حــــآرة آخــــر وآحـــــــد حــــــــآرس !!

ταℓα syяɪα

وطــــ آنــــثــــى بــنـــكـــهـــة ـــــــن

إنضم
Aug 25, 2009
المشاركات
2,539
مستوى التفاعل
60
المطرح
بعيدة مسافة تكفل إصابتي بحُمّى الوطنْ !
رسايل :

مكتوبة من ولادتي في الوريد ,, دمشقية نرجسية وراسي عنيد !!


.






[ ظرف المكان ..]




( قبل الحارة ببصقة )


هذه المدينة ..
تحلم بأن تُصبح عاصمة

هذه المدينة لم تحقق حلمها
لأنها مازالت نائمة ..!



( المدخل : لمبة مكسورة )

ذلك المخفر ..
لهُ سورٌ قصير , بل اقصر
يقفز من فوقه اللصوص
و يحفر من تحته العسكر ..!



( اول باب)

هنا كانت جدتي تُنجب الحِكايات و الأيام
هنا كان بيتنا بابٌ و كانت نافذتنا جارة
هنا ماتت جدتي و اصبحت الأيام تُنجب الأيتام
يضاجعون الحِكايات لتنُنجب لهم حارة ..!



( سور المدرسة )

هنا اربعة خطوات بين فردة حذاء و فردة حذاء اُخرى
كان اطفال الحي يرسمون بها المرمى
بينما كان المرمى الآخر
مرسوماً كطيف بين باب المدرسة و باب غرفة الحارس
و لأنهم جميعاً يريدون ان يكونوا بمثابة الهداف الماهر
تقرر ان يصدروا نظام ( آخر واحد حارس ) ..!




( دكان الحارة )

كان هنا اربعة صبية
الأول اصبح الآن مجنداً في الجيش
و الثاني مازال حتى الآن يعيش
و الثالث اصبح الآن تاجراً يأكل الدجاج و يبيع الريش
و الرابع الآن يشتري من الثالث و يبيع للأول و الثاني الحشيش ..!







[ جدران من الوجوه .. ]




( هذا مؤذن المسجد صالح )

يبيع صناديق البطاط و الثوم و الباميا و الليمون
و ينادي الناس للصلاة من ذات المايكرفون ..!



( هذا مسعود .. السكيورتي )

كان إلى جانب الطريق .. يسير
يُطعم ثقب جيبه بعضاً من اصابعه
يلتقطها احد المارة و ينادي ( لمن تكون هذه الأصابع )
و لا يلتفت .. خشية أن يعلم الناس بثقب جيبه الجائع ..!



( هذا صديقي ناصر )

كنت اتعجب من حرصه و اهتمامه
كان طموحه يعتلي السحاب .. وكان منضبطاً كـ نبض
و لكن كما ترون تنقصه عدة سنتمترات ليحقق احلامه
فصاحبنا من اقرب الرجال الى الأرض ..!




( هذا علي .. خريج سجون )

ذات يوم سأله ضابط أمن :
لما تخبئ التُراب في جيبك ؟
قال له : إطمئن , انا لا اخبئ ايةُ شيء
فهذا التراب لوطنٍ اراد ان يدفنني و انا حي ..!



( هذا منيف إبن الحارس )

اراني ذات يوم صورة لحذاء .. وقال بملئ الحنين
هذه صورتي عندما كنتُ طفلاً في المدرسة
سألته بتعجب : اين ! .. قال : معك حق
انت لا ترني لقد كبرت و لم تعد تتسع الصورة لغير الحذاء ..!



( هذا ابو فواز : موظف متقاعد )

ذات يوم ..
سألني وهو ينظر الى الشارع
ماذا لو انك كنت تلك الشجرة !
هل ستقبل بأن تبقى على الرصيف ؟
قلت : و ما المشكلة !
ابتسم و قال : هكذا كان يقول ذلك المقعد قبل الخريف ..!




( هذا عبدالله : مُعقب )

ذات يوم ..
سألوني إن كُنت اعرفه من قبل فـ قلت :
في الصفوف الإبتدائية سرق مني مسطرة
و هو الآن انسان مستقيم ..!



( هذه اُم بندر )

دائماً ما اراها عند إشارة المرور ..
تتبدل الألوان و كأنها تقلب صفحات الوجوه
و وحدها ملامح العازة و التسول لا تتبدل
رأيتها تتسول نصف نافذة لتحظى بسؤال صدقة
و رأيت النوافذ لا تفتح إلا لرمي بصقة ..!




( و هذه آخر حكايا العجائز )

منتصف الليل ,
خرجت من ثُقب رئة ,
بعد أن لفظتها انفاس الويل ..
تعدو و تسقط و هي عارية
تعبر الشارع على إستجداء

و من ثقب تلك الرئة
تتبعت اثرها اقدام العسة ..
و من خُرم الباب .. كانت تنظر المدينة من النافذة خلسة

اعلن النظام ليلتها قانون الطوارئ
و اعلن أن من سيقبض عليها سوف يكافئ
فنصب كلاً فخة ,
و إنشغل الأمن و الناس من اجل القبض على صرخة ..!








[ ترنيمة .. ]


يا صاحبي ..

المسافه خطأ , و الخُطى ذنوب
و ساق الأماني شقى , و كل المداين طوب

يا صاحبي ..

كل الأماني رمـاد
و إلي بقى , في سلة المواعيد
ما هو بعيد , ولو مات ينعاد

يا صاحبي ..

قصت الريح من عمري تذاكر
و اكسرت بعيني غصن
و خذت من احلامي دفاتر
و بعثرت على خدي وطن

يا صاحبي ..

المسافه قيد ,
و الخُطى يا دوب يا دوب
و ساق الشقى مواعيد
و مال الأماني جيوب ..|

راق لي
 
أعلى