"النهار" تنشر محضر لافروف في القاهرة: تأسيس قاعدة للتفاهم

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
ما حققه وزير الخارجية الروسي خلال اجتماعه بوزراء الخارجية العرب مجلساً ولجنة خماسية لمتابعة الازمة السورية هو "التأسيس لعمل وإحداث ثغرة "وفقا لما استخلصه وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، ويظهر ذلك في توطئة ديباجة القرار، بنصها على "الاتفاق على المبادئ الخمسة قاعدة للتفاهم" وهي: وقف العنف من اي مصدر، انشاء آلية رقابة محايدة، عدم التدخل الخارجي، إتاحة وصول المساعدات الانسانية الى جميع السوريين من دون إعاقة ودعم مهمة انان بقوة لاطلاق حوار سياسي بين الحكومة وكل فصائل المعارضة السورية. وقد أثبتت تلك المبادئ في ديباجة القرار الختامي الذي صدر عن مجلس وزراء خارجية الدول العربية في دورته الـ137 فيما متن القرار كان متناقضا معها كلياً او على الاقل في مجمل بنوده. والمعروف ان المواد التي ترد في ديباجة القرار الذي يصدر عن مجلس الوزراء العرب تكون غير فاعلة فيما مواد القرار تكون فاعلة.
ونبّه وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور ونظيره الجزائري مراد مدلسي الى التناقض بين الديباجة ومتن القرار، وقال لـ"النهار": "رحبنا بالنقاط الخمس واكدنا موقفنا من القرارات السابقة"، علماً انه سبق للبنان ان نأى بنفسه عن قرارات وتحفّظ ّعن اخرى، لذا طلب منصور تسجيل الملاحظات على القرار فحسب، بعدما عدّد تلك المواقف المتبدلة "النأي بالنفس" في كل من القرارين 7436 تاريخ 2/11/2011 و7444 المتخذ في 22/1/2012 والتحفظ عن القرار 7446 تاريخ 12/2/ 2012 والاعتراض على قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة في 24/2/2012.
واحتجّ منصور بقوة لدى نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الكويت الشيخ صباح السالم الحمد الصباح رئيس الدورة الحالية للمجلس، على عدم إشراكه في الاجتماع الثاني الذي عقدته اللجنة المصغرة مع لافروف، فأجابه بهدوء: "عليك ان تعتاد علينا في مثل هذه اللقاءات". كذلك أثار الموضوع نفسه مع الامين العام للجامعة نبيل العربي. وابلغ منصور انزعاجه لدى الصباح والعربي بعدما تبيّن له ان 14 وزيرا دعاهم رئيس تلك اللجنة رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم الى الاجتماع وهم غير اعضاء فيها لدعم موقفه الرافض من مهمة المسؤول الروسي ولإفهامه انه ليس الوحيد الذي يحمل هذا الرأي.
وروى لـ"النهار"مصدر واكب الاجتماعات التي سبقت الاجتماعات إما حضورا او في الكواليس، أن الساعات التي امضاها وزير خارجية روسيا في مقر الجامعة بدأت باجتماع قصير دام نصف ساعة مع رئيس اللجنة واعضائها، ثم انتقل الجميع الى القاعة الكبرى حيث ألقيت الكلمات، وهي هاجمت بحدة "الفيتو" الروسي الذي عطل مشروع القرار العربي الغربي في مجلس الامن لوقف العنف في سوريا، ولا سيما منها كلمتا الشيخ حمد ووزير خارجية السعودية الامير سعود الفيصل، وعلى رغم وصف الفيصل موقف روسيا بأنه منح النظام السوري "الفرصة للتمادي في ممارساته الوحشية ضد الشعب"، حافظ لافروف على هدوئه. وفي ختام كلمته العلنية رفعت الجلسة لعقد اجتماع بينه وبين اللجنة العربية المكلفة متابعة الازمة السورية استغرق 180 دقيقة بسبب التباينات بين الشيخ حمد وآخرين من جهة، وبين لافروف من جهة اخرى، وتركّزت المداخلات على امكان تعديل روسيا موقفها، وأيد هذا المنحى وزير خارجية مصر محمد عمرو.
وسأل لافروف الشيخ حمد: "لماذا تسمون "المجلس الوطني السوري" وحده للاعتراف به ممثلاً شرعياً لسوريا في حين ان هناك سبعة اطياف من المعارضة؟". ونظرا الى التأزم الذي حصل مع الضيف الروسي اوعز الشيخ حمد الى عدد كبير من الوزراء المؤيدين لخطه بالدخول الى الاجتماع لإفهام لافروف انه ليس الوحيد الذي يطرح المَطالب على روسيا. ولدى وصول الامور الى حائط مسدود، طرح المسؤول الروسي اقتراحا باللغة الروسية، من خمسة مبادئ للبدء بمعالجة الازمة، وبعد ترجمتها، قرّر الجانبان العربي والروسي صياغة قرار ختامي يحمل تناقضاً بين الديباجة التي تضمنت المبادئ الروسية والمتن الذي اختلف كليا، مما جعل القرار غير متماسك ولا مترابط.
وحاول الجانب العربي إعطاء لافروف "نجاحاً لعل بلاده تخفف من حماستها لاستعمال "الفيتو" ازاء اي قرار عربي يطرح مستقبلا لمعالجة الوضع السوري، لكن الامل في ذلك ضعيف الى ان يثبت النقيض، كما حاول ايضا عدم تحويل الحراك مساعدة انسانية، فورد في المبدأ الخامس ان تكون مهمة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان إدارة حوار سياسي وليس تامين وقف العنف وتوزيع مساعدات انسانية وطبية فحسب على المحتاجين، وهم مليون ونصف مليون سوري وفقا لاحصاء الامم المتحدة.
اما الجديد في الاتفاق فهو دمج التدويل بالتعريب اي القبول بالوسيط انان ممثلا للامينين العامين للامم المتحدة بان كي مون وللجامعة العربية نبيل العربي.
ولم يقتصر نجاح لافروف على ما حققه في القاهرة بل نجح في دمشق من خلال قبول الرئيس بشار الاسد بمهمة انان خلال استقباله له في شكل متزامن مع لقاء المسؤول الروسي بالوزراء في القاهرة.
ما سرّ تغيير موقفي الامير السعودي والشيخ القطري من سلبية الموقف الروسي؟ وهل اتفاق السبت قابل للتنفيذ تحت سقف زمني محدد ام من دون تحديد موعد؟ وهل هو قابل للحياة رغم رفضه من اطياف المعارضة ؟
استنادا الى مصادر ديبلوماسية شاركت في الاجتماع العربي - الروسي المصغّر، فإن بدايته كانت غير ودية وشبيهة بما حصل في الاجتماع العلني الموسع بين الطرفين عندما هاجم حمد والفيصل الموقف الروسي المؤيد للاسد متهمين موسكو بأن دعمها للنظام السوري يزيد في قتل الناس وتشريدهم.
من جهة اخرى وجه لافروف دعوة رسمية الى منصور لزيارة موسكو.​
 
أعلى