بعيداً عن الإنسانية!


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

شعور العَجز كالسّكين تُغرَس في قلوب مَن أهمّهم أمر أمّتهم، فتزايد همّهم بعجزهم، أن نعيش كل هذا الانحدارٌ في سلّم التاريخ الإنساني، أن نشاهد الخذلان كلّ يوم يقدّم بفخامة باذخة السّواد للجيش السوري، فذلك ينبئ بأن تخلّفاً فكرياً أصاب الأمّة هذا إنْ كانت ما زالت مُعترفة بوضعها كأمّة، وكجسدٍ تتداعى له سائر أعضائه بشكوى واحد!
أعتقد بأن النسيان خطيئة وأن محاولة التناسي ذنب، راسخٌ في ذهني ذلك المشهد الواقعي بحقيقته، الخيالي بألمه، أم قُتِلت وطفلتها التي لم تتجاوز الست سنوات -حسب تقديري- بين يديها، فاغرة فاها شاخصة عيناها، تُسأل مَن هذه التي بجانبك؟ ترد أمّي، لن أنسى نظرتها، خوفها، دموعها، عتابها، ملامحها التي نحتت الألم في أقسى صوره، ما زالت أصغر من أن تتجرّع كل هذا الألم! والله يا أسياد أمّتنا إنكّم عنها مساءلون، ماذا ستجيبون؟ عن أي ذنبٍ ستكفرّون؟ إلى متى تحت عباءة الخوفِ تستترون؟ الأمة أمانة فلا تكونوا ممن اؤتمن فخان الأمانة، ولا ترضوا لها بالمهانة، اخلعوا ثياب الذّل فهي لم تُفَصّل لأمة الإسلام، استيقظوا بربّكم و ودّعوا الأحلام، اهجروا المنام، كفانا ما لطَّخ جبين أمتنا من عار، أعيدوا لها روحها بشجاعة القرار.
لن أقول أين الضمائر؟ فقد بُحَّت الحناجر، وصار الإنسان بالإنسان فاجر، ولن نسترحم القلوب لتهرع إلى سورية، فإن القلوب تقلّبت وتنكّرت للإنسانية! بل أقول أين العقول؟ يا حكّام الدّول وقادة الأمّة، انه من السطحية بمكان أن يُظَن بأن سورية كيان منفصل، وبأن ما يصيبها لن يصيبنا، بالطبع لا إنها الجزء الأهم، سلامتها تعني سلامة الكل وبعلّتها تعتل الأمّة، فإن نامت ضمائركم وماتت قلوبكم، نستحلفكم بالله.. فكروا بعقولكم! إن كان مستقبل دولكم يهمكم فاهرعوا، طال السّكوت فاصرخوا، بعيداً عن الإنسانية التي ما عادت تغريكم، فإنّ المصلحة واحدة، لا يغرنكم البعد الاستراتيجي واستقرار أوضاع بلادكم، فما الصمت إلا ديْناً سيُرَد يوماً!
وددت أن أقذف بمقالي في أذن كلّ مَن يملك مساندة فعلية لسورية بقرارٍ حازم، تمنيت أن أهزّ أكتافهم بعنف! معاتبةً متسائلة، وددت أن أفعل ذلك، علّها تكون الصحوة
 
أعلى