بعض من روائع ~ أبو فراس الحمداني ~

- ]Safee[ -

بيلساني عميد

إنضم
Feb 21, 2010
المشاركات
3,307
مستوى التفاعل
69
المطرح
وين ما كان
رسايل :

همسه لمن أحبهم .. !! تذكر دائماً وانقشها على قلبك .. مادمت حيا كن لله كما يريد .. يكن لك فوق ماتريد .. الكل يريدك لنفسه الإ الله يريدك ... لنفسك..



أبو فِراس الحَمَداني




(932-968)
هو الحارث بن سعيد الحمداني. شاعر وفارس وأمير عربي. ولد في الموصل (العراق) ومات قرب حمص (سوريا). قتل أبوه 935 فرباه ابن عمه وزوج أخته، سيف الدولة الحمداني، أمير حلب. نشأ على الفروسية والأدب، وتنقل في مدن الجزيرة والشام. قلده سيف الدولة إمارة منبج وحران وأعمالهما، وكان حينئذ في السادسة عشرة من عمره. اصطحبه سيف الدولة في غزواته ضد البيزنطيين، فوقع في الأسر عام 962. أمضى في الأسر أربع سنوات كتب خلالها أشهر قصائده التي عرفت "الروميات". ولاه سيف الدولة على حمص، ولما مات سيف الدولة وقعت الحرب بين ابنه أبي المعالي وأبي فراس، فقتل قرب حمص. له ديوان من الشعر الجيد، العذب الأنغام، المألوف الألفاظ، الذي يسجل تاريخ حياته ويصور فروسيته ويفخر بمآثره....



أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ،



أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟



بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ ،



ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !



إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى



وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ



تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي



إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ



معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ ،



إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!



حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا



و أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ ، العذرُ



و ما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ



لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ



بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً



هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ



تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لي





لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقرُ



بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ، لأنني



أرى أنَّ داراً ، استِ من أهلها ، قفرُ



وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ



وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُ والخمرُ



فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُ ولمْ يكنْ



فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُفرُ



وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ



لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ



وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها،



فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُ المهرُ



تسائلني: " منْ أنتَ ؟ " ، وهي عليمة ٌ ،



وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟



فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لها الهوى :



قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ



فقلتُ لها: " لو شئتِ لمْ تتعنتي ،



وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ!



فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا!



فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ،



وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ



إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسرُ



وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة ٌ



إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُ



فأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي ، لعاشقٍ ؛



وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ



وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً ،



إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ



فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها،



لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ



كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة ً



على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ



تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنو كأنما



تنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُ الحضرُ



فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ، إنهُ



ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ



ولا تنكريني ، إنني غيرُ منكرٍ



إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَ النضرُ



وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبة ٍ



معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصرُ



و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍ



كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ



فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا



وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ



وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة ٍ،



وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ



وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍ



طلعتُ عليها بالردى ، أنا والفجرُ



و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتى ملكتهُ



هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ



وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَا



فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولا وعرُ



وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ



و رحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابها سترُ



و لا راحَ يطغيني بأثوابهِ الغنى



و لا باتَ يثنيني عن الكرمِ



و ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ ؟



إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْرُ



أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدى الوغى ،



ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ !



و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ



فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ !



وقالَ أصيحابي: " الفرارُ أوالردى ؟ "



فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُرّ



وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني،



وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ



يقولونَ لي: " بعتَ السلامة َ بالردى "



فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَا نَالَني خُسْرُ



و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً ،



إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟



هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه،



فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكرُ



و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ



كما ردها ، يوماً بسوءتهِ " عمرو"



يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ، وإنما



عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ



و قائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّ نصلهُ



وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّدرُ



سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ،



" وفي الليلة ِ الظلماءِ ، يفتقدُ البدرُ "



فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه



و تلكَ القنا ، والبيضُ والضمرُ الشقرُ



وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ



وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ، وَانْفَسَحَ العمرُ



ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ ، اكتفوا بهِ؛



وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَ الصفرُ



وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا،



لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ



تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا،



و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ



أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذوي العلا ،



وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ



------------





أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ:



أيا جارتا هلْ باتًَ حالكَ حالي ؟



معاذَ الهوى ! ماذقتُ طارقة َ النوى ،



وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ



أتحملُ محزونَ الفؤادِ قوادمٌ



على غصنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟



أيا جارتا ، ما أنصفَ الدهرُ بيننا !



تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي!



تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّ ضَعِيفَة ً،



تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي



أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ،



ويسكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟



لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً؛



وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ!

------------



الفداء

دَعوتُكَ للجَفن القريْحِ المسهَّدِ
لديّ، وللنوم القليل المُشرَّدِ

وما ذاك بُخلا بالحياةِ وإنها
لأولُ مبذولٍ لأولِ مُجتدِ

وما الأسر مما ضقت ذرعا بحمله
وما الخطب مما أن أقول له قَدِ

وما زل عني أن شخصا معرضا
لنبل العدى إن لم يصب فكأنْ قَدِ

ولست أبالي إنْ ظفرت بمطلب ٍ
يكونُ رخيصًا أو بوسْمٍ مُزوَّدِ

ولكنني أختار موت بني أبي
على صهوات الخيل غير موسدِ

وتأبى وآبى أن أموتَ مُوسدًا
بأيدي النصارى موتَ أكمدَ أكبدِ

نضوت على الأيام ثوب جلادتي
ولكنني لم أنض ثوب التجلدِ

دعوتك والأبواب ترتجُ دوننا
فكن خيرَ مدعوٍّ وأكرمَ منجدِ

فمثلك من يُدعى لكلِّ عظيمة
ومثلي منْ يفدى بكلِّ مُسَوَّدِ

أناديكَ لا أني أخافُ من الرَّدى
ولا أرتجيْ تأخيرَ يومٍ إلى غَدِ

متى تُخلفُ الأيامُ مثلي لكُمْ فتى
طويلَ نجادِ السيف رحبَ المقلَّدِ

متى تلدُ الأيام مثلي لكم فتى
شديدًا على البأساءِ غيرَ مُلَهَّدِ

يطاعنُ عن أعراضكم بلسانِهِ
ويضربُ عنكمْ بالحسامِ المُهنَّدِ

فما كلُّ منْ شاء المعالي ينالها
ولا كل سيَّارٍ إلى المجد يَهتَدِي

وإنك للمولى الذي بكَ أقتدي
وإنك للنجمُ الذي به أهتَدي

وأنت الذي عرَّفتني طُرقَ العلا
وأنت الذي أهويتني كلَّ مقصدِ

وأنت الذي بلغتني كل رتبة
مشيت إليها فوق أعناق حُسَّدي

فيا مُلبسي النعمى التي جلَّ قدرها
لقد أخْلَقَتَ تلك الثيابُ فجَدِّد

----------



هذه القصيده من روائع أبو فراس الحمدانى فى الغزل :





كـيـف السبـيـل إلــي طـيـف يـــزاوره

والنـوم فـى جملـة الأحـبـاب هـاجـره

الــحــب آمــــره , والــصــون زاجــــره

والـصـبــر أول مــــا تــاتــى أواخـــــره

أنـا الـذي إن صبـا أو شفـه غــزل

فـلــلــعــفــاف ولــلــتـــقـــوى مــــــــــآزره

وأشـرف النـاس أهـل الحـب منزلـة

وأشـــرف الـحــب مـاعـفـت ســرائــره

يا ساهرا , لعبت أيدى الفـراق بـه

فالصـبـر خـاذلـه , والـدمـع نـاصــره

إن الحبيـب الــذى هــام الـفـؤاد بــه

يــنــام طــــول لــيـــل أنـــــت ســاهـــره

ما انس لا أنس يوم البين موقفنا

والشـوق ينهـى البكـا عنـى ويأمـره

وقـولـهـا , ودمــــوع الـعـيــن واكــفــة

هـــذا الـفــراق الــــذى كــنــا نــحــاذره

---------------


أمـا لِـجَـمـيـلٍ عِنْدكُنَّ ثَوابُ

ولا لِـمُـسـيءٍ عِـنْـدَكُنّ مَتَابُ

إذا الـخِـلُّ لَـمْ يَـهْجُركَ إلا مَلالةً

فَـلَـيْـسَ لهُ ، إلا الفِرَاقَ ، عِتابُ

إذا لـم أجـد مـن خُـلَّةٍ ما أُرِيدُه

ُ فـعـنـدي لأُخْـرى عَزْمَةٌ وَرِكابُ

ولـيـس فِراقٌ ما استطعتُ

فإن يَكُنْ فِـراقٌ عـلـى حَـالٍ فليس إيابُ

صَـبـورٌ ولـو لـم يـبقَ مني

بقيةٌ قَـؤُولٌ وَلـوْ أنَّ الـسيوفَ جَوابُ

وَقُـورٌ وأحـداثُ الـزمانِ

تَنوشني وَلِـلـمـوتِ حـولي جِيئةٌ وَذَهَابُ

بِـمـنْ يَـثِـقُ الإنسانُ فيما يَنُوبهُ

ومِـنْ أيـنَ لِـلحُرِّ الكَريم iiصِحابُ

وقـدْ صَـارَ هـذا الناسُ إلا

قَلَّهُمْ ذِئـابٌ عـلـى أجْـسَادِهنَّ ثِيابُ

تَـغَـابـيـتُ عن قومٍ فَظَنوا غَباوةً

بِـمَـفْـرِقِ أغـبانا حصًى iiوَتُرابُ!

ولـو عَـرفـونـي بَعْضَ مَعرِفَتي بِهمْ

إذاً عَـلِـمـوا أنـي شَهِدتُ وغابوا

إلـى الله أشـكـو أنـنـا بِمنازلٍ

تَـحـكَّـمَ فـي آسـادِهنّ كِلابُ

تَـمُـرُّ الـلـيالي لَيْسَ لِلنَّقْعِ مَوْضِعٌ

لَـديَّ ولا لِـلـمُـعْـتَفِين جَنَابُ

ولا شُـدَّ لـي سَرْجٌ على مَتنِ سابحٍ

ولا ضُـرِبـتْ لـي بِـالعراءِ قِبابُ

ولا بَـرقـتْ لـي فـي اللقاءِ قواطعٌ

ولا لـمـعـتْ لي في الحروبِ حِرابُ

سَـتَـذكـر أيـامـي نُميرٌ

وَعَامرٌ وكـعـبٌ ، عـلى عِلاتها ، وكِلابُ

أنـا الـجـارُ لا زادي بَطِيءٌ

عَليْهِمُ ولا دونَ مـالـي فـي الحَوادثِ بَابُ

ولا أطـلـبُ الـعَوراءَ مِنها أُصِيبها

ولا عـورتـي لِـلـطـالبينَ تُصابُ

بَني عَمِّنا ، ما يَفْعَلُ السيفُ في

الوغى إذا قـلَّ مِـنْـهُ مَـضـرِبٌ وَذُبابُ

بَـنـي عَـمِّنا ، نحنُ السَّواعِدُ وَالظُّبَا

وَيُـوشِـكُ يـوماً أن يكونَ ضِرابُ

ومـا أدَّعِـي مـا يَـعـلَمُ الله غَيرهُ

رِحَـابٌ عَـلِـيٍّ لِـلـعُفاةِ رِحابُ

وأفـعـالـهُ لِـلـراغـبـين كَرِيمةٌ

وأمـوالـهُ لـلـطـالـبين نِهَابُ

ولـكـنْ نَـبَـا مِـنهُ بِكَفِّيَ صَارمٌ

وأظـلـمَ فـي عَـيْـنَيَّ مِنهُ شِهابُ

وأبـطـأَ عَـنِّـي والـمـنايا سريعةٌ

وَلِـلـمـوتِ ظِـفْرٌ قد أطلَّ ونابُ

فـإن لـم يَـكـنْ وِدٌ قَـرِيبٌ تَعُدُّه

ُ ولا نَـسَـبٌ بـيـن الرجَالِ قِرابُ

فـأحـوطُ لـلإسلام أنْ لا

يُضِيعني ولـي عَـنْـهُ فِـيـهِ حَوْطةٌ وَمَنابُ

ولـكـنـنـي راضٍ على كلِّ

حالةٍ لِـنَـعْـلَـمَ أيَّ الـخُـلَّتينِ سَرابُ

ومـا زِلـتُ أرضـى بـالقليل

محبةً لَـدَيْـهِ ، ومـادون الكثير حِجابُ

وأطـلُـبُ إبـقـاءً على الوُد أرضَهُ

وذِكـرى مِـنـي في غيرها وطلابُ

كـذاكَ الـوِداد الـمحضُ لا يرتجى لهُ

ثـوابٌ ، ولا يُـخـشى عَليهِ عقابُ

وقدْ كُنتُ أخشى الهجرَ والشمْلُ جَامِعٌ

وفـي كُـلِّ يَـوْمٍ لُـقْـيَةٌ وخِطَابُ

فـكـيـف وفيما بيننا مُلْكُ قَيْصَرٍ

ولِـلْـبَـحْرِ حولي زَخْرَةٌ وَعُبَابُ ?

أَمِـنْ بَـعْـدِ بَذْلِ النفس فيما تُرِيدُهُ

أثـابُ بِـمُـرِّ الـعَتبِ حِينَ أُثابُ

فـلـيـتـك تـحلو والحياةُ مريرةٌ

ولـيـتـك تـرضى والأنامُ غِضابُ

ولـيـتَ الـذي بـيني وبينك عَامرٌ

وبـيـنـي وبـيـن العالمين خَرابُ

إذا صـحَّ مِـنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّنٌ

وكُـلُّ الـذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُ

---

عند موت ابي فراس في ساحة القتال بعد ان جرح جرحا بليغا ، وقبل ان يلبي نداء ربه سمع ابنته تبكي وتنوح من قلب مجروح فقال

ابنيتي لا تحزني
كل الأنام الى ذهاب

ابنيتي صبراً جميلاً
للجليل من المصاب

نوحي عليّ بحسرة
من خلف سترك والحجاب

قولي اذا ناديتني
وعييت عن رد الجواب

زين الشباب ابو فراس
لم يمتع بالشباب

:24::24::24:
وردة*
 
أعلى