{Dark~ Lord}
قلب الأسد
- إنضم
- Feb 5, 2011
- المشاركات
- 6,451
- مستوى التفاعل
- 71
- المطرح
- بين أوراق الياسمين
حكاية قبل المنام ,,
على سريري أتهاوى كل ليلة ضائعا" بين أرق و خوف و قلق فوق وسادة تغرق فيها الأنفاس بسيل من عبراتها فأضمها لصدري و أربت على رأسها بكفي التي إرتعشت أناملها و أداعب جدائلها كي تغفو فترجوني كالأطفال أن أروي لها حكاية قبل المنام : و حين أخبرتها أن حكايتنا ستكون عن حرية قادمة من حمص العدية .. ضحك محياها و أخذت تهز كتفي كي أعجل في فك عقدة لساني و هي تهتف بلكنتها الحمصية المحببة لقلبي (( حاجي عاد إحكي نطفتلي قلبي )) .. و بت أروي لها الأمل و أخفي عنها الوجع و خاطبتها قائلا" : يا حمص الأبية لا تحزني و لا تتنهدي بحسرة حتى و لو ألفت شوارعك العتيقة الدم و إصبري و لا تجزعي و في كل يوم جمعة إفتحي نار إيمانك على أعدائك . يا حمص أصبحت قصتنا قصة مضحكة فهذا يريد كرسيا" و ذاك يرغب بالحفاظ عليه و آخر يود الإنتقام لمن أهانه في وسائل الإعلام و سيدفع أمواله لكل متطوع سيجاهد في سبيل رد إعتبار مشيخته و آخرون سيدعون حرصهم على حقوق الإنسان و هم أكثر من سفكوا الدماء بأيديهم و أيدي حلفائهم في مشارق الأرض و مغاربها . لك الله يا حمص فهذه أمة إعتادت أن تذبح أبناءها لأسباب تتعلق بالخلافة و السلطنة و الرئاسة و من يشكك في هذا فليقرأ التاريخ بعد وفاة سيد الخلائق و البشر و ليسأل الصديق و ذي النورين و أبا موسى و إبن العاص و إبن الزبير و إبن مروان و خلفاء بني أمية و بني العباس و أبناء القسطنطينية و الحجاز و بلاد الشام و الإنقلابات العسكرية المتعاقبة بعدها . ماذا أقول لك يا زوجتي الحبيبة ؟ أأقول تبا" لهذا الربيع الذي يروي أيامه بالدماء كيف يمكنني أن أبعث في نفسك السكينة بعد كل كابوس يجتاحك في المنام ؟ و أنت تصرخين عاليا" : (( أبي ... إمي ... أخي )) كيف أستطيع أن أرسم الإبتسامة على شفتيك مجددا" و حمصك تقتل بدم بارد .. فكم من الأطفال سيموت بعد ؟ و كم من النساء ستنتهك أعراضها ؟ و كم من الشيوخ سيذبحون كالشاة الجرباء ؟ و كم ... و كم ... و كم أيها القتلة المجرمون ؟ نامي يا عزيزتي فلكل ظالم يوم قصاص و دعوة المظلوم ليس بينها و بين رب العالمين حجاب و أدعو العزيز الجبار أن ينتقم منهم و يذلهم و يخزيهم أجمعين .
على سريري أتهاوى كل ليلة ضائعا" بين أرق و خوف و قلق فوق وسادة تغرق فيها الأنفاس بسيل من عبراتها فأضمها لصدري و أربت على رأسها بكفي التي إرتعشت أناملها و أداعب جدائلها كي تغفو فترجوني كالأطفال أن أروي لها حكاية قبل المنام : و حين أخبرتها أن حكايتنا ستكون عن حرية قادمة من حمص العدية .. ضحك محياها و أخذت تهز كتفي كي أعجل في فك عقدة لساني و هي تهتف بلكنتها الحمصية المحببة لقلبي (( حاجي عاد إحكي نطفتلي قلبي )) .. و بت أروي لها الأمل و أخفي عنها الوجع و خاطبتها قائلا" : يا حمص الأبية لا تحزني و لا تتنهدي بحسرة حتى و لو ألفت شوارعك العتيقة الدم و إصبري و لا تجزعي و في كل يوم جمعة إفتحي نار إيمانك على أعدائك . يا حمص أصبحت قصتنا قصة مضحكة فهذا يريد كرسيا" و ذاك يرغب بالحفاظ عليه و آخر يود الإنتقام لمن أهانه في وسائل الإعلام و سيدفع أمواله لكل متطوع سيجاهد في سبيل رد إعتبار مشيخته و آخرون سيدعون حرصهم على حقوق الإنسان و هم أكثر من سفكوا الدماء بأيديهم و أيدي حلفائهم في مشارق الأرض و مغاربها . لك الله يا حمص فهذه أمة إعتادت أن تذبح أبناءها لأسباب تتعلق بالخلافة و السلطنة و الرئاسة و من يشكك في هذا فليقرأ التاريخ بعد وفاة سيد الخلائق و البشر و ليسأل الصديق و ذي النورين و أبا موسى و إبن العاص و إبن الزبير و إبن مروان و خلفاء بني أمية و بني العباس و أبناء القسطنطينية و الحجاز و بلاد الشام و الإنقلابات العسكرية المتعاقبة بعدها . ماذا أقول لك يا زوجتي الحبيبة ؟ أأقول تبا" لهذا الربيع الذي يروي أيامه بالدماء كيف يمكنني أن أبعث في نفسك السكينة بعد كل كابوس يجتاحك في المنام ؟ و أنت تصرخين عاليا" : (( أبي ... إمي ... أخي )) كيف أستطيع أن أرسم الإبتسامة على شفتيك مجددا" و حمصك تقتل بدم بارد .. فكم من الأطفال سيموت بعد ؟ و كم من النساء ستنتهك أعراضها ؟ و كم من الشيوخ سيذبحون كالشاة الجرباء ؟ و كم ... و كم ... و كم أيها القتلة المجرمون ؟ نامي يا عزيزتي فلكل ظالم يوم قصاص و دعوة المظلوم ليس بينها و بين رب العالمين حجاب و أدعو العزيز الجبار أن ينتقم منهم و يذلهم و يخزيهم أجمعين .