصفرة ، وهي تجمع ثلاثة معان : سرعة الإستحالة إلى الدم ، وقلة الفضلة ، وكون الدم المتولد منه مجانساً للدم الذي يغذو القلب خفيفاً مندفعاً إليه بسرعة ، ولذلك هو أوفق ما يتلافى به عادية الأمراض المحللة لجوهر الروح .


--------------------------------------------------------------------------------
بصل :روى أبو داود في سننه : عن عائشة رضي الله عنها ، أنها سئلت عن البصل ، فقالت : إن آخر طعام أكله رسول الله r كان فيه بصل .وثبت عنه في الصحيحين أنه منع آكله من دخول المسجد .
والبصل : حار في الثالثة ، وفيه رطوبة فضلية ينفع من تغير المياه ، ويدفع ريح السموم ، ويفتق الشهوة ، ويقوي المعدة ، ويهيج الباه ، ويزيد في المني ، ويحسن اللون ، ويقطع البلغم ، ويجلو المعدة ، وبزره يذهب البهق ، ويدلك به حول داء الثعلب ، فينفع جداً ، وهو بالملح يقلع الثآليل ، وإذا شمه من شرب دواء مسهلاً منعه من القئ والغثيان ، وأذهب رائحة ذلك الدواء ، وإذا استعط بمائه ، نقى الرأس ، ويقطر في الأذن لثقل السمع والطنين والقيح ، والماء الحادث في الأذنين ، وينفع من الماء النازل في العينين اكتحالاً يكتحل ببزره مع العسل لبياض العين ، والمطبوخ منه كثير الغذاء ينفع من اليرقان والسعال ، وخشونة الصدر ، ويدر البول ، ويلين الطبع ، وينفع من عضة الكلب غير الكلب إذا نطل عيها ماؤه بملح وسذاب ، وإذا احتمل ، فتح أفواه البواسير .
وأما ضرره : فإنه يورث الشقيقة ، ويصدع الرأس ، ويولد أرياحاً ، ويظلم البصر ، وكثرة أكله تورث النسيان ، ويفسد العقل ، ويغير رائحة الفم والنكهة ، ويؤذي الجليس ، والملائكة ، وإماتته طبخاً تذهب بهذه المضرات منه .وفي السنن : أنه r أمر آكله وآكل الثوم أن يميتهما طبخاً ويذهب رائحته مضغ ورق السذاب عليه .

--------------------------------------------------------------------------------
باذنجان :في الحديث الموضوع المختلق على رسول الله r : " الباذنجان لما أكل له " ، وهذا الكلام مما يستقبح نسبته إلى آحاد العقلاء ، فضلاً عن الانبياء ، وبعد : فهو نوعان : أبيض وأسود ، وفيه خلاف ، هل هو بارد أو حار ؟ والصحيح : أنه حار ، وهو مولد للسوداء والبواسير ، والسدد والسرطان والجذام ، ويفسد اللون ويسوده ، ويضر بنتن الفم ، والأبيض منه المستطيل عار من ذلك .
--------------------------------------------------------------------------------
حرف التاء
تمر :ثبت في الصحيح عنه r : " من تصبح بسبع تمرات وفي لفظ : من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر " . وثبت عنه أنه قال : " بيت لا تمر فيه جياع أهله " . وثبت عنه أكل التمر بالزبد ، وأكل التمر بالخبز ، وأكله مفرداً . وهو حار في الثانية ، وهل هو رطب في الأولى ، أو يابس فيها ؟ . على قولين . وهو مقو للكبد ، ملين للطبع ، يزيد في الباه ، ولا سيما مع حب الصنوبر ، ويبرئ من خشونة الحلق ، ومن لم يعتده كأهل البلاد الباردة فإنه يورث لهم السدد ، ويؤذي الأسنان ، ويهيج الصداع ، ودفع ضرره باللوز والخشخاش ، وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن بما فيه من الجوهر الحار الرطب ، وأكله على الريق يقتل الدود ، فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية ، فإذا أديم استعماله على الريق ، خفف مادة الدود ، وأضعفه وقلله ، أو قتله ، وهو فاكهة وغذاء ، ودواء وشراب وحلوى .
--------------------------------------------------------------------------------
تين :لما لم يكن التين بأرض الحجاز والمدينة ، لم يأت له ذكر في السنة ، فإن أرضه تنافي أرض النخل ، ولكن قد أقسم الله به في كتابه ، لكثرة منافعه وفوائده ، والصحيح : أن المقسم به : هو التين المعروف .وهو حار ، وفي رطوبته ويبوسته قولان ، وأجوده : الأبيض الناضج القشر ، يجلو رمل الكلى والمثانة ، ويؤمن من السموم ، وهو أغذى من جميع الفواكه وينفع خشونة الحلق والصدر ، وقصبة الرئة ، ويغسل الكبد والطحال ، وينقي الخلط البلغمي من المعدة ، ويغذو البدن غذاء جيداً ، إلا أنه يولد القمل إذا أكثر منه جداً .ويابسه يغذو وينفع العصب ، وهو مع الجوز واللوز محمود ، قال جالينوس : وإذا أكل مع الجوز والسذاب قبل أخذ السم القاتل ، نفع ، وحفظ من الضرر .ويذكر عن أبي الدرداء : أهدي إلى النبي r طبق من تين ، فقال : " كلوا و أكل منه ، وقال : لو قلت : إن فاكهة نزلت من الجنة قلت : هذه ، لأن فاكهة الجنة بلا عجم ، فكلوا منها فإنها تقطع البواسير ، وتنفع من النقرس " . وفي ثبوت هذا نظر .واللحم منه أجود ، ويعطش المحرورين ، ويسكن العطش الكائن عن البلغم المالح ، وينفع السعال المزمن ، ويدر البول ، ويفتح سدد الكبد والطحال ، ويوافق الكلى والمثانة ، ولأكله على الريق منفعة عجيبة في تفتيح مجاري الغذاء وخصوصاً باللوز والجوز ، وأكله مع الأغذية الغليظة رديء جداً ، والتوت الأبيض قريب منه ، لكنه أقل تغذية وأضر بالمعدة .
--------------------------------------------------------------------------------
تلبينة :قد تقدم إنها ماء الشعير المطحون ، وذكرنا منافعها ، وأنها أنفع لأهل الحجاز من ماء الشعير الصحيح .
--------------------------------------------------------------------------------
حرف الثاء
ثلج :ثبت في الصحيح : عن النبي r أنه قال : " اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد " .
وفي هذا الحديث من الفقه : أن الداء يداوى بضده ، فان في الخطايا من الحرارة والحريق ما يضاده الثلج والبرد ، والماء البارد ، ولا يقال : إن الماء الحار أبلغ في إزالة الوسخ ، لأن في الماء البارد من تصليب الجسم وتقويته ما ليس في الحار ، والخطايا توجب أثرين : التدنيس والإرخاء ، فالمطلوب مداواتها بما ينظف القلب ويصلبه ، فذكر الماء البارد والثلج والبرد إشارة إلى هذين الأمرين .وبعد فالثلج بارد على الأصح ، وغلط من قال : حار ،وشبهته تولد الحيوان فيه ، وهذا لا يدل على حرارته ، فإنه يتولد في الفواكه الباردة ، وفي الخل ،وأما تعطيشه ،فلتهييجه الحرارة لا لحرارته في نفسه ، ويضر المعدة والعصب ، وإذا كان وجع الأسنان من حرارة مفرطة ، سكنها .

--------------------------------------------------------------------------------
ثوم :هو قريب من البصل ، وفي الحديث : " من أكلهما فليمتهما طبخاً " . وأهدي إليه طعام فيه ثوم ، فأرسل به إلى أبي أيوب الأنصاري ، فقال : يا رسول الله ، تكرهه وترسل به إلي ؟ فقال:" إني أناجي من لا تناجي " .
وبعد فهو حار يابس في الرابعة ، يسخن تسخيناً قوياً ، ويجفف تجفيفاً بالغاً ، نافع للمبرودين ، ولمن مزاجه بلغمي ، ولمن أشرف على الوقوع في الفالج ، وهو مجفف للمني ، مفتح للسدد ، محلل للرياح الغليظة ، هاضم للطعام ، قاطع للعطش ، مطلق للبطن ، مدر للبول ، يقوم في لسع الهوام وجميع الأورام الباردة مقام الترياق ، وإذا دق وعمل منه ضماد على نهش الحيات ، أو على لسع العقارب ، نفعها وجذب السموم منها ، ويسخن البدن ، ويزيد في حرارته ، ويقطع البلغم ، ويحلل النفخ ، ويصفي الحلق ، ويحفظ صحة أكثر الأبدان ، وينفع من تغير المياه ، والسعال المزمن ، ويؤكل نيئاً ومطبوخاً ومشوياً ، وينفع من وجع الصدر من البرد ، ويخرج العلق من الحلق ، وإذا دق مع الخل والملح والعسل ، ثم وضع على الضرس المتأكل ، فتته وأسقطه ، وعلى الضرس الوجع ، سكن وجعه . وإن دق منه مقدار درهمين ، وأخذ مع ماء العسل ، أخرج البلغم والدود ، وإذا طلي بالعسل على البهق ، نفع .ومن مضاره : أنه يصدع ، ويضر الدماغ والعينين ، ويضعف البصر والباه ، ويعطش ، ويهيج الصفراء ، ويجيف رائحة الفم ، ويذهب رائحته أن يمضع عليه ورق السذاب .


---------------------------------------------------------------------------------

حرير : قد تقدم أن النبي r أباحه للزبير ، ولعبد الرحمن بن عوف من حكة كانت بهما ، وتقدم منافعه ومزاجه ، فلا حاجة إلى إعادته .
حرف :قال أبو حنيفة الدينوري : هذا هو الحب الذي يتداوى به ، وهو الثفاء الذي جاء فيه الخبر عن النبي r ، ونباته يقال له : الحرف ، وتسميه العامة : الرشاد ، وقال أبو عبيد : الثفاء : هو الحرف .قلت : والحديث الذي أشار إليه ، ما رواه أبو عبيد وغيره ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي r أنه قال : " ماذا في الأمرين من الشفاء ؟ الصبر والثفاء " رواه أبو داود في المراسيل .وقوته في الحرارة واليبوسة في الدرجة الثالثة ، وهو يسخن ، ويلين البطن ، ويخرج الدود وحب القرع ، ويحلل أورام الطحال ، ويحرك شهوة الجماع ، ويجلو الجرب المتقرح والقوباء .وإدا ضمد به مع العسل ، حلل ورم الطحال ، وإذا طبخ مع الحناء أخرج الفضول التي في الصدر ، وشربه ينفع من نهش الهوام ولسعها ، وإذا دخن به في موضع ، طرد الهوام عنه ، ويمسك الشعر المتساقط ، وإذا خلط بسويق الشعير والخل ، وتضمد به ، نفع من عرق النسا ، وحلل الأورام الحارة في آخرها .وإذا تضمد به مع الماء والملح أنضج الدماميل ، وينفع من الإسترخاء في جميع الاعضاء ، ويزيد في الباه ، ويشهي الطعام ، وينفع الربو ، وعسر التنفس ، وغلظ الطحال ، وينقي الرئة ، ويدر الطمث ، وينفع من عرق النساء ، ووجع حق الورك مما يخرج من الفضول ، إذا شرب أو احتقن به ، ويجلو ما في الصدر والرئة من البلغم اللزج .وإن شرب منه بعد سحقه وزن خمسة دراهم بالماء الحار ، أسهل الطبيعة ، وحلل الرياح ، ونفع من وجع القولنج البارد السبب ، وإذا سحق وشرب ، نفع من البرص .وإن لطخ عليه وعلى البهق الأبيض بالخل ، نفع منهما ، وينفع من الصداع الحادث من البرد والبلغم ، وإن قلي ، وشرب ، عقل الطبع لا سيما إذا لم يسحق لتحلل لزوجته بالقلي ، وإذا غسل بمائه الرأس ، نشاه من الاوساخ والرطوبات اللزجة .قال جالينوس : قوته مثل قوة بزر الخردل ، ولذلك قد يسخن به أوجاع الورك المعروفة بالنسا ، وأوجاع الرأس ، وكل واحد من العلل التي تحتاج إلى التسخين ، كما يسخن بزر الخردل ، وقد يخلط أيضاً في أدوية يسقاها أصحاب الربو من طريق أن الأمر فيه معلوم أنه يقطع الأخلاط الغليظة تقطيعاً قوياً ، كما يقطعها بزر الخردل ، لأنه شبيه به في كل شئ .


--------------------------------------------------------------------------------
حلبة : يذكر عن النبي r ، " أنه عاد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بمكة ، فقال : ادعوا له طبيباً ، فدعي الحارث بن كلدة ، فنظر إليه ، فقال : ليس عليه بأس ، فاتخذوا له فريقة ، وهي الحلبة مع تمر عجوة رطب يطبخان ، فيحساهما ، ففعل ذلك ، فبرئ" .وقوة الحلبة من الحرارة في الدرجة الثانية ، ومن اليبوسة في الأولى ، وإذا طبخت بالماء ، لينت الحلق والصدر والبطن ، وتسكن السعال والخشونة والربو ، وعسر النفس ، وتزيد في الباه ، وهي جيدة للريح والبلغم والبواسير ، محدرة الكيموسات المرتبكة في الأمعاء ، وتحلل البلغم اللزج من الصدر ،وتنفع من الدبيلات وأمراض الرئة ، وتستعمل لهذه الأدواء في الأحشاء مع السمن والفانيذ وإذا شربت مع وزن خمسة دراهم فوة ،أدرت الحيض ،وإذا طبخت ،وغسل بها الشعر جعدته ،وأذهبت الحزاز .ودقيقها إذا خلط بالنطرون والخل ، وضمد به ، حلل ورم الطحال ، وقد تجلس المرأة في الماء الذي طبخت فيه الحلبة ، فتنتفع به من وجع الرحم العارض من ورم فيه . وإذا ضمد به الأورام الصلبة القليلة الحرارة ، نفعتها وحللتها ، وإذا شرب ماؤها ، نفع من المغص العارض من الرياح ، وأزلق الأمعاء .وإذا أكلت مطبوخة بالتمر ، أو العسل ، أو التين على الريق ، حللت البلغم اللزج العارض في الصدر والمعدة ، ونفعت من السعال المتطاول منه.وهي نافعة من الحصر ، مطلقة للبطن ، وإذا وضعت على الظفر المتشنج أصلحته ، ودهنها ينفع إذا خلط بالشمع من الشقاق العارض من البرد ، ومنافعها أضعاف ما ذكرنا .ويذكر عن القاسم بن عبد الرحمن ، أنه قال : قال رسول الله r : " استشفوا بالحلبة " وقال بعض الأطباء : لو علم الناس منافعها ، لاشتروها بوزنها ذهباً .
--------------------------------------------------------------------------------
حرف الخاء
خبز :ثبت في الصحيحين ، عن النبي r أنه قال : "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار كما يكفؤ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة " .وروى أبو داود في سننه : من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : كان أحب الطعام إلى رسول الله r الثريد من الخبز ، والثريد من الحيس .
وروى أبو داود في سننه أيضاً ، من حديث ابن عمر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله r : " وددت أن عندي خبزة بيضاء من برة سمراء ملبقة بسمن ولبن ، فقام رجل من القوم فاتخذه ، فجاء به ، فقال : في أي شئ كان هذا السمن ؟ فقال : في عكة ضب ، فقال : ارفعه ".وذكر البيهقي من حديث عائشة رضي الله عنها ترفعه : " أكرموا الخبز ، ومن كرامته أن لا ينتظر به الإدام " والموقوف أشبه ، فلا يثبت رفعه ، ولا رفع ما قبله .وأما حديث النهى عن قطع الخبز بالسكين ، فباطل لا أصل له عن رسول الله r ،
وإنما المروي : النهي عن قطع اللحم بالسكين ، ولا يصح أيضاً .قال مهنا : سألت أحمد عن حديث أبي معشر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي r : " لا تقطعوا اللحم بالسكين ، فإن ذلك من فعل الأعاجم " . فقال : ليس بصحيح ، ولا يعرف هذا ، وحديث عمرو بن أمية خلاف هذا ، وحديث المغيرة - يعني بحديث عمرو بن أمية - : كان النبي r يحتز من لحم الشاة . وبحديث المغيرة أنه لما أضافه أمر بجنب فشوي ، ثم أخذ الشفرة ، فجعل يحز .وأحمد أنواع الخبز أجودها اختماراً وعجناً ، ثم خبز التنور أجود أصنافه ، وبعده خبز الفرن ، ثم خبز الملة في المرتبة الثالثة ، وأجوده ما اتخذ من الحنطة الحديثة وأكثر أنواعه تغذية خبز السميد ، وهو أبطؤها هضماً لقلة نخالته ، ويتلوه خبز الحوارى ، ثم الخشكار .وأحمد أوقات أكله في آخر اليوم الذي خبز فيه ، واللين منه أكثر تلييناً وغذاء وترطيباً وأسرع انحداراً ، واليابس بخلافه .ومزاج الخبز من البر حار في وسط الدرجة الثانية ، وقريب من الإعتدال في الرطوبة واليبوسة ، واليبس يغلب على ما جففته النار منه ، والرطوبة على ضده .وفي خبز الحنطة خاصية ، وهو أنه يسمن سريعاً ، وخبز القطائف يولد خلطاً غليظاً ، والفتيت نفاخ بطيء الهضم ، والمعمول باللبن مسدد كثير الغذاء ، بطىء الإنحدار .وخبز الشعير بارد يابس في الأولى ، وهو أقل غذاء من خبز الحنطة .

--------------------------------------------------------------------------------
خل :روى مسلم في صحيحه : عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، أن رسول الله r سأل أهله الإدام ، فقالوا : ما عندنا إلا خل ، فدعا به ، وجعل يأكل ويقول : " نعم الإدام الخل ، نعم الإدام الخل " .
وفي سنن ابن ماجه عن أم سعد رضي الله عنها عن النبي r : " نعم الإدام الخل ، اللهم بارك في الخل ، فإنه كان إدام الأنبياء قبلي ، ولم يفتقر بيت فيه الخل " .الخل : مركب من الحرارة ، والبرودة أغلب عليه ، وهو يابس في الثالثة ، قوي التجفيف ، يمنع من انصباب المواد ، ويلطف الطبيعة ، وخل الخمر ينفع المعدة الصلبة ، ويقمع الصفراء ، ويدفع ضرر الأدوية القتالة ، ويحلل اللبن والدم إذا جمدا في الجوف ، وينفع الطحال ، ويدبغ المعدة ، ويعقل البطن ، ويقطع العطش ، ويمنع الورم حيث يريد أن يحدث ، ويعين على الهضم ، ويضاد البلغم ، ويلطف الأغذية الغليظة ، ويرق الدم .وإذا شرب بالملح ، نفع من أكل الفطر القتال ، وإذا احتسي ، قطع العلق المتعلق بأصل الحنك ، وإذا تمضمض به مسخناً ، نفع من وجع الأسنان ، وقوى اللثة .وهو نافع للداحس ، إذا طلي به ، والنملة والأورام الحارة ، وحرق النار ، وهو مشه للأكل ، مطيب للمعدة ، صالح للشباب ، وفي الصيف لسكان البلاد الحارة .

--------------------------------------------------------------------------------
خلال :، أحدهما : يروى من حديث أبي أيوب الأنصاري يرفعه : " يا حبذا المتخللون من الطعام ، إنه ليس شئ أشد على الملك من بقية تبقى في الفم من الطعام " وفيه واصل بن السائب ، قال البخاري والرازي : منكر الحديث ، وقال النسائي والأزدي : متروك الحديث .الثاني : يروى من حديث ابن عباس ، قال عبد الله بن أحمد : سألت أبي عن شيخ روى عنه صالح الوحاظي يقال له : محمد بن عبد الملك الأنصاري ، حدثنا عطاء ، عن ابن عباس ، قال : نهى رسول الله r أن يتخلل بالليط والآس ، وقال : " إنهما يسقيان عروق الجذام " ، فقال أبي : رأيت محمد بن عبد الملك - وكان أعمى - يضع الحديث ، ويكذب .
وبعد : فالخلال نافع للثة والأسنان ، حافظ لصحتها ، نافع من تغير النكهة ، وأجوده ما اتخذ من عيدان الأخلة ، وخشب الزيتون والخلاف ، والتخلل بالقصب والآس والريحان ، والباذروج مضر .

--------------------------------------------------------------------------------
حرف الدال
دهن :روى الترمذي في كتاب الشمائل من حديث أنس بن مالك رضي الله عنهما ، قال : كان رسول الله r يكثر دهن رأسه ، وتسريح لحيته ، ويكثر القناع كأن ثوبه ثوب زيات .الدهن يسد مسام البدن ، ويمنع ما يتحلل منه ، وإذا استعمل به بعد الإغتسال بالماء الحار ، حسن البدن ورطبه ، وإن دهن به الشعر حسنه وطوله ، ونفع من الحصبة ، ودفع أكثر الآفات عنه .وفي الترمذي : من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : " كلوا الزيت وادهنوا به " . وسيأتي إن شاء الله تعالى.والدهن في البلاد الحارة ، كالحجاز ونحوه من آكد أسباب حفظ الصحة وإصلاح البدن ، وهو كالضروري لهم ، وأما البلاد الباردة ، فلا يحتاج إليه أهلها ، والإلحاح به في الرأس فيه خطر بالبصر .وأنفع الأدهان البسيطة : الزيت ، ثم السمن ، ثم الشيرج وأما المركبة : فمنها بارد رطب ، كدهن البنفسج ينفع من الصداع الحار ، وينوم أصحاب السهر ، ويرطب الدماغ ، وينفع من الشقاق ، وغلبة اليبس ، والجفاف ، ويطلى به الجرب ، والحكة اليابسة ، فينفعها ويسهل حركة المفاصل ، ويصلح لأصحاب الأمزجة الحارة في زمن الصيف ، وفيه حديثان باطلان موضوعان على رسول الله r أحدهما : " فضل دهن البنفسج على سائر الأدهان ، كفضلي على سائر الناس " . والثاني : " فضل دهن البنفسج على سائر الأدهان ، كفضل الإسلام على سائر الأديان " .ومنها : حار رطب ، كدهن البان ، ولس دهن زهره ، بل دهن يستخرج من حب أبيض أغبر نحو الفستق ، كثير الدهنية والدسم ، ينفع من صلابة العصب ، ويلينه ، وينفع من البرش والنمش ، والكلف والبهق ، ويسهل بلغماً غليظاً ، ويلين الأوتار اليابسة، ويسخن العصب ، وقد روي فيه حديث باطل مختلق لا أصل له : " ادهنوا بالبان ، فإنه أحظى لكم عند نسائكم " . ومن منافعه أنه يجلو الأسنان ، ويكسبها بهجة ، وينقيها من الصدأ ، ومن مسح به وجهه
وأطرافه لم يصبه حصى ولا شقاق ، وإذا دهن به حقوه ومذاكيره وما والاها ، نفع من برد الكليتين ، وتقطير البول .

--------------------------------------------------------------------------------
حرف الذال
ذريرة :ثبت في الصحيحين : عن عائشة رضي الله عنها قالت : طيبت رسول الله r بيدي ، بذريرة في حجة الوداع لحله وإحرامه . تقدم الكلام في الذريرة ومنافعها وما هيتها ، فلا حاجة لإعادته .
--------------------------------------------------------------------------------
ذباب : تقدم في حديث أبي هريرة المتفق عليه في أمره r بغمس الذباب في الطعام إذا سقط فيه لأجل الشفاء الذي في جناحه ، وهو كالترياق للسم الذي في الجناح الآخر ، وذكرنا منافع الذباب هناك .
--------------------------------------------------------------------------------
ذهب : روى أبو داود ، والترمذي : " أن النبي r رخص لعرفجة بن أسعد لما قطع أنفه يوم الكلاب ، واتخذ أنفاً من ورق ، فأنتن عليه ، فأمره النبي r أن يتخذ أنفاً من ذهب " . وليس لعرفجة عندهم غير هذا الحديث الواحد .الذهب :زينة الدنيا ، وطلسم الوجود ، ومفرح النفوس ، ومقوي الظهور ، وسر الله في أرضه ، ومزاجه في سائر الكيفيات ، وفيه حرارة لطيفة تدخل في سائر المعجونات اللطيفة والمفرحات ، وهو أعدل المعادن على الإطلاق وأشرفها .ومن خواصه أنه إذا دفن في الأرض ، لم يضره التراب ، ولم ينقصه شيئاً ، وبرادته إذا خلطت بالأدوية ، نفعت من ضعف القلب ، والرجفان العارض من السوداء ، وينفع من حديث النفس ، والحزن ، والغم ، والفزع ، والعشق ، ويسمن البدن ، ويقويه ، ويذهب الصفار ، ويحسن اللون ، وينفع من الجذام ، وجميع الأوجاع والأمراض السوداوية ، ويدخل بخاصية في أدوية داء الثعلب ، وداء الحية شرباً وطلاء ، ويجلو العين ويقويها ، وينفع من كثير من أمراضها ، ويقوي جميع الأعضاء .وإمساكه في الفم يزيل البخر ، ومن كان به مرض يحتاج إلى الكي ، وكوي به ، لم يتنفط موضعه ، ويبرأ سريعاً ، وإن اتخذ منه ميلاً واكتحل به ، قوى العين وجلاها ، وإذا اتخذ منه خاتم فصه منه وأحمي ، وكوي به قوادم أجنحة الحمام ، ألفت أبراجها ، ولم تنتقل عنها .وله خاصية عجيبة في تقوية النفوس ، لأجلها أبيح في الحرب والسلاح منه ما أبيح ، وقد روى الترمذي من حديث مزيدة العصري رضي الله عنه ، قال : دخل رسول الله r يوم الفتح ،وعلى سيفه ذهب وفضة .
وهو معشوق النفوس التي متى ظفرت به ، سلاها عن غيره من محبوبات الدنيا ، قال تعالى : ? زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ? ، [ آل عمران : 14 ] .وفي الصحيحين : عن النبي r : " لو كان لابن آدم واد من ذهب لابتغى إليه ثانياً ، ولو كان له ثان ، لابتغى إليه ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب " .هذا وإنه أعظم حائل بين الخليقة وبين فوزها الأكبر يوم معادها ، وأعظم شئ عصي الله به ، وبه قطعت الأرحام ، وأريقت الدماء، واستحلت المحارم ، ومنعت الحقوق ، وتظالم العباد ، وهو المرغب في الدنيا وعاجلها ، والمزهد في الآخرة وما أعده الله لأوليائه فيها ، فكم أميت به من حق ، وأحيي به من باطل ، ونصر به ظالم ، وقهر به مظلوم ، وما أحسن ما قال فيه الحريري :
تبـاً لـه مـن خـادع ممــاذق أصفـر ذي وجـهـيـن كـالمـنافق
يبـدو بـوصـفيـن لـعين الرامق زيــنة مــعـشـوق ولون عاشق
وحبـه عند ذوي الحقـــائـق يدعو إلى ارتكاب سخط الخــالق
لولاه لـم تقـطع يمين السارق ولا بـدت مـظـلمـة مــن فــاسق
ولا اشـمــأز بـاخــل مــن طـارق ولا اشتكى الممطول مطل العائق
ولا اسـتـعـيـذ مـن حسـود راشـق وشـر ما فيــه مــن الخلائـق
أن ليس يغني عنك في المضـايق إلا إذا فـــــر فـــــرار الآبـــق

--------------------------------------------------------------------------------
حرف الراء
رطب:قال الله تعالى :?وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا*فكلي واشربي وقري عينا ?
[مريم : 25] .وفي الصحيحين عن عبد الله بن جعفر ، قال : رأيت رسول الله r يأكل القثاء بالرطب .وفي سنن أبي داود عن أنس قال : كان رسول الله r يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات ، حسا حسوات من ماء .طبع الرطب طبع المياه حار رطب ، يقوي المعدة الباردة ويوافقها ، ويزيد في الباه ، ويخصب البدن ، ويوافق أصحاب الأمزجة الباردة ويغذو غذاء كثيراً .وهو من أعظم الفاكهة موافقة لأهل المدينة وغيرها من البلاد التي هو فاكهتهم فيها ، وأنفعها للبدن ، وإن كان من لم يعتده يسرع التعفن في جسده ، ويتولد عنه دم ليس بمحمود ، ويحدث في إكثاره منه صداع وسوداء ، ويؤذي أسنانه ، وإصلاحه بالسكنجبين ونحوه .وفي فطر النبي r من الصوم عليه ، أو على التمر ، أو الماء تدبير لطيف جداً ، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء ، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى القوى والأعضاء ، والحلو أسرع شئ وصولاً إلى الكبد ، وأحبه إليها ، ولا سيما إن كان رطباً ، فيشتد قبولها له ، فتنتفع به هي والقوى ، فإن لم يكن ، فالتمر لحلاوته وتغذيته ، فإن لم يكن ، فحسوات الماء تطفئ لهيب المعدة ، وحرارة الصوم ، فتتنبه بعده للطعام ، وتأخذه بشهوة .

--------------------------------------------------------------------------------
ريحان :قال تعالى : ? فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنة نعيم ? [ الواقعة : 88 ] . وقال تعالى : ? والحب ذو العصف والريحان ?[ الرحمن : 12 ] .وفي صحيح مسلم عن النبي r : " من عرض عليه ريحان ، فلا يرده ، فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة " .وفي سنن ابن ماجه : من حديث أسامة رضي الله عنه ، عن النبي r أنه قال : " ألا مشمر للجنة ، فإن الجنة لا خطر لها ، هي ورب الكعبة ، نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد وثمرة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة ، وحلل كثيرة في مقام أبداً ، في حبرة ونضرة ، في دور عالية سليمة بهتة ، قالوا : نعم يا رسول الله ، نحن المشمرون لها قال : قولوا : إن شاء الله تعالى ، فقال القوم : إن شاء الله " .الريحان كل نبت طيب الريح ، فكل أهل بلد يخصونه بشئ من ذلك ، فأهل الغرب يخصونه بالآس ، وهو الذي يعرفه العرب من الريحان ، وأهل العراق والشام يخصونه بالحبق . فأما الآس ، فمزاجه بارد في الأولى ، يابس في الثانية ، وهو مع ذلك مركب من قوى متضادة ، والأكثر فيه الجوهر الأرضي البارد ، وفيه شئ حار لطيف ، وهو يجفف تجفيفاً قوياً ، وأجزاؤه متقاربة القوة ، وهي قوة قابضة حابسة من داخل وخارج معاً .وهو قاطع للإسهال الصفراوي ، دافع للبخار الحار الرطب إذا شم ، مفرح للقلب تفريحاً شديداً ، وشمه مانع للوباء ، وكذلك افتراشه في البيت .ويبرئ الأورام الحادثة في الحالبين إذا وضع عليها ، وإذا دق ورقه وهو غض وضرب بالخل ، ووضع على الرأس ، قطع الرعاف ، وإذا سحق ورقه اليابس ، وذر على القروح ذوات الرطوبة نفعها ، ويقوي الأعضاء الواعية إذا ضمد به ، وينفع داء الداحس ، وإذا ذر على البثور والقروح التي في اليدين والرجلين ، نفعها .وإذا دلك به البدن قطع العرق ، ونشف الرطوبات الفضلية ، وأذهب نتن الإبط ، وإذا جلس في طبيخه ، نفع من خراريج المقعدة والرحم ، ومن استرخاء المفاصل ، وإذا صب على كسور العظام التي لم تلتحم ، نفعها .ويجلو قشور الرأس وقروحه الرطبة ، وبثوره ، ويمسك الشعر المتساقط ويسوده ، وإذا دق ورقه ، وصب عليه ماء يسير ، وخلط به شئ من زيت أو دهن الورد ، وضمد به ، وافق القروح الرطبة والنملة والحمرة ، والأورام الحادة ، والشرى والبواسير .وحبه نافع من نفث الدم العارض في الصدر والرئة ، دابغ للمعدة وليس بضار للصدر ولا الرئة لجلاوته ، وخاصيته النفع من استطلاق البطن مع السعال ، وذلك نادر في الأدوية ، وهو مدر للبول ، نافع من لذغ المثانة وعض الرتيلاء ، ولسع العقارب ، والتخلل بعرقه مضر ، فليحذر . وأما الريحان الفارسي الذي يسمى الحبق ، فحار في أحد القولين ، ينفع شمه من الصداع الحار إذا رش عليه الماء ، ويبرد ، ويرطب بالعرض ، وبارد في الاخر ، وهل هو رطب أو يابس ؟ على قولين . والصحيح : أن فيه من الطبائع الأربع ، ويجلب النوم ،وبزره حابس للإسهال الصفراوي ، ومسكن للمغص ، مقو للقلب ، نافع للأمراض السوداوية .
--------------------------------------------------------------------------------
رمان :قال تعالى : ? فيهما فاكهة ونخل ورمان ?[ الرحمن : 68 ] . ويذكر عن ابن عباس موقوفاً ومرفوعاً : " ما من رمان من رمانكم هذا إلا وهو ملقح بحبة من رمان الجنة " والموقوف أشبه . وذكر حرب وغيره عن علي أنه قال : كلوا الرمان بشحمه ، فإنه دباغ المعدة .حلو الرمان حار رطب ، جيد للمعدة ، مقو لها بما فيه من قبض لطيف ، نافع للحلق والصدر والرئة ، جيد للسعال ، ماؤه ملين للبطن، يغذو البدن غذاءاً فاضلاً يسيراً ، سريع التحلل لرقته ولطافته ، ويولد حرارة يسيرة في المعدة وريحاً ،ولذلك يعين على الباه ،ولا يصلح للمحمومين،وله خاصية عجيبة إذا أكل بالخبز يمنعه من الفساد في المعدة وحامضه بارد يابس ، قابض لطيف ، ينفع المعدة الملتهبة ، ويدر البول أكثر من غيره من الرمان ، ويسكن الصفراء ، ويقطع الإسهال ، ويمنع القئ ، ويلطف الفضول .ويطفئ حرارة الكبد ويقوي الأعضاء ، نافع من الخفقان الصفراوي ، والآلام العارضة للقلب ، وفم المعدة ، ويقوي المعدة ، ويدفع الفضول عنها ، ويطفئ المرة الصفراء والدم .وإذا استخرج ماؤه بشحمه ، وطبخ بيسير من العسل حتى يصير كالمرهم واكتحل به ، قطع الصفرة من العين ، ونقاها من الرطوبات الغليظة ، وإذا لطخ على اللثة ، نفع من الأكلة العارضة لها ، وإن استخرج ماؤهما بشحمهما ، أطلق البطن ، وأحدر الرطوبات العفنة المرية ، ونفع من حميات الغب المتطاولة .وأما الرمان المز ، فمتوسط طبعاً وفعلاً بين النوعين ، وهذا أميل إلى لطافة الحامض قليلاً ، وحب الرمان مع العسل طلاء للداحس والقروح الخبيثة ، وأقماعه للجراحات ، قالوا : ومن ابتلع ثلاثة من جنبذ الرمان في كل سنة ، أمن من الرمد سنته كلها .
حرف الزاي

زيت :قال تعالى:?يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار ? [ النور : 35 ] . وفي الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي r أنه قال:" كلوا الزيت وادهنوا به ، فإنه من شجرة مباركة "
وللبيهقي وابن ماجه أيضاً : عن ابن عمر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله r : " ائتدموا بالزيت ، وادهنوا به ، فإنه من شجرة مباركة " .الزيت حار رطب في الأولى ، وغلط من قال : يابس ، والزيت بحسب زيتونه ، فالمعتصر من النضيج أعدله وأجوده ، ومن الفج فيه برودة ويبوسة ، ومن الزيتون الأحمر متوسط بين الزيتين ، ومن الأسود يسخن ويرطب باعتدال ، وينفع من السموم ، ويطلق البطن ، ويخرج الدود ، والعتيق منه أشد تسخيناً وتحليلاً ، وما استخرج منه بالماء ، فهو أقل حرارة ، وألطف وأبلغ في النفع ، وجميع أصنافه ملينة للبشرة ، وتبطئ الشيب .وماء الزيتون المالح يمنع من تنفط حرق النار ، ويشد اللثة ، وورقه ينفع من الحمرة ، والنملة ، والقروح الوسخة ، والشرى ، ويمنع العرق ، ومنافعه أضعاف ما ذكرنا .

--------------------------------------------------------------------------------
زبد :روى أبو داود في سننه ، عن ابني بسر السلميين رضي الله عنهما قالا : دخل علينا رسول الله r ، فقدمنا له زبداً وتمراً ، وكان يحب الزبد والتمر .الزبد حار رطب ، فيه منافع كثيرة ، منها الإنضاج والتحليل ، ويبرئ الأورام التي تكون إلى جانب الأذنين والحالبين ، وأورام الفم ، وسائر الأورام التي تعرض في أبدان النساء والصبيان إذا استعمل وحده ، وإذا لعق منه ، نفع في نفث الدم الذي يكون من الرئة ، وأنضج الأورام العارضة فيها .وهو ملين للطبيعة والعصب والأورام الصلبة العارضة من المرة السوداء والبلغم ، نافع من اليبس العارض في البدن ، واذا طلي به على منابت أسنان الطفل ، كان معيناً على نباتها وطلوعها ، وهو نافع من السعال العارض من البرد واليبس ، ويذهب القوباء والخشونة التي في البدن ، ويلين الطبيعة ، ولكنه يضعف شهوة الطعام ، ويذهب بوخامته الحلو ، كالعسل والتمر ، وفي جمعه r بين التمر وبينه من الحكمة إصلاح كل منهما بالآخر .
--------------------------------------------------------------------------------
زبيب : روي فيه حديثان لا يصحان . أحدهما : " نعم الطعام الزبيب يطيب النكهة ، ويذيب البلغم " . والثاني : " نعم الطعام الزبيب يذهب النصب ، ويشد العصب ، ويطفئ الغضب ، ويصفي اللون ، ويطيب النكهة " وهذا أيضاً لا يصح فيه شئ عن رسول الله r .وبعد : فأجود الزبيب ما كبر جسمه ، وسمن شحمه ولحمه ، ورق قشره ، ونزع عجمه ، وصغر حبه .وجرم الزبيب حار رطب في الأولى ، وحبه بارد يابس ، وهو كالعنب المتخذ منه ، : الحلو منه الحار ، والحامض قابض بارد ، والأبيض أشد قبضاً من غيره ، واذا أكل لحمه ، وافق قصبة الرئة ، ونفع من السعال ، ووجع الكلى ، والمثانة ، ويقوي المعدة ، ويلين البطن والحلو اللحم أكثر غذاء من العنب ، وأقل غذاء من التين اليابس ، وله قوة منضجة هاضمة قابضة محللة باعتدال ، وهو بالجملة يقوي المعدة والكبد والطحال ، نافع من وجع الحلق والصدر والرئة والكلى والمثانة ، وأعدله أن يؤكل بغير عجمه .وهو يغذي غذاء صالحاً ، ولا يسدد كما يفعل التمر ، وإذا أكل منه بعجمه كان أكثر نفعاً للمعدة والكبد والطحال ، وإذا لصق لحمه على الأظافير المتحركة . أسرع قلعها ، والحلو منه وما لا عجم له نافع لأصحاب الرطوبات والبلغم ، وهو يخصب الكبد ، وينفعها بخاصيه .وفيه نفع للحفظ : قال الزهري : من أحب أن يحفظ الحديث ، فليأكل الزبيب ، وكان المنصور يذكر عن جده عبد الله بن عباس : عجمه داء ، ولحمه دواء .
-------------------------------------------------------------------------------
زنجبيل :قال تعالى : ?ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا ? [ الإنسان : 17 ] . وذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : أهدى ملك الروم إلى رسول الله r جرة زنجبيل ، فأطعم كل إنسان قطعة ، وأطعمني قطعة .الزنجبيل حار في الثانية ، رطب في الأولى ، مسخن معين على هضم الطعام ، ملين للبطن تلييناً معتدلاً ، نافع من سدد الكبد العارضة عن البرد والرطوبة ، ومن ظلمة البصر الحادثة عن الرطوبة أكلاً واكتحالاً ، معين على الجماع ، وهو محلل للرياح الغليظة الحادثة في الأمعاء والمعدة .وبالجملة فهو صالح للكبد والمعدة الباردتي المزاج ، وإذا أخذ منه مع السكر وزن درهمين بالماء الحار ، أسهل فضولاً لزجة لعابية، ويقع في المعجونات التي تحلل البلغم وتذيبه .والمزي منه حار يابس يهيج الجماع ، ويزيد في المني ، ويسخن المعدة والكبد ، ويعين على الإستمراء ، وينشف البلغم الغالب على البدن ويزيد في الحفظ ، ويوافق برد الكبد والمعدة ، ويزيل بلتها الحادثة عن أكل الفاكهة ، ويطيب النكهة ، ويدفع به ضرر الأطعمة الغليظة الباردة .
--------------------------------------------------------------------------------
حرف السين
سنا :قد تقدم ، وتقدم سنوت أيضاً ، وفيه سبعة أقوال ، أحدها : أنه العسل .الثاني : أنه رب عكة السمن يخرج خططاً سوداء على السمن . الثالث : أنه حب يشبه الكمون ، وليس بكمون . الرابع : الكمون الكرماني . الخامس : أنه الشبت ، السادس : أنه التمر . السابع : أنه الرازيانج .
--------------------------------------------------------------------------------
سفرجل :روى ابن ماجه في سننه : من حديث إسماعيل بن محمد الطلحي ، عن نقيب بن حاجب ، عن أبي سعيد ، عن عبد الملك الزبيري ، عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال:دخلت على النبي r وبيده سفرجلة ، فقال :" دونكها يا طلحة ، فإنها تجم الفؤاد " .
ورواه النسائي من طريق آخر ، وقال : أتيت النبي r وهو في جماعة من أصحابه ، وبيده سفرجلة يقلبها ، فلما جلست إليه ، دحا بها إلي ثم قال : " دونكها أبا ذر ، فإنها تشد القلب ، وتطيب النفس ، وتذهب بطخاء الصدر " .وقد روي في السفرجل أحاديث أخر ، هذا أمثلها ، ولا تصح .والسفرجل بارد يابس ، ويختلف في ذلك باختلاف طعمه ، وكله بارد قابض ، جيد للمعدة ، والحلو منه أقل برودة ويبساً ، وأميل إلى الإعتدال ، والحامض أشد قبضاً ويبساً وبرودة ، وكله يسكن العطس والقئ ، ويدر البول ، ويعقل الطبع ،وينفع من قرحة الأمعاء ،ونفث الدم ،والهيضة ،وينفع من الغثيان ،ويمنع من تصاعد الأبخرة إذا استعمل بعد الطعام ، وحراقة أغصانه وورقه المغسولة كالتوتياء في فعلها .
وهو قبل الطعام يقبض ، وبعده يلين الطبع ، ويسرع بانحدار الثفل ، والإكثار منه مضر بالعصب ، مولد للقولنج ، ويطفئ المرة الصفراء المتولدة في المعدة .وإن شوي كان أقل لخشونته ، وأخف ، وإذا قور وسطه ، ونزع حبه ، وجعل فيه العسل ، وطين جرمه بالعجين ، وأودع الرماد الحار ، نفع نفعاً حسناً .وأجود ما أكل مشوياً أو مطبوخاً بالعسل ، وحبه ينفع من خشونة الحلق ، وقصبة الرئة ، وكثير من الأمراض ، ودهنه يمنع العرق ، ويقوي المعدة ، والمربى منه يقوي المعدة والكبد ، ويشد القلب ، ويطيب النفس .ومعنى تجم الفؤاد : تريحه . وقيل : تفتحه وتوسعه ، من جمام الماء ، وهو اتساعه وكثرته ، والطخاء للقلب مثل الغيم على السماء. قال أبو عبيد : الطخاء ثقل وغشي ، تقول : ما في السماء طخاء ، أي : سحاب وظلمة .
--------------------------------------------------------------------------------

سواك :في الصحيحين عنه r : " لو لا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " .وفيهما : أنه r ، كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك .وفي صحيح البخاري تعليقاً عنه r : " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " .وفي صحيح مسلم : أنه r كان إذا دخل بيته ، بدأ بالسواك .والأحاديث فيه كثيرة ، وصح عنه من حديث أنه استاك عند موته بسواك عبد الرحمن بن أبي بكر ، وصح عنه أنه قال : " أكثرت عليكم في السواك " .وأصلح ما اتخذ السواك من خشب الأراك ونحوه ، ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرة مجهولة ، فربما كانت سماً ، وينبغي القصد في استعماله ، فإن بالغ فيه ، فربما أذهب طلاوة الأسنان وصقالتها ، وهيأها لقبول الأبخرة المتصاعدة من المعدة والأوساخ ، ومتى استعمل باعتدال ، جلا الأسنان ، وقوى العمود ، وأطلق اللسان ، ومنع الحفر ، وطيب النكهة ، ونقى الدماغ وشهى الطعام .وأجود ما استعمل مبلولاً بماء الورد ، ومن أنفعه أصول الجوز ، قال صاحب التيسير : زعموا أنه إذا استاك به المستاك كل خامس من الأيام ، نقى الرأس ، وصفى الحواس ، وأحد الذهن .وفي السواك عدة منافع : يطيب الفم ، ويشد اللثة ، ويقطع البلغم ، ويجلو البصر ، ويذهب بالحفر ، ويصح المعدة ، ويصفي الصوت ، ويعين على هضم الطعام ، ويسهل مجاري الكلام ، وينشط للقراءة ، والذكر والصلاة ، ويطرد النوم ، ويرضي الرب ، ويعجب الملائكة ، ويكثر الحسنات ويستحب كل وقت ، ويتأكد عند الصلاة والوضوء ، والإنتباه من النوم ، وتغيير رائحة الفم ، ويستحب للمفطر والصائم في كل وقت لعموم الأحاديث فيه ، ولحاجة الصائم إليه ، ولأنه مرضاة للرب ، ومرضاته مطلوبة في الصوم أشد من طلبها في الفطر ، ولأنه مطهرة للفم ، والطهور للصائم من أفضل أعماله وفي السنن : عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه ، قال :رأيت رسول الله r ما لا أحصي يستاك ،وهو صائم وقال البخاري:قال ابن عمر : يستاك أول النهار وآخره .وأجمع الناس على أن الصائم يتمضمض وجوباً واستحباباً ، والمضمضة أبلغ من السواك ، وليس لله غرض في التقرب إليه بالرائحة الكريهة ، ولا هي من جنس ما شرع التعبد به ، وإنما ذكر طيب الخلوف عند الله يوم القيامة حثاً منه على الصوم ، لا حثاً على إبقاء الرائحة ، بل الصائم أحوج إلى السواك من المفطر .وأيضاً فإن رضوان الله أكبر من استطابته لخلوف فم الصائم .وأيضاً فإن محبته للسواك أعظم من محبته لبقاء خلوف فم الصائم .وأيضاً فإن السواك لا يمنع طيب الخلوف الذي يزيله السواك عند الله يوم القيامة ، بل يأتي الصائم يوم القيامة ، وخلوف فمه أطيب من المسك علامة على صيامه ، ولو أزاله بالسواك ، كما أن الجريح يأتي يوم القيامة ، ولون دم جرحه لون الدم ، وريحه ريح المسك ، وهو مأمور بإزالته في الدنيا .وأيضاً فإن الخلوف لا يزول بالسواك ، فإن سببه قائم ، وهو خلو المعدة عن الطعام ، وإنما يزول أثره ، وهو المنعقد على الأسنان واللثة .وأيضاً فإن النبي r علم أمته ما يستحب لهم في الصيام ، وما يكره لهم ، ولم يجعل السواك من القسم المكروه ، وهو يعلم أنهم يفعلونه ، وقد حضهم عليه بأبلغ ألفاظ العموم والشمول ، وهم يشاهدونه يستاك وهو صائم مراراً كثيرة تفوت الإحصاء ، ويعلم أنهم يقتدون به ، ولم يقل لهم يوماً من الدهر : لا تستاكوا بعد الزوال ، وتأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع ، والله أعلم .
--------------------------------------------------------------------------------
سمن :روى محمد بن جرير الطبري بإسناده ، من حديث صهيب يرفعه : " عليكم بألبان البقر ، فإنها شفاء ، وسمنها دواء ، ولحومها داء " رواه عن أحمد بن الحسن الترمذي ، حدثنا محمد بن موسى النسائي ، حدثنا دفاع بن دغفل السدوسي ، عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب ، عن أبيه عن جده ، ولا يثبت ما في هذا الإسناد .والسمن حار رطب في الأولى ، وفيه جلاء يسير ، ولطافة وتفشية الأورام الحادثة من الأبدان الناعمة ، وهو أقوى من الزبد في الإنضاج والتليين ، وذكر جالينوس : أنه أبرأ به الأورام الحادثة في الأذن ، وفي الأرنبة ، وإذا دلك به موضع الأسنان ، نبتت سريعاً ، وإذا خلط مع عسل ولوز مر ، جلا ما في الصدر والرئة ، والكيموسات الغليظة اللزجة ، إلا أنه ضار بالمعدة ، سيما إذا كان مزاج صاحبها بلغمياً .وأما سمن البقر والمعز ، فإنه إذا شرب مع العسل نفع من شرب السم القاتل ومن لدغ الحيات والعقارب ، وفي كتاب ابن السني ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لم يستشف الناس بشئ أفضل من السمن .
--------------------------------------------------------------------------------
سمك :روى الإمام أحمد بن حنبل ، وابن ماجه في سننه : من حديث عبد الله بن عمر ، عن النبي r أنه قال : " أحلت لنا ميتتان ودمان : السمك والجراد ، والكبد والطحال " .
أصناف السمك كثيرة ، وأجوده ما لذ طعمه ، وطاب ريحه ، وتوسط مقداره ، وكان رقيق القشر ، ولم يكن صلب اللحم ولا يابسه ، وكان في ماء عذب حار على الحصباء ، ويغتذي بالنبات لا الأقذار ، وأصلح أماكنه ما كان في نهر جيد الماء ، وكان يأوي إلى الأماكن الصخرية ، ثم الرملية ، والمياه الجارية العذبة التي لا قذر فيها ، ولا حمأة ، الكثيرة الإضطراب والتموج ، المكشوفة للشمس والرياح .والسمك البحري فاضل ، محمود ، لطيف ، والطري منه بارد رطب ، عسر الإنهضام ، يولد بلغماً كثيراً ، إلا البحري وما جرى مجراه، فانه يولد خلطاً محموداً ، وهو يخصب البدن ، ويزيد في المني ، ويصلح الأمزجة الحارة .وأما المالح ، فأجوده ما كان قريب العهد بالتملح ، وهو حار يابس ، وكلما تقادم عهده ازداد حره ويبسه ، والسلور منه كثير اللزوجة ، ويسمى الجري ، واليهود لا تأكله ، وإذا أكل طرياً ، كان مليناً للبطن ، وإذا ملح وعتق وأكل ، صفى قصبة الرئة، وجود الصوت ، وإذا دق ووضع من خارج ، أخرج السلى والفضول من عمق البدن من طريق أن له قوة جاذبة .وماء ملح الجري المالح إذا جلس فيه من كانت به قرحة الأمعاء في ابتداء العلة ، وافقه بجذبه المواد إلى ظاهر البدن ، واذا احتقن به ، أبرأ من عرق النسا .وأبرد ما في السمك ما قرب من مؤخرها ، والطري السمين منه يخصب البدن لحمه وودكه . وفي الصحيحين : من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : بعثنا النبي r في ثلاثمائة راكب ، وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح ، فأتينا الساحل ، فأصابنا جوع شديد ، حتى أكلنا الخبط ، فألقى لنا البحر حوتاً يقال لها : عنبر ، فأكلنا منه نصف شهر ، وائتدمنا بودكه حتى ثابت أجسامنا ، فأخذ أبو جميدة ضلعاً من أضلاعه ، وحمل رجلاً على بعيره ، ونصبه ، فمر تحته .

--------------------------------------------------------------------------------
سلق :روى الترمذي وأبو داود ، عن أم المنذر ، قالت : " دخل علي رسول الله r ومعه علي رضي الله عنه، ولنا دوال معلقة ، قالت : فجعل رسول الله r يأكل وعلي معه يأكل ، فقال رسول الله r : مه يا علي فإنك ناقه ، قالت : فجعلت لهم سلقاً وشعيراً ، فقال النبي r : يا علي فأصب من هذا ، فإنه أوفق لك " . قال الترمذي : حديث حسن غريب .السلق حار يابس في الأولى ، وقيل : رطب فيها ، وقيل : مركب منهما ، وفيه برودة ملطفة ، وتحليل . وتفتيح ، وفي الأسود منه قبض ونفع من داء الثعلب ، والكلف ، والحزاز ، والثآليل إذا طلي بمائه ، ويقتل القمل ، ويطلى به القوباء مع العسل ، ويفتح سدد الكبد والطحال ، وأسوده يعقل البطن ، ولا سيما مع العدس ، وهما رديئان . والأبيض : يلين مع العدس ، ويحقن بمائه للإسهال ، وينفع من القولنج مع المري والتوابل ، وهو قليل الغذاء ، رديء الكيموس ، يحرق الدم ، ويصلحه الخل والخردل ، والإكثار منه يولد القبض والنفخ .

 

► Mr.Rami ◄

القائم
طاقم الإدارة

إنضم
Jun 23, 2008
المشاركات
4,718
مستوى التفاعل
114
المطرح
In Your Eyes
رسايل :

جن الهوى وراماني , طيرني أنا وياك , قلبك بعدو بيهواني , وقلبي بعدو بيهواك

بصراحة لسا ماقرأتو كلو بس أكيد لي عودة شكرا ألك مارد
 

إنضم
Dec 19, 2008
المشاركات
7,822
مستوى التفاعل
15
المطرح
في احلامي
حتى انا ماكمتلوا بدو شي 100يوووووم

ههههههههههههههههه

بس شكلوا حلو كتيير

يسلمو خيو
 

المستشـــار

أدميرال

إنضم
Aug 21, 2008
المشاركات
10,962
مستوى التفاعل
82
المطرح
Riyadh
" بيت لا تمر فيه جياع أهله" صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم :24::24::24:


فعلا جميعه كلام جميل ومفيد واعترف اني ستفدت

جدا


الله يجزيك الف خير :24::24::24::24::24::24:
 

المارد

بيلساني عميد

إنضم
Dec 3, 2008
المشاركات
3,270
مستوى التفاعل
34
المطرح
سوريا
السلام عليكم طويلة شوية الله يجزاكم الف خير
 

§ أبو المر §

بيلساني فعال

إنضم
Jun 28, 2008
المشاركات
110
مستوى التفاعل
87
المطرح
مع احلى قمر بلبلد
إذا أعجبك موضوع من المواضيع فلا تقل شكـراً ... بل قل الآتـي


اللهم اغفر له ولوالديه ماتقدم من ذنبهم وما تأخر..
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..
و أدخلهم الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين ..
واجعل دعاءهم مستجاب في الدنيا والآخرة ..
اللـهم آميـن

يعطيك ألف عافية المارد

تحياتي :24:

:8::8::8::8::8::8::8::8::8:
:8::8::8::8::8::8::8::8:
 

المارد

بيلساني عميد

إنضم
Dec 3, 2008
المشاركات
3,270
مستوى التفاعل
34
المطرح
سوريا
السلام عليكم الله يعافيك ابو المر يسلمووووووووو
 
أعلى