النحو والأعراب الجزء السادس أسلوب الشرط 1

The Hero

الأســــــــــــــطورة

إنضم
Jun 29, 2008
المشاركات
20,104
مستوى التفاعل
69
المطرح
في ضحكة عيون حبيبي
رسايل :

شكرًا للأشواك علَّمتني الكثيرَ

أدوات الشرط غير الجازمة




تطلق تسمية أدوات الشرط غير الجازمة على تلك الأدوات الشرطية التي لا تؤثر جزما على الفعل المضارع ، إلا أن المعنى التعليقي موجود في هذه الأدوات .

نحو قوله تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين }1 .

وقوله تعالى : { ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم }2 .

وقوله تعالى : { فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين }3 .

أنواعها : ـ

تنقسم أدوات الشرط غير الجازمة إلى نوعين :

1 ـ أدوات شرط امتناعية . 2 ـ أدوات شرط غير امتناعية .

أولا ـ أدوات الشرط الامتناعية وهي : ـ

لو ، لولا ، لوما .

المقصود من الامتناع أن الربط بين جملتي الشرط والجواب ، يكون ربطا سلبيا .

فالتعليق لم يكن لتوقف وجود الجواب على وجود الشرط ، وإنما لأن الربط بين الشرط والجواب يقوم على انعدام الجواب لانعدام الشرط ، كما هو الحال في " لو " ، وقد يكون انعدام الجواب لوجود الشرط كما هو الحال في " لولا " ، و " لوما " ، وذلك يعني أن الامتناع قد يكون للجواب والشرط معا كما في " لو " ، وقد يكون الامتناع للجواب دون الشرط كما في " لولا " ، و " لوما " .

وهذه أمثلة وشواهد مفصلة على ذلك : ــ

* لو : حرف شرط غير جازم يربط بين جملتي الشرط ، والجواب ، ويفيد امتناع لامتناع . أي : امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وهو للتعليق في الزمن الماضي ،

ـــــــــــــــــــــــ

1 ــ 15 القلم . 2 ــ 65 يوسف .

3 ــ 67 القصص .

ويقترن جوابه بـ " اللام " مطلقا ، إذا كان ماضيا متبثا ، ويتجرد منها إذا كان منفيا .

نحو : لو درست جيدا لنجحت في الامتحان . ولو بكرت في الحضور ما عاقبناك .

ومنه قوله تعالى : { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا }1 .

وقوله تعالى : { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض }2 .

وقوله تعالى : { لو شاء ربك لأنزل ملائكة }3 .

وقوله تعالى : { لو شاء الله ما تلوته عليكم }4 .

وقوله تعالى : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة }5 .

وقوله تعالى : { لو شاء الله ما أشركنا }6 .

وقد جاز اقتران جواب لو ، ولولا المنفي باللام في الشعر . كقول الشاعر :

لولا رجاء الظالمين لما أبقت نواهم لنا روحا ولا جسدا

وتأتي " لو " الشرطية بمعنى " إن " الشرطية ، ولكنها غير جازمة ، فيليها فعل مضارع دال على الاستقبال .

كقوله تعالى : { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية }7 .

أو ماض فتصرفه إلى الاستقبال .

نحو قوله تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين }8 .

ــ الأصل في لو الشرطية أن يأتي بعدها فعل ، غير أنه قد يليها اسم فيكون فاعلا لفعل محذوف . نحو : لو محمد سيسافر لأخبرتك .

ومنه قول الغطمش الظبي :

أخلاي لو غير الحما أصابكم عتبت ولكن ما على الدهر معتب

ـــــــــــــــــــ

1 ــ 31 الحشر . 2 ــ 27 الشورى .

3 ــ 24 المؤمنون . 4 ــ 16 يونس .

5 ــ 61 النحل . 6 ــ 148 الأنعام .

7 ــ 8 النساء . 8 ــ 17 يوسف .

أما إذا وليها ضمير فيعرب توكيدا للفاعل المستتر في الفعل المحذوف الذي يفسره ما بعده لأن ضمير المخاطب لا يجوز إظهاره .

نحو : قوله تعالى : { لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } 1 .

وفي مجيء الاسم بعد لو خلاف ، لأن بعض النحويين يقول لا يلي " لو " الشرطية إلا فعل ظاهر ، ومجيء الفعل مضمرا بعدها ضرورة شعرية كما في البيت السابق .

ولكننا نؤكد على أن انفصال الضمير عن الفعل المحذوف في الآية السابقة يعمم ذلك .

ــ وقد تأتي " أن " المشبهة بالفعل بعد " لو " وللنحاة في إعرابها وجوه .

أعربها سيبويه : في محل رفع مبتدأ حذف خبره .

نحو قوله تعالى : { ولو أنهم صبروا }2 .

وقوله تعالى : { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام }3 .

ومنه قول تميم بن أبي بن مقبل :

ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر تنبو الحوادث عنه وهو ملموم

وأعربها الكوفيون وكثير من النحاة في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره :

ثبت ، أو حصل ، أو استقر ، وهذا هو الأفصح ، والله أعلم .

* لولا : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط .

أي : امتناع لوجود ، وهي مركبة من " لو " و " لا " الزائدة ، ويليها دائما اسم مرفوع يعرب مبتدأ ، وخبره محذوف وجوبا ، ويقترن جوابها باللام كثيرا إذا كان ماضيا مثبتا ، ويتجرد منها إذا كان منفيا .

نحو : لولا الله لوقع حادث أليم ، و: لولا والدك ما حضرت .

ومنه قوله تعالى : { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض }4 .

وقوله تعالى : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }5 .

ـــــــــــــــــ

1 ــ 100 الإسراء . 2 ــ 5 الحجرات . 3 ــ 251 البقرة .

4 ــ 17 لقمان . 5 ــ 21 النور .



وقوله تعالى : { ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين }1 .

وقوله تعالى : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا }2 .

وقد يتجرد جوابها من اللام . كقول أبي العطاء السندي :
لولا أبوك ولولا قبله عمر ألقت إليك معد بالمقاليد


* لوما ـ حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط .

أي : امتناع لوجود ، وهي مركبة من " لو " ، و " ما " الزائدة .

نحو : لوما الكتابة لضاع معظم العلوم . ونحو : لوما الشوق لم أكتب إليك .

ومنه قول الشاعر :

لوما الإصاخة للوشاة لكان لي من بعد سخطك في رضاك رجاء



ثانيا ــ أدوات الشرط غير الامتناعية :

أما النوع الثاني من أدوات الشرط غير الجازمة ، فيطلق عليه أدوات الشرط غير الامتناعية ، أي : أن الشرط في هذا المقام لا يفيد الامتناع كما هو الحال في " لو " وأخواتها ، وإنما يفيد مجرد التعليق ، والربط بين جملتي الشرط والجواب ، مثله تماما مثل أدوات الشرط الجازمة .


وأدوات الشرط غير الجازمة الامتناعية هي : ـ


إذا ، أمَّا ، لمَّا ، كلَّما . وإليكها بالتفصيل .

* إذا : أداة شرط غير جازمة لما يستقبل من الزمان ، تفيد الربط بين جملة الشرط ، وجوابه ، ولا يليها إلا الفعل ظاهرا ، أو مقدرا .

فمثال مجيء الفعل بعدها ظاهرا قولهم : إذا حضر الماء بطل التيمم .

ومنه قوله تعالى : { إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور }3 .

وقوله تعالى : { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنك لرسول }4 .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

1 ــ 57 الصافات . 2 ــ 64 البقرة .

3 ــ 7 الملك . 4 ــ 1 المنافقون .

وقوله تعالى : { إذا رأيتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا } 1 .

ومثال مجيئه مقدرا :

قول الشاعر :

إذا المرء لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا

ومنه قول أبي فراس الحمداني :

إذا الليل أضواني بسطت له يد الهوى وأذللت دمعا من خلائقه الكبر

ومنه قول المتنبي :

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

ومنه قول بشار بن برد :

إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ضمئت وأي الناس تصفو مشاربه وعندما يجيء الفعل بعد إذا مقدرا يلها اسم ظاهر ، أو ضمير ، كما في الأبيات السابقة ، وعندئذ يعرب الاسم ، أو الضمير فاعلا لفعل محذوف يفسره الفعل الظاهر ، وقد استحسن النحاة هذا الوجه . وقد أجاز سيبويه إعراب الاسم ، أو الضمير الواقع بعد " إذا " مبتدأ ، إذا كان الخبر فعلا ، وأجاز الأخفش ، وابن مالك وقوع المبتدأ بعدها بلا شرط .



* أمَّا : أداة شرط غير جازمة ، تفيد تفصيل الجمل وتوكيدها ، وتطلب جوابا لنيابتها عن أداة الشرط " مهما " وفعلها ، وتلزم الفاء جوابها ، ولا يليها إلا الاسم سواء أكان مبتدأ ، نحو : أما عليٌّ فمجتد ، وأما أحمدُ فمؤدب .

ومنه قوله تعالى : { وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر }2 .

وقوله تعالى : { أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب }3 .

ـــــــــــــــــــــ

1 ــ 12 الفرقان . 2 ــ 79 الكهف .

3 ــ 41 يوسف .



وقوله تعالى : { وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين }1 .

ــ أو خبرا نحو : أمَّا حاضر فمحمد .

ــ أو مفعولا به تقدم على فعله . نحو : أما المجتهد فيكافأ ، وأما ألمهمل فيعاقب .

ومنه قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر }2 .

ــ أو جارا ومجرورا . نحو : أما لفعل الخير فنعم ، وأما لغيره فلا أفعل .

ومنه قوله تعالى : { وأما بنعمة ربك فحدث }3 .

* لمَّا : أداة شرط غير جازمة تفيد التعليق ، وتختص بالدخول على الأفعال الماضية ، مبنية على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية بمعنى " حين " .

نحو : لما حضرت والدي الوفاة أوصاني بتقوى الله .

ونه قوله تعالى : { فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه }4 .

وقوله تعالى : { فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما }5 .

وقوله تعالى : { فلما أخذتهم الرجفة قال ربِّ لو شئت أهلكتهم }6 .



* كلما : أداة شرط غير جازمة ، مركبة من " كل " ، و " ما " المصدرية ، نائبة عن الظرف الزماني في محل نصب ، تفيد التكرار ، ولا يليها إلا الماضي شرطا وجوابا ، والعامل فيها جوابها .

نحو : كلما سألني المعلم أجبته على سؤاله .

ومنه قوله تعالى : { كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها }7 .

وقوله تعالى : { كلما خبت زدناهم سعيرا }8 .

ـــــــــــــــــــــــ

1 ــ 80 الكهف . 2 ــ 9 ، 10 الضحى .

3 ــ 11 الضحى . 4 ــ 70 يوسف .

5 ــ 190 الأعراف . 6 ــ 155 الأعراف .

7 ــ 8 الملك . 8 ــ 97 الإسراء .


وقوله{ كلما جاء أمة رسولها كذبوه }1


ومنه قول المتنبي :

كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنت السبيل



جواز ووجوب الحذف في فعل الشرط وجوابه

أولا ـ جواز حذف فعل الشرط :

يجوز حذف فعل الشرط في المواضع التالية : ـ

1 ـ إذا وقع بعد " إن " المدغمة بـ " لا " النافية .

نحو : قل خيرا وإلا فاصمت .

والتقدير : قل خيرا وإن لا تقل فاصمت .

ومنه قول الشاعر :

فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام

والتقدير : وإن لا تطلقها يعل ... إلخ .

2 ـ يجوز حذف فعل الشرط وأداته إذا دل عليه دليل ، والدليل هو سياق الآيات الكريمة . كقوله تعالى : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم }2 .

والتقدير : إن افتخرتم ( أو ما في معناه ) بقتلهم فلم تقتلوهم ، وقوله : " ولكن الله قتلهم " يستدل به على المحذوف .

وقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } 3 .

فالجواب في الآية السابقة : يحببكم الله ، وحذف الشرط مع الأداة ، والتقدير : فإن تتبعوني . والدليل قوله : " فاتبعوني " المذكورة في الآية .

3 ـ ويجوز حذف الشرط بدون الأداة إذا وقع بعد " من " المتلوة بـ " لا " النافية .

نحو : من أكرمك فأكرمه ومن لا فدعه . والتقدير : ومن لا يكرمك فدعه .

ــــــــــــــــــــــــــــ

1 ــ 44 المؤمنون . 2 ــ 17 الأنفال .

3 ــ 31 الأعراف .



ثانيا ــ جواز حذف جواب الشرط .

يجوز حذف جواب الشرط إذا وجد ما يحل محله ويدل عليه .

نحو قوله تعالى :

{ فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فأتيهم بآية }1 .

والتقدير : فابتغ ، أو افعل .

ومنه قوله تعالى : { كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }2 .

الجواب محذوف ، والتقدير : لارتعدتم . وقد دل عليه قوله تعالى : لترون الجحيم .

وقوله تعالى : { أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة }3 .

حذف جواب الشرط في أسلوب الشرط الثاني من الجزء الثاني من الآية وهو قوله : { ولو كنتم في بروج مشيدة } .

والتقدير : يدركم الموت ، ودل عليه جواب الشرط في : قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركم الموت } .

فكان حذف جواب الشرط في الجزء الثاني من الآية لدلالة جواب الشرط في الجزء الأول من الآية عليه .



ثالثا ـ وجوب حذف جواب الشرط :

يجب حذف جواب الشرط في المواضع التالية : ـ

1 ـ إذا كان جواب الشرط ماضيا واكتنفه ما يدل على الجواب المحذوف .

نحو : أنت ـ إن كتبت الدرس ـ مجتهد .

التقدير : إن كتبت الدرس فأنت مجتهد .

فوجب حذف جواب الشرط لدلالة الضمير المنفصل " أنت " عليه ، ولكونه جاء سابقا لفعل الشرط الدال على الزمن الماضي .

2 ـ إذا تقدم جواب الشرط قسم دال عليه .

ــــــــــــــــــــــ

1 ــ 35 الأنعام . 2 ــ 5 ، 6 التكاثر .

3 ــ 78 النساء .



نحو قوله تعالى :

{ ولئن اتببعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين }1 .

تم حذف جواب الشرط من الآية ، لأن القسم أحق بالجواب منه ، فالقسم إذا سبق الشرط كان الجواب له دون الشرط ، لأن جواب الشرط خبر يجوز فيه التصديق ، والتكذيب ، في حين جواب القسم لا يحتمل إلا الصدق ، لذلك كان أولى من الشرط بالجواب . والتقدير : إن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين . فيكون حينئذ الجواب للشرط .

والدليل على أن الآية قد سبق فيها القسم الشرط ، أن اللام المتصلة بأداة الشرط لام القسم الموطئة له ، والتقدير : والله لئن اتبعت ... الآية .

3 ـ يجب حذف جواب الشرط ، إذا كان فعل الشرط ماضيا ، وتقدم ما يدل على الجواب المحذوف . نحو : أنت تستحق الجائزة إن تفوقت .

والتقدير : إن تفوقت فأنت تستحق الجائزة .

فحذف الجواب لوجود القرينة الدالة عليه ، والتي سبقت فعل الشرط الماضي الزمن .

ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي قتادة الحارث بن ربعي عن الرسول الكريم ... الحديث " أن رجلا قال يا رسول الله أ رأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟ فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر " . والتقدير : أكفر عنك خطاياك .



* جواز حذف فعل الشرط وجواب الشرط معا : ـ

يجوز حذف فعل الشرط وجوابه معا ، وإبقاء الأداة فقط إذا دل عليه دليل .

نحو : من ساعدك فساعده وإلا فلا . فقد حذف فعل الشرط وجوابه .

ــــــــــــــــ

1 ــ 37 الرعد .



والتقدير : وإن لم يساعدك فلا تساعده .

ومنه قول الشاعر :

قالت بنات العم يا سلمى وإن كانــــ فقيرا معدما ، قالت : وإن

الشاهد قوله : وإن كان فقيرا معدما ارتضي به . فانحذف الفعل والجواب معا .



* اجتماع الشرط والقسم في جملة واحدة : ــ

1 ـ إذا تقدم الشرط على القسم في جملة واحدة ، فالجواب للشرط من باب أولى ، وهذا هو الصحيح . نحو : إن تحضر إلينا ـ والله ـ نكرمك .

فالجواب : نكرمك ، يكون للشرط مجزوما .

2 ـ ويكون الجواب للشرط إذا تأخر عن القسم ، ولكن تقدم عليها مبتدأ ، يكون الشرط والقسم خبرا له . نحو : أنت والله إن تجتهد تتفوق .

فالجواب : تتفوق ، جاء جوابا للشرط رغم تقدم القسم عليه ، والدليل على مجيئه جوابا للشرط جزمه بأداة الشرط ، والعلة في مجيئه جوابا للشرط دون القسم تقدم المبتدأ " أنت " على القسم والشرط ، والجملة من القسم والشرط في محل رفع خبر .

ومنه : العلم والله إن أحسن استغلاله تسعد بثمرته البشرية .

3 ـ إذا تقدم القسم على الشرط ولم يسبقهما مبتدأ يخبر عنه بجملتي القسم والشرط معا كان الجواب للقسم . نحو : والله إن تدرس لتنجحن إن شاء الله .

الجواب : لتنجحن ، جاء جوابا للقسم دون الشرط ، والدليل اتصال الفعل بلام القسم ، وتوكيده بالنون ، ولو كان جوابا للشرط لكان مجزوما .

ومنه قوله تعالى : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن }1 .

الجواب : ليخرجن ، جاء جوابا للقسم دون الشرط ، والدليل : اتصاله بلام القسم ، وتوكيده بالنون .

ـــــــــــــــــ

1 ــ 53 النور .



وقوله تعالى : { قال تالله إن كدت لَتُردِين }1 .

وقوله تعالى : { وإذ تأذَّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم }2 .

وقوله تعالى : { قالوا لئن لم تنته يا نوح لنكونن من المرجومين }3 .



اقتران جواب الشرط بالفاء



ذكرنا سابقا أن الشرط هو تعليق لفعل الشرط ، وجملة جوابه ، كما يتوقف الجواب على الشرط ، وأن فعل الشرط أساس في وجود الجواب .

لذلك لا بد أن يتوفر في الجملة الشرطية ركنين أساسين هامين هما : فعل الشرط ، وجواب الشرط ، ولكل منهما صور قد تأتي مختلفة في الجملة الشرطية ، ولكن مع اختلاف الصور ينبغي أن يكون فيها الجواب بصورة خاصة صالحا لأن يكون جوابا للشرط .

وهذه الصور هي :

1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا ، وجوابه مضارعا .

نحو : من يدرس ينجح .

ومنه قوله تعالى : { ومن يغلل يأت بما غل }4 .

وقوله تعالى : { إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين }5 .

وقوله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به }6 .

2 ـ وقد يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا .

نحو قوله تعالى : { لو نشأ لجعلناه حطاما }7 .

ــــــــــــــــــــــــ

1 ــ 56 الصافات . 2 ــ 7 إبراهيم .

3 ــ 116 الشعراء . 4 ــ 161 آل عمران .

5 ــ 100 آل عمران . 6 ــ 123 النساء .

7 ــ 65 الواقعة .



وقوله تعالى : { فأينما تولوا فثم وجه الله }1 .

3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا .

نحو : إن ادخرتم ادخرتم لمستقبلكم .

ومنه قوله تعالى : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم }2 .

وقوله تعالى : { إن شاء جعل لكم خيرا }3 .

4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا .

نحو : حيثما أقمت تجد أصدقاء .

ومنه قوله تعالى : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه }4 .

وقوله تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم }5 .

يتضح من هذا العرض السريع لصور فعل الشرط وجوابه ، أن جواب الشرط ـ وهو موضع حديثنا ـ قد جاء أفعالا ، إما مضارعة ، وإما ماضية ، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط ، للأسباب الآتية : ـ

1 ـ إنها أفعال مشتقة غير جامدة .

2 ـ لم تكن أفعالا طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما .

3 ـ لم تكن أفعالا منفية بما ، أو لن .

4 ـ لم تكن أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح ، كالسين ، وسوف ، ولن .

5 ــ لم تكن جملا اسمية .

وبعد هذه التوطئة الضرورية نعود إلى موضوعنا الأساس ، وهو اقتران جواب الشرط بالفاء ، بعد أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط ، ومتى لا يكون صالحا له . وعندما لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون

ـــــــــــــــــــــــ

1 ــ 115 البقرة . 2 ــ 7 الإسراء .

3 ــ 10 الفرقان . 4 ــ 20 الشورى .

5 ــ 15 هود .



جوابا للشرط ، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي لم يرد ذكرها في لقائمة السابقة ، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في محل جزم بأداة الشرط الجازمة ، والفاء حرف يدل على السببية ، ووظيفتها الربط بين الشرط وجوابه .

وإليك أخي الدارس بعض الأمثلة والشواهد على اقتران جواب الشرط بالفاء : ـ

1 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط جملة اسمية .

نحو : إن تدرس فالنجاح حليفك .

ومنه قوله تعالى : { من يهد الله فهو المهتدي }1 .

وقوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله خير منها }2 .

وقوله تعالى : { وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون }3 .

وقوله تعالى : { إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل }4 .

وقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }5 .

ومنه قول الشاعر :

إن كان عادكمُ عيد فربَّ فتى بالشوق قد عاده من ذكركم حزن

الشاهد : فربَّ ، وقد دخلت الفاء عليها باعتبارها حرف شبيه بالزائد لا يدخل إلا على الأسماء .

2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد ، والفعل الجامد هو ما كان دائما على صورة الماضي ، فلا يؤخذ منه مضارع ، ولا أمر ، ومنه : نعم ، وبئس ، وعسى ، وليس . نحو : إن تحضر فنعم بحضورك .

ومنه قوله تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي }6 .

وقوله تعالى : { فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين }7 .

ــــــــــــــــــــــــــــ

1 ــ 178 الأعراف . 2 ــ 89 النمل .

3 ــ 39 الروم . 4 ــ 37 النحل .

5 ــ 186 الأعراف . 6 ــ 271 البقرة . 7 ــ 67 القصص .



وقوله تعالى : { فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا }1 .

وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء }2 .

3 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما .

نحو : متى تقرأ القرآن فاقرأه بتدبر .

ونحو : إن ترد الأجر فلا تهمل العمل .

ونحو : أيان نزرك فهل تكن موجودا ؟

ومنه قوله تعالى : { من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء }3 .

وقوله تعالى : { يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه }4 .

وقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني }5 .

وقوله تعالى : { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }6 .

وقوله تعالى : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول }7 .

ومثال النهي : من يتوانى عن فعل الخير فلا تنتظر له نجاحا .

ومنه قوله تعالى : { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني }8 .

ومثال الاستفهام : متى تسافر فهل تأخذ معك متاعا .

ومنه قوله تعالى : { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده }9 .

4 ـ إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها منفي بـ " ما ، أو لن ، أو لا " .

نحو : من يرد أن يتعرف على الدين فما يعوزه الدليل .
ــــــــــــــــــــــ


1 ــ 19 النساء . 2 ــ 28 آل عمران .

3 ــ 178 الأعراف . 4 ــ 41 المائدة .

5 ــ 31 آل عمران . 6 ــ 75 مريم .

7 ــ 59 النساء . 8 ــ 76 الكهف .

9 ــ 160 آل عمران .



ومنه قوله تعالى : { إن توليتم فما سألتكم من أجر }1 .

وقوله تعالى : { ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا }2 .

وقوله تعالى : { إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير }3 .

ونحو : من يعتذر فلن نقبل عذره .

ومنه قوله تعالى : { ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه }4 .

وقوله تعالى : { ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا }5 .

وقوله تعالى : { ومن يضلل فلن يجد له وليا مرشدا }6 .

وقوله تعالى : { إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم }7 .

ونحو : من يقصر فلا يلومنَّ إلا نفسه .

ومنه قوله تعالى : { من يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا }8 .

وقوله تعالى : { فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره }9 .

وقوله تعالى : { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }10 .

وقوله تعالى : { ومن كفر فلا يحزنك كفره }11 .

وقوله تعالى : { فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله }12 .

5 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية مسبوقة بـ " قد ، أو السين ، أو سوف " .

نحو : من يتفوق فقد يفوز بالجائزة .

ومنه قوله تعالى : { ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما }13 .

ــــــــــــــــــــــــــ

1 ــ 72 يونس . 2 ــ 80 النساء .

3 ــ 63 هود . 4 ــ 97 الإسراء .

5 ــ 144 آل عمران . 6 ــ 17 الكهف .

7 ــ 80 التوبة . 8 ــ 13 الجن .

9 ــ 230 البقرة .10 ــ 123 طه .

11 ــ 23 لقمان . 12 ــ 136 الأنفال .

13 ــ 48 النساء .



وقوله تعالى : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح }1 .

وقوله تعالى : { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما }2 .

وقوله تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله }3 .

ومثال السين : من يفعل الخير فسيجده عن الله .

ومنه قوله تعالى : { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما }4 .

وقوله تعالى : { فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا فسيدخلهم في رحمة من }5 .

ومثال سوف : متى تفز فسوف تنال جائزة .

ومنه قوله تعالى : { وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله }6 .

وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا }7 .

وقوله تعالى : { فإن استقر مكانه فسوف تراني }8 .

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ــ 19 الأنفال . 2 ــ 4 التحريم .

3 ــ 80 النساء . 4 ــ 10 الفتح .

5 ــ 175 النساء . 6 ــ 28 التوبة .

7 ــ 30 النساء . 8 ــ 143 الأعراف .



فوائد وتنبيهات : ـ

1 ـ يجب أن تكون جملة فعل الشرط جملة فعلية ، ولا يصح أن تكون غير ذلك .

نحو : من يفعلْ ... ، إن تدرسْ ... ، ما تعملْ ... ، متى تسافرْ ... أين تقمْ .

أما جملة جواب الشرط فالصحيح أن تكون فعلية ، ولكنها قد تأتي جملة اسمية ، وعندئذ لا تصلح أن تكون جوابا للشرط واقعا عليها عمل الأداة ، بل تكون الجملة والفاء المقترنة بها في محل جزم جواب الشرط ، وذلك كما مر معنا في مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء .

2 ـ إذا جاء فعل الشرط ، أو جوابه ماضيا فإن عمل أداة الشرط لا يقع عليه مباشرة كما هو الحال في جواب الشرط الجملة الاسمية ، ولكن عمل الأداة فيه يكون تقديريا . أي : تكون جملة جواب الشرط في محل جزم .

3 ـ إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم فعل مضارع مقرون بالفاء ، أو مسبوق بالواو ، جاز فيه الجزم عطفا على الجواب ، وجاز فيه الرفع على الاستئناف ، كما جاز فيه النصب على إضمار " أنْ " المصدرية الناصبة .

نحو : إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان فيفرح بك والداك .

فيجوز في " فيفرح " الأوجه الثلاثة التي ذكرنا سابقا .

ومنه قوله تعالى :

{ وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء }1 .

ومثال العطف بالواو : متى تحضر نكرمك وتقم عندنا يوما أو بعض يوم .

ويقال هذا في الفعل المضارع المتوسط بين الشرط وجوابه ، واتصلت به الفاء ، أو الواو . نحو : من يجتهد فيسر به والداه ينجح .

أو : من يجتهد ويسر به والداه ينجح .

فيجوز في الفعل " فيسر " الجزم عطفا على فعل الشرط ، أو النصب بأن المصدرية

ـــــــــــــــ

1 ــ 284 البقرة .



المضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، أو الرفع على الاستئناف .

4 ـ يجوز أن تحل " إذا " الفجائية محل " فاء " السببية في الربط بين جملتي فعل الشرط وجوابه ، ولا يتأتى ذلك إلا بالشروط الآتية : ـ

أ ـ أن يكون جواب الشرط جملة اسمية .

ب ـ ألا تكون الجملة الاسمية منفية ، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل .

ومثال حلول " إذا " الفجائية محل الفاء قوله تعالى : { فلما نجاهم إذا هم يبغون }1 .

ومنه قوله تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون }2 .

وقوله تعالى : { فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون }3 .

فجواب الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية ، ولم تسبقها أنَّ المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء " .

5 ـ تعرب جملة جواب الشرط الواقعة بعد أدوات الشرط الظرفية ، في محل جر مضاف إليه . أما جملة جواب الشرط فلا محل لها من الإعراب ، إلا إذا اتصلت بالفاء فتعرب في محل جزم بأداة الشرط .

6 ـ إذا جاء فعلي شرط متواليين بأداتيهما ، وبدون عاطف للثاني على الأول ، فإن جواب الشرط للأداة الأولى .

كقوله تعالى : ( إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم )4 .

ومنه قول الشاعر : بلا نسبة .

إن تستغيثوا بنا ، إن تُذعروا تجدوا منا معاقل عزٍّ زانها كرم

فالجواب " تجدوا " ، وهو جواب للشرط الأول : أن تستغيثوا ، لأنه صاحب الصدارة في الكلام ، وهو أولى بالجواب من الشرط الثاني ، ولأن الشرط الثاني : إمَّا جاء به الشاعر للتوكيد ، أو ليبين سبب الاستغاثة وهو الذعر .

أما إذا كان التوالي بين فعلى الشرط بحرف " الواو " ، أو بـ " أو " ، أو بـ " الفاء " كون القول كالتالي :

ــــــــــــــــــــــ

1 ــ 23 يونس . 2 ــ 36 الروم .

3 ــ 48 الروم . 4 ـ 34 هود .

أ ـ إذا عطف فعل شرط بأداته على فعل شرط آخر بأداته ، وكان حرف العطف هو " الواو " ، يكون الجواب للفعلين معا ، لأن الواو تفيد الجمع .

نحو : من يستيقظ مبكرا ومن يؤد واجبه بنشاط يفز بالأجر .

ب ـ إذا كان العطف بينهما بـ " أو " ، الجواب لأحدهما ، لأن أو تفيد التخيير .

نحو : إن تشترك في إعداد الصحيفة ، أو إن تتفوق في الامتحان تنل جائزة .

فالجواب : تنل جائزة ، يكون لأي الفعلين شئت .

ج ـ وإذا كان التوالي عطفا بحرف " الفاء " يكون جواب الشرط للفعل الثاني ، لأن الفاء تفيد مع العطف الترتيب .

نحو : متى تبذل جهدك ، فإن تجتهد تنجح في الامتحان .

فالجواب : تنجح ، يكون جوابا لفعل الشرط الثاني ، لأن الفاء تفيد الترتيب .

7 ـ لقد ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ " ما " الزائدة كما أوضحنا سابقا ، وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة ، ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا ، ولكن أكثر كتب النحو القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها " ما " أم لم تتصل أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة ، أو غير جازمة .

ونذكر على سبيل المثال بعضا من أقوال النحاة :

لم يذكرها ابن الحاجب ضمن أدوات الشرط ، وإنما اكتفى بالتعليق عليها بقوله : " والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا ، ولا يجيزه البصريون إلا شذوذا " (1) .

ويقول سيبويه وكثير : " يجازي بها معنى لا عملا ، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ والمعنى . نحو : كيف تصنع أصنع .

ولا يجوز كيف تجلس أذهب . باتفاق .

ــــــــــ

1 ــ الكافية لابن الحاجب ج2 ، ص 117 .



ويستطرد سيبويه فيقول : سألت الخليل عن قوله : كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال : هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء ، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم : كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط " (1) .

وفي شرح المفصل لم يذكرها ابن يعش في باب أدوات الشرط (2) .

ولم يذكرها ابن هشام في قطر الندى (3) ، ولا في شذور الذهب (4) .

كما لم يذكرها شراح الألفية على كثرتهم انظر (5 ، 6 ، 7 ، 8 ) .

ولم يذكرها أيضا ابن معط في ألفيته (9) .

ولم يذكرها الخليل بن أحمد في مفصله ضمن الجوازم (10) .

ونقول وبالله التوفيق : إن " كيف " إذا اتصل بها " ما " الزائدة يمكن التفريق بينها وبين " كيف " الاستفهامية الحالية ، وحينئذ تؤدي عمل أدوات الشرط من تعليق الجواب على الشرط ، سواء أكانت عاملة الجزم في الفعل المضارع ، أم لم تعمل لأفادتها معنى العموم والمجازاة ، والله أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــــ


1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج3 ص 60 الطبعة الثالثة 1983 تحيق وشرح عبد السلام هارون .

وانظر همع الهوامع للسيوطي ج2 ص453 .

2 ــ شرح المفصل لبن يعش ج7 ، ص 40 .

3 ــ قطر الندى لابن هشام ص 85 .

4 ــ شذور الذهب لابن هشام ص 334 .

5 ــ شرح الاشموني ج3 ، ص 583 .

6 ــ شرح ابن الناظم ص 693 .

7 ــ شرح ابن عقيل ج2 ، ص 365 .

8 ــ أوضح المسالك على شرح الألفية ج3 ، ص 189 .

9 ـ انظر ألفية ابن معط ج 1 ص 319 .

10 ـ انظر المفصل للخليل بن أحمد الفراهيدي ص 252 .
 
أعلى