بعد ثورة الجياع ، وقبل أن تسقط الدول العربية في الضياع ..!

[ملامح قمر]

بسم الله الرحمن الرحيم ​

دعونا نتأمل دعاء إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى :
( ربِ اجعل هذا بلداً آمنا ، وارزق أهله من الثمرات .... ) ​

نجد أن نعمة الأمن مُقدمة على نعمة الرزق في الآية الكريمة
وثورة الجياع المتفشية في وطننا العربي
تستهدف عكس ما طلبه إبراهيم عليه السلام من ربه ​

إن نعمة الأمن لا يُقدر قيمتها أولئك الغوغائيين الهمجيين
الذين يثورون ويموت منهم قتلى - لا شهداء - ​

ليس لأجل إعلاء كلمة الله ؟!!
ليس لأجل طرد احتلال مستوطن في البلاد ..! ​

إنما يموتون لأجل تحسين وضع معيشي ومطالبة بحقوق دنيوبة .!! ​

لأجل أن نجد مزيداً من - الكروش - تُقعِد أصحابها عن صلاة الفجر كسلاً من شدة الانتفاخ .!!!! ​

وبسببهم ، شهدت الدول العربية إخلالاً كبيراً في أمنها الآونة الأخيرة
عدوى الياسمين تفشت دون لقاحٍ رادع لها .!!! ​

فقبل أن تشاركوا في التصفيق معهم تمعنوا في الوضع جيداً .. ​

​

ثورة ثورة سلمية يا أعداء الحرية
لا لتوريث الأولاد، ارحلوا من البلاد
يا تاريخ سجل واكتب الحاكم لا يهرب
نحو الحرية نحو التغيير ​

شعارات كثيرة رددت لأول مرة في اليمن
منذ تولي الرئيس اليمني على عبدالله صالح الحكم
وتأتي هذه الشعارات لتعبر عن التأثر الواضح بالثورة التونسية،
ومحاولة محاكاة النموذج التونسي، إذ طالبت المظاهرات الاحتجاجية بتحسين الوضع السياسي والاقتصادي
وتخلي النظام اليمني عن سيطرته الكاملة على مقاليد الحكم.​

​

**​

تسقط الحكومة
لا لغلاء الأسعار
جوع وبرد وماحدا بيرد .!​

بات واضحاً أن الشعب الأردني لم يعد يطيق الارتفاع الحاد في الأسعار وزيادة معدلات البطالة .!
مما دفع أعداد كبيرة من الأردنيين إلى الخروج في مسيرات أطلقوا عليها مسمى : يوم الغضب الأردني
مطالبين بإسقاط الحكومة ، متأثرين جداً بالثورة المصرية والتونسية ​

**​

واتخذ ألوف من أفراد الشرطة بكامل تجهيزاتهم مواقع في وسط العاصمة الجزائرية
لمنع مظاهرة تنظمها المعارضة خشية أن تستلهم الثورة المصرية
التي أدت إلى الإطاحة بالنظام المصري ​

واليوم تحديداً بدأت المظاهرة الجزائرية ، وآلاف المحتجين يتجمهرون في ساحة 1 مايو
مرددين شعار عنوانه : Game Over ​

**​

ويوم الغد يستعد الروافض الشيعة في مملكة البحرين للقيام بثورة أخرى ضد الحكومة السنية
ولا ندري ما سيحمله اليوم من مفاجآت ،،
بعد أن أعادهم الشيخ حمد من إيران معززين مكرمين ورد عليهم جنسياتهم
وصرف منحة ملكية بقيمة : 1000 دينار بحريني لكل أسرة بحرينية
نجد أبرز مظاهر الديقمراطية يتجلى لُيثبت أن الشعوب لا تستحق تلك الكلمة: ​

- الملك خاف من الثورة قام صرف هالمكافأة .!
- بس 1000 دينار ، ما يسوون شي نبي زود .!!
- وليش ما سوا نفس الكويت وصرف 1000 دينار حق كل مواطن مو كل أسرة .!!!!! ​

وتبدأ تلك الأفواه التي نالت أكبر من قدرها بذلك المفهوم المدعو ديمقراطية
تفعل مثل الشعب المصري وتنكر أفضال الملك عليهم .!!!!​

ألا يكفي أن الحكومة تسمح لهم بممارسة كافة خرافاتهم التي تلوث شارع البحرين
من دماء ومآتم والكثير من المخالفات الشرعية التي يحز في نفوسنا أن نراها تقام علناً .!!!!!!! ​

هل يتوقون لأن تتحول الحكومة لـ شيعية أيضاً
فيعم الفساد وتموت سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ​

لا بارك الله فيما يطلبونه ، ولا حقق لهم غاية ​

**​

ولم تخلو المملكة العربية السعودية أيضاً من النية لـ الثورة
حيث أطلق ناشطون سعوديون حملة "الشعب يريد إصلاح النظام" تقليداً للثورة المصرية .!!​

للمطالبة بإجراء اصلاحات جذرية في بلدهم من بينها :
قيام ملكية دستورية واجراء انتخابات تشريعية واطلاق الحريات العامة
والغاء كافة اشكال التمييز وركزوا على مطالب معالجةالفقر و البطالة والتوزيع العادل للثروة.​

لكنني أحطم آمالهم أن النظام السعودي يتميز أنه سيلجأ للقوة في الوقت المناسب
ولن يخضع مثل ماحدث في مصر وغيرها للتهدئة السلمية .!!!!
فالشعوب إن تمردت لا تستحق كلمة ديقمراطية ،
وأقل ما يمكن التعامل معها به هو القوة وتحت وطأة السلاح !!!
وإلا فالجياع سيتوحشون أكثر ..!​

ولن تنتهي القائمة
لازال هناك سوريا - العراق - والله أعلم كيف ستطول .!!! ​

دعوني أقف عند أهم ثورتين سلطت أنظار العالم عليهما : ​

- الثورة التونسية
- الثورة المصرية ​

​

الثورة التونسية كانت هي الشرارة التي أشعلت نيران الثورة في كافة الدول العربية
لكنني أشعر بالأسف أن جميع الدول ظنَّت حُكامها مثل : بن علي .!!​

لعلي أبارك الثورة التونسية وأراها الوحيدة الصائبة ما بين كل الثورات
ليس لأجل أن الرئيس التونسي نهب أموال الشعب أو غيرها من الأسباب الاقتصادية
والتي لا تستحق القيام بثورة أصلاً ​

لكن لأجل أن الرئيس التونسي قد : تجبر في الأرض ومنع شعائر الله
هنا فقط يتوجب على شعبه الثورة ضده !!
هنا فقط تصبح الثورة " حميدة "
هنا فقط لا يوجد أي تعارض بين الخروج عليه وبين أحكام الشرع والوصايا النبوية في طاعة الحاكم ​

ولمن لا يعرف من هو هذا الحاكم الذي يستحق الثورة ضده ، هاكم نبذة عن طغيانه : ​

هو من منع ارتداء الحجاب للفتيات وعدم تعيين المحجبة في الدوائر الحكومية
هو من منع مكبرات الصوت في المساجد وصوت الاذان
هو من منع الصلاة في المسجد إلا بعد مراجعة مبني المخابرات
والحصول علي البطاقة الممغنطة واستخدامها في الجهاز على أبواب المساجد .
هو من منع الناس من دخول المساجد إذا لم يكن لة اسم في المخابرات وعدم وجود البطاقة الممغنطة له .
هو من منع تعدد الزوجات رغم أن الشرع أباحه
هو من طلب من الدول عدم استقبال المعارضين التونسيين ولم يجدو دول تستقبلهم وعادو إلي السجون في تونس .
هو من منع مدارس تحفيظ القران في تونس .
هو من منع دراسة مادة التربية الاسلامية .
هو من أمر بحبس أي انسان اتبع السنة بتطويل لحيتة.
هو من منع التونسيين من الذهاب للحج عند ظهور مرض انفلونزا الخنازير​

فذلك الحاكم يستحق أن يجتمع عليه شعبه ويثوروا لأجل إسقاطه عن حكمهم ​

بينما كل الثورات التي تلقت العدوى التونسية تلقتها بشكل خاطئ .!!
وفهمتها بشكل خاطئ ، ومارستها بشكل خاطئ أيضاً ..!!​

فبقية الرؤساء الذين تتم الثورة عليهم لم يقوموا بأعمال بن علي من منع شعائر الله ​

لكن الثورة حينئذٍ قامت تحت رعاية أصحاب البطون المنتفخة
قامت لأجل المال ، قامت لأجل تحسين الوضع الاقتصادي ، قامت لأجل المطالبة بحقوق مادية .!! ​

ذلك كله لا يُوجب ثورة .!
لا يوجب المطالبة بإسقاط النظام !!
لا يُوجب قلة الأدب !!​

بل دعوني أقول ذلك كله يتعارض مع الشرع معارضة واضحة جداً
وقبل التفصيل في هذا الأمر ، دعونا ننطلق لـ الثورة المصرية ( المخجلة ) .!!!​

مصر فتحت أبوابها لكل من يريد أن يعيث فيها فساداً
رافضة، علمانيون، نصارى، يهود ...​

مصر تحت خطر كبير لا يوجب أن تفرح الشعوب بما حصل لها
بل يوجب الحزن والابتهال إلى الله بأن يرحم حالهم ​

يدَّعون أن الرئيس حسني مبارك حاكم جائر .!!
وأقول لهم : أن تكون الدولة بحاكم جائر أفضل من أن تُترك بلا حاكم فتقع تحت أنظار العدو !!!!​

تراقصت تلك الكُروش المطالبة بملئها حتى تشبع ، فرحاً مساء الأمس
في جمهوية مصر التي كانت عربية .!!
الجمعة
11 فبراير ​

زغاريد
رقص
أغاني
تهليلات ​

كل هذا لأجل خروج رئيسهم الذي أثبت أن منهم من هو ناكر للجميل .!
خرج كسير النفس مهاناً بعد أن جعل دولته تتبوأ أرقى مكانة بين الشعوب
كل بيوت مصر أصبحت في عصر مبارك مبنية بالطوب الأحمر
بعد أن كانت بالطوب اللبن
هذا غير ناطحات السحاب والأبراج والمعالم السياحية التي شيدها وأصبحت مصر مقر السياحة .!!​

بعد أن وضع رأسه تحت السيف لأجل حماية أمنها وأمانها
صاحب الضربة الجوية التى فتحت باب النصر لمصر - بإذن الله - فى حرب أكتوبر
والتى أذل الله بها هامة إسرائيل !!!​

​

خرج لإنه لا يقبل أن يكون رئيساً لمجموعة من الهمجيين يظنون أن الديمقراطية هي قلة الأدب .!! ​

دعونا ننظر كيف يخرج الرئيس في الدول الأوروبية
ينتظر إلى انتهاء فترة رئاسته ، وعندما تُقام انتخابات جديدة
يقف مكرماً مشكوراً لـ يُسلم العلم للرئيس الجديد ​

فأين بعض شعب مصر من تلك النقطة التي من الأولى أن تُسابق لها كونها عربية إسلامية .!
عفواً أقصد كانت عربية إسلامية ، ولا أدري هل ستعود .!؟؟؟​

عربية : لإن الأصالة من صفات العرب ، ونكران الجميل ليس من طبائعهم .!!
أقلها فليخرج رئيسكم بطريقة كريمة ، لو أنه كان لاعب كرة قدم لـــ تم تكريمه .!!!!​

إسلامية : لإن الإسلام أعلى شأن الحاكم وأمر أنه حتى لو كان جائراً ألا يُهان وأن يُحترم ويُطاع .!
لإنه سلطان الله في الأرض الذي قال فيه عز وجل
يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء )​

ونلاحظ في تلك الثورة ( التافهة ) أنها ازدحمت بـ الشعارات المهينة والكلمات الوقحة
والألفاظ النابية وهم بذلك وقعوا في الفسق .!!​

الله عز وجل نهى عن سباب المسلم العادي فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )
كيف إذاً لو كان هذا المسلم هو حاكم وصاحب سلطان ،،!!!​

قال صلى الله عليه وسلم : ( من أهان سلطان الله في الأرض ، أهانه الله )
فأين أنتم من عروبتكم وإسلامكم أيها الهمجيين من المصريين .!!؟؟؟؟؟؟​

لم يفرحوا هكذا عندما استعاد لهم سيناء والعريش وطابا من أيدي اليهود المحتلين .!
لم يفرحوا إلا لإنهم نجحوا في التمرد على الحاكم
وظنوا أنهم بذلك قد حققوا مكسب وقلّدوا الثورة التونسية التي هي أنفع من ثورتهم !!!
وهم في الحقيقة قد حققوا خزياً يتوجب تقديم أحر التعازي عليه​

الرئيس استجاب للمطالب وعدل الدستور وأهم ما قاله :/
لن أسمح لأي إملاءات تأتيني من الخارج أن تُملي آرائها وقراراتها على مصر .!!​

وللأسف هؤلاء الفوضويين جعلوا من مصر الوجبة التي يتبادل تناولها الأوروبيون .! ​

ألقى أكثر من بيان رغم أن وضعه الصحي متدهور
ومع هذا لم يكن لهم إلا مطلب واحد هو تنحيه عن الرئاسة وبكل عدم احترام يكررونها .!!
وأقولها علناً :
لا خير في شعبٍ يطلب تنحي رئيسه وينكر كل أفضاله عليه ..!!​

لم يُعلق على تلك الوقاحة التي شهدها من بعض المصريين سوى بقوله :
يحز بخاطري ما لاقيته من بعض أبناء شعبي .!!​

وهو الآن مُقعد فراش المرض ، يصارع الألم الجسدي والنفسي
راجعوا أنفسكم فيما فعلتموه واطلبوا من الله أن يغفر لكم وله .! أترككم مع نص الخبر : ​

http://www.akherakhbar.info/showarticle.asp?id=1157​

فكل التعزية لبعض المصريين في إسلامهم ..!
وكل التعزية للفرحين من بقية الدول العربية لما آل إليه الوضع في مصر
كل التعزية لمسيرات التهنئة التي أضحكتني سخرية على التفكير السطحي .!
إشعال النيران وإطلاق الأعيرة النارية والرصاص الحي​

والله بدأت الشكوك تحوم في عقلي وكدتُ أحسب أن مصر تحررت من الإستيطان اليهودي مثلاً !!!!!!
اتقوا الله في فرحكم الساذج هذا !!!!!​

ذلك الفرح لعله يُجلب أياماً من الحزن والبكاء والندم بعده .!!
اتقوا الله ولا تأمنوا عقوبته .!!​

تعزيتي لكل من يعتقد أن ذلك تحريراً لشعوبنا ، وبداية انطلاقة جديدة للديمقراطية
تعزية من قلبي لإسلامه ، إذ أصبح ضالاً عن الهُدى في بحرٍ ملوث بمصطلحات الغرب .!!​

أولئك الغرب الذين فرحوا كثيراً بما حصل للدول العربية ووصفوه بالتطور .!!
التطور في نظرهم هو أن يموت إسلامنا : ​

​

شعرتُ أن بعض الناس أصبح لديهم خلط بين الثورة التونسية والمصرية ​

فالأولى ثورة كريمة ،
والثانية ثورة دنيئة !
الأولى مسموح بها شرعاً
والثانية منهي عنها شرعاً
الأولى خلعت حاكماً منع شعائر الله
والثانية خلعت حاكماً حفظ لدولته أمنها واستقرارها التي ربما لن تشهدهما بعده .!!!​

وقبل أن تأتينا الجمعة القادمة
ونشهد رحيل رئيس آخر ​

وقبل أن تثور ثورة أخرى لجياعٍ جاهلين
ونشهد كروشاً منتفخة من المطالب ​

وقبل أن يعود ميدان التحرير لـ سوق
وقبل أن نشهد أماكن أخرى من الأسواق الرديئة ​

كان حريٌ بي أن أبرئ ذمتي من هذه المهزلة ،
وأقول قولي هذا ثم أسلم على من بقي في قلبه مثقال ذرة من خشية الله !!​

​

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما ، كتاب الله وسنتي ) ​

بعض الدول العربية تشهد ضلالاً كبيراً لإنها لا تعود للقرآن والسنة في أمور مصيرية .!!
تحكم على الأوضاع بناء على ما يناسب أهوائها فقط .!!​

الثورة التونسية كانت مباركة لإن الحاكم منع شعائر الله وهنا الشعب له حق الثورة عليه​

وكل ما جاء بعدها من ثورات هو فساد حريٌ بنا جميعاً أن ننكره ولا نشجع الشعوب عليه .!!!
فوالله لو تمادى الوضع لما أمن أيٌ منا على نفسه وولده .!!
لن نشعر بقيمة الأمن الذي نستهين بها إلا لو حرمنا الله منه ...!!!​

الثورات الحالية هي ثورات جياع أصحاب بطون منتفخة
يثورون لأجل كروشهم وحسب .!!
يطلبون إسقاط الحاكم والحكومة بكل وقاحة وجرأة لإن ديمقراطية زائدة مُنحت لهم .!! ​

ودعونا الآن نعود للقرآن والسنة كي نفهم الوضع كاملاً ​

قال عز وجل : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ،
فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول ذلك خير وأحسن تأويلا ) ​

أمرنا الله عز وجل أمراً صريحاً لا يقبل الجدال بطاعة ولاة الأمر من حُكام وسلاطين وأمراء
وإن الخروج عليهم يعتبر مخالفة واضحة لأحكام الشرع ، وقد يجلب عقوبة شديدة من رب العالمين .!​

لإن أولئك هم اختيار الله والتمرد عليهم كأنه تمرد على اختياره سبحانه
قال عز وجل : ( يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ) ​

لم يقل تبارك وتعالى أنه يؤتي المُلك للحاكم العادل فقط .!!
بل يؤتيه للعادل والجائر على حدٍ سواء ، لحكمة منه ​

وإنه من الجرأة على رب العباد الاجتراء على سلاطينه في الأرض
ونزع الحُكم منهم هو سوء أدب مع الله الذي تكفل بأنه هو وحده الذي ينزع الملك ممن يشاء .!!
فأرجوا ألا يتحدون حاكم الحُكام ويرددوا قائلين : الشعب يريد إسقاط النظام .!!
بل الله وحده هو الذي ستتحقق إرادته وافقت إرادة الشعب أم لم توافقه ..~​

​

ولو جئنا للسنة
نجد أن هناك الكثير جداً من الأحاديث الصريحة التي تحذر من الخروج عن طاعة الحاكم
حتى لو كان هذا الحاكم يمنع حقوق رعيته ، لعلي أذكر البعض منها :​

قال صلى الله عليه وسلم في حديثٍ طويل :
( تسمع وتطيع للأمير ، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطِع ) ​

وقال أيضاً :
( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ،
ومن يطع الأمير فقد أطاعني ، ومن يعصِ الأمير فقد عصاني ) ​

عدم طاعة الأمير تعني عدم طاعة الرسول تعني عدم طاعة الله .!!
الحديث جداً خطير لكن يؤسفني أن يمر عليه البعض مرور الكرام ولا يُلقي له بالاً​

يقولون أنهم يرون من رؤسائهم ما يكروهونه من سرقة المال العام وغلاء الأسعار وغيرها
فيقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من كره من أميره شيئا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية) .!!​

قال مات ميتة جاهلية وليس شهيد لأجل الوطن .!!!!!!!!
ولم يحدد مدة معينة للصبر ثم يقول بعدها عليكم بالثورة .!! ​

الله ورسوله أعلم بصلاح الأمة وفسادها
ولذلك شددوا على ضرورة طاعة الحُكام ، فكل أسباب الثورة الدنيوية من فقر وبطالة لا تبيح الثورة .!
ولا يوجد ما يسمى بثورة سلمية
الثورة السلمية بحد ذاتها منهي عنها .!!
لإنها تؤدي إلى مفسدة أكبر وتجعل الناس يجترؤون على حُكامهم .!!​

ولا يتوجب أن يطلبوا مطالبهم تلك من الحُكام أصلاً .!!
بل يطلبوها من الله وحده ​

فلما سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر أنه سيكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون - قالوا : فما تأمرونا ؟
قال : ( أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم ) .​

قال : سلوا الله حقكم ، ولم يقل : ثوروا على الحُكام لأجل أن يعطونكم حقوقكم .!!!!​

وبناء عليه فالحاكم الجائر مهما ظلم رعيته فإن طاعته واجبة ​

ويؤسفني أن يخلط البعض بين إتيان المعصية والأمر بها .!
من أجل أن يبرر خروجه عن طاعة حاكمه .!!
لذلك برروا موقفهم مع الرئيس حسني مبارك أنه كان ودود للعدو الصهيوني
هذه معصية هو المتحمل ذنبها لكن مع هذا أنتم مأمورين بعدم الخروج عليه .!!​

قال صلى الله عليه وسلم :
( ألا من ولي عليه وال , فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ,
ولا ينزعن يدا من طاعة ) ​

الأمر صريح في الحديث بلزوم الطاعة حتى لو جاء الرئيس بمعصية لكنه لم يأمر بها الناس .!​

وكما أوضحت كل تلك الأمور التي يثوروا لها من فقر وغيره
يطلبونها من الله لا من الحُكام كما أمر رسولنا صلى الله عليه وسلم ​

فأرجو أن يعي الناس ما جاء في الكتاب والسنة
وإلا شهدت دولنا العربية فتن أخرى لا ننجو بعدها إلا إن ردنا الله للعمل بكتابه وسنة نبيه مجدداً ،،​

ولو تفكرنا قليلاً في سبب أمر الله ورسوله بطاعة الحُكام وإن كانوا جائرين ظالمين
لرأينا العديد من الدوافع ويبقى العلم عند الله ورسوله ​

فالثورة لا تصلح أكثر مما تفسد .!
يكفي أنها تُعطي الشعوب ديمقراطية لن يقدروا قيمتها ،،! ​

وأكبر دليل ما نشهده في الدول العربية الآن
من قلة أدب في التعامل الرئيس وإسقاط هيبته .!!!
وتجرؤهم على إقالة أولياء أمورهم بكل سهولة وعلى أتفه الأسباب .!!
طالبوا بتنحي الرئيس والوزير وسيصل الأمر لـ البواب ^^ ​

هذا فضلاً عن أن مطالبهم زادت عن حدها
والزيادة في الرواتب إن لم تكن تقارب المليون لن ترضيهم​

والتوظيف إن لم يكن بمرتبة المدير سيشكون الظلم !! ​

الشعوب بطبعها طمَّاعة ، وفتح المجال لها بالمطالبات لن يُغلق هذا الباب أبداً
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما آخر
ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب )​

لذلك سنظل نشهد ثورات دائمة ، وندخل في زعزعة كبيرة للأمن كنا في غنى عنها
هذا فضلاً عن أننا سنفتح باب للعدو كي يندس بيننا ​

فالأولى أن ننتبه إلى أن ما يحصل أمر مؤسف وليس تطور .!!!!! ​

ويجب ألا ينسى الرعية أن ظلمهم في الدنيا هو اختبار لهم يجب أن يقبلوه وينجحوا فيه
فقاضي القضاة لا يضيع حقٌ عنده ، توعد الحاكم الجائر بعذاب شديد
فلا تستعجلوا عقوبته في الدنيا وكأنكم تنكرون يوم الحساب والعقاب ..!! ​

قال رسولنا صلى الله عليه وسلم :
( ما من حاكم يحكم بين الناس، إلا يحشر يوم القيامة، و ملك آخذ بقفاه على جهنم، ثم يرفع رأسه إلى الله،
فإن قال الله تعالى : ألقه، ألقاه في مهوى أربعين خريفا )​

وقال - صلى الله عليه وسلم -:
« ما من عبد يسترعيه الله يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة » ​

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
« ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة »​

أرجو أن تكونوا فهمتهم الآن أن الحياة الدنيا موضوعة لأجل أن يكون هناك ظلم
لأجل أن يكون هناك تفاوت في الطبقات ، فقر ومرض وجوع .!!​

فالعدل كله في الآخرة عند قاضي القضاة أعدل العادلين سبحانه
فلو كانت الدنيا جنة فكيف سيشعر الناس بقيمة الجنة الحقيقة التي سيذوقوا فيها كل أنواع الراحة والسعادة =)
يجب أن يُظلم الإنسان ليشعر بقيمة العدل فيما بعد
يجب أن يجوع ليعرف قيمة الشبع .!!​

فلا تتجرؤوا على الله في حكمته في تسيير هذا الكون
ولتنتهي تلك الفتنة التي تشهدها دولنا العربية ولنعود إلى الله عوداً حميداً ​

​

ثم أن هناك نقطة مهمة يجب أن ينتبه إليها الناس ، فالحاكم هو واحد منهم
صفاته قد تكون صفاتهم ، ظلمه قد يكون هو نفسه ظلمهم .!!! ​

فقبل أن نشتكي ظلم الحاكم علينا أن ننظر في مجتمعنا قليلاً :
هل ذلك المجتمع طاهر عن المعاصي
لا يسرق ولا ينهب ولا يأخذ الرشاوي ولا ينافق ولا يؤدي حقوق الله من عبادات ​

كيف نطلب الإصلاح والتغيير ونحن مقصرين في حق الله أصلاً
نظلم أنفسنا بالمعاصي ونظلم بعضنا بعضاً ثم نشكتي ظلم حاكمنا .!!!!!​

قد يكون الحاكم الجائر هو عقوبة سلطها الله على الشعب بفعل ذنوبهم ومعاصيهم ،،
قال عز وجل : ( ويذيق بعضكم بأس بعض )
وقال أيضاً : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ... )​

أسأل الله عز وجل أن يردنا إليه وإلى سنة نبيه فلا نفتتن بأهوائنا ونُغَلبها على تعاليم ديننا
أسأله ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
وليرحمنا تبارك في علاه من عقوبته ​

وألا يجعل دولنا العربية ضحية أصحاب البطون المنتفخة
أولئك الذين يؤثرون احتياجاتهم على ما جاء في الشرع .!​

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد أبرئ ذمتي من كل الفرحين بتلك الفتنة
والمشاركين فيها وفي إشعالها ،
الذين لا يهمهم في ذلك ربٌ فوقهم رقيب
فلا تجعلوا الله أهون الناظرين أيها الثائرين ..!!
منقول​

 

[The Hero]

الموضوع للمعاينة فقط
​