المعلمون


إنضم
Oct 8, 2008
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
:24:المعلمون
المعلم أنبل كلمة تقال و أجمل لحن يرن في الأذان هم ملائكة تسير على الأرض من دون جناح .هم نور الأرض وبهجتها و رحيق العسل الصافي الذي لا يشوبه شائبة وأينما وصف أفاد .:25:
كان المعلمون نجوم في ظلام الجهل نهتدي بهم لطريق المعرفة و العلم .كان المعلمون شمعة تحترق لتضيء لنا الأرض وكان طلاب العلم فراشات هذا العالم يغريها نور العلم و طلب المعرفة لتظل تغترف منه وتقترب حتى تحترق بنوره .
وهنا نلاحظ الجانب الذي لا يراه معلموه هذه الأيام فهم يروا فقط أن المعلم هو الذي يدفع حياته ثمنا لهذا العلم و لا يلاحظ أن الطلاب هم أيضا يدفعون نفس الثمن ولكن إن كان الاحتراق ثمناً للعلم فيا مرحباً به.
ومثل هذه النماذج و الصفات التي ذكرناها سابقاً لا نجد منها الآن فمن الملاحظ وجود سلالات جديدة من المعلمين لم يتناقلوا هذه الصفات بالوراثة ولا حتى حاولوا أن يجعلوها من الصفات المكتسبة
ولكننا إذا عممنا هذا الكلام نظلم فئة صغيرة جداً لا ترى بالعين المجردة لكنهم هنا .
فمع دخول عصر العولمة و عصر التكنولوجيا و الاختراعات والآلات أصبح المعلم شيئاً آخر و ليس له مثيل فقد أصبح عصبياً مشمئزاً في أغلب الأوقات حيراناً لا يعرف سؤال من جواب يرتابه فزع من سؤال أحد الطلاب له فتتملكه الحيرة لدقائق وهو مقطب الحاجبين للطلاب مما يجعل الطالب المسكين يكتفي بالسؤال دون الجواب فالجواب" و كما قلنا أننا في العصر الواحد والعشرون" وصل إليه عن طريق إيماءات خاصة من الأستاذ إلى الطالب دون أن يحركا ساكناً !.نرى أن المعلمين في هذا العصر لم يرتاحوا بهذا الواقع فمنهم من يتخيل نفسه داخل قصة غرامية وآخر داخل قصة كوميدية وآخر يرى نفسه أسطورة من أساطير الرومان .
وسنأتي بالتفصيل على كل واحد منهم :
أما الذي ينقى له الجو ويدخل في قصة غرامية رومانسية يتخيل نفسه أنه روميوا وأن الطالبات هم المعجبون به وأنه عليه أن يختار بين هذه وتلك ويتمايل في الحدائق الغناء ولا يسمع إلا صوت العصافير الجميلة وإذا حالفه الحظ ووجد محبوبته بين أولئك المعجبات وعاشا قصة غرامية في حدائق الجامعات أو في المقاصف التي تقصف العمر ,أما إذا لم يحالفه الحظ والتي وقعت عينه عليها رفضته جعل من الحكاية تراجيديا يملؤها اليأس و الحزن والألم والبكاء والوقوف على الأطلال وربما على المقاعد ؟!!
وإذا كان أستاذنا القدير لماعا ذكيا في حل مشكلات الطلاب وقضاياهم جعل من نفسه المحقق كونان ويبدأ في حل المشكلات و اكتشاف الأخطاء هذا أولاً ثم تنتقل به حالته النفسية إلى زج نفسه في الصراع فيقع في مشدات كلامية هو وزملائه وتكون النتيجة معروفة هي الكره المتبدل أما إذا وقع ما هو أخطر من ذلك فيكون مع طلابه حيث يكون هو المنتصر في النهاية .
تبدأ المحاضرة و يأتي أحد المتأخرين أو يتكلم أحد المشاغبين بجملة عادية وربما جاءت عفوية و مضحكة وفي الحين يكون المحظور قد وقع فتجد الأستاذ أو المحاضر تغير لونه وصدرت شرارات من عيونه تنذر ببدء وقوع المصيبة وما هي إلا لحظات والأمطار تنهمر عليك بوابل من الشتائم المنمقة والدعوات المخيفة وماهي إلا لحظات
حتى تجد نفسك خارج القاعة واسمك قد شطب من الحضور أما عن ترفيع المادة [فسوف ترفعها بعد عمر طويل ].
وتدور الأيام ويتوقف تخرجك على هذه المادة التي إن منعك من دخولها أخذت صفر وإذا دخلت وكتبت بمائة علامة جاءت نتيجتك 49 راسب وتظل على هذه الحال أكثر من دورة ,حتى تفقد الأمل ويشفى صدر الأستاذ منك ولكن الوقت يكون قد فات لن مشروعك للتخرج هو عامود للمشنقة تنشئه في وسط الجامعة وتدلي عليه حبل سميك يتناسب طبعاً مع وزنك وحجم رأسك وتجري عليه تجربة السقوط الحر وذلك إيماناً منك بتطبيق النظريات التي تعلمتها .
وما هي إلا دقائق ويكون الحبل قد تدلى وأنت متدل معه وعلى صدرك مكتوب 49
عندها فقط تتخرج من الجامعة ولكن ليس إلى سوق العمل بل تتخرج على الأكف إلى مقبرة الأحزان والألم .
أما عن الأستاذ الذي يرى نفسه أسطورة الزمان فهو أرسطو أو أفلاطون أو ربما سقراط وقاعدته الذهبية ومدينته الفاضلة تقول أن الأستاذ مرفع عن كل الأخطاء وان قلبه من أصفى القلوب وخالية من الآثام وان رأيه هو الصواب وغير ذلك هو كفر أو فسوق أو عصيان وان مناقشته حرام وسؤاله يا لطيف يا رحمن وانه لا يوجد في كل الأزمان طالب تفوق على أستاذ (فما هذا الكلام؟!).
وأيضا هذه بعض أنواع الأساتذة التي قد ترى منها العجب العجاب
فمنهم من تراهم وهم يصححون الأوراق يلعبون بأحجار النرد فإذا كان الحظ جيدا كانت العلامة66واما إذا كان عاثرا كانت11 وهكذا هو الرسوب و النجاح و العلمات ومنهم من يحبون الرياضيات و التناسب الطردي فيقولون مثلا :
لكل1 علامة ----ليرة
لكل60 علامة ----ليرة ويقبضون سعر العلامات ؛ هكذا هي حياة الجامعات قصص غريبة وأقوال عجيبة يقف من ها شعر الرأس وتمضي السنون والأيام ليتخرج جيل معه من العقد النفسية و الجسمية ما يكفي ليعقد الجيل الذي يليه .
:19::19::19: :19: :19: :19: :19: :19: :19: :19::19::19:
:21::21::21::21::21::21::21::21::21:
 

إنضم
Oct 3, 2008
المشاركات
6,719
مستوى التفاعل
69
المطرح
دمشق باب توما
يعطيك العافية

موضوع رائع برافو عليك مع ~أنو شوي طويل
 

The Hero

الأســــــــــــــطورة

إنضم
Jun 29, 2008
المشاركات
20,104
مستوى التفاعل
69
المطرح
في ضحكة عيون حبيبي
رسايل :

شكرًا للأشواك علَّمتني الكثيرَ

:16::16::16: بس يمكن مالو علاقة بالشعر :22:

يسلمو :24:
 

7asson-kfoory

بيلساني مجند

إنضم
Sep 6, 2008
المشاركات
1,018
مستوى التفاعل
8
المطرح
حلب - أم المحاشي و الكبب -
الله يعطيك العافية ... موضوع حلو

لما شفت العنوان حسبتك كاتب قصيدة للمعلمين ..... :24:
 

آلبتول

أدميرال

إنضم
Jul 5, 2008
المشاركات
10,067
مستوى التفاعل
172
المطرح
من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
رسايل :

قد أكون ... فراشة تحلق في السماء ولكن في الحقيقة ... ألسع كالنحلة!

لي عودة لتمعن كلماتها في صفاء ذهن :24:
 
أعلى