الوقت كالسيف إن لم تقطعه ... قطعك


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

الوقت هبة من الله للانسان ومن خلاله ينظم نفسه ويكتسب ربحاً لحياته من كل أوجه الوجود، وواجب الانسان بهذه المنحة أن يستغل الهبة خلال حياته القصيرة على هذه الأرض ليقدم في نهايتها كشف حساب عن الفترة التي أمضاها وبأي شكل قضاها، هذا الوقت الذي يمضي بسرعة وما ينقضي لا يعود ولا يعوض بشيء والحكيم الذي يحفظ وقته ويحييه بما ينفع ويفيد ويسّد الفراغ بالعمل.
للوقت خصائص معينة يتميز بها عن غيره من الموارد فهو يبتلع بسرعة لكنه لا يباع ولا يشترى ولا يمكن ايقافه باعتباره مورداً محدداً للجميع، رغم تفاوت أهميته واستثماره واحترامه من انسان الى آخر ومن مجتمع الى نظيره بحسب مدى الارتقاء العقلي والحياتي والمعيشي كما انه ليس وراثياً وانما صفة مكتسبة من التربية ومن البيئة ولذلك نجد المقارنة واضحة بين من يعرف قيمة الوقت ممن يجهل هذه السمة بجوهرها.
يمضي الكثير من الناس في الوطن العربي أوقاتهم ما بين الشوارع ووسائل اللهو والتسكع في المجمعات التجارية والجلوس في المقاهي لاحصاء المارة، كما في ردهات المصالح العامة والخاصة، وينام معظمهم في الثانية أو الثالثة صباحاً ويستيقظ مع اقتراب الظهيرة بعكس المواطن الغربي الذي ينام في العاشرة مساء ويستيقظ في السادسة صباحاً ولا يعرف اللهو الا في عطلة نهاية الأسبوع حتى بات يفصلنا عنهم الفارق الزمني الهائل لا لشيء سوى تقديسهم الوقت واستغلالهم له بالأمور المفيدة.
أسباب كثيرة تقف وراء ضياع الوقت أهمها التربية الخاطئة وعدم التعود منذ الصغر على اغتنام الوقت وقلة الوعي في ادراك اهمية الوقت والقدوة السيئة ومصاحبة الفارغين ومجالسة من يقتلون أوقاتهم والذي بالتدريج سيعمل مثل عملهم، والعادات السيئة التي هي مضيعة للوقت وقد اعتاد عليها بعض الناس كعادة شرب الشاي بعد العصر وكثرة الثرثرة والكلام الفارغ الذي لا يفيد، وحضور جلسات لا تقدم ولا تؤخر، والطامة الكبرى عندما تنتقل تلك العادات الى العمل.
يقول الخبراء ان أكثر مكان يثرثر فيه الموظفون هو المكان الذي توجد فيه برادة المياه اذ يلتقون بعضهم ببعض هناك وكلمة من هنا وكلمة من هناك تبدأ الثرثرة ومن ثم يتحول المكان الى ديوانية.
لقد جعل الاسلام من آدابه الا يضيع الوقت في لغو الحديث بل كل الوقت يجب أن يكون للعمل الجاد والمثمر، وقال سبحانه وتعالى" واذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين" (سورة القصص 55).
من منا يدرك أن الوقت نعمة كبقية النعم التي كرمنا الله بها والتي علينا ألا نبددها في أمور لا طائل منها ومن يدرك أنه باحترام الدول للوقت سبقتنا الى العصر الحديث, ولو ادخرنا كل ساعة ضائعة في التعلم والتثقف وطلب المعرفة فسنحطم جدار الكسل والجهل ونضع حاجزا بيننا وبين الاهمال واللهو وضياع الوقت ... فالأوقات أنفاس لا تعود.
 
أعلى